معلومات عن أشهر الأوبئة في العصر الحديث، وما هي طرق التعامل معها؟

[faharasbio]

الأوبئة في العصر الحديث

بعد انتهاء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩)، يتساءل العديد من الناس عن الأوبئة السابقة في تاريخ البشر.

في هذا المقال سنسلط الضوء على الأوبئة في العصر الحديث، وسيكون هناك مقال منفصل يتحدث عن الأوبئة على مر التاريخ قريباً.

ضرب وباء الطاعون بأنواعه الثلاثة العالم كثيرًا عبر التاريخ وأودى بحياة الملايين، وهذا ما سنراه في مقال الأوبئة على مر التاريخ، كما ظهر وباء الطاعون في العصر الحديث أيضًا.

أشهر الأوبئة في العصر الحديث

سنذكر في الفقرات التالية أسماء أشهر الأوبئة في العصر الحديث، مع ذكر الزمان والمكان وحصيلة الوفيات:

طاعون منشوريا (١٩١٠-١٩١١)

انتشر الطاعون في منشوريا في الصين من سنة ١٩١٠ إلى ١٩١١ وراح ضحيته ما يقارب ٦٠ ألف شخص.

وباء الكوليرا

ضرب وباء الكوليرا العالم ٧ مرات في العصر الحديث على مدى ١٥٠ عام وفي مناطق متعددة وهي مفصلة في الفقرات الآتية:

الوباء الأول: ١٨١٧

ظهر وباء الكوليرا الأول في البنغال، ثم انتشر بعد ذلك في الهند عام ١٨٢٠، وأودى بحياة مئات الآلاف من الهنود وعشرة آلاف جندي بريطاني.

ثم امتد الوباء إلى الصين، إندونيسيا، جزيرة جاوا وبحر قزوين في أوروبا وحصد أرواح الآلاف قبل أن ينحسر.

الوباء الثاني: ١٨٢٩

عاد وباء الكوليرا ليضرب ثانيةً في روسيا والمجر متسببًا في وفاة ما يقارب من ١٠٠,٠٠٠ شخص.

وفي عام ١٨٣١ ضرب أيضًا في ألمانيا وقتل الآلاف، وضرب مصر وقتل فيها ١٣٠,٠٠٠ شخص.

وفي عام ١٨٣٢ وصل هذا الوباء إلى لندن والمملكة المتحدة ومات نتيجته أكثر من ٥٥,٠٠٠ شخص.

كما وصل في نفس العام إلى باريس وتوفي فيه ٢٠,٠٠٠ شخص، وأصبح يطلق عليه في باريس اسم “الكوليرا الملك”، وبلغ مجموع الوفيات في فرنسا ١٠٠,٠٠٠ حالة وفاة.

كان الوباء ينتشر عبر المدن المرتبطة ببعضها البعض عن طريق الأنهار والبواخر، فوصل إلى كيبك، أونتاريو، نوفا سكوشا ونيويورك في نفس العام.

كما وصل الوباء إلى ساحل المحيط الهادئ لأمريكا الشمالية في عام ١٨٣٤، وقد أصاب الوباء المكسيك بين عامي ١٨٣٣-١٨٥٠.

وبدأ الوباء يتفشى لمدة عامين في إنجلترا وويلز في عام ١٨٤٨، وأدى إلى وفاة أكثر من ٥٢,٠٠٠ شخص. كما ضرب الوباء مكة المكرمة في عام ١٨٤٦ وقتل ما يقارب ١٥,٠٠٠ شخصًا.

الوباء الثالث: ١٨٥٢-١٨٦٠

أثر الوباء الثالث للكوليرا بشكل رئيسي على روسيا، حيث قتل أكثر من مليون شخص فيها.

وفي عام ١٨٥٢ انتشرت الكوليرا شرقًا إلى إندونيسيا، ثم إلى الصين واليابان في عام ١٨٥٤، وفي عام ١٨٥٨ أصابت الفلبين.

ثم في عام  أصابت كوريا ١٨٥٩، وفي نفس العام ساهم تفشي هذا الوباء في البنغال في انتقال العدوى بواسطة المسافرين والقوات العسكرية إلى إيران والعراق وشبه الجزيرة العربية وروسيا.

أما اليابان فقد تعرضت لسبعة تفشيات على الأقل من وباء الكوليرا بين عامي ١٨٥٨-١٩٠٢.

الوباء الرابع: ١٨٦٣-١٨٧٥

بدأ وباء الكوليرا الرابع في دلتا نهر الغانج من البنغال وسافر مع الحجاج المسلمين إلى مكة المكرمة وأودى بحياة ٣٠,٠٠٠ شخص من أصل ٩٠,٠٠٠ حاج.

ثم انتشرت الكوليرا أيضاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وانتقلت إلى روسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية.

في عام ١٨٦٥ وصل الوباء إلى شمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، وأودى بحياة الآلاف.

كما أودى الوباء الرابع للكوليرا بحياة ٩٠,٠٠٠ شخص في روسيا في عام ١٨٦٦.

ويُقدر أن وباء الكوليرا انتشر مع الحرب النمساوية البروسية في عام ١٨٦٦ وأودى بحياة ١٦٥,٠٠٠ شخص في الإمبراطورية النمساوية، بما في ذلك ٣٠,٠٠٠ شخص في كل من المجر وبلجيكا، بالإضافة إلى  ٢٠,٠٠٠ ضحية.

الوباء الخامس: ١٨٨١-١٨٩٦

أدى الوباء الخامس للكوليرا بين عامي ١٨٨٣-١٨٨٧ إلى وفاة ٢٥٠,٠٠٠ شخص في أوروبا، وأكثر من ٥٠,٠٠٠ حالة وفاة على الأقل في الأميركتين.

وأدت الكوليرا إلى وفاة ما يقارب ٢٦٠,٠٠٠ شخص في روسيا في عام ١٨٩٢، و١٢٠,٠٠٠ شخص في إسبانيا، و٩٠,٠٠٠  شخص في اليابان، وأكثر من ٦٠,٠٠٠ شخص في إيران.

وفي مصر أودت الكوليرا بحياة أكثر من ٥٨,٠٠٠ شخص.

الوباء السادس: ١٨٩٩-١٩٢٣

لم يكن لوباء الكوليرا السادس تأثير يذكر في أوروبا الغربية بسبب التقدم في مجال الصحة العامة، بينما تأثرت به المدن الروسية الكبرى والدولة العثمانية بشكل كبير.

توفي أكثر من ٥٠٠,٠٠٠ شخص في روسيا بسبب الكوليرا بين عامي ١٩٠٠-١٩٢٥، وأكثر من ٢٠٠,٠٠٠ شخص في الفلبين بين عامي ١٩٠٢-١٩٠٤.

كما اندلع وباء الكوليرا ٢٧ مرة خلال مواسم الحج في مكة المكرمة من القرن التاسع عشر إلى عام ١٩٣٠.

وقتلت الجائحة السادسة للكوليرا أكثر من ٨٠٠,٠٠٠ شخص في الهند.

الوباء السابع: ١٩٦١-١٩٧٥

بدأ وباء الكوليرا السابع في إندونيسيا، وسُمي بوباء كوليرا الطور على اسم سلالة الفيروس، ووصل إلى باكستان الشرقية وبنغلاديش، ثم وصل إلى الهند والاتحاد السوفيتي.

ثم انتشر الوباء من شمال أفريقيا إلى إيطاليا في عام ١٩٧٣، ومع أنه تم إنتاج لقاح للكوليرا في عام ١٨٨٥ إلا أن استخدامه لم يقضِ على المرض، واستمرت الكوليرا في الظهور وقتل العديد من البشر في أماكن متفرقة.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن موجة التفشي السابعة للكوليرا التي بدأت في عام ١٩٦١ لا تزال مستمرة حتى الآن.

وطبقاً لإحصائيات المنظمة يُصيب وباء الكوليرا ٢-٤ مليون شخص سنويًا ويتسبب بوفاة ما يقارب ١٠٠ ألف.

وينتشر الكوليرا حاليًا في الأماكن التي تعاني من سوء التغذية ومن تلوث المياه والأغذية.

الإنفلونزا الإسبانية (١٩١٨-١٩١٩)

في عام ١٩١٨ اجتاح وباء الإنفلونزا الإسبانية العالم والذي يسمى وباء الإنفلونزا، وقد أصاب نحو نصف مليار إنسان وأودى بحياة ما بين ٥٠-٧٥ مليون شخص.

وهو يعد من أشهر الأوبئة في القرن العشرين وأكثرها حصدًا للأرواح، وقد ظهر أواخر الحرب العالمية الأولى لتضيف إلى العالم معاناة جديدة إضافة إلى معاناة الحرب.

لم يهتم العالم كثيراً بالوباء؛ بسبب انشغالهم بأمور أخرى في أعقاب الحرب العالمية، فضلًا عن تضرر المنشآت الصحية ووفاة آلاف الأطباء في الحرب.

وكان السبب الرئيسي للوفاة في هذا الوباء هو الاختناق؛ نتيجة التهاب ونزيف رئوي.

الإنفلونزا الآسيوية (١٩٥٧-١٩٥٨)

ظهر هذا الوباء في الصين بين عامي ١٩٥٧-١٩٥٨، وانتشر في سنغافورة وهونغ كونغ ثم في الولايات المتحدة ونتج عنه عدد كبير من الضحايا.

إنفلونزا هونع كونغ (١٩٦٨ – ١٩٧٠)

بعد مرور ٥٠ عامًا من تفشي الإنفلونزا الإسبانية، انتشر فيروس آخر للإنفلونزا في جميع أنحاء العالم. 

وتشير التقديرات إلى أن عدد الوفيات العالمية الناجمة عن هذا الفيروس بلغ نحو مليون شخص، أكثرهم في الولايات المتحدة. 

وكان هذا الوباء هو ثالث وباء للإنفلونزا يحدث في القرن ال٢٠، بعد الإنفلونزا الإسبانية والإنفلونزا الآسيوية.

ويُعتقد أن الفيروس المسؤول عن الإنفلونزا الآسيوية تطور وعاد إلى الظهور بعد ١٠ سنوات.

وبالرغم من أن فيروس إنفلونزا هونغ كونغ لم يكن قاتلاً مثل الإنفلونزا الإسبانية، فإنه كان معدياً بشكل استثنائي، حيث أصيب ٥٠٠ ألف شخص في غضون أسبوعين من الإبلاغ عن أول حالة في هونغ كونغ.

اقرأ أيضًا: أقدم 10 فيروسات في العالم

متلازمة نقص المناعة المكتسبة -الإيدز- (١٩٨١)

في عام ١٩٧٦ ظهر الإيدز في الكونغو وانتشر في مختلف أنحاء العالم وقد أودى بحياة ٣٦ مليون شخص حول العالم.

السارس (٢٠٠٢-٢٠٠٣)

السارس أو المتلازمة التنفسية الحادة تسببها أحد فيروسات كورونا السبعة التي تصيب البشر، ويشبه تركيبها الوراثي تركيب فيروس كورونا المستجد بنسبة ٩٠% تقريباً.

وفي العام ٢٠٠٣، أصبح السارس الذي نشأ في مقاطعة غوانغدونغ الصينية وباءً عالمياً، وانتشر سريعاً في ٢٦ دولة، وأصاب أكثر من ٨٠٠٠ شخص.

ويعتبر السارس أقل من فيروس كورونا المستجد عدوى، فنقله مرتبط بظهور الأعراض على المريض خلافًا لكوفيد-١٩، وهذا ساعد على السيطرة على تفشيه.

اقرأ هذا المقال للتعرف على الفرق بين فيروس كورونا المستجد وفايروس السارس.

إنفلونزا الطيور (٢٠٠٣)

هو عبارة عن نوع من أنواع الإنفلونزا وليدة الفيروسات الحيوانية المعدية، وظهر أول مرة في فيتنام.

وأصاب أكثر من ١٤٠٠ شخص، وقتل منهم ما يقارب ٤٠٠ شخص.

إنفلونزا الخنازير إتش١ إن١ (٢٠٠٩-٢٠١٠)

انتشر وباء إنفلونزا الخنازير في عام ٢٠٠٩، وقد اكتشف أول مرة في المكسيك، قبل أن ينتشر في العديد من دول العالم بعد ذلك.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن إنفلونزا الخنازير يعد من أكثر الفيروسات خطورة؛ حيث يتمتع بقدرة سريعة على التغير، هرباً من تكوين مضادات له في الأجسام التي يستهدفها.

أصاب الفيروس ما يصل إلى ٥٠٠ مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

وفي ٢٠١٠ قدرت منظمة الصحة العالمية الوفيات الناتجة عن الفيروس بـ ١٨,٥٠٠  شخص حول العالم، بينما قالت دراسة نُشرت عام ٢٠١٢ إن الأعداد الحقيقية للوفيات تتراوح بين ١٥١ ألفاً و٥٧٥ ألفًا حول العالم.

ميرس (٢٠١٢)

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو ميرس هي متلازمة نشأت عن فيروس تاجي تم اكتشافه عام 2012 في العديد من دول الشرق الأوسط، وقد أصاب الفيروس أكثر من ٢,٥٠٠ شخص.

إيبولا (٢٠١٣-٢٠١٤)

ظهر فيروس إيبولا أول مرة عام ١٩٧٦ وتفشى في السودان وجمهورية الكونغو في قرية تقع على مقربة من نهر إيبولا الذي اكتسب المرض اسمه منها.

وفي عام ٢٠١٤ تفشى إيبولا مرة أخرى في غينيا وانتقل منها إلى العديد من الدول الأفريقية ووصل حتى الولايات المتحدة بواسطة مسافر واحد فقط.

وأصاب الفيروس أكثر من ٢٧ ألف شخص في أفريقيا، وأودى بحياة ١١ ألف حالة.

ولا يوجد حتى الآن علاج مُرخص به للاستعمال لفيروس إيبولا، ولكن يُحرص على توفير الرعاية الطبية المناسبة للمصابين به وتقديم أدوية تعزز كفاءة الجهاز المناعي.

فيروس زيكا (٢٠١٥)

فيروس زيكا ليس فيروسًا قاتلًا، لكنه يسبب تشوه خلقي عند الأطفال حديثي الولادة، وينتقل إليهم من الأم.

اكتشف أول مرة في أوغندا، وأصاب أكثر من ٥٥٠ ألف شخص، ولم تسجل له أي حالات وفاة.

فيروس كورونا المستجد (٢٠١٩ – ٢٠٢٠)

أما بالنسبة لكوفيد-١٩ فقد أصاب أكثر من 613 مليون شخص، وقتل أكثر من 6.53 مليون حالة، حتى تاريخ تعديل هذا المقال. ننصحك بقراءة الاثار الايجابية لفيروس كورونا المستجد.

تحرير: بيلسان عماد

المراجع

(قائمة الأوبئة – ويكيبيديا)

(نهاية الأوبئة السابقة – الجزيرة)

(الكوليرا – اليوم السابع)

(الأوبئة العالمية – الشروق، 2020)

(الأوبئة في التاريخ – RT Arabic، 2020)

[ppc_referral_link]