أسباب برودة القدمين وعلاجها

[faharasbio]

أسباب برودة القدمين وعلاجها

يُعتبر فصل الشتاء هوَ الفصل المفضّل للكثيرين، لأنَ أغلب الأفراد يشعرون برائحة المطر ويحبون الأجواء الباردة والجلوس قربَ المدفئة وارتداء الملابس فوقَ بعضها والمشي في المساء بالرغم من برودة الجوّ لأنَ نسمات الهواء تشعرهم بطاقةٍ إيجابية وراحةٍ نفسية، وبالفعل إنَ هذا الفصل رائع ويُعبّر عن الخير أثناءَ هطول الأمطار والثلوج، وهؤلاء الأفراد قد يُعانون من برودة الأطراف بالرغم من حبّهم لفصل الشتاء، فنُلاحظ أنهم يرتدون جوربين أو أكثر لتدفئة قدميهم ويرتدون القفازات لتدفئة أيديهم.

ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ بالرغم من طبقات الملابس والجوارب التي يرتدونها إلّا أنَ قدميهم مجمدة طوالَ الوقت، وهذا أمر طبيعي قد يعود لانخفاض درجات الحرارة عن معدلها الطبيعي وبالتالي عدم وصول الدم الكافي إلى الأطراف ممّا يجعلها باردة، ولكن هذه البرودة منَ المُمكن أن تستمر بعدَ انتهاء فصل الشتاء وتكون ناتجة عن أسبابٍ متعددة قد تُنذّر بمشاكلٍ صحيّة يُواجهها الإنسان، ولذلك ما هيَ أسباب برودة القدمين؟ وما هيَ طرق علاجها؟

ما هيَ أسباب برودة القدمين؟

تتعدّد أسباب الشعور ببرودة في القدمين، فإما أن تكون طبيعية ناتجة عن الطقس أو بسبب مشاكلٍ صحيّة تتمثل في:

الحالة النفسية السيئة:

من منّا لا يشعر بحالةٍ نفسية تكاد أن تكون صعبة جداً؟ وخاصةً إذا كنّا في حالة ضغط ما بينَ العمل ومسؤوليات الحياة، فيشعر الإنسان بحالةٍ منَ الإجهاد والتوتر والضغوطات التي تُؤثر على جسده وتزيد من برودة قدميه، لأنَ الجسم يُنتج الأدرينالين بشكلٍ متزايد ويعمل على ضخه إلى مجرى الدم، وبالتالي تنقبض تلكَ الأوعية وتقلّ في الأطراف مثل اليدين والقدمين وتزيد من شعورها بالبرودة.

الإصابة بالسكري:

يُمكن ملاحظة أنَ أغلب المُصابين بالسكري يُعانون من برودة في أطرافهم، فهذا المرض يُؤثر بشكلٍ كبير على الدورة الدموية في جسد الإنسان، وعندما يرتفع السكر بنسبٍ متزايدة لهُ دور في تضييق الأوعية وبالتالي لن يصل الدم بكمياتٍ كافية إلى القدمين، ممّا يُؤدي للشعور بنوعٍ منَ الخدر والبرودة.

قصور الغدة الدرقية:

بعض الأشخاص يشعرون بالبرودة أكثر من غيرهم ليسَ في قدميهم فقط بل في كافة أجزاء جسدهم، وهذا المرض ناتج عن نقص هرموني يحدث في الغدة الدرقية عندَ الإنسان ويُسبب مشاكل في الذاكرة والخصوبة وألم في المفاصل والشعور بنعاس وإمساك وحساسية تجاهَ البرد وجفاف في الجلد وظهور الوذمات في الساقين.

وتُؤثر هذه المشكلة على الدورة الدموية فتُؤدي إلى انخفاضها، وعندما تقلّ في الأطراف تزيد من برودتهم، والإصابة بها هيَ أحد الأسباب الشائعة للبرودة في الجسم والأطراف.

مرض رينود:

إنهُ أحد الأسباب المحتملة لهذه المشكلة، ويُعاني من هذا المرض الكثير منَ الأشخاص الذينَ يعيشون في الدول التي تتميز بمناخها البارد، فيبدأ بعرقلة الدماء من حيث وصولها إلى الأطراف وأحياناً لا تصل كميات كافية منَ الدم إلى حلمات الثدي والأذنين والركب والأنف أيضاً.

وعندما يشعر الفرد ببرودة دائمة في أطرافه معَ ظهور احمرار قد يكون دلالة على الإصابة بهِ.

الإصابة بفقر الدم:

أغلب الحالات قد يكون سببها الرئيسي فقر الدم، وذلكَ لعدم وجود ما يكفي من خلايا الدم الحمراء التي تُسهم في نقل الأوكسجين إلى الأنسجة، فمن أعراض الإصابة بهِ {البرودة في الأطراف، الشعور بالدوخة، الإرهاق والتعب الجسدي، الشعور بصداعٍ مستمر، آلام صدرية، ضيق التنفس، تغيّر لون البشرة وزيادة شحوبها}.

داء بورغر:

إنهُ عبارة عن حالةٍ نادرة تُصيب الإنسان ويعود سببها إلى التدخين، فالأوعية الدموية تتأذى وتبدأ بالانسداد بحيث يقلّ وصول الدم بشكله الصحيح إلى القدمين والذراعين، ومن أبرز أعراضه أنَ البشرة تبدأ بالشحوب ويميل لونها إلى الأزرق معَ الشعور بالوخز والخدر والإحساس بالبرودة في القدمين.

الاعتلال العصبي المحيطي:

قد تُصاب الأعصاب المتواجدة في الجسم بالكثير منَ المشكلات أهمها الاعتلال العصبي المحيطي، بحيث يشعر المُصاب بالتنميل والألم والبرودة في أطرافه والضعف بشكلٍ عام، وقد يكون الألم أشبه بالوخز ويُعتبر من أحد الأسباب المحتملة للإصابة بالبرودة بالرغم من أنَ الجو يكون دافء ولا يستدعي ارتداء الجوارب.

ما هيَ طرق علاج برودة القدمين؟

بالتأكيد توجد عدّة علاجات ولكن في البداية يجب الذهاب إلى الطبيب المختص للكشف عن حالتك الصحيّة واكتشاف السبب الكامن وراءَ برودة قدميك المستمرة، ومن ثمَ يبدأ العلاج الآتي:

الحركة الدائمة:

إذا كانت البرودة ناتجة عن الجلوس لأوقاتٍ طويلة في فصل الشتاء، فبالتأكيد ستُعيق وصول الدم إلى الأطراف، فما عليك إلّا ممارسة التمارين الرياضية يومياً في الصباح ومحاولة المشي في الخارج مساءً وتحريك جسدك في المنزل أثناءَ تنظيفه أو العمل.

فعندما تُحرّك جسدك تتدّفق الدورة الدموية إلى كافة أجزائه وتشعر بالدفء، وإذا كنتَ لا ترتدي الجوارب في الشتاء بالرغم من شعورك بالبرودة فننصحكَ بارتداء جوربين على الأقل لحماية قدميك من لسعة البرد، واختر أقمشة {الفرو، الصوف}.

تناول الغذاء الصحيّ:

هل تعلم أنَ الأطعمة لها دور مهم في زيادة دفء الجسم ومدّه بالطاقة؟ وإذا كنتَ تُعاني من برودة القدمين يجب التركيز على الأغذية التي تحتوي فيتامين ب12 مثل منتجات الألبان واللحوم، والتركيز على تناول الحديد في الأطعمة التالية {الحليب، البيض، الدجاج، السمك، اللحم الأحمر، الخضار}.

الحمام الدافء:

يُعتبر من أفضل الخيارات للشعور بالاسترخاء وتدفئة القدمين في الوقت ذاته، فما عليك إلّا إحضار وعاء يحتوي على ماءٍ ساخنة ووضع قدميك بهِ أثناءَ العمل على شاشة حاسوبك من أجل زيادة شعورك بالدفء لمدة تصل إلى ربع ساعة، وخاصةً إذا قمتَ بتجربتها قبلَ النوم فتُساعدك على تقليل الأرق الليلي بحيث تحصل على نومٍ أفضل.

الأعشاب:

قد يكون للعلاج الطبيعي فوائد مهمة في حلّ هذه المشكلة، وخاصةً أثناءَ فترة الحيض المؤلمة التي تُعاني منها النساء، فيُمكنكَ في البداية استهلاك أكواب منَ الأعشاب الساخنة يومياً مثل {الزنجبيل، القرفة} فكلاهما يُساعدان على تخفيف التقلصات وزيادة الدفء والاسترخاء ومدّ الجسم بالحرارة.

التدليك:

ما عليك إلّا عمل مساج خفيف لقدميك في المساء معَ وضع الزيت الذي تحبه أو كريم الترطيب، فهذه الطريقة ستُعزّز تدّفق الدم بنسبةٍ أكبر وتشعر بالدفء أكثر من خلالها.

كما ذكرنا أنَ برودة القدمين منَ الأمور الطبيعية جداً، ولكن إياكَ وتجاهلها إذا كانت مستمرة معَ وجود حمى مرافقة لها أو ألم حادّ في مفاصلك أو خسارة عدّة كيلوغرامات من وزنك بشكلٍ مفاجئ، فيجب استشارة الطبيب لتشخيص الحالة والبدء بعلاجها في وقتٍ مبكّر.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]