أعراض التهاب المرارة وأسبابه وطرق العلاج

[faharasbio]

أعراض التهاب المرارة وأسبابه وطرق العلاج

نتحدث في مقالنا عن التهاب المرارة cholecystitis، وهي عضو ملحق بالجهاز الهضمي، يتوضع على الجانب الأيمن من البطن أسفل الكبد. تقوم المرارة بإفراز العصارات الهاضمة في الأمعاء الدقيقة، وقد يحدث أن تصاب بالتهاب يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تكون مهددة للحياة في حال عدم العلاج، والذي قد بتضمن التداخل الجراحي.

نتحدث في مقالنا عن التهاب المرارة، أسباب حدوثه وأهم أعراض التهاب المرارة ومضاعفاتها، فضلًا عن طرق الوقاية والعلاج.

كيف يحدث التهاب المرارة؟

في معظم الحالات تتسبب حصوات المرارة، بحدوث انسداد كلي أو جزئي في القناة التي تصل المرارة بالأمعاء الدقيقة، وبالتالي سد الطريق أمام العصارة الهاضمة المفرزة في المرارة، وتراكمها مما يسبب حدوث الالتهاب، كما تؤدي عوامل أخرى إلى الإصابة بالتهاب المرارة نذكر منها:

  • الإصابة بالأورام والأمراض الخطيرة، حيث يسبب الورم منع تصريف العصارة الصفراوية وتراكمها داخل المرارة مما يؤهب لحدوث الالتهاب.
  • مشاكل أو خلل بالأقنية الصفراوية، كالالتواءات أو الندوب أو شذوذات بالتنسج، قد تسبب انسدادًا يؤهب لحصول التهاب بالمرارة.
  • المشاكل الوعائية يمكن أن تسبب أضرارًا لأوعية المرارة، وتعيق تدفق الدم إليها، مما يسبب التهابها.
  • بعض حالات العدوى في الجسم كالعدوى الفيروسية والتي تضعف الجهاز المناعي.
  • بعض العمليات الجراحية.
  • ارتفاع كوليسترول الدم.
  • بعض الأمراض تكون مؤهبة أو رافعة لاحتمالية حصول التهاب المرارة كالداء السكري والسمنة إضافة إلى فقر الدم المنجلي.

يجدر الإشارة أنه الإصابة بالتهاب المرارة يكون أشيع عند النساء فوق عمر 50عام، والرجال فوق عمر 60 عام.

 تشخيص التهاب المرارة

يتم تأكيد الإصابة بالتهاب المرارة عن طريق الاستماع للقصة المرضية للبحث عن أعراض التهاب المرارة الظاهرة والفحص السريري للمريض، إضافةً إلى القيام بمجموعة من الفحوصات التي تساعد الطبيب في التشخيص بشكل صحيح، تتضمن هذه الفحوصات فحص الدم، والتصوير الطبقي المحوري، أو التصوير الشعاعي. كما تجرى اختبارات دموية لتقييم وظائف الكبد، وإجراء تعداد للكريات البيض حيث ينبه ارتفاعها إلى وجود التهاب في المرارة.

هناك نوعان من التهاب المرارة هما التهاب المرارة الحاد والتهاب المرارة المزمن، سنتكلم عنهما بالتفصيل.

التهاب المرارة الحاد:

يتميز بأنه يبدأ بشكل حاد ومفاجئ، بألم شديد في أعلى وأيمن البطن. يستمر الألم عدة ساعات قد تتجاوز 6 ساعات، قد يحدث هذا النوع من التهاب المرارة دون وجود حصيات مرارية، لكنه يترافق مع ازدياد سماكة جدار المرارة، وامتلائها بسائل يحوي جزيئات مشابهة للمواد المشكلة لحصيات المرارة. يحدث هذا الالتهاب الحاد عادة بعد حصول شدة عالية في الجسم نذكر مثالها:

  • الصيام لفترات طويلة.
  • الإصابات الشديدة كالحروق والإنتانات.
  • التعرض لجراحة كبرى.
  • ضعف الجهاز المناعي.
  • قد يحدث التهاب المرارة الحاد عند الأطفال بعد العدوى الفيروسية أو الجرثومية الشديدة.

التهاب المرارة المزمن:

يسبب غالبًا بواسطة الحصيات المرارية، وهو ينتج عن تعرض سابق لالتهاب مرارة حاد. من أعراض التهاب المرارة المزمن أنه يتظاهر بهجمات متكررة من الألم أو المغص في أعلى البطن، وينتج عن إغلاق القناة المرارية بواسطة الحصيات مما ينتج عنه تسمك جدران المرارة وتندبها.

أعراض التهاب المرارة

يتظاهر التهاب المرارة بمجموعة من الأعراض والتي تكون أكثر شدة بعد الوجبات خصوصا الوجبات الدسمة. نذكر من أهم أعراض التهاب المرارة:

  • ألم حاد في الجزء العلوي الأيمن من البطن ويستمر لعدة ساعات، قد ينتشر إلى الجزء العلوي من الكتف أو الظهر.
  • حمى قد تترافق بقشعريرة.
  • الشعور بالألم مع التنفس العميق.
  • فقدان الشهية للطعام.
  • الشعور بالغثيان والإقياء.
  • يرقان واصفرار الجلد مع تحول لون البول إلى اللون الداكن.

متى يستدعي التهاب المرارة التدخل الجراحي؟

يجب اللجوء للطبيب وأخذ المشورة الطبية في حال كانت أعراض التهاب المرارة شديدة وكان الألم شديدًا، بحيث يمنع المريض من الجلوس او الاستلقاء. يجب اللجوء لاستئصال المرارة جراحيًا في حالات:

  • حدوث غرغرينا أو تقرح أو انثقاب بجدار المرارة.
  • التهاب المرارة النفاخي الناتج عن التهاب جدار المرارة.
  • مرور حصوات المرارة إلى الأمعاء الدقيقة والذي قد يسبب انسداد الأمعاء.
  • تشكل ناسور مراري معوي.

مضاعفات التهاب المرارة:

التهاب المرارة هو مرض قابل للعلاج سواء دوائيًا أو بالتدخل الجراحي واستئصال المرارة، ولكن الإهمال في علاج الالتهاب قد يسبب إنتان بكتيري في المرارة، وقد يمتد ليشمل البنكرياس والطرق الصفراوية، مما قد يسبب في الحالات الشديدة غير المعالجة إلى حدوث الوفاة. وتعتمد نسبة الخطر من هذا المرض على الحالة الصحية للمريض ودرجة تطور الأعراض لديه، حيث تزداد نسبة الوفاة عند الأشخاص المؤهبين لحدوث أخطار ناتجة عن الجراحة. لذلك ينصح عند ظهور أعراض التهاب المرارة مراجعة الطبيب في أسرع وقت وعدم إهمال العلاج.

علاج التهاب المرارة:

يتم العلاج في الحالات الشديدة ضمن المشفى، حيث يمنع الطعام والشراب، وتقدم التغذية الوريدية للمرضى عن طريق السيرومات الحاوية على الشوارد، ويتم العلاج إما دوائيًا أو عن طريق الجراحة.

علاج المرارة دوائيًا:

يتم تسكين آلام التهاب المرارة إما بحقن أحد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، أو في الحالات الشديدة حقن المورفين.

 كما يتم حقن الصادات الحيوية وريديًا لتخفيف الحمى والوقاية من حدوث إنتان ثانوي وخاصة عند المرضى ذوي الخطورة المرتفعة كمضعفي المناعة أو مرضى السكري.

علاج المرارة جراحيًا:

في حال الالتهاب الحاد، أو عند الاشتباه بحدوث خراج أو انثقاب في المرارة تتم المعالجة باستئصال المرارة عن طريق الجراحة.

تتم الجراحة فور السيطرة على الهجمة وانحسارها، وتتم إما بعملية جراحية كاملة أو عن طريق المنظار وذلك بإجراء شقوق صغيرة لإدخال المنظار والأدوات الجراحية التي تساعد الطبيب على إجراء الاستئصال.

الوقاية من التهاب المرارة:

تتم الوقاية من تشكل الحصيات المرارية وبالتالي التهاب المرارة من خلال:

  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضار والفاكهة وفقير بالدهون والألياف.
  • ممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على وزن ضمن الحدود الطبيعية حيث أن نزول الوزن السريع يزيد خطر تشكل الحصيات المرارية.
  • الابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية.
  • شرب كميات كافية من المياه يوميًا.
  • مراجعة الطبيب وإطلاعه على كافة العوارض المتعلقة بالمرض.

في الختام نذكر أن مرض التهاب المرارة من الأمراض القابلة للعلاج في حال تم الكشف عنها بشكل مبكر، لذلك يجب زيارة الطبيب فور ظهور أعراض التهاب المرارة، كما تبقى الوقاية والمحافظة على نمط حياة صحي أفضل وسيلة للابتعاد عن المرض.

[ppc_referral_link]