معلومات عن التولبا.. صديق الطفولة الخيالي

[faharasbio]

معلومات عن التولبا.. صديق الطفولة الخيالي

هل تتذكر عندما كنتَ طفلاً؟ عد بذاكرتك قليلاً إلى الوراء هل لكَ أن تتذكر أي صديقٍ خيالي كوّنته في عقلك وأثارَ متعتك وشارككَ أفراحك؟ لا بدَّ أنكَ صنعتَ واحداً على الأقل في مخيلتك، فالأطفال عادةً يُحبون اللعب والضحك، وإذا شعروا بالوحدة أو بالضغط النفسي عليهم يُلاحظ البعض أنهم يتكلمون معَ أنفسهم ولكن في الحقيقة أثناءَ انعزالهم يتكلمون معَ صديقهم الخيالي المفضل الذينَ رسموه في عقولهم.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ هذه الشخصيات التي رسمها أي طفلٍ داخل عقله واستمتعَ بها، تُعتبر أمراً طبيعياً وتتلاشى معَ مرور الزمن، فعندما يتقدّم الإنسان في السن وينخرط في المجتمع والعمل لا يتذكر هذا الصديق الخيالي إلّا للضحك فقط، ولكن يوجد أشخاص على العكس من ذلك، فبالرغم من بلوغهم عمر العشرين والثلاثين إلا أنَ هذه الشخصيات الأسطورية الخيالية لم تُرافق أذهانهم.

ونوّد الإشارة، أنَ هذه الشخصيات الخيالية قد تكون مرسومة على هيئة حيوانات أو بشر، واعتبرناها في الأعلى أنها حالة طبيعية ومسليّة يُسهم الطفل في تخيلها من أجل متعته، ولكن ماذا لو فرضت نفسها على الفرد؟ وماذا لو بقيت عالقة في مخيلته وسيطرت على تفاصيل حياته؟ بالتأكيد سيكون الأمر أشبه بالكارثة التي يستوجب علاجها، ولذلك ما المقصود بظاهرة التولبا {صديق الطفولة الخيالي}؟ وكيفَ يُمكن التخلص منها؟

ما المقصود بظاهرة التولبا {صديق الطفولة الخيالي}؟

هيَ عبارة عن تخيلاتٍ وهمية لصديقٍ خيالي في عقل الإنسان لا وجود لهُ في الواقع، يعمل الفرد على تخيله لساعات وتغذيته والتقرّب منهُ والتحدث إليه دون خوف أو خجل، تزداد هذه الظاهرة عندَ الأطفال الصغار قبلَ دخولهم للمدرسة وخاصةً عندَ الأطفال الذينَ يُعانون منَ الوحدة أو التنمر أو إهمال والديهم لديهم.

علاوة على ذلك، يشعر الإنسان أنَ التولبا أو الصديق الوهمي حقيقي، فيستمتع ويضحك ويلعب ويحزن ويتحدث عن همومه وآلامه لهُ، والغريب في الأمر أنَ الفرد يعتقد أنهُ يستجيب لهُ ويُحادثه ويُقدّم لهُ النصائح، وإذا استمرت التخيلات داخل العقل لسنواتٍ عديدة قد يُصبح الأمر خطراً على حالة الإنسان النفسية، فالصديق الخيالي جزء من داخل عقل الإنسان وهوَ المُسيطر عليه ولكن في بعض الحالات تتحوّل لظاهرة التولبا بحيث تُسيطر عليه ويصعب التخلص منها.

بالإضافة، أنَ ظاهرة التولبا تظهر بسبب إيمان الإنسان بعدَ بلوغه بأنَ هذه الشخصية حقيقية، ويلجأ إليها عن طريق الجلوس في الطبيعة أو في مكانٍ منعزل معَ إغلاق العينين والتأمل لعدّة دقائق، ومثال على ذلك {توجد شابة تُدعى سام كانت تُعاني من نوبات غضب حادّة وحالة نفسية سيئة طوالَ الوقت، ولكنها أشارت أنَ الشيء الوحيد الذي كانَ يستمع إليها ويُخفف عنها القلق هيَ صديقتها الخيالية التي أطلقت عليها اسم كاي، والنقطة الأشدّ غرابة أنها تعتقد بوجودها الحقيقي بالرغم من أنها داخل عقلها الباطن}.

كيفَ يُمكن التخلص من ظاهرة التولبا {صديق الطفولة الخيالي}؟

للأسف يوجد بعض الأشخاص الذينَ يُحاولون جذب ظاهرة التولبا إليهم لاعتقادهم أنها مسلية وممتعة، ولكن احذر من هذه الخطوة لأنها محرمة ولها أضرار خطيرة سنذكرها في الفقرة التالية.

وإذا كنتَ مُصاباً بالتولبا وما زالَ هذا الصديق الوهمي يعيش داخل عقلك ويُسيطر عليك في بعض الأوقات، يُمكنكَ التخلص منهُ باتباع الخطوات الآتية:

كن شخصاً اجتماعياً:

إذا كنتَ منطوي على ذاتك ولا تعمل إلّا في المنزل أو تعيش بعيداً عن أسرتك، حاول أن تُكوّن دائرة علاقات اجتماعية جديدة، والأمر سهل للغاية إما من خلال البحث عن عملٍ خارج المنزل أو التسجيل في تعلم هوايتك المفضلة أو الأعمال التطوعية أو حضور جلساتٍ تدريبية.

فهذه الخطوة ستُمكّنك منَ التعرّف على أشخاص جدد والتقرّب منهم وقضاء وقت ممتع معهم.

لا تجلس وحيداً:

يُقضي معظم المراهقين والشبان أوقاتهم بمفردهم في غرفتهم الخاصة، إنهُ أمر مؤسف للغاية أن يُهمل الوالدين أطفالهم حتى لو أصبحوا في عمر العشرين، يجب على الوالدين أو الأشقاء التقرّب منَ الفرد المنعزل في أسرتهم، فيُمكن التسلية معه ودعوته لتناول وجبة العشاء في الخارج أو ممارسة الأنشطة الترفيهية معاً، لأنَ جلوس الإنسان بمفرده لساعاتٍ طويلة يُشكّل خطراً على صحتّه النفسية ويزيد من خطر الإصابة بالتولبا.

كن أنتَ المسيطر:

حاول أن تُبرمج عقلك الباطن من خلال الاسترخاء والتأمل في مكانٍ مريح مثل الطبيعة، ولا تُفكّر إلّا بالأشياء الإيجابية التي تُساعدك على النجاح وتحقيق الأهداف، وأي فكرةٍ سيئة أو تخيل لصديقك الوهمي حاول أن تتجاهلها وتُفكّر بالأشياء التي تحب القيام بها، لأنَ الانصياع لأوامر الصديق الخيالي المتواجد في عقل الإنسان قد يكون لهُ أثر سلبي في سلوكيات الفرد.

استشارة أخصائي نفسي:

إذا كنتَ تُعاني من حالةٍ نفسية متدهورة ولم تستطع التخلص منَ التولبا العالقة في عقلك، يجب استشارة طبيب مختص بالأمراض النفسية من أجل مساعدتك في إعادة برمجة عقلك الباطن وانتشال هذا الشيء العالق في رأسك تدريجياً.

هل للتولبا أي خطورة على صحة الإنسان؟

والآن علينا الإجابة عن هذا السؤال المهم، لأنَ أغلب الأفراد يعتقدون أنَ جذب التولبا لهم سيُحقق فوائد عظيمة، ولكن لهُ عدّة آثار سلبية تتمثل في:

  • إذا ازدادت الحالة النفسية السيئة للفرد وسيطرت التولبا عليه سيُصاب بمرض انفصام الشخصية الذي يستوجب العلاج.
  • معاناة الفرد من خجلٍ اجتماعي شديد.
  • سيطرة الشخصية الوهمية على شخصية الفرد وأمره بفعل سلوكياتٍ محرمة وتخيل أشياء محرمة من أجل اللذة والمتعة، ولذلك هذه الظاهرة محرمة في الدين الإسلامي.
  • قد تُسبب خلل في العقل وتُصيب باضطرابٍ يستدعي دخول المصحة العقلية إذا كانت الحالة متفاقمة.
  • الإصابة بالضغط النفسي ومزاجٍ متقلب والشعور الدائم بالاكتئاب والقلق.

نصيحة لكل إنسان متزوج ولديهِ أطفال، احذر من تجاهلهم أو إهمالهم أو تعنيفهم لفظياً وجسدياً، فالطفل يتخيل الشخصيات الخيالية بهدف إشباع رغباته منَ الحنان والمتعة واللعب والضحك، وإذا استمرَ على هذا الوضع قد تتفاقم هذه الشخصية وتتحوّل لظاهرة تولبا تُؤثر على حياته وتصرفاته.

لذلك إذا كنتَ تُلاحظ أي طفلٍ من أطفالك أو أي فردٍ من أفراد أسرتك منطوي على نفسه ويُعاني منَ الوحدة الشديدة، حاول انتشاله من هذه البقعة المظلمة قبلَ أن يغرق بها.

وكنصيحة أخيرة للمراهقين الذينَ ينجذبون لهذه الظاهرة ويُحاولون مشاهدة أي فيديوهاتٍ تتعلّق بتكوينها في العقل، احذروا منها فإنها خطرة جداً وحاولوا التقرّب منَ الله سبحانه وتعالى وخلق أصدقاء حقيقيين وواقعيين بدلاً منها.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]