العلاج بالصوت وآثاره على الصحة النفسية

[faharasbio]

العلاج بالصوت وآثاره على الصحة النفسية

كل إنسانٍ منّا يبحث عن مصدر راحته أثناءَ شعوره بالتعب والإرهاق والضغوطات اليومية، وهذا أمر طبيعي لأنّ اكتساب هذه الطاقة السلبية منّ المؤثرات الخارجية يستدعي تفريغها في أقرب وقت من أجل تعديل المزاج واكتساب طاقة جديدة للاستمرار بها في أداء الأنشطة والمهام في اليوم التالي، فبعض الأفراد يلجؤون لممارسة التمارين الرياضية لتفريغ الضغط وبعضهم يتوّجه لصديقه المفضل وبعضهم ينعزل بمفرده ويستمع إلى موسيقاه المفضلة.

ومنّ الجدير بالذكر، أن أغلب الأشخاص يميلون لاستماع الموسيقى، فمن منّا لا يُحبّ صوت فيروز في الصباح أو صوت أم كلثوم في المساء أو موسيقى بيتهوفن للاسترخاء؟ تختلف أذواق الناس في اختيار الموسيقى ولكن كل شخص يميل لنوعٍ معينٍ منها بحيث تُساعده على تفريغ الطاقة السلبية والشعور بالمتعة، والأمر ينطبق على الأصوات الخارجية أيضاً فالعصافير لها قدرة فعّالة في الشعور بالسعادة أثناءَ زقزقتها في الصباح الباكر.

ونوّد الإشارة، أنّ للصوت أهمية بالغة في التأثير على نفسية الإنسان وصحتّه، ولم يكن العلاج بالصوت وليد اللحظة الحالية، بل اهتمَ بهِ القدماء وتمَ تصنيفه منّ العلاجات الطبيعية، وتمّت دراسته معَ مرور الزمن وحضور أخصائيين من أجل العلاج بهِ لكل فرد يُعاني من مشكلةٍ نفسية، ولذلك ما المقصود بالعلاج بالصوت؟ وما هيَ مميزاته على الصحة النفسية؟

العلاج بالصوت

ما المقصود بالعلاج بالصوت Sound Healing؟

إنهُ أحد العلاجات القديمة التي ظهرت منذُ آلاف السنين، فالروح والجسد يحتاجان للاسترخاء وتفريغ السلبية والتعب والإرهاق منهم، ويتم امتصاص هذه السلبية وإخراجها عن طريق الترددات الصوتية، فهذه الترددات تجذب العقل إليها من خلال الأصوات العميقة والمتناغمة والهادئة مثل أصوات العصافير أو بلورات الكريستال.

علاوة على ذلك، اشتهرَ هذا العلاج في الطب الهندي الصيني، فهل لكَ أن تتخيل حجم الإرهاق والإزعاج بعدَ سماعك لأصوات السيارات والضوضاء والموسيقى الصارخة والازدحام في الشارع؟ إنّ هذه الأصوات تُؤثر سلباً على الصحة، وبالمقابل الأصوات ذات الترددات الهادئة والمفعمة بالحيوية لها أثر إيجابي على نفسية الإنسان وتجديدها.

كما أنّ العلاج بالصوت يُشبه إلى حدٍ كبير العلاج بالموسيقى الذي يتم استخدامه للأطفال وإدخاله في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج التحليلي.

ما هي أفضل 8 مميزات للعلاج بالصوت؟

في الحقيقة اشتهرَ العلاج بالصوت في الهند والتبت بشكلٍ واسع، وبعدَ دراسة الخبراء لآثاره على الصحة، تمَ التوّصل إلى مميزات وفوائد عديدة لهُ، تتمثل في:

علاج اضطرابات النوم:

يُعاني بعض الأفراد من أرقٍ ليلي يعتريه تفكير مفرط بالأشياء والأحداث السلبية، ممّا يُعيق قدرته على النوم حتى الفجر، ويستيقظ في وقتٍ مبكّر نظراً لحاجته إلى أداء مهامه أو الذهاب إلى وظيفته.

وللتخلص من اضطرابات النوم يُمكن اتباع العلاج الصوتي عندَ مختص من أجل تهدئة الجسد وشفاء الروح والعقل منّ التفكير، وامتصاص السلبية والإجهاد وبالتالي الحصول على نومٍ عميق وراحة أكبر.

التخلص من الإدمان:

يُمكن للعلاج بالصوت أن يُخفف من حالات الإدمان على الكحول أو على الإباحية أو على موادٍ ضارّة بالصحة، لأنهُ يُعيد التوازن إلى الجسد ويُؤدي لامتصاص الطاقة السلبية التي يتم تفريغها بالإدمان على أشياء مؤذية.

علاج متلازمة التعب المزمن:

إنها متلازمة مرضية تتسبب بتعب وإجهاد وخمول وانخفاض القدرة على أداء المهام وصعوبة في النوم وآلام جسدية معَ تشتت الانتباه وقلّة التركيز، وبحسب بعض المختصين في مجال العلاج الصوتي تمَ التوّصل أنهُ يُساعد على تخفيف هذه المتلازمة وإعادة الطاقة للجسد.

علاج الاكتئاب:

هذا الاضطراب النفسي لا يُمكن علاجه بينَ ليلةٍ وضحاها، يحتاج لأساليبٍ مختلفة من أجل نشل الفرد المكتئب منّ البقعة المظلمة التي تتواجد حوله، وبالفعل ساهمَ العلاج الصوتي في علاج حالاتٍ عديدة منّ الاكتئاب والحزن واستعادة صحتّهم النفسية.

تغيير طريقة التفكير:

الكثير منّ الاضطرابات النفسية تحتاج لتعديل تفكير الإنسان عن حالته وزيادة ثقته بنفسه، والعلاج الصوتي لهُ أثر فعّال في إدراك التصرفات التي يفعلها الفرد في حياته اليومية وإعادة تنظيم أفعاله.

مهدئ للدماغ البشري:

هل تعلم أنّ الترددات الصوتية لهذا العلاج في تزامن معَ الموجات الدماغية عندَ الإنسان؟ وبالتالي تُؤثر عليه وتُساعد على استرخائه ونشل الأفكار السلبية منه والشعور بانتعاش وحيوية ويقظة وتركيز أكبر على المهام الواجب تنفيذها.

إعادة التوازن العقلي:

يعتمد علماء الغرب على الموسيقى وأصوات الأجراس وأساليب قديمة لإصدار أصوات هادئة منها، ولكن عندَ العرب يتم العلاج بالقرآن أيضاً، فهوَ من أفضل العلاجات الصوتية لأنّ الآيات القرآنية لها تناسق رهيب يُؤثر على أداء العقل ويُساعد على استعادة توازنه.

راحة الأعصاب:

يتساءل البعض هل بإمكانهم علاج أنفسهم بالصوت دون تدخل أخصائي؟ بالطبع لأنّ أغلب الحالات الفردية لا تستدعي تدخل خبراء ومعالجين، فكُلّما شعرتَ بالخذلان أو بالحزن أو بالضغط والتوتر من مشاكل الحياة، حاول الانعزال في مكانٍ تُحبّه وابدأ باختيار صوت مفضل لكَ وأغمض عينيك وحاول الاسترخاء قدر الإمكان، ويُفضّل اختيار الطبيعة فهيَ المكان الأنسب للعلاج.

اقرأ أيضًا: معلومات عن علم الميتاهيلث

ما هو الفرق بين العلاج بالصوت والعلاج بالموسيقى؟

يعتقد البعض أنهما ذات العلاج، ولكنهما يختلفان في أنّ العلاج بالصوت يتم استخدام أجراس صغيرة وطبول وشوك رنانة ورنين معَ طنين وأوعية مصنوعة منّ الكريستال وأوعية تبتية ممزوجة بالرصاص والنحاس والقصدير والذهب والزئبق والحديد، ويتم تدليك الجسد أو جانبي الرأس معَ هذه الأصوات التي يُشرف عليها خبير أثناءَ جلسة الشفاء.

أما بالانتقال للعلاج عن طريق الموسيقى فما هيَ إلّا نغمات وأصوات مختلفة يتم اختيارها من قِبَل الأفراد للاستماع إليها والاسترخاء مثل أصوات الطبيعة أو الحيوانات أو الآلات الموسيقية.

اقرأ أيضًا: ما هو العلاج الجشطالتي؟

بالرغم من أنّ العلاج بالصوت عمره حوالي 5 آلاف عام، إلّا أنهُ منّ العلاجات الفعّالة التي ساعدت في تخفيف الطاقة السلبية والزهايمر والتوّحد وساهمت في تقوية المناعة وزيادة الثقة بالنفس وخفض مستويات ضغط الدم، فحاول اللجوء لهذا العلاج كُلّما شعرتَ بحالةٍ سيئة.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]