حقوق المساجد في الإسلام

[faharasbio]

حقوق المساجد في الإسلام هي الحقوق المفروضة على المسلمين تجاه بيوت الله، والتي يجب الالتزام بها من أجل أن تظل بيوت الله عامرة بذكره، سنقدم أهم حقوق المساجد في الإسلام وكذلك أهم آداب المساجد في الإسلام ليتعرف عليها المسلمون ويؤدونها بالشكل الصحيح.

 المساجد في الإسلام

المساجد هي بيوت الله التي يؤدي فيها المسلمون عباداتهم الدينية سواءً الصوات المفروضة أو ذكر الله تعالى أو تلاوة القرآن الكريم، كما يتجمع فيه المسلمون لإقامة الجلسات الدينية وإلقاء الدروس التي تعلم الناس دين الله وأحكامه العديدة، قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب)، سورة الحج، آية رقم 32.

قديمًا كانت المساجد مقرًا لنشر الدين الإسلامي ووضع الخطط الحربية لانطلاق جيوش المسلمين، كما كانت ملجاً آمنًا للناس في الحروب فمن دخلها فهو آمن، وبالتالي كان وما زال للمساجد دور كبير في نهوض الدولة الإسلامية.

حقوق المساجد في الإسلام

نظرًا للأهمية الكبيرة التي تتمتع بها المساجد في الإسلام وضرورة الحفاظ على دورها في المجتمع، نجد أن هناك مجموعة من حقوق المساجد في الإسلام التي يجب الالتزام بها والشعور بالمسؤولية تجاهها، ومن هذه الحقوق:

عمارة المساجد

المساجد هي دور لعبادة الله تعالى وحده وتعظيم شعائر الدين الإسلامي، وتعتبر عمارتها من الحقوق الواجبة في الإسلام، قال تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِين)، سورة التوبة، آية رقم 18.

يمكن عمارة المساجد في الإسلام من خلال الحفاظ على صلاة الجماعة فيها والالتزام بالصلاة فيها في كل وقت صلاة، والحرص على تلاوة القرآن الكريم داخلها، والحرص على حضور الدروس الدينية وحلقات العلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو يعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة، فمن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيراً أو يعلمه فله أجر حاج تام الحجة).

كما يمكن عمارة المسجد بإنفاق المال أو التعب الجسدي في بناء المسجد أو بشراء مستلزمات المسجد التي تنقصه.

الحفاظ على المساجد

فالحفاظ على المساجد من أهم حقوق المساجد في الإسلام، ويكون الحفاظ على المساجد بالابتعاد عن الأعمال التي يمكن أن تخفف من قدرها وقيمتها العظيمة، ومن الأمثلة على ذلك:

  • رفع الصوت في المسجد: فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت في المسجد في قوله: (يا أيها الناسُ كلُّكم يُناجي ربّه فلا يجهرْ بعضُكم على بعضٍ بالقراءةِ فتُؤذُوا المؤمنين)، رواه الألباني.
  • البيع في المساجد: فقد حرم الرسول الكريم التجارة داخل المساجد أو البحث عن المفقودات، وتمثل ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتُم من يبيعَ أو يبتاعُ في المسجدِ فقولوا: لا أربحَ اللهُ تجارتَك، وإذا رأيتُم من ينشُدُ فيه ضالَّةً فقولوا: لا رَدَّ اللهُ عليك ضالَّتَك)، رواه الألباني.
  • استخدام المساجد للمبيت أو لأغراض أخرى: فلا يجوز أن تبنى المساجد إلا للعبادة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بنيت المساجد لما بنيت)، رواه مسلم.

تعظيم المساجد

من حقوق المساجد على المسلمين تعظيم المساجد وإبراز دورها الكبير في حياتهم اليومية، فهي بيوت الله التي تقام فيها العبادات الخالصة لوجه الله تعالى، لذلك يجب احترامها وحث الناس على الدخول إليها وتأدية الواجبات الدينية المفروضة.

آداب الدخول إلى المساجد

يجب مراعاة بعض الآداب عند الدخول إلى المساجد، وذلك أدبًا واحترامًا لبيوت الله تعالى، ولكسب محبة الله تعالى ومرضاته، ومن هذه الآداب:

  • الذهاب إلى المسجد بثياب نظيفة: فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يتطيب ويلبس أفضل ملابسه عند الذهاب إلى المساجد، قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ)، سورة الأعراف، آية رقم 31.
  • دعاء دخول المساجد: يجب على المسلم عند دخوله إلى المسجد قراءة دعاء دخول المساجد، قال صلى الله عليه وسلم: (إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ)، رواه مسلم.
  • صلاة تحية المسجد: يجب على المسلم أداء صلاة تحية المسجد فور دخوله إلى المسجد، فهي سنة محببة وليست مفروضة، وذلك في قوله عليه الصلاة والسلام: (إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يَجْلِسَ)، رواه البخاري.
  • عدم الخروج قبل انتهاء الصلاة: يجب على المسلم الجلوس حتى انتهاء الصلاة وأداء الواجبات المفروضة.
  • تسوية الصفوف في الصلاة: يجب تسوية الصفوف في الصلاة سواء كانت مفروضة أو نافلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استووا، ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم)، رواه مسلم.
  • الحفاظ على نظافة المساجد: فعند دخول المسجد يجب خلع الحذاء للحفاظ على طهارة المسجد، كما يجب الامتناع عن تناول الطعام داخل المسجد أو رمي القمامة والبصاق داخله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها).
  • الحفاظ على النظافة الشخصية: يجب أن يكون المسلم نظيفًا ومرتبًا عند ذهابه إلى المسجد، وحرم الرسول دخول المساجد بأي رائحة كريهة، فقد قال: (مَن أكَلَ مِن هذِه الشَّجَرَةِ، فلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنا، ولا يُؤْذِيَنَّا برِيحِ الثُّومِ)، رواه مسلم.

آداب الخروج من المساجد

يجب أن يراعي المسلم بعض الآداب عند الخروج من المساجد، والتي من أهمها:

  • من المستحب الخروج من المسجد بالقدم اليسرى.
  • عدم رفع الصوت أو إصدار الضجيج الذي يزعج المصلين الذين يصلون النوافل.
  • عدم الإسراع في الخروج من المساجد بعد الصلاة مباشرةً، والأفضل الجلوس قليلًا لذكر الله تعالى والتسبيح بحمده.
  • قراءة دعاء الخروج من المساجد، وهو: (بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم إني أسألك من فضلك، اللهم أَجِرْنِي من الشيطان).

كما يجب اصطحاب الأطفال إلى المساجد لتعليمهم أمور دينهم، وتعريفهم بفضل وثواب صلاة الجماعة، ولكن يجب تعليمهم آداب المساجد وضرورة الالتزام بها.

وهكذا نجد أن حقوق المساجد في الإسلام واجبة على كل مسلم لما لها من دور كبير في حياة المسلم الخاصة، وعلى المجتمع عامةً، كما يجب الالتزام بآداب المساجد في الإسلام نظرًا لأهميتها الكبيرة في الحفاظ على بيوت الله العظيمة.

[ppc_referral_link]