فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة (SIBO)

[faharasbio]

فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة (SIBO)

يتألف السبيل الهضمي من أعضاء كثيرة مهمة بدءًا من الفم ثم البلعوم فالمريء، وبعدها المعدة والأمعاء الدقيقة والغليظة، وأخيرًا المستقيم وفتحة الشرج.

كما يوجد غدد ملحقة عديدة مثل البنكرياس وغيرها التي تساعد في إفراز أنزيمات وعصارات تساعد على عملية الهضم.

تعد الأمعاء الدقيقة ذات طول كبير جدًا قد يصل ل 6 أمتار، وهي تصل بين المعدة والأمعاء الغليظة، حيث تبدأ من مخرج المعدة وتنتهي عند بداية الأمعاء الغليظة.

لها دور مهم جدًا في الامتصاص حيث يوجد انحناءات عديدة على سطحها الداخلي لزيادة مجال التماس بينها وبين عصارة المعدة.

يتعرض الجهاز الهضمي لكثير من الاضطرابات المزعجة والإنتانات وغيرها من المشاكل وخصوصًا الأمعاء الدقيقة.

سنتحدث اليوم في هذا المقال عن أحد أشهر أمراض الأمعاء الدقيقة وهو فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة (SIBO) وسنذكر أهم الأعراض وطرق العلاج.

ما هو فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة (SIBO)

كانت هذه الحالة تعرف في ما مضى حالة إختلال الميكروبيوم Dysbiosis، إلا نها الآن باتت تعرف هذه الحالة اختصارًا باسم سيبو (SIBO)، تحدث هذه الحالة عندما يحدث فرط نمو لكثير من الأنماط البكتيرية، أي يحدث زيادة غير طبيعية وغير متوقعة في إجمالي عدد البكتيريا الموجودة في الأمعاء الدقيقة والتي لا توجد في العادة بهذا السبيل الهضمي.

تنتج هذه الحالة وتتطور ببطئ ولأسباب متنوعة مثل الإصابة بالأمراض المختلفة أو تعرض لجراحة ما.

 أيضًا قد يكون السبب مرور الأغذية الملوثة في السبيل الهضمي وبالتالي تتوافر بيئة مثالية لنمو الجراثيم. ويطلق عليه اسم متلازمة العروة العمياء.

قد لا يعاني بعض المرضى من أية أعراض تذكر أو قد تكون مقتصرة على مجرد آلام بطنية بسيطة.

لكن البعض الآخر تظهر لديه أعراض مزعجة وحادة مثل الإسهالات المتكررة والتطبل وتشكل كمية كبيرة من الغازات.

إن العامل الرئيسي في الحفاظ على حركة طبيعية لمكونات الأمعاء تكمن في التوازن السليم والطبيعي للجراثيم في الوسط الداخلي.

في حال حركة الأمعاء البطيئة سيكون هناك فرصة كبيرة للجراثيم أن تتجمع ويحدث لدينا حالة فرط نمو بكتيري كما يحدث في عمليات قص المعدة وجراحة الأمعاء.

كما قد تترافق هذه الحالة مع أمراض جهازية مختلفة مثل داء السكري والداء النشواني مما يبطئ العفج ويسمح للوضع بأكمله أن يتفاقم نحو الأسوأ.

ومن الجدير أنه عند حدوث فرط النمو البكتيري في الأمعاء الغليظة فتعرف عندها الحالة باسم ليبو (LIBO).

أعراض فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة

كما ذكرنا سابقًا تتنوع شدة ظهور الأعراض فقد تكون تقليدية مثل النفخة والإسهال وآلام البطن الشديدة وغازات البطن.

يشعر المريض أيضًا بالوهن والتعب العام وعدم الراحة كما قد يظهر فقدان ملحوظ بالوزن.

إن الأعراض الناتجة عن فرط النمو البكتيري تعد متنوعة نوعًا ما بالتالي يصبح التشخيص أكثر صعوبة في بعض الحالات.

يمكن القول أن أغلبية الأعراض تعود إلى سوء امتصاص العناصر الغذائية نتيجة تأثيرات البكتيريا المختلفة التي تقوم باستقلاب العناصر الغذائية الموجودة أو تسبب الالتهابات العامة مما يؤثر بشكل كبير على سير عملية الامتصاص إجمالًا.

بالنسبة للأطفال الذين يعانون من فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة يصابون بسوء تغذية ناتج عن سوء الامتصاص الموجود في الأمعاء.

كما سيصابون بالإسهال الدهني حيث أن الدهون لا يتم امتصاصها بشكل كامل وتطرح في البراز فيصبح لزج ودهني القوام.

أما بالنسبة للمضاعفات الناتجة عن هذه الحالة الصحية فتظهر بشكل واضح في الفحوصات المخبرية نتيجة سوء الامتصاص الموجود.

سنلاحظ في نتيجة التحاليل ارتفاع لحمض الفوليك ونقص بنسبة فيتامين ب كما قد يصاب المريض بفقر دم متوسط أو حاد.

عوامل خطر الإصابة بفرط النمو البكتيري

مثله مثل أي مرض آخر هناك عوامل معينة ترفع من خطر الإصابة بفرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة.

إن أي تغير في الشكل المورفولوجي أو التشريحي للأمعاء تؤثر على حركتها أو تؤدي إلى ركودها أو أي ركود في الجهاز الهضمي ككل تعتبر عامل خطر.

كما أن اضطرابات المناعة والأمراض المناعة الذاتية أو تناول مثبطات المناعة تعتبر كلها عوامل مساعدة على الإصابة.

الاضطرابات الحاصلة في الأعضاء الملحقة بجهاز الهضم مثل المشاكل الموجودة في إفراز الصفراء أو التداخل مع إفراز الأنزيمات الحالة للبروتين تعتبر مهمة جدًا.

أخيرًا إن أي عامل يساعد في إدخال المزيد من البكتيريا والجراثيم إلى الوسط الداخل المعوي سواء عن طريق الأطعمة والفضلات أو دخول الجراثيم من القولون هو عامل خطر مهم.

تعتبر الاضطرابات الجهازية والأيضية مؤمنة لظروف مناسبة لنمو البكتيريا بسرعة مثل مرض السكري أو التهاب البنكرياس أو حتى تليف الكبد.

لدى مرضى كرون المصابين بهذه الحالة، من الضروري القيام بمداخلة جراحية لإزالة الصمام اللفائفي الذي يربط بين الأمعاء الدقيقة والغليظة.

يتم تشخيص المرض عن طريق تأكيد وجود سوء امتصاص غير مبرر وأيضًا عن طريق اختبارات التنفس التي تم تطويرها لقياس كمية الهيدروجين أو الميثان التي يخرجها المريض أثناء الزفير، وذلك بعد تناوُل مزيج من الجلوكوز والماء. قد يشير الارتفاع السريع في الهيدروجين أو الميثان إلى الإصابة بهذه الحالة.

علاج فرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة

إن الخطوة الأولى في العلاج هي تحديد السبب الرئيسي الذي أدى إلى الإصابة بهذه المتلازمة وعلاج هذا السبب.

يركز أغلبية الأطباء على تحسين وضع الغذاء وعلاج سوء التغذية الحاصل وأيضًا إزالة النمو البكتيري الموجود.

يبدأ المريض بالعلاج بالمضادات الحيوية المناسبة التي يحددها الطبيب بعد أن يجري فحوصات وزروع جرثومية لضمان الفعالية السريعة.

يجب أن يكون العلاج بالمضادات الحيوية طويل الأمد حيث أنه على الرغم من كون العلاج القصير يقلل من الوجود البكتيري بشكل واضح إلا أنه بمجرد توقف المريض عن أخذ الدواء ستعاود الجراثيم الظهور من جديد.

يجب على الطبيب أيضًا أن يبدل للمريض أنواع المضادات الحيوية لكي يتفادى مقاومة وتعود الجراثيم على النوع المعطى والذي أخذه المريض لفترة معينة.

يحتاج المرضى أيضًا لمكملات غذائية مثل حقن فيتامين ب 12 وحبوب الفيتامينات المختلفة وأيضًا الحديد.

كما يفضل أن يتبع المريض نظام غذائي خالي من اللاكتوز بشكل كامل بسبب عدم قدرة الأمعاء في هذه المرحلة على هضم سكر الحليب.

هكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة.

[ppc_referral_link]