ما هو البيتا جلوكان

[faharasbio]

البيتا جلوكان

يحتوي الشوفان، القمح والشعير على البيتا جلوكان، وهو نوع من الألياف التي تجعل هذه الأطعمة مفيدة للغاية.

في الحقيقة ركز العلماء على دراسة البيتا جلوكان وأثره على صحة القلب ومستويات الكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى دوره في تعزيز مناعة الجسم والتحكم في مستويات السكر في الدم.

في هذه المقالة سنُلقي الضوء على البيتا جلوكان، ما هو، وكيف يُمكنه التأثير على صحتك؟

ما هو البيتا جلوكان

تنقسم الألياف الغذائية إلى نوعين رئيسيين وهما الألياف القابلة للذوبان والغير قابلة للذوبان.

الألياف القابلة للذوبان في الماء تُشكل مادة سميكة تُشبه الهلام، أما الألياف الغير قابلة للذوبان في الماء فهي تمتص السوائل خلال انتقالها عبر الجهاز الهضمي.

البيتا جلوكان هو أحد الألياف الغذائية القابلة للذوبان في الماء، وهو مركب طبيعي موجود في الجدران الخلوية لبعض النباتات، الخمائر، البكتيريا، الفطريات والطحالب، كما يُمكن بيعه عل شكل مكمل غذائي.

ركزت العديد من الدراسات على الفوائد المحتملة للبيتا جلوكان، ووُجد أن له دور في العديد من الفوائد الصحية.

ما هو تأثير البيتا جلوكان

كبقية أنواع الألياف القابلة للذوبان في الماء، يمكن لبيتا جلوكان إبطاء عملية مرور الطعام في الأمعاء، وهذا يزيد من الوقت الذي يستغرقه جسدك في عملية الهضم، وبالتالي تشعر بالشبع لمدة أطول.

كما يُبطئ البيتا جلوكان من عملية امتصاص السكر في الدم، وبالتالي يدعم استقرار مستويات السكر في الدم.

ليس هذا فحسب، حيث تستطيع ألياف البيتا جلوكان التقليل من امتصاص الكوليسترول في الجهاز الهضمي، وبالتالي تتحكم أيضًا في مستويات الكوليسترول في الدم.

مصادر البيتا جلوكان الغذائية

يُمكن العثور على ألياف البيتا جلوكان في العديد من الأغذية وأبرزها الحبوب مثل الشعير والشوفان.

كما تحتوي الذرة، القمح، الأرز، الفطر والأعشاب البحرية على كميات أقل من ألياف البيتا جلوكان مقارنة بالشعير والشوفان، ولكنها لا تزال مصادر ممتازة.

كما تحتوي أنواع معينة من البكتيريا والفطريات على ألياف البيتا جلوكان مثل الخميرة الغذائية.

فوائد البيتا جلوكان

أبرز مصادر ألياف بيتا جلوكان الغذائية هي الشعير الكامل والشوفان، ولكن لماذا ركز العلماء على دراسة البيتا جلوكان؟

أظهرت العديد من الدراسات أن لألياف البيتا جلوكان القابلة للذوبان في الماء العديد من الفوائد الصحية، وفيما يلي في الفقرات الآتية هذه الفوائد الصحية والمثبتة بالدراسات العلمية.

تعزيز صحة القلب

أظهرت العديد من الدراسات أن للبيتا جلوكان دور في تعزيز صحة القلب والوقاية من أمراض القلب.

كما صرّحت إدارة الغذاء والدواء في عام 1997 أن البيتا جلوكان الموجودة في الشوفان الكامل والقمح الكامل يُمكنه تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

يعود السبب في ذلك إلى قدرة ألياف بيتا جلوكان على خفض مستوى الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار في الدم، وكلاهما من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب.

كما أظهرت إحدى الدراسات أن تناول ثلاثة جرامات يوميًا من بيتا جلوكان لمدة ثمانية أسابيع يُمكنها خفض الكوليسترول الكلي بنسبة 9% تقريبًا.

كما يعتبر بيتا جلوكان من مضادات الأكسدة، وهي مركبات تُكافح الجذور الحرة، تمنع الالتهابات وتحمي من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب.

تنظيم مستويات السكر في الدم

تُشير بعض الأبحاث أن لبيتا جلوكان دور في تنظيم مستويات السكر في الدم، فوفقًا لمراجعة أربعة دراسات، فإن تناول 2.5 إلى 3.5 جرام من بيتا جلوكان يوميًا لمدة تتراوح بين ثلاثة وثمانية أسابيع يُمكن أن يُقلل ويُنظم من مستويات السكر في الدم على المدى الطويل، وخصوصًا بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني.

كما أظهرت دراسة أخرى أن إضافة بيتا جلوكان للوجبات التي تحتوي على الكربوهيدرات يًمكن أن يقلل من مستوى الأنسولين بعد تناول الطعام.

علاوة على ما سبق، ربطت مراجعة كبيرة للدراسات أن تناول المزيد من ألياف بيتا جلوكان يُمكن أن يرتبط في انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

تعزيز المناعة

لا تزال هذه النقطة بحاجة للمزيد من البحث على البشر، ولكن تُشير بعض الدراسات إلى دور ألياف بيتا جلوكان في تعزيز المناعة.

في الواقع، أجريت العديد من الأبحاث على الحيوانات، وأظهرت هذه الأبحاث أن لبيتا جلوكان دور في تنشيط الخلايا المناعية وتعزيز الحماية من الالتهابات.

كما يُمكن لألياف بيتا جلوكان تقليل مستوى العديد من مؤشرات الالتهابات مثل إنترلوكين 6 وإنترلوكين 1 بيتا.

وتُظهر النتائج الأولية لبعض الدراسات على البشر قدرة ألياف بيتا جلوكان الغذائية على تعزيز المناعة.

مكملات البيتا جلوكان الغذائية

غالبًا ما تُوصف مكملات بيتا جلوكان الغذائية لتعزيز صحة القلب، وهذا لقدرتها على خفض مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار في الدم.

وعمومًا، تُساهم جميع الألياف الغذائية في تحسين نسبة السكر في الدم، دعم إدارة الوزن وتعزيز صحة الجهاز الهضمي.

في بعض الأحيان، يُمكن إضافة بيتا جلوكان وبقية الألياف الغذائية إلى المراهم الطبية وتطبيقها موضعيًا لتسريع التئام الجروح وإصلاح الأنسجة.

بالإضافة إلى ذلك يُمكن استخدام هذه الألياف كعلاج طبيعي للسرطان، وهذا لقدرتها على تحفيز نشاط الخلايا المناعية.

لكن لا تزال الأبحاث المتعلقة بالسرطان تقتصر على دراسات الأنابيب المخبرية والحيوانات، وبذلك فالأمر بحاجة للمزيد من الدراسات على البشر.

هل يجب تناول مكملات بيتا جلوكان الغذائية؟

وفقًا لإدارة الغذاء والدواء يُمكن أن يُساهم تناول ثلاثة جرامات يوميًا من بيتا جلوكان في تقليل مستويات الكوليسترول في الدم، ومن غير الصعب تناول هذه الكمية يوميًا عند اتباع نظام غذائي متوازن.

فعلى سبيل المثال، يحتوي 81 جرام من الشوفان الجاف على 6.5 جرام من بيتا جلوكان، بينما يحتوي 100 جرام من الشعير الكامل الخام على 20 جرام منه.

أما بالنسبة للأطعمة المطبوخة، يحتوي 40.5 جرام من الشوفان المطبوخ على 1.6 جرام من بيتا جلوكان، كما تحتوي 100 جرام من الشعير المطبوخ على 4 جرامات من بيتا جلوكان.

على الرغم من ذلك يُمكن أن يحتاج البعض إلى المكملات الغذائية، خصوصًا إذا كان استهلاكهم للحبوب الكاملة غير كافي.

من الجدير بالذكر أهمية شراء مكملات بيتا جلوكان الغذائية من المواقع الموثوقة، وإخبار الطبيب أو الصيدلي عن أي أدوية أخرى تتناولها وخصوصًا مثبطات المناعة، أدوية مرض السكري وأدوية ارتفاع ضغط الدم أو أي أدوية أخرى.

والغرض من ذلك هو التأكد من عدم تداخل مكملات بيتا جلوكان الغذائية مع الأدوية الأخرى.

من الجدير بالذكر أن بعض الأشخاص يُمكن أن يُعانوا من بعض الآثار الجانبية لمكملات بيتا جلوكان الغذائية مثل بعض مشاكل الجهاز الهضمي كالغثيان، الانتفاخ أو الاسهال، وخصوصًا إذا لم يكن جسدك معتادًا على تناول كمية كبيرة من الألياف.

لهذا السبب يُفضل سؤال طبيبك قبل تناولك لمكملات بيتا جلوكان الغذائية، وخصوصًا إذا كنت تتناول أدوية أخرى أو تُعاني من أي حالات صحية أخرى.

في النهاية، يُعتبر بيتا جلوكان نوع من الألياف الغذائية القابلة للذوبان في الماء، والموجودة بشكل طبيعي في مجموعة من المصادر الغذائية على رأسها الشعير، الشوفان، الذرة والجاودار.

كما ارتبطت ألياف بيتا جلوكان الغذائية في العديد من الفوائد الصحية أهمها خفض مستويات الكوليسترول في الدم، التحكم في نسبة السكر في الدم، تعزيز المناعة ومكافحة الالتهابات.

المرجع:

[ppc_referral_link]