ما هي البرمجة اللغوية العصبية؟

[faharasbio]

لا بدَّ أنكَ سمعتَ من قبل عن برمجة دماغ الإنسان وذلكَ لتحسين علاقاته الاجتماعية والتأثير على الآخرين ولتوليد أفكار مبدعة داخل رأسه، والبرمجة لا تقتصر فقط على الحواسيب والآلات، بل دماغ الإنسان قابل للبرمجة أيضاً، وهذه البرمجة تُعرف باسم {البرمجة اللغوية العصبية NLP}، فما هوَ تعريفها؟ وتاريخها؟ وفوائدها؟ وتطبيقاتها؟

البرمجة اللغوية العصبية

صديقي القارئ،، نُقدّم لكَ في هذا المقال معلومات شاملة عن البرمجة اللغوية العصبية عليكَ أن تقرأها:

ما هيَ البرمجة اللغوية العصبية؟

تُعدّ البرمجة اللغوية العصبية NLP نموذجاً تحفيزياً وتواصليّاً تمَ تطويره في السبعينيات من خلال تحليل المعالجين النفسيين الناجحين لنفسية الإنسان، وتُستخدم هذه البرمجة اليوم في العديد منَ المجالات المختلفة في الحياة {كالعلاج، المبيعات، القيادة، الشراكة، التعامل معَ الأطفال}.

ومنَ الجدير بالذكر أنهُ تجمع هذه البرمجة بينَ أساليب المحادثة والسلوك والتنويم المغناطيسي والجسم في آنٍ معاً، وفي هذه العملية يتم تغيير تفكير الإنسان وشعوره وسلوكيّاته بشكلٍ منهجي {مبرمج} عن طريق اللغة {علم اللغة}.

علاوة على ذلك، تهدف البرمجة اللغوية العصبية إلى تغيير طريقة تفكير الشخص وتجعلهُ أكثر قدرة في السيطرة على عقله وحياته الشخصية والاجتماعية، فهيَ تعمل على معالجة الاضطرابات النفسية التي يُعاني منها أي شخص وذلكَ من خلال عدّة طرق وأساليب يتم اتباعها.  

ماذا تعني البرمجة اللغوية العصبية؟

برمجة الدماغ

البرمجة:

هيَ عبارة عن تغيير منهجي هادف، فنهج البرمجة اللغوية العصبية يعتمد على التغيير قدر الإمكان والمحافظة على هذا التغيير حتى يتمكن الإنسان الاعتماد عليه، وبهذه الطريقة لا يجب أن يبدأ الشخص منَ الصفر كل مرة.

اللغوية:

تعني “علم اللسانيات” وهي اللغة التي يتم استخدامها للتواصل معَ الآخرين في الخارج، وفي نفس الوقت يتواصل الإنسان من خلالها معَ نفسه منَ الداخل، فالكلمات تخلق الواقع الداخلي لديه.

العصبية:

يُشير مصطلح Neuro إلى الجهاز العصبي الذي يحتاجه الإنسان لامتصاص المعلومات منَ البيئة ومن ثمَ معالجتها من خلال أعضائه الحسيّة، ويعتمد إدراك الإنسان وتفكيره وشعوره وسلوكه على النظام العصبي.

ما هيَ فوائد البرمجة اللغوية العصبية؟

  • القدرة على التخلص من جميع المخاوف الحياتية التي يُعاني منها أي شخص.
  • القدرة على السيطرة على المشاعر.
  • طريقة تفكير أكثر إيجابية وتفاؤل.
  • التعامل بوعي معَ العواطف اليومية في الحياة.
  • تغيير السلوك السلبي على المدى الطويل.
  • إيجاد حلول مُوّجهة نحوَ الهدف.
  • التواصل معَ الآخرين والتأثير بهم.
  • اتباع سياسة التغيير السريع لأي شيء تريده.
  • الانسجام بينكَ وبينَ الآخرين.

ونوّد الإشارة إلى أنهُ يُمكن استخدام هذه البرمجة في المجالات العلاجيّة، فيستخدمها الممارسون البديلون والمعالجون النفسيون لتغيير سلوك عملائهم بطريقة مستدامة، كما أنهم يستخدمون التدريبات المُوّجهة نحوَ الهدف وبالتالي حتى يتمكنوا من تعزيز نقاط القوة لدى المتدربين لديهم، فمجالات تطبيق البرمجة اللغوية العصبية هائلة ولا يوجد حدود لاستخدامها.

ما هوَ تاريخ ونشأة البرمجة اللغوية العصبية؟

ظهرت هذه البرمجة في منتصف السبعينيات على يد {جون غريندر وريتشارد باندلر} وهم أمريكيي الأصل، قرروا أن يُطلقوا على اكتشافهم الجديد برمجة الأعصاب لغوياً في عام 1973، ومن ثمَ بدأَ علم البرمجة اللغوية بالتطوّر شيئاً فشيئاً معَ مرور الوقت، والمشجع الأكبر الذي ساهمَ بتطوير هذا العلم هوَ {جريجوري باتيسون} وهوَ مفكر إنجليزي متخصص في الأنثروبولوجيا ويعمل كأستاذ في جامعة سانتا كروز.

ما هيَ أبرز تطبيقات البرمجة اللغوية العصبية؟

منذُ أن ظهرت هذه البرمجة وهيَ تدخل في كافة مجالات حياتنا سواءً في المجال الرياضي أو الاجتماعي أو التعليمي، ومن أبرز التطبيقات التي تمَ العمل عليها وإدخال هذه البرمجة إليها هيَ:

مجال تطوير الذات:

نلاحظ في الوقت الحالي تواجد الكثير منَ الكورسات التي تتميز بقدرتها على حل مشكلات الإنسان وزيادة ثقته بنفسه وبقدراته وتعزيز أفكاره ومشاعره، وزيادة إبداعه وطاقته اليومية، وهذا التطوير جزء منَ البرمجة التي يتم استخدامها لبرمجة عقل الإنسان وتعزيز الأفكار داخل رأسه.

المجالات النفسيّة والصحيّة:

منَ الجدير بالذكر، أنهُ تمَ إدخال هذه البرمجة لمعالجة العديد منَ الاضطرابات النفسية التي يُعاني منها الإنسان {كالفوبيا، الاكتئاب، الانفصام، الفصام، الوسواس القهري} فأصبحت قادرة على التحكم بها والسيطرة عليها عن طريق وسائلها في كيفية تحكم الإنسان بمشاعره وعواطفه وسلوكيّاته.

المجال التعليمي:

نوّد الإشارة إلى أنها دخلت في مجال التعليم أيضاً، فنجد أنها تُحاول زيادة التركيز والإبداع ومستويات الطاقة عندَ المتعلمين، وتشويقهم وإثارتهم عبرَ وسائلها للمذاكرات، كما أنها عملت على توفير نماذج تُسهم في إيضاح وتوصيل المعلومة للمتلقي بسهولة أكبر عمّا كانت عليهِ سابقاً.

مجال الأعمال والتجارة:

توجد العديد منَ الشركات في العصر الحالي تعتمد على هذه البرمجة في زيادة طاقة موظفيها وتحفيزهم وتعزيز قدراتهم على التواصل معَ العملاء والأشخاص الآخرين المحيطين بهم، كما أنها تمكنت من منحهم القدرة على تحديد أهدافهم بوضوح وإدارة أوقاتهم واجتماعاتهم وعزّزت من مهارات التفاوض بشكلٍ أكبر.

ونوّد الإشارة إلى أنهُ يتم استخدامها أيضاً في {النظام القانوني، الهوايات، تنمية الإبداع في الكتابة والفنون المسرحية والبصرية، السياسة، علم أصول التدريس}.

ما هيَ علاقة NLP بعلم النفس؟

علاقة NPL بعلم النفس

عندما كانَ علم النفس في القرنين التاسع عشر والعشرين تقريباً مهتماً بشكلٍ حصري بموضوعات الاكتئاب والأمراض العقلية، بدأَ عالِم النفس الأمريكي {مارتن سيليجمان} في عكس وجهات النظر واستخدام المشاعر الإيجابية عندَ الأشخاص لإحداث تغيير في حياتهم، فوجدَ أنَ التفاؤل يُمكن تعلمه ولذلك أرادَ تعزيز نقاط القوّة لدى الآخرين.

ومَيّزَ مارتن ست فضائل، تمَ تخصيص 24 قوّة شخصية لها وهيَ:

  • الحكمة والمعرفة: تشمل {الإبداع، الفضول، الانفتاح، متعة التعلم، المنظور}.
  • الشجاعة: وتشمل {المثابرة، النزاهة، الحيوية}.
  • الإنسانية: وتشمل {الحب، اللطف، الذكاء الاجتماعي}.
  • العدل: ويشمل {المسؤولية الاجتماعية، الإنصاف، القيادة}.
  • الاعتدال: يشمل {التسامح، الرحمة، التواضع والحياء، الحكمة، التنظيم الذاتي}.
  • التعالي: يشمل {تقدير الجمال، الامتياز والامتنان، الأمل، الفكاهة، الروحانية}.

لا يُمكننا أن ننكر أهمية البرمجة اللغوية العصبية ودخولها في جميع مجالات حياتنا اليومية، فهيَ مفيدة لتأكيد الذات عندَ كل شخص وتحمل الضغوطات وتحفيزه بشكلٍ مستمر.

{{ نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون }}.

المرجع:

[ppc_referral_link]