معلومات عن متلازمة المحتال

[faharasbio]

معلومات عن متلازمة المحتال

يُصاب الجنس البشري بالكثير منَ المتلازمات النفسية التي تُؤثر على حياته اليومية وعلى علاقاته بشكلٍ عام، وكل متلازمة تختلف عن الأخرى من حيث شدة التأثير والأسباب والخطورة، ولكن هل تعلم أنهُ توجد متلازمات قد تحتوي على فوائد للإنسان؟ فهيَ لا تضرّ بهِ بل تجعلهُ مندفع لتحقيق عدد أكبر منَ الإنجازات والأهداف ومن هذه المتلازمات هيَ {متلازمة المحتال}.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ المُصابين بهذه المتلازمة يشعرون بأنهم فاشلون جداً بالرغم من إنجازاتهم المذهلة التي قاموا بتحقيقها في مجالاتهم الحياتية والمهنية، وتُصاب النساء بها بنسبةٍ أكبر منَ الرجال وخاصةً المرأة العاملة والمستقلة التي تُحقق أهدافها وتصل إلى أحلامها في كل مرة تعمل بها بجدٍ واجتهاد، وعندما تجلس معَ نفسها أو يمدح بها الآخرون تشعر وكأنها فاشلة وسبب نجاحها في الحياة عبارة عن ضربة حظ أو بسبب الوقت الكافي المتواجد لديها وبالتالي تُؤثر عليها في حياتها، ولذلك ما المقصود بمتلازمة المحتال؟ وما هيَ أعراضها؟ أسبابها؟ وطرق التخفيف منها؟

ما المقصود بمتلازمة المحتال Impostor Syndrome؟

في البداية لا يُمكننا الحديث عن هذه المتلازمة أنها مرض نفسي لعدم تأكيد الأمر، ولكن هل سبقَ لكَ وحققتَ إنجازاً باهراً أو استلمتَ منصباً مرموقاً أو حصلتَ على درجاتٍ عالية في امتحاناتك وتساءلتَ فيما بعد عن سبب نجاحك وأنكَ لا تستحقه لاعتقادك بأنكَ غير جدير بهِ ولم تنجح إلّا بسبب مساعدة الناس لكَ أو عن طريق المصادفة؟ إذاً أنتَ مُصاب بمتلازمة المحتال.

فهذه المتلازمة ظهرت في عام 1978 وكانت أكثر انتشاراً عندَ النساء المجتهدات والناجحات، فمنَ المعروف أنَ المجتمع في بعض الأحيان يُقلّل من قيمة المرأة ويُقارنها بالرجل وعندما تنجح في عملها وتُحقق إنجاز كبير تشعر بأنها لا تستحقه أو أنهُ ليسَ من جهدها.

وعادةً أي شخص لا يثق بنفسه أو لديهِ خلل وعقدة حولَ إنجازاته يشعر بأعراض هذه المتلازمة، ولمتلازمة المحتال أنواع متعددة مثل {العبقري} الذي يملئ وقته بالتعلم واكتساب المهارات من أجل تجنب مقارنته في العمل بزملائه الأكثر كفاءة منه، {الخارق} وهوَ شخص يسعى للوصول إلى النجاح والإنجاز وإذا لم ينجح في أمرٍ معين يعتقد أنَ مكانه في العمل لا يستحق أن يتواجد بهِ كونهُ أحمق وفاشل.

 النوع الآخر {الخبير} الذي يُركز على التفاصيل ويتجاهل الهدف الرئيسي ويشعر بأنهُ فاشل إن لم يستطع تفسير أي مشكلةٍ أو قضيةٍ يُواجهها، {المنفرد} وهوَ شخص يعتمد على نفسه في جميع المهام وإذا ساعده أي إنسانٍ آخر يعتقد بأنهُ فاشل ولا يستحق مكانته.

ما هيَ أعراض متلازمة المحتال؟

توجد عدّة علامات يُمكن ملاحظتها على الشخص الذي يُعاني من هذه المتلازمة، مثل:

  • الشعور بقلقٍ دائم وتفكير بمكانة العمل أو الإنجاز الذي حققه الفرد.
  • الخوف الدائم منَ الفشل أو الهزيمة أمامَ الآخرين.
  • الشعور بالذنب أثناءَ تحقيق النجاح.
  • انعدام الثقة بالنفس.
  • السعي للوصول إلى أعلى درجات المثالية من أجل إثبات أنهُ يستحق النجاح.

ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بمتلازمة المحتال؟

توجد عدّة عوامل تُؤثر على نفسية الإنسان وحالته وتجعلهُ يشعر بأنهُ لا يستحق أي شيء في هذه الحياة بالرغم من مهاراته وخبراته، وتتمثل في:

  • السعي للكمال: توجد فئة منَ الأفراد همهم الوحيد هوَ السعي للوصول إلى المثالية، على سبيل المثال ماهر مهندس ناجح في عمله ولهُ الكثير منَ الإنجازات، ولكن يسعى ماهر طوالَ الوقت إلى القراءة ومعرفة التفاصيل الدقيقة المتعلقة بمجال الهندسة وإذا لم ينجح في أمرٍ معين يعتقد أنهُ فاشل ولا يملك الخبرة، فسمات شخصية الإنسان قد تُسبب لهُ هذه المتلازمة.
  • قلّة الثقة بالنفس: يُواجه الإنسان عبارات التنمر والكلمات الجارحة وخاصةً عندما يكون طفل ويحصل على درجةٍ دراسيةٍ متدنية، فالأشخاص من حوله وخاصةً والديه ينعتونه بالفاشل والكسول وعديم الخبرة، وحتى لو تغيّرت شخصيته وأصبحَ إنسان ناجح في عمله ودراسته، إلّا أنَ هذه العبارات لا يُمكن الشفاء منها بسهولة وكُلّما حققَ إنجاز يتذكر أنهُ فاشل ولا يستحقه.
  • مسؤوليات الحياة الجديدة: قد يحصل الفرد على مكانة مميزة في عمله أو ترقية بسبب خبرته ومؤهلاته التي تجعلهُ يستحق هذا المكان، ولكن المسؤوليات الجديدة التي تقع على عاتقه تجعلهُ يشعر بأنهُ سيفشل ولا يستحق هذا المنصب وأنَ غيره يستحقها ويستطيع النجاح بها.

هل لمتلازمة المحتال أي فوائد على الإنسان؟

بالرغم من أنها متلازمة تهزّ ثقة الإنسان بنفسه وتُعيق احتفاله بالنجاح الذي يُحققه، إلّا أنها تدفعه للإقدام إلى المعرفة الكاملة بالمعلومات حولَ دراسته أو مجال عمله، وتجعلهُ أكثر همّة وطاقة لإثبات أنهُ جدير بهذا العمل، لأنهُ يعتقد أنَ زملائه يشعرون بأنهُ محتال في عمله أو لا يستحقه.

كيفَ يُمكن التعامل معَ متلازمة المحتال؟

يجب السيطرة على هذه المتلازمة إذا كانت تُعيق سعادة الإنسان بنجاحاته، وخاصةً إذا كانت في بداياتها من خلال:

  • اللجوء إلى المساعدة: إذا كنتَ على وشك استلام منصب جديد بسبب مهاراتك ولكنكَ بدأتَ تشعر أنكَ لستَ مؤهلاً لهُ، يجب أن تسأل شريكة حياتك أو أصدقائك عن الإيجابيات المتواجدة بك وعن مدى التزامك ونجاحك بعملك.

لأنهم سيساعدونك على تعزيز ثقتك بنفسك وتخفيف التوتر الذي يُسيطر عليك، فما عليك إلّا البوح بمشاعرك لهم، وعلى هذا الأساس سيذكرون لكَ أول تجربة عمل ناجح لهم وأنهم كانوا يشعرون بالخوف والتردد في البداية أيضاً ولكنه أمر طبيعي.

  • تجنب المقارنة: عندما تبدأ مقارنة نفسك بزملائك أو بمن هم أعلى كفاءة منك بالتأكيد ستشعر أنكَ فاشل، لأنَ ظروف كل فرد تختلف عن الآخر، ويجب مقارنة نفسكَ بنفسك عن الإنجازات والأهداف والتغييرات التي حصلتَ عليها مقارنةً بالعام السابق.
  • الانضمام لفريق عمل: إذا كنتَ منَ النوع المنفرد فيجب أن تبدأ بالاختلاط في الأفراد من خلال العمل والحياة، لأنَ العمل معهم على شكل فريق سيُوّضح لكَ أنكَ بحاجة إليهم مثلما هم بحاجة إليك، وقد تكتسب منهم معلومات وخبرات تُساعدك في الوصول إلى أعلى درجات النجاح.
  • ابتعد عن المستحيل: أنتَ إنسان ولستَ روبوت، بالتأكيد لن تكون عبقري في تفاصيل عملك وتستمر في نجاحاتك الباهرة دونَ وجود أي أخطاء أو عثرات تقع بها، ولذلك يجب الموازنة ما بينَ تطوير مهاراتك في مجالك وما بينَ الاستمتاع بإنجازاتك.

إنَ هذه المتلازمة غريبة نوعاً ما ولكنها صعبة جداً كونها تُسيطر على تفكير الإنسان وتُرهقه بالعمل والدراسة في مجاله من أجل إثبات قدراته، ويُمكنكَ الاستفادة بالإصابة بها من خلال التركيز على عملك وبذل قصارى جهدك بهِ للتميز بشكلٍ دائم، ولكن عندما تتلاشى ثقتك بنفسك تدريجياً ما عليك إلّا وضع قائمة بإنجازاتك وتذكر أنكَ تستحق الأفضل دائماً.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]