يواجه معظم الأطفال الرضع مشاكل بعدَ ولادتهم، سواءً الإصابة بالتقيؤ أو المغص الشديد أو الالتهاب المعوي أو الارتجاع المعدي المريئي وغيرها من المشاكل الشائعة، ولكن بعضهم الآخر يولد وهو مصاب بالتواء في أحد جانبي العنق يعرف باسم الصعر عند الرضع، فتلاحظ الأم أن رأس رضيعها مائل إلى جهة اليمين مع استدارة ذقنه، وهي من الإصابات التي قد تكون خلقية أو مكتسبة.
ومن الجدير بالذكر، أنه يطلق على انفتال العنق بالصعر، ويسبب تشنج في الرقبة وألم ويؤثر على العضلة القترائية ويمكن أن يمتد إلى العضلة شبه المنحرفة، فلا يتمكن الرضيع من إمالة رأسه بأريحية، ولا تقتصر على الرضع فقط ولكنها شائعة أثناء ولادتهم، كما أنها تصيب البالغين أيضاً، ويمتد الألم أحياناً إلى الظهر والكتف والذراع.
ونود الإشارة، أن الوالدين يواجهان قلق شديد أثناء حمل الطفل بسبب انفتال عنقه والخوف من التسبب بأي تضاعف في المشكلة لديه، ولذلك ما هي أعراض الصعر عند الرضع؟ وما هي أسباب حدوثه؟ وأنواعه؟ وطرق تشخيصه وعلاجه؟
ما هي أعراض الصعر عند الرضع؟
توجد عدة علامات تظهر على الرضيع وتدل على إصابته بالصعر، مثل:
- عدم تساوي الوجه.
- ظهور كتلة صغيرة على جانب العنق الذي يميل رأس الرضيع إليه.
- لا يمكن للطفل تحريك أو إمالة رأسه بأريحية.
- الشعور بألم أسفل رأس الرضيع.
- تشنج في عضلات العنق.
- انقباض عضلات الرقبة.
ما هي أبرز أسباب الصعر عند الرضع؟
توجد عدة أسباب تؤدي لإصابة الرضيع أو حتى البالغين بهذه المشكلة، مثل:
- وضعية الطفل غير الصحيحة: عندما يكون الجنين في رحم أمه، يتحرك أحياناً في وضعيات مختلفة، وإذا ثبت في وضعية معينة لمدة محددة، من المحتمل أن تضر بالعنق وتسبب التواء، وبعد الولادة تلاحظ هذه المشكلة من قبل الطبيب.
- الإصابة بالانزلاق الغضروفي: من الأسباب المحتملة التي تؤدي للصعر، فأثناء التعرض لأي حادثة أو إصابة يحدث انزلاق في الغضروف، ويسبب وخز وتنميل وألم وضعف في العضلات وبرودة جانب واحد من الجسم مع التواء في العنق.
- الجلوس في وضعيات خاطئة: تزاد نسبة إصابة الفرد بهذه المشكلة بسبب الوضعيات الخاطئة في الجلوس، وخاصة أن الكثير البشر يعملون لساعات طويلة على شاشات الهواتف الذكية والحواسيب، ويجلسون في وضعيات غير مريحة للرأس والعنق، مما يؤدي لالتواء الرقبة والإصابة بالصعر.
- عوامل أخرى: تؤثر بعض العوامل الإضافية على زيادة نسبة الإصابة بالصعر، مثل التاريخ العائلي، فإذا أصيب أحد أفراد عائلتك بهذه المشكلة من المحتمل إصابتك بها، بالإضافة إلى العمر، فكلما تقدم الإنسان في السن ووصل إلى عمر الخمسين وما فوق، قد يصاب العنق بالالتواء.
ويعتقد أن نسبة النساء أكثر من الرجال في الإصابة بالصعر، لذلك هن معرضات بشكل أكبر.
ما هوَ تشخيص وعلاج الصعر عند الرضع؟
من المهم استشارة الطبيب المختص على الفور في حال لاحظت أي إمالة لرأس طفلك، من أجل الاطمئنان على حالته وعلاجه، وبالفعل يجري الطبيب بعض الفحوصات التي تتمثل في اختبارات الدم والحصول على معلومات من الوالدين عن حالة الرضيع، ومن ثم يتم العلاج من خلال:
- طوق العنق: يصف لك الطبيب طوق خاص بالعنق يساعد طفلك في الشعور بالراحة وتقليل الإمالة واستعادة الرأس لمكانه الطبيعي، وذلك من خلال ارتدائه يومياً.
- حماية الطفل: من المهم حماية طفلك من اقتراب أي طفل آخر منه، لأن أي حركة خاطئة تضاعف حجم الألم لديه، فالأفضل لك تجهيز غرفة مريحة واستراحة طفلك بها قدر الإمكان مع وضعيات سليمة لرأسه وعنقه، ويفضل تجنب إجهاد الجسد أو ارتداء الحقائب الثقيلة مثل الحقيبة المدرسية.
- اتباع تعليمات الطبيب: من الضروري فهم تعليمات الطبيب والابتعاد كلياً عن منح طفلك الأسبرين، ويفضل منحه الأدوية في مواعيدها وقراءة الإرشادات المكتوبة على كل عبوة، ويستحسن الابتعاد عن الكمادات الساخنة ووضعها على الجلد، فالكمادات الدافئة أفضل حل في هذه الحالة.
- علاجات إضافية: يمكن اللجوء إلى عدة علاجات أخرى لتقليل الألم الناتج عن التواء العنق واستعادة الوضع الطبيعي، وذلك من خلال العلاج بالتدليك أو ارتداء حمالات العنق، مع اللجوء للعلاج الفيزيائي وتطبيق تمارين الشد، ولكن احذر من ممارسة أي نوع من العلاج بدون استشارة طبيب الأطفال.
كيف أتعامل مع طفلي الرضيع المصاب بالصعر؟
لا بد من اتباع الخطوات الآتية لتجنب تضاعف الألم والالتواء في العنق، مثل:
- يمكنك وضع الألعاب أو محفزات للرؤية بعيدة قليلاً عن عيون الطفل حتى يلاحظها، فالنظر بعيداً خطوة مهمة في العلاج.
- يمكنك وضع طفلك على بطنه عدة مرات يومياً، فالنوم على الظهر طوال الوقت سيسبب له ألم في العنق، أما على البطن يسهم في تقوية العضلات وتخفيف التشنج.
- محاولة وضع محفزات مثل الألعاب التي تحتوي على موسيقى في مكان محدد من أجل إدارة طفلك لرأسه وتحفيز عضلات العنق على التحرك أكثر.
- يفضل وضع طفلك في حضنك يومياً ولكن إبعاد رأسه عن رأسك قليلاً، حتى يتمكن من تدوير عنقه والالتفاف لرؤيتك وتحفيز عضلات الرقبة لديه.
في الحقيقة لا يدعو الصعر إلى القلق أو التوتر والخوف على طفلك، فهو حالة طبيعية ومؤقتة ولكنه يستدعي تدخل الطبيب لضبط حالة طفلك وشعوره براحة أكبر وقدرة على الالتفاف بدون ألم أو تشنج.
وفي الحالات التي تستدعي تدخل طبي على الفور عندما يسقط طفلك على شيء صلب أو عندما يعاني من صداع شديد لا يمكن احتماله مع السيلان المستمر للعاب وإصابته بالحمى وعدم قدرته على استهلاك أي نوع من السوائل وخاصةً الحليب بسهولة، ففي هذه الحالة لا يمكن التغاضي عن الألم ويتوجب علاج مبكر للسيطرة.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.