ما هو الجهاز الهضمي وما هي وظيفته؟
يعتبر من أهم أجهزة الجسم حيث يكون مسؤولًا عن عمليات الهضم ومرور الطعام من الفم وحتى المعدة وبعد هضمه يقوم بامتصاص العناصر الضرورية للجسم وطرح الفضلات الناتجة عنه.
إن الجهاز الهضمي هو عبارة عن مجموعة من الأعضاء التي يقع أغلبها ضمن القناة الهضمية أو كما يطلق عليها السبيل المعدي المعوي.
إن السبيل المعدي المعوي يتألف من مجموعة من الأعضاء المجوفة والمتصلة ببعضها البعض على شكل أنبوب ملتوي يمتد من فتحة الفم وحتى فتحة الشرج إلى جانب مجموعة كبيرة من الأعضاء مثل الكبد والبنكرياس.
نجد تفاوت في طول الجهاز الهضمي، فقد يصل طوله عند بعض الأشخاص إلى 8 أمتار، حيث أن طول المريء يتراوح بين 23 – 25 سم، بينما الأمعاء الدقيقة هي التي تعطي أغلب الطول حيث يكون طولها بحدود ال7 أمتار، أما الأمعاء الغليظة فهي بحدود المتر ونصف المتر تقريبًا.
يمكن أن نقوم بتقسيم القناة الهضمية إلى قسمين القسم الأول هو القناة الهضمية العلوية وهي تتألف من الفم يليه البلعوم والمري والمعدة.
يضم الفم قنوات الغدد اللعابية وأيضًا اللسان، وفي المريء تحدث التقلصات التي بفضلها يدفع الطعام ليصل إلى المعدة.
القسم الثاني هو القناة الهضمية السفلية وهي تتألف من الأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة وأخيرًا ينتهي بفتحة الشرج.
ما هي أعضاء الجهاز الهضمي؟
هناك مجموعة كبيرة من الأعضاء الموجودة في الجهاز الهضمي على طول القناة الهضمية إضافة إلى مجموعة من الأعضاء الملحقة وسنذكرها كلها بالترتيب:
- الفم: وهو أول جزء من السبيل الهضمي المعوي، حيث تعتبر عملية الهضم قد بدأت منذ دخول الطعام إليه من خلال المضغ الذي يقطع الطعام إلى قطع صغيرة لكي يصبح هضمها أسهل.
كما يتم إفراز اللعاب في الفم من خلال أقنية الغدد اللعابية وهو يساعد في تقطيع الطعام وامتصاصه.
- المريء: يعد الانتهاء من مضغ الطعام في الفم ينتقل إلى المريء الذي يبدأ من الحلق بجوار القصبات وبعدها إلى المعدة.
يصل الطعام إلى المعدة من خلال الانقباضات التي تحدث على طول المريء وهو ما يعرف بحركات التمعج أو الحركات الدودية.
- المعدة: وهي المحطة التي يبدأ بها الهضم الميكانيكي وأيضًا الكيميائي من خلال خلط الطعام الذي وصل من المريء مع أنزيمات وعصارات المعدة وكلور الماء مع حمض الهيدروكلوريك إضافة إلى حركات المعدة.
تعتبر المعدة ذات سعة كبيرة حيث تستطيع استيعاب ما نسبته 4 لتر من السوائل.
- الأمعاء الدقيقة: ينتقل الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة وهي من أهم أعضاء الجهاز الهضمي لأن عملية الامتصاص تتم من خلالها.
هي عبارة عن أنبوب رفيع وملتف وطويل يقدر ب7 متر، يتقسم إلى ثلاث أجزاء هي بالترتيب: الاثني عشر ثم الصائم ثم اللفائفي.
يتم انتقال الطعام على طول الأمعاء الدقيقة من خلال الحركات الدودية مثل حركات المريء، وتكون معظم عمليات هضم الطعام قد تمت في منطقة العفج أو الاثني عشر حيث يتم إفراز أنزيمات البنكرياس الهاضمة إضافة إلى العصارة الصفراوية.
بالنسبة للامتصاص فهو يتم في منطقة اللفائفي والصائم.
يدخل الطعام إلى الأمعاء الدقيقة بقوام شبه صلب ولكنه يخرج من الأمعاء بقوام قريب للسائل.
- الأمعاء الغليظة: وهي تنقسم في البداية إلى الأعور الذي يتصل مع الزائدة الدودية ثم القولون الصاعد وبعدها القولون المستعرض وأخيرًا القولون النازل.
يتم من خلال الأمعاء الغليظة امتصاص جزء كبير من العناصر الغذائية المتبقية إضافة إلى الماء لكي يعود ويتحول قوام الطعام المهضوم من القوام السائل إلى الصلب، لكي يتشكل البراز الذي يحتوي على بقايا الطعام والبكتيريا.
يتم تخزين البراز في منطقة تسمى بالقولون السيني قبل أن ينتقل إلى المستقيم وبعدها فتحة الشرج ويتم التخلص منه إلى خارج الجسم.
هناك بكتيريا نافعة في الأمعاء الغليظة تمتلك دور مهم في معالجة بعض الفضلات، وأيضًا إنتاج الفيتامينات وحماية الجسم من بعض أنواع الجراثيم.
- المستقيم: يبلغ طوله ما يقارب ال20 سم، وهو يأخذ موقعه في نهاية الأمعاء الغليظة ويصل بينها وبين فتحة الشرج.
يرسل المستقيم إشارات عصبية يتم تفسيرها في الدماغ لكي ينتبه إلى وصول البراز أو الغازات إلى المستقيم، وبالتالي يسمح بعبورها أو يتم إرسال إشارات لتخزينها لوقت آخر مناسب.
- فتحة الشرج: وهي آخر قسم في القناة الهضمية التي يتم من خلالها طرح البراز لخارج الجسم وهي تتألف من مصرة عضلية داخلية ومصرة عضلية خارجية يتم التنسيق بينهما لكي يخرج البراز والفضلات الصلبة خارج الجسم.
- المرارة: وظيفة المرارة تخزين العصارة الصفراوية التي تنتج في الكبد، ويتم تركيزها في المرارة ثم إفرازها إلى الأمعاء، ولها دور في تسهيل عملية تكسير الدهون وبالتالي امتصاصها.
- الكبد: يعد الكبد مركز تخليص الدم من السموم، حيث ينقي الدم من العناصر الضارة، وهو مركز تخزين السكر وإنتاج العديد من العناصر المهمة لصحة الجسم.
- البنكرياس: تكون البنكرياس مسؤولة عن إنتاج الأنزيمات التي تساعد على تكسير وهضم الجزيئات البروتينية والسكرية فضلًا عن تحويل الدهون إلى أحماض دهنية، ومن المعروف دور البنكرياس المهم وبالتحديد جزر لانغرهانس في البنكرياس في إفراز هرمون الأنسولين المسؤول عن استقلاب السكر وتحويله إلى الخلايا لإنتاج الطاقة.
الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي
قد يصاب الجهاز الهضمي بالعديد من المشاكل الصحية والأمراض، نذكر منها:
- القرحة الهضمية: وتحصل عند حدوث تقرحات في جدار المعدة والاثني عشري، وتتسبب بها عدة عوامل منها جرثومة الملوية البوابية وقد تكون تالية لتناول بعض الأدوية كمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، أو الضغط النفسي الشديد عند وجود عوامل أخرى مؤهبة.
- التهاب الرتج والأمعاء: حيث تتشكل انتفاخات تسمى الرتوج في الأمعاء ويحصل الالتهاب عند تعرض الرتوج للعدوى البكتيرية.
- الإسهال أو الإمساك: وهما عرضان متناقضان، حيث يحدث الإسهال عند خروج براز لين مائي بينما يكون الإمساك عند صعوبة إخراج البراز، يحدث أحد هذين العرضين عند تغيير روتين عمل الجهاز الهضمي إما بسبب الوارد الغذائي أو حدوث عدوى بكتيرية في الأمعاء أو نتيجة بعض الامراض.
- الإصابة بالبواسير: وهي انتفاخات في الأوعية الدموية في منطقة الشرج، تحدث نتيجة الإمساك أو الإسهال المزمنين، وقد تحدث نتيجة قصور في الأوعية الدموية، وتتسبب البواسير بألم أثناء التبرز مع حكة ونزوف عند التبرز.
- متلازمة الأمعاء الهيوجة أو القولون العصبي: وهي تتظاهر بعدة مشاكل في الجهاز الهضمي كالتشنج والنفخة وتغير عادات التبرز، وهو من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تستمر لفترة طويلة.
- الارتجاع المعدي المريئي: وهي حالة صحية تتضمن ارتجاع حمض المعدة إلى المريء، ويتسبب ذلك بالإصابة في حموضة المعدة، وغالبًا ما تصاب به المرأة الحامل نتيجة ضغط الجنين على معدة الأم.
- القولون العصبي: وهو من الاضطرابات الهضمية الشائعة نتيجة الضغوطات النفسية، ويتضمن الإصابة بآلام في البطن، اضطرابات في الإخراج، الانتفاخ وغيرها.
في الختام نذكر بعض النصائح التي تساعد في الحفاظ على صحة وكفاءة جهازنا الهضمي، حيث يجب تنويع الغذاء وتناول المزيد من الألياف، كما التقليل من الدهون والأطعمة المصنعة، ويفضل ممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين والشدة النفسية.