السلطان سليم الأول؛ تعرف على سيرة حياته وأبرز إنجازاته

السلطان سليم الأول: هو السلطان التاسع في الدولة العثمانية، وخليفة المسلمين الرابع والسبعين، وهو أول من لُقب بأمير المؤمنين من العثمانيين.، تعرف عليه

[faharasbio]

السلطان سليم الأول؛ الدولة العثمانية هي إمبراطورية إسلامية أُسست عام 1299م على يد عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت حتى عام 1923م، وهذا يعني أنها دامت حتى حوالي 600 عام.

توسعت الدولة العثمانية حتى شملت العديد من أجزاء أوروبا، آسيا وأفريقيا، ووصل عدد ولاياتها إلى حوالي 29 ولاية.

عاشت الدولة العثمانية عصرها الذهبي في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وفي عهد السلطان سليمان الأول أصبحت الدولة العثمانية قوة سياسية وعسكرية عظيمة، وكانت عاصمتها آنذاك القسطنطينية.

سنتطرق في هذا المقال إلى أحد سلاطنة الدولة العثمانية، وهو السلطان سليم الأول، تعرف على سيرة حياته وأبرز إنجازاته.(1)

من هو السلطان سليم الأول؟

هو السلطان التاسع في الدولة العثمانية، وخليفة المسلمين الرابع والسبعين، وهو أول من لُقب بأمير المؤمنين من العثمانيين.

بدأ حكمه للدولة العثمانية في عام 1512م، واستمر حتى عام 1520م، ولُقب بالعديد من الألقاب منها القاطع والشجاع.

وصفه المؤرخون بأنه رجل فارع الطول، عريض المنكبين، ولديه شارب كبير، وكان ذو شخصية ملحمية سريع الغضب ولا يعرف العفو عن خصومه.(2)

“اقرأ أيضا: قصة عثمان بن أرطغرل تاريخيًا

نشأة السلطان سليم الأول

هو السلطان سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح، ووالدته هي عائشة كلهبار خاتون، وهي أميرة من سلالة ذي القدر التركمانية.

وُلد السلطان سليم الأول في العاشر من أكتوبر من عام 1470م في مدينة أماسيا التي تقع على ساحل البحر الأسود في الأناضول.

لسليم الأول سبعة إخوة ذكور، توفي منهم خمسة خلال طفولتهم، وتبقى قرقود المحب للعلوم، الآداب والفنون، والذي كان يكره الجيش والحروب، والآخر هو أحمد، والذي كان محبوبًا لدى الأمراء والأعيان.

كان سليم الأول محبًا للحرب، شرس الطباع ومحبوبًا لدى الجنود، وقام السلطان بايزيد بتعيين ابنه قرقود واليًا على إحدى الولايات البعيدة، وعين أحمد على أماسيا وسليمًا على طرابزون في الأناضول وهو لا يزال في عمر الحادية عشر.

خلال حكم سليم الأول على طرابزون قام بتحسين علاقات الدولة العثمانية مع الدول المجاورة لها، كما أطلق مجموعة من الحملات العسكرية لمعاقبة المعاديين للدولة العثمانية، ومن ضمنهم جورجيا.

نتيجة لذلك تم ضم جورجيا للدولة العثمانية، واعتنق جميع سكانها الديانة الإسلامية، وفي هذه الأثناء تزوج سليم الأول من عائشة حفصة خاتون، والتي أنجبت له سليمان ولي عهد السلطان سليم الأول.(2)

” اقرأ أبضا: السلطان العثماني سليمان القانوني

وأيضا: إنجازات محمد الفاتح

بداية حكم السلطان سليم الأول

في نهاية عهد السلطان بايزيد، بدأت الحروب الداخلية بين أبنائه، وهذا بعد أن عين السلطان بايزيد الأمير سليمان بن سليم الأول واليًا على كافا في بلاد القرم، ولم يوافق سليم الأول على هذا التعيين، وطلب من والده تعيينه في إحدى ولايات أوروبا.

أصر السلطان بايزيد على بقاء سليم الأول في طرابزون، وبدأ أحمد القلق بشأن رغبة سليم الأول في العرش، واستغل انتصاره حديثًا على جيش في آسيا الصغرى، فتوجه إلى القسطنطينية لاستعراض قدرته العسكرية أمام والده وإخوته.

نتيجة لذلك اشتعلت المنافسة بين الأخوين، ووافق السلطان بايزيد على تعيين سليم الأول على أوروبا حقنًا للدماء، ومنع ابنه أحمد من دخول العاصمة حتى لا يتم اغتياله.

عندما وصلت هذه الأنباء إلى مسامع قرقود، انتقل إلى ولاية صاروخان واستلم إدارتها دون علم والده سليم الأول، وهذا ليكون قريبًا من القسطنطينية إذا دعت الحاجة.

بعد ذلك قام السلطان بايزيد بعقد ديوانه والتشاور بشأن تعيين الأمير أحمد خليفة له، مما أدى إلى إعلان سليم الأول الثورة على والده، وحارب أخيه قرقود ثم أرسل إلى أخيه أحمد أن يدخل القسطنطينية ويجلس على العرش.

رفض الإنكشارية الاعتراف بتنصيب الأمير أحمد على العرش، وطلبوا من السلطان بايزيد العفو عن ابنه سليم الأول، ووضحوا بأنه الوحيد المؤهل للحكم، وبعد إلحاحهم عفا السلطان بايزيد عن ابنه وسلمه مقاليد الحكم رسميًا في 23 من مايو عام 1512م.

بعد ذلك توفي السلطان بايزيد في طريقه للسفر إلى بلدة ديموتيقا في 26 من مايو عام 1512م، ثم أعلن الأمير أحمد العصيان على سليم الأول، وبعد مجموعة من المواجهات العسكرية قُتِل قرقود، وفي 24 أبريل من عام 1513م قُتل أحمد.

وبهذا بقي الحكم للسلطان سليم الأول، وأبرم هدنة طويلة مع جمهورية البندقية، مملكة المجر، دوقية موسكو والسلطة المملوكية.(2)

“اطلع أيضا على: فتح القسطنطينية.. شرف ناله العثمانيون

عائلة السلطان سليم الأول

تزوج السلطان سليم الأول من زوجة واحدة وهي عائشة حفصة خاتون، ولكن يزعم بعض المؤرخين أنه تزوج بأربعة نساء رغم عدم وجود أدلة كافية لدعم هذا القول.

أنجب السلطان مجموعة من الأبناء الذكور وهم سليمان، أورخان، موسى وقرقود، وتوفي ثلاثة منهم خلال طفولتهم، وبقي منهم الأمير سليمان.

أنجب السلطان أيضًا عشرة إناث، وهن السلطانة بيهان، السلطانة خديجة هانم، السلطانة حفصة، السلطانة فاطمة، السلطانة ينيهان، السلطانة شاه والسلطانة هانم خاتون.(2)

إنجازات السلطان سليم الأول

إنجازات السلطان سليم الأول

قام السلطان سليم الأول بعد توليه الحكم بالعديد من الإنجازات الداخلية والتوسعات الخارجية، وفيما يلي 9 من أبرز إنجازاته: (2)

  • أوقف عصيان الإنكشارية بعد معركة جالديران، فغير نظام تعيين ضباط هذه الفئة، فقتل قاضي العساكر وجميع من حرض على العصيان، وعين عليهم قائدهم العام ولم يكن من الإنكشارية.
  • قام ببناء ترسانة بحرية ضخمة في عام 1518م، وهذا لمواجهة السفن البرتغالية في مضيق القرن الذهبي.
  • قام ببناء العديد من المساجد وترميم مجموعة أخرى من المساجد مثل مسجد فاتح باشا، المسجد الأموي، مسجد ديار بكر ومسجد ابن العربي.
  • بنى مجموعة من المدارس والتكايا.
  • قام بتحويل أجمل كنائس القسطنطينية إلى مساجد، وترك نصفها الآخر ليفي بيمين جده السلطان محمد الفاتح.
  • كان يصطحب الشعراء والمؤرخين إلى ميادين القتال ليسجلوا تطورات المعارك والقصائد التي تصف أحداث الماضي والتاريخ.
  • كان شاعرًا فذًا وملمًا باللغة العربية، التركية والفارسية، ونظم مجموعة كبيرة من الأشعار المميزة.
  • افتتح العديد من الدول وضمها تحت جناح الدولة العثمانية منها مدينة حماة، حمص ودمشق، وعين الغزالي واليًا عليها، وهذا مكافئة له لانحيازه للعثمانيين.
  • افتتح أيضًا فلسطين ومصر ومن ثم الجزائر.

“اقرأ أيضا: أشهر المواقع الأثرية في سوريا

وأيضا: ما هي التكية في الحضارة الإسلامية

وفاة السلطان سليم الأول

عندما عاد سليم الأول من مصر، انهمك بالعديد من الإنجازات العسكرية بما فيها تجهيز أسطول بحري ضخم ليهاجم مجددًا جزيرة رودس، كما كان يُحضر لشن حملة هجومية على المجر.

علاوة على ذلك كان يستعد إلى محاربة إسماعيل الصفوي مجددًا والذي تحالف مع البرتغاليين ضده في الجزر الفارسية في الخليج العربي.

خلال كل هذه الأحداث، مرض سليم الأول بالعُضال، ويقول البعض أنه الجمرة الخبيثة نتيجة لتعرضه المفرط للجثث في ساحات المعارك، واستنشاقه لروائح الأجسام المتحللة.

يقول بعض المؤرخين أيضًا أن ما أصيب به هو سرطان الجلد، ورغم كل ذلك استمر السلطان في طريقه لإتمام مشروع فتح رودس، ومع ذلك لم يستطع إكمال خطته وتوفي خلال رحلته، وذلك في تاريخ 22 من سبتمبر من عام 1520م، وكان عمره حوالي 50 عامًا.

أخفى الأطباء والوزراء خبر موت السلطان سليم الأول، وعجلوا في الإرسال إلى ابنه سليمان في إقليم صاروخان للقدوم، وهذا خوفًا من أن يثور الإنكشاريين كعادتهم عندما يتم تعيين أي سلطان جديد.

وفي ظهر 30 من سبتمبر سار موكب الجنازة بما يتضمن السلطان سليمان، الوزراء والأعيان، وتم دفنه، وأمر السلطان سليمان ببناء مدرسة وعمارة لإطعام الفقراء صدقة عن روح والده.(2)

المراجع:

  1. https://www.marefa.org/الدولة_العثمانية
  2. https://www.marefa.org/سليم_الأول
[ppc_referral_link]