العصب الحائر: الأسباب، الأعراض والعلاج
إن الجهاز العصبي هو من أهم الأجهزة الموجودة في جسم الإنسان حيث يقوم بالتحكم بكل العمليات التي تجري ضمنه.
يكون الجهاز العصبي عبارة عن شبكة من الاتصالات الداخلية التي تتوزع داخل الجسم البشري وتساعده على التأقلم مع كل التغيرات المفاجئة التي تحدث معه كما تعطي الأوامر للبدء بجميع الأنشطة الحيوية الداخلية.
ما يميز الجهاز العصبي الموجود عند البشر تطور الدماغ الذي يسهل انتقال المشاعر والأحاسيس من البيئة المحيطة وبالتالي يتم التعامل معها بكفاءة عالية.
تتم كل الوظائف السابقة من خلال اتصالات كثيفة بين النهايات والمشابك العصبية وبالتالي يتم استقبال كل المعلومات اللازمة ومعالجتها والتعامل معها وفق الحاجة.
يقسم الجهاز العصبي إلى قسمين رئيسيين هما الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي المحيطي وكل منهما مسؤول عن القيام بوظائف معينة ومحددة.
الجهاز العصبي المركزي يتألف من المخ والمخيخ وجذع الدماغ وهي كلها بنى شديدة التعقيد.
تتبع لهذه البنى مجموعة كبيرة من الأعصاب التي يختص كل منها بوظيفة معينة وبنقل الأحاسيس والأوامر إلى قسم معين من الجسم دون غيره.
إن اضطرابات وأمراض الجهاز العصبي تمتلك أعراض كثيرة ومؤثرة على الحياة اليومية للمريض، وأشهر هذه الاضطرابات التهاب العصب العاشر أو ما يعرف بالعصب الحائر.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن العصب الحائر وعن أعراض هذا المرض وطرق علاجه.
ما هو العصب الحائر؟
العصب الحائر هو العصب رقم عشرة من مجموعة الأعصاب القحفية، وهي عبارة عن 12 عصب رئيسي يتفرع كل منها من الجمجمة وليس من النخاع الشوكي.
تمتد هذه الأعصاب بعد خروجها من جذع الدماغ وتأخذ طريقها في الجسم عبر مناطق كثيرة حتى تصل إلى جزء معين من القولون.
سمي هذا العصب بهذا الاسم لأنه يتجول في مناطق كثيرة من الجسم ويرسل العديد من الألياف العصبية التي تقوم بوظائف مهمة وأساسية.
تتنوع هذه الوظائف بين الحسي والحركي وتكون الوظائف الحسية كما يلي:
- تعصيب الجزء الخارجي من الأذن.
- تعصيب جزء معين من الحلق.
- الإحساس الذوقي في منطقة جذر اللسان.
- الإحساس ببعض الروائح والأذواق.
- الإحساس الحشوي للرئتين والقصبات.
أما الوظائف الحركية فهي:
- تنظيم معدل ضربات القلب.
- تحفيز العضلات الموجودة بالقرب من سقف الفم.
- إحداث بعض التقلصات الإرادية في الجهاز الهضمي.
إن التهاب العصب الحائر أو العصب العاشر هو من أشهر الاضطرابات العصبية التي تمتلك طيف واسع من الأعراض المزعجة.
أسباب العصب الحائر
من أشيع الأسباب نذكر ما يلي:
- إدمان الكحول يضر الجهاز العصبي وهو ما يسمى بالاعتلال العصبي الكحولي.
- إصابة العصب الحائر نتيجة عمل جراحي ما وخصوصًا في منطقة المعدة.
- داء السكري غير المضبوط قد يسبب في بعض الحالات تغيير كيمياء العصب وإتلاف الأوعية الدموية.
- الإصابة بعدوى ما.
أعراض العصب الحائر
يتم الربط بين التهاب العصب العاشر وبين متلازمة التعب المزمن وفق دراسات عديدة، وكما تم الاكتشاف مؤخرًا أن التهاب العصب العاشر يحدث نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية وتعتبر المسبب الرئيسي لهذه الحالة.
من أهم الأعراض نذكر ما يلي:
- حالة من التعب والإرهاق ملازمة للمريض أغلب الوقت.
- تشوهات معرفية واضحة ومزعجة.
- حالة قوية من الاكتئاب.
- حمى وارتفاع في الحرارة.
- ضغط نفسي مستمر.
- حالات حزن مستمرة وواضحة.
- سهر لفترات طويلة بدون أي حركة.
- إصابة المريض بالجفاف.
- فقدان الشهية.
- حساسية المريض الشديدة تجاه أي موقف مهما كان.
- صعوبات في الكلام والنطق.
- فقدان للصوت.
- آلام مستمرة في الأذن.
- ضغط دم غير طبيعي واضطرابات في معدل ضربات القلب.
- غثيان وإقياء واضطرابات هضمية.
- ظهور صوت أجش.
- إغماء وعائي مبهم.
- آلام عضلية قوية ومستمرة.
- تغيرات واضطرابات في النوم.
- حدوث أمراض مزمنة نتيجة تنشيط الخلايا الدبقية.
مضاعفات العصب الحائر
عند إصابة المريض بالتهاب العصب العاشر وترك الحالة بدون علاج فإن مجموعة من المضاعفات ستظهر نتيجة تلف العصب وهي كما يلي:
- مشاكل في شرب أي نوع من السوائل.
- تطور ألم الأذن لألم شديد.
- اضطرابات مؤذية في نبضات القلب.
- انخفاض إفراز لحموض المعدة.
- انتفاخ في البطن.
اضطرابات متعلقة بالعصب الحائر
هناك بعض الاضطرابات التي تمتلك علاقة وثيقة مع التهاب العصب الحائر وهي:
- خزل المعدة: وهي حالة مزمنة في الجهاز الهضمي حيث يمر الطعام ببطئ شديد ولا تمتلك المعدة القدرة على هضم ما تحتويه بسهولة.
تترافق هذه الحالة مع أعراض معينة مثل فقدان الوزن وآلام في البطن واضطرابات في مستوى سكر الدم وأحيانًا قد يفرغ المريض كل ما أكله بعد بضع ساعات.
تؤدي هذه الحالة إلى التجفاف الشديد وتعوق سير الأنشطة اليومية الموجودة في حياة المريض وسوء تغذية واضح.
- الإغماء الوعائي: وهي تسبب الإغماء الفوري للمريض عند التعرض لبعض المواقف أو الضغوطات مثل الحرارة الشديدة أو رؤية الدم أو الوقوف لفترات طويلة.
نرى المريض يتعرق بشكل مفرط مع لون وجه شاحب ورنين في الأذن ويلازمه الشعور بالدوار.
لا يعتبر الإغماء حالة خطيرة ولكن بالطبع لا يجب أن يتم إهمال الحالة، ويمنع على المصابين القيادة، ويفضل أن يتم تجنب كل مثيرات الإغماء مع الابتعاد عن الأماكن ذات الجو الحار وعدم ترك المريض لوحده.
علاج العصب الحائر
عند التوجه للطبيب سيطلب منك إجراء بعض التحاليل والفحوصات للتأكد من تشخيص المرض حيث أنه كما سبق وذكرنا أن إهمال الحالة سيؤدي لظهور مضاعفات سيئة الإنذار.
يجب على المريض أن يكثر من تناول الأملاح لتخفيف حدة الأعراض، لأن الأملاح تساعد على الحفاظ على السوائل داخل الأوعية الدموية لفترات طويلة.
كما يعد من المهم جدًا ممارسة الرياضة بشكل يومي لأنها من أهم طرق علاج التهاب العصب العاشر، حيث يعتبر المجهود المبذول خلال الرياضة أفضل طريقة لتحسين السيران العصبي وتنشيط الدورة الدموية.
بالطبع هناك العديد من العلاجات الدوائية التي سيصفها الطبيب حسب وضع وحالة المريض، وتكون غالبًا بسيطة ومؤقتة وتجدد كل فترة وفق وضع المريض وتشخيص الطبيب المعالج.
في النهاية نود أن نؤكد على ضرورة التوجه للطبيب في حال كنت تعاني من الأعراض السابقة لتجنب المضاعفات المؤذية للمرض.