داء باجيت هو مرض يتداخل مع عملية إعادة التدوير الطبيعية للعظام في الجسم حيث يتم استبدال الأنسجة العظمية القديمة بأخرى جديدة بشكل تدريجي.
مع مرور الوقت سيؤدي الإصابة بالمرض إلى جعل العظام هشة وضعيفة ومشوهة وهو يصيب مناطق معينة أكثر من غيرها مثل عظام الجمجمة والحوض والساقين والعمود الفقري.
سنتحدث في هذا المقال عن داء باجيت وعن أهم اسباب الإصابة به وأعراضه ومضاعفاته.
ما هو مرض باجيت
مرض باجيت أو داء باجيت Paget’s Disease هو عبارة عن مرض مزمن يصيب مناطق العظام بسبب وجود خلل ما في عملية البناء الطبيعية للعظم والذي يكون غالبًا متعلق بالبناء أو هدم وتفكيك العظم.
هذا الاضطراب أو الاختلال الموجود قد يسبب ظهور المرض وبالتالي تزداد سماكة العظم ولكنها تكون ضعيفة أو هشة لذلك تكسر إصابات الكسور لدى المريض ويشعر بالألم بشكل مستمر.
إن داء باجيت يعبر من الأمراض الشائعة نسبيًا وعادة ما يصيب الأشخاص فوق سن الخمسين عام ولكنه غير شائع عند الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة مع ظهور أعلى لدى الذكور من الإناث.
أسباب مرض باجيت
يوجد مجموعة من الأسباب التي ترتبط بشكل مباشر مع ظهور مرض باجيت وهي كالتالي:
- بعض العوامل الوراثية والجنية ووجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
- بعض العوامل البيئية مثل الالتهابات الفيروسية بأنواعها.
- العمر حيث يبدي زيادة في وتيرة الإصابة عند الأشخاص الذين هم أكبر من 50 سنة.
- المرض شائع عند الرجال بنسبة أكبر من النساء وخصوصًا بعد التقدم في السن.
- الموطن الأساسي حيث أن مرض باجيت الذي يستهدف العظام يكون أكثر شيوعًا في إنجلترا وفي أسكتلندا واليونان بالإضافة للبلدان التي يستوطن بها مهاجرون أوروبييون.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض حيث أنه عندما يكون أحد اقارب الدرجة الأولى أو الثانية لديك مصاب بالمرض فهذا سيرفع من احتمالية إصابتك به.
علامات وأعراض مرض باجيت
إن علامات وأعراض مرض باجيت تظهر غالبًا على الشكل التالي:
- آلام حادة في العظام.
- تكرار الإصابة بكسور العظام لدى المريض.
- تلف الغضاريف الموجودة داخل المفاصل.
- قصر قامة المريض.
- التهاب ضمن المفاصل.
- تشوهات عظمية حادة.
- زيادة في حجم العظام وخصوصًا عظم الجمجمة والحوض والعمود الفقري.
كيف يتم تشخيص مرض باجيت أو داء بادجيت؟
من الممكن أن يلجأ الطبيب لمجموعة تدابير بهدف تشخيص مرض باجيت وهي على الشكل التالي:
- أولًا يجب أخذ السيرة المرضية المتعلقة بالمريض.
- مجموعة فحوصات دموية ومخبرية بهدف الكشف عن وجود ارتفاع في نسبة كالسيوم الدم.
- فحوصات بهدف الكشف عن ارتفاع الالكالين فوسفتاز.
- صور شعاعية للعظم Bone X-ray.
- تصوير بالرنين المغناطيسي Magnetic Resonance Imaging, MRI.
- تصوير مقطعي محوسب.
علاج مرض باجيت أو داء بادجيت
كثيرًا ما يتساءل المرضى حول وجود علاج فعلي لداء باجيت ولكن الحقيقة أنه ليس كل مرضى باجيت يحتاجون للعلاج ويشمل هؤلاء الأشخاص كل ممن يلي:
- من يمتلكون نتائج اختبارات دموية غير طبيعية ولكن بدرجة خفيفة.
- من يبدون بعض الأعراض ولكن الاختبارات لم تظهر وجود أي مرض نشط لديهم.
بالنسبة للحالات التي يجب فيها البدء بالعلاج الفوري للمرضى هي:
- إصابات عظمية معينة مثل العظام المحملة بالكثير من الوزن مع خطر الإصابة بالكسر.
- زيادة في التغيرات العظمية نحو الأسوأ وبسرعة حيث أن العلاج هنا يهدف إلى تقليل الإصابة بالكسور إلى الحد الأدنى.
- الإصابة بتشوهات عظمية.
- عندما يعاني المريض من آلام حادة أو أي أعراض أخرى.
- في حال تأثر الجمجمة بالمرض وهنا يكون العلاج طارئ لمنع فقدان حاسة السمع.
- عند ارتفاع مستوى كالسيوم الدم وما يرافقه من أعراض حادة.
إن العلاج الدوائي يعد أساسي لمنع حدوث زيادة في الانهيار العظمي وحاليًا توجد عدة فئات دوائية تستخدم في علاج داء باجيت وهي كالتالي:
- البايفوسفونيت Bisphosphonates: هذه الفئة تعد الخط العلاجي الأول لداء باجيت وهي تساعد في تقليل إعادة تشكل العظام. يؤخذ فمويًا ولكن من الممكن أن يعطى على شكل إبر وريدية.
- الكالسيتونين: وهو عبارة عن هرمون يشارك في عملية ارتشاف واستقلاب العظم ويعطى غالبًا على شكل رذاذ أنفي أو حقنة تحت الجلد.
- الأسيتامينوفين: وهو الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية التي تستخدم كمسكن للألم.
في الحالات الشديدة جدًا من داء باجيت قد يقرر الطبيب إجراء جراحة عظمية بهدف تصحيح الكسور والتشوهات.
نصائح للتعايش مع مرض باجيت أو داء بادجيت
يفضل أن يتبع مريض داء باجيت الأنماط الحياتية التالية بهدف أن يتعايش مع المرض وهي كالتالي:
- القيام بممارسة التمارين الرياضية.
- القيام باتباع نظام غذائي غني بفيتامين د وبالكالسيوم.
- تجنب حدوث المضاعفات الشديدة وأهمها الكسور المتبدلة وذلك من خلال ارتداء الدعامات لمنع تقوس العظام.
مضاعفات داء باجيت
في أغلب الحالات يتفاقم داء باجيت بصورة بطيئة ولكن يمكن السيطرة على هذا المرض بفعالية شديدة عند كل المرضى تقريبًا.
هذه المضاعفات هي كالتالي:
- الإصابة بالتشوهات والكسور: تنكسر العظام المصابة لدى المريض بسهولة شديدة وخصوصًا أن الأوعية الدموية الموجودة فيها تنزف بسهولة خلال العمل الجراحي وهذا ما يؤثر بشكل كبير على إجراء الجراحات الترميمية بأنواعها. من الممكن أن تتقوس عظام الساق مما يؤثر على قدرتها على المشي.
- حدوث التهاب عظمي مفصلي: وذلك لأن العظام المشوهة تزيد مقدار الضغط على المفاصل القريبة من منطقة الإصابة وهذا ما يسبب حدوث الالتهاب المفصلي.
- بعض المشاكل العصبية: عندما يصيب داء باجيت منطقة يمر فيها أعصاب عبر العظم مثل الجمجمة والعمود الفقري فإن هذا سيسبب الضغط الشديد على العظم وذلك بسبب فرط النمو العظمي الذي يحدث.
- فشل في القلب: وهو من المضاعفات الأشد والأخطر حيث أن القلب قد يعمل بقوة أكبر ليضخ الدم لجميع المناطق المصابة في الجسم وهذا ما يؤدي لزيادة الحمل على العضلة والإصابة بالفشل.
- سرطان العظم: وهي حالة تصيب نسبة قليلة جدًا من مرضى داء باجيت.