فرفرية هينوخ شونلاين – الأسباب والعلاج
منَ الطبيعي إصابة الجنس البشري بالكثير منَ الأمراض والمتلازمات، لأنَ الأجواء من حولنا مليئة بالميكروبات والبكتيريا والفيروسات التي تنتقل إلى جسم الإنسان عن طريق العدوى، كما أنه توجد أمراض وراثية تنتقل منَ الأب إلى أحد أبنائه أو أمراض ناتجة عن عواملٍ أخرى وإصابات في الدماغ أو الجسد بشكلٍ عام، ويُقصد بالمرض عبارة عن علّة أو داء غير طبيعي يشعر بهِ الفرد ويُؤدي لزيادة إرهاقه وتعبه ويُسبب لهُ الإزعاج وإعاقة أنشطته اليومية.
ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ معَ تنوّع الأمراض على مرّ الزمن يوجد مرض يُدعى {فرفرية هينوخ شونلاين} يُصيب الأوعية الدموية ويجعل الشعيرات بها ملتهبة بما يُسمى الالتهاب الوعائي، ويُصاب فئة الأطفال بهذا المرض أكثر منَ البالغين وخاصةً في عمر 6 سنوات إلى 14 عاماً ويزداد عندَ الذكور مقارنةً بالإناث، وهذه الأوعية المُصابة بهِ تبدأ بالنزف مشكّلة طفح جلدي مائل إلى الأرجواني، وفي بعض الحالات تبدأ الكلى أو الأمعاء بالنزف وتُؤثر على حالة المريض، ولذلك ما المقصود بمرض فرفرية هينوخ شونلاين؟ وما هيَ أعراضه؟ أسبابه؟ وطرق علاجه المتعددة؟
ما المقصود بمرض فرفرية هينوخ شونلاين Purpura؟
يُقصد بهذا المرض عبارة عن طفحٍ جلدي يُصاب بهِ الإنسان بعدَ حدوث التهاب داخل الأوعية الدموية الصغيرة للكلى والأمعاء والجلد والمفاصل أيضاً، ويُمكن ملاحظة الطفح على سطح بشرتهم الخارجي وخاصةً بالقرب من أقدامهم ويتميز هذا الطفح بلونه المائل للبنفسجي.
علاوة على ذلك، يُطلق على هذا المرض بالفرفرية التأقية، فعندما تنزف الأوعية الدموية أسفل الجلد تُسبب بقع وطفح يُسمى فرفرية وخاصةً في منطقة الساقين منَ الأسفل والأرداف، وإذا كانت داخل أمعاء المُصاب فسيُلاحظ ظهور بول مختلط بالدماء أو البراز المختلط بهِ.
ونوّد الإشارة، نظراً لظهور الطفح الواضح يعتقد الأغلبية أنهُ مرض معدٍ ويبتعدون عن المُصاب، ولكنهُ لا يُسبب العدوى فكل 100 ألف حالة يُصاب بها 20 حالة بشكلٍ تقريبي حولَ العالم وأغلبهم أطفال، وينتشر هذا المرض بكثرة خلالَ فصل الشتاء.
ما هيَ أعراض مرض فرفرية هينوخ شونلاين؟
يتساءل البعض هل لهذا المرض أي علاماتٍ أو أعراض، والإجابة نعم كغيره من أمراض المناعة الذاتية لهُ علاماتٍ واضحة تتمثل في:
- الإصابة بمفاصلٍ متوّرمة طوالَ الوقت وخاصةً في الكاحلين فلا يستطيع المُصابين ممارسة حياتهم بأريحية كالسابق.
- ظهور طفح جلدي مليء بالبقع الحمراء اللون أو البنفسجية حولَ السيقان والذراعين والجذع وفي بعض الحالات الوجه.
- ملاحظة دم أثناءَ التبول إذا كانَ الجزء المُصاب الكليتين.
- الشعور بالقيء وتشنجات في المعدة والبطن معَ ظهور دم مختلط بالبراز.
- الشعور بتوّرم في الخصيتين عندَ الذكور.
- الشعور بإرهاقٍ في الجسد وصداعٍ مستمر.
ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بفرفرية هينوخ شونلاين؟
بالرغم من انتشار هذا المرض وإصابة الكثيرين بهِ، إلّا أنهُ حتى هذه اللحظة لم يتم التعرّف على السبب المُباشر لهُ، ولكن توجد عدّة عوامل تُساعد على زيادة خطر الإصابة بهِ مثل:
- الوراثة: لم يتم التأكدّ من هذا السبب، ولكن بعض الحالات التي أُصيبَ بها أحد أفراد العائلة كانت تنتقل الإصابة إلى أبنائهم أو أقربائهم.
- عوامل إضافية: منَ المُمكن الإصابة بالفرفرية بعدَ لدغ إحدى الحشرات للجسد أو تناول أدوية أو الحصول على مطعوم التيفوئيد والكوليرا أو حتى عن طريق العدوى التي يُصاب بها الجهاز التنفسي العلوي عندَ الفرد.
- حساسية منَ الطعام: في أغلب الحالات يستهلك المُصابون أطعمة لا تتلائم معَ جسدهم وتُسبب لهُ ردود فعل تحسسية ممّا يدفعهم للإصابة بهِ.
ما هيَ طرق علاج مرض فرفرية هينوخ شونلاين؟
إذا لاحظتَ أنكَ مُصاباً بهذا الطفح الذي يُشبه الصورة المرفقة في الأعلى، فيجب التوّجه إلى الطبيب المختص من أجل تشخيص حالتك عن طريق الحصول على خزعة لفحصها ضمنَ المختبر واستبعاد الأمراض الأخرى أو عن طريق اختبار التصوير الطبيّ، ومن ثمَ يتم العلاج عن طريق:
- وصف الأدوية: إنَ هذا المرض يزول عادةً من تلقاء نفسه، ولكن يُمكن للطبيب أن يصف مسكن الباراسيتامول أو الإيبوبروفين أو النابروكسين عندما يشعر المُصاب بألمٍ حادّ في مفاصله، فهذه الأدوية تُخفف منَ الأعراض.
- علاج الكورتيزون: إذا كانت حالة المريض سيئة ومُصاباً في كليتيه بالفرفرية فيجب وصف أدوية مثبطة للمناعة معَ علاج يحتوي على الكورتيزون للتخفيف منَ الألم.
- الراحة في المنزل: يُفضّل أن يبتعد المُصاب عن الأجواء الخارجية وخاصةً الأماكن الصاخبة للتخفيف من صداعه، ويجب قضاء فترة علاجه التي تصل إلى حوالي 6 أسابيع في منزله أو في مكانه المفضل من أجل تسريع شفاءه معَ استهلاك السوائل لتعويض النقص.
هل يُمكن الوقاية من مرض فرفرية هينوخ شونلاين؟
يُحاول البعض أن يقي نفسه منَ الإصابة بهِ، ولكن للأسف لا يُمكن ذلك كونهُ ليسَ مرضاً معدياً أو وراثياً للوقاية منه.
ما هوَ سبب تسمية مرض فرفرية هينوخ شونلاين بهذا الاسم؟
لا بدَّ أنكَ تتساءل عن الاسم الغريب الذي يُطلق على هذا المرض، ولكنهُ يعود نسبةً إلى الطبيب الألماني المختص بالأطفال إدوارد هاينريخ هينوخ وبالتعاون معَ معلمه يوهان لوكاس شونلاين ساهموا باكتشاف هذا المرض وربطوا بينَ التهاب المفاصل والفرفرية، حتى توّصلوا إلى اكتشافه وتمت تسميته نسبةً إليهما، والاسم الآخر لهذا المرض {التهاب وعائي بالغلوبيولين المناعي أ}.
يعتقد البعض أنَ فرفرية هينوخ شونلاين مرضاً خطيراً، ولكنهُ طبيعي والكثير منَ المُصابين بهِ أشاروا إلى اختفاء الأعراض والآلام التي كانوا يشعرون بها بعدَ مرور شهر، ولكن احرص على زيارة الطبيب عدّة مرات في العام الواحد من أجل الاطمئنان على صحتّك حتى لو كنتَ سليماً، فالوقاية خير من قنطار علاج.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.