قلعة بهانغار المرعبة.. ماذا يحدث داخلها؟!
تسود الأشياء المرعبة والمخيفة عالمنا، فنحنُ لا نعلم عن كوكب الأرض إلّا جزء بسيط فقط، فلا نعلم ما وراءَ المحيطات من حيث أعماقها ولا نعلم عن أماكن لم يتم اكتشافها بعد، فكوكب الأرض غامض لدرجةٍ كبيرة وما زالت أسرار الأماكن المرعبة والمحظور الدخول إليها فضول يسعى لاكتشافه الكثيرين ولكن دونَ جدوى.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ دولة الهند واحدة من أكثر الدول التي تضمّ ألغازاً مرعبة وأساطير قديمة وخرافات منتشرة، وبالرغم من جمال هذه الدولة وسعي الأفراد لزيارتها والتعرّف على معالمها، إلّا أنَ معظم أماكنها مسكونة بالأشباح، ولا نعلم هل هيَ شائعات أم معلوماتٍ حقيقية!
ونوّد الإشارة، أنه شاعت قصص هذه الدولة التي أطلقَ عليها البعض بالمرعبة، كونها تتضمّن النفق رقم 33 المسكون بالأرواح وجي بي بلوك الذي يُعتبر موطناً للقوى الخارقة والأصوات المرعبة، وشاطئ دوماس الذي يتميز بلونهِ الأسود القاتم والذي تصدر منهُ صرخات مخيفة ومجهولة، ومالشا ماهال وهيَ منطقة في مدينة دلهي تظهر بها أصوات وأشياء غريبة ومخيفة، وغيرها العديد منَ الأماكن المسكونة والتي يُمنع الاقتراب منها وخاصةً بعدَ حلول الظلام.
علاوة على ذلك، توجد قلعة مرعبة جداً في دولة الهند تُسمى قلعة بهانغار، يُقال انها ملعونة ومسكونة بأرواحٍ شريرة وإذا تمّت زيارتها بعدَ غروب الشمس فالزائر مسؤول عن نفسه في حال حدثَ معه أي شيءٍ مريبٍ أو مخيف، ولذلك ما المقصود بقلعة بهانغار الهندية؟
ما المقصود بقلعة بهانغار الهندية؟
تُعدّ هذه القلعة واحدة من أهم المعالم التاريخية في دولة الهند، للوهلة الأولى أثناءَ الوصول إليها ستتعجب من جمالها ودّقة تفاصيلها والمناظر الطبيعية التي تُحيط بها من كل حدبٍ وصوب، ولكن لا تجعل المظهر الخارجي يُسهم في إغرائك عن ما بداخل هذه القلعة.
قبلَ الدخول إليها ستُلاحظ لافتة كبيرة تمَ وضعها على باب القلعة وتحتوي على الكلمات الآتية {أخرج فوراً عندَ مغيب الشمس وابتعد عن القلعة} بالتأكيد أثناءَ قراءتك لها ستشعر بالخوف والإحباط من زيارتها وقد تهرب بعيداً حتى لو كنتَ زائراً لها في ذروة النهار، ولكنها تختلف اختلافاً كُليّاً ما بينَ الليل والنهار، ففي الليل تتحوّل لمكانٍ مرعب لا يُمكن لأي بشري الدخول إليه، وفي النهار تعود كأي قلعةٍ أثرية يُمكنكَ زيارتها، الأمر غريب، أليسَ كذلك؟
في الحقيقة، تقع هذه القلعة في محافظة هندية يُطلق عليها {راجستان} تحديداً في منطقة تُسمى الوار، وبما أنَ الهند لديها عدّة قلاعٍ تاريخية وأثرية، فإنَ هذه القلعة هيَ أغربها على الإطلاق، فيُشاع أنها مليئة بالأرواح الشريرة التابعة لأفرادٍ عاشوا بها قبلَ مئات السنين.
وبالانتقال للحديث عن سكان هذه القلعة، فقد تمَ بناؤها بواسطة {راجا سينغ} في القرن السادس عشر وهوَ منَ الحكّام القدماء لها، حيثُ أنهُ بدأَ ببنائها من أجل ابنه الصغير، ولكن بنائها ليسَ بالأمر السهل كونها تحتاج للوقت والجهد وخاصةً في ذلكَ الزمن.
وبالفعل انتقلَ بناء قلعة بهانغار منَ الأب إلى الابن إلى الحفيد، وعندما انتهى الحفيد منها تقريباً استدعى زوجته وأطفاله للعيش بها، وعندما كبرَ طفله أكملَ بناءها أيضاً ولكنهُ بنى بالقرب منها قلعة صغيرة، وكانت تضجّ بالحياة من حيث زيارة الملوك لها والاستمتاع برؤية الراقصات وعدّة أنشطة أخرى تواجدت بها.
ما هوَ سر اللعنة الغامضة في قلعة بهانغار المرعبة؟
حسناً لا بدَّ أنكَ تتساءل عن لعنة هذه القلعة، فهيَ كغيرها منَ القلاع كانت مفعمة بالحياة، فكيفَ تحوّلت لأغرب مكان في الهند وأكثر القِلاع رعباً؟
تمَ استجواب أهالي القرية التي تتواجد بها هذه القلعة، ولكن كانت الآراء متغيرة بينهم، لأنَ جزء منهم أشارَ إلى تواجد راهب هندوسي كانَ يعيش بالقرب منَ القلعة ولهُ قدرات خارقة لا يُمكن فهمها، وكانَ السكان يشعرون بالخوف منهُ دائماً، وأثناءَ بناء قلعة بهانغار تمَ أخذ رأي هذا الراهب فيها ووافقَ عليها ولكن بشرط أن يتم إسقاط ظلها على المكان الذي يعيش بهِ الراهب.
وبالفعل تمَ العمل على ذلك من قِبَل الأب والابن ولكن الحفيد لأنهُ كانَ متمرد ومتسلط ولا يخاف من أحد، خالفَ قواعد القلعة وحاولَ التعديل عليها وبناء إضافات جديدة وتجاهل الاتفاق معَ الراهب الهندوسي، ومن هنا بسبب قوّة الراهب والقوى الخارقة التي يتمتّع بها بالرغم من سنّه الكبير في ذلكَ الوقت إلّا أنهُ لم يتجاهل تصرّف الحفيد وألقى بلعنته القاسية على القلعة وحوّلها إلى أكثر مكان مرعب ومسكون بالأشباح.
وننتقل الآن إلى الجزء الآخر من آراء البعض حولَ لعنة القلعة، فقد أجمعَ بعضهم على ظهور حفيدة راجا سينغ في القلعة، فكانت تتميز بجمالها الفاتن وجاذبيتها وحبّ الناس لها بسبب لطفها وتعاملها الحسن معَ السكان ويُطلق عليها بالأميرة {راتنا فاتي}.
وكما ذكرنا في الرواية الأولى أنَ الحفيد متسلط جداً، ولكن هذه الأميرة اللطيفة كانت عكس شقيقها، وفي أحد الأيام يُلاحظ وجودها مشعوذ وساحر ويقع في غرامها ويُحاول بأي طريقة الاقتراب منها ولكن دون جدوى، لأنها كانت ترفض الزواج، وبالفعل لم يتخلّى المشعوذ عنها وبدأَ بإلقاء سحر ملعون عليها من أجل وقوعها في حبّه والزواج منه.
وحاولَ معرفة نوع الرائحة التي تُحبّها الأميرة والتي تحصل عليها منَ الأسواق وقامَ بإلقاء سحره عليها، ولكن بسبب ذكاء الأميرة راتنا التي حاولت معرفة خطّته بعدَ أن حصلت على القارورة ولأنها شعرت بالغضب قامت برميها من أعلى الجبل ولكنها اصطدمت بصخرة وكانَ المشعوذ بقربها فسحقته، وقبلَ أن يموت نظرَ للأميرة وألقى بسحرٍ ولعنةٍ على قريتها وعائلتها والمكان الذي تتواجد بهِ.
وبعدَ موته بحوالي عدّة أشهر تغيّرَ حال القرية، فشعرَ السكان بالجوع الشديد وازدادت السرقة والقتل ونشبت حروب بينهم وبينَ قرى محيطة وقُتلت الأميرة في نهاية المطاف، وعمَّ الحزن القرية بأكملها وتحوّلت إلى أكثر قرية مسكونة وملعونة بالأشباح.
ما هيَ أبرز قصص الرعب الغامضة لقلعة بهانغار في الوقت الحاضر؟
بالرغم من مرور سنوات طويلة على هذه الأسطورة، إلّا أنَ اللعنة ما زالت متواجدة داخل القلعة ومحيطها، ولأنَ السيّاح يهتمون بالأماكن المرعبة تمّت زيارتها، ولكن حصلت عدّة أشياء معهم جعلتهم يهربون على الفور.
فتوجد قصة حديثة لسائحين أرادوا النوم في القلعة من أجل التأكدّ من لعنتها، وأثناءَ حلول الليل تمَ فقدانهم واحداً تلوَ الآخر، فمنهم من سقطَ في البئر وتوفي ومنهم من حاولَ الهروب لكن دونَ جدوى ومنهم من استطاعَ الهرب ولكنهُ أُصيبَ بأزمةٍ نفسية حادّة، ومنهم من هربَ للمستشفى ولكن تعرّضَ لحادث سيارة توفيَ من خلاله، وغيرها العديد منَ الحالات التي أكدّت وجود لعنة مرعبة في هذه القلعة.
إلى حدّ هذه اللحظة لم يتم التعرّف على السبب الكامن وراءَ لعنة هذه القلعة وأساطيرها المرعبة، فالبعض يُوافق الرواية الأولى للسكان والبعض الآخر يُوافقون الرواية الثانية، وكل إنسان قريب من قلعة بهانغار أكدَّ وجود أصوات بكاء وصراخ وأصوات مخيفة من حولها، جعلتهم يبتعدون عنها ويختارون مكاناً آخر للعيش بهِ.
والآن صديقي القارئ حانَ دورك، ما هوَ رأيك بقلعة بهانغار المرعبة؟ وهل تعتقد أنهُ توجد رواية أخرى تتعلّق بها تختلف عن روايات السكان في المنطقة المحيطة بها؟ شاركنا في التعليقات.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.