ما هي أمراض القلوب؛ أنواعها وأسبابها وكيفية علاجها

تعتبر أمراض القلوب من الأمراض النفسية التي تثقل القلب بالهموم، وتكدر صفو الحياة بشكل عام، وهذه الأمراض يمكن علاجها بالقرآن الكريم، وباتباع السنة الشريفة.

[faharasbio]

تعتبر أمراض القلوب من الأمراض النفسية التي تثقل القلب بالهموم، وتكدر صفو الحياة بشكل عام، وهذه الأمراض يمكن علاجها بالقرآن الكريم، واتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. لنتعرف على أمراض القلوب وأهم أنواعها وأسبابها وكيفية علاجها.

ما المقصود بأمراض القلوب

أمر الله سبحانه وتعالى بتطهير القلوب من أمراضها، ونقصد هنا الأمراض النفسية التي تتسبب بسواد القلوب وتلويثها.

كما تضمنت رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم العديد من الغايات منها تزكية الناس بتطهير قلوبهم وتنقيتها، علاوة على تعليمهم القرآن الكريم والحكمة.

قال الله تعالى في الآية الرابعة من سورة المدثر:” وثيابك فطَهِّر”، وبحسب ابن القيم ومجموعة من المفسرين فإن المقصود بالثياب هنا القلب.

القلب هو منبع مشاعر الإنسان، وهو الذي يُساهم في أخذ القرارات العاطفية ويوجهها، كما أنه أساس الجسم، فهو يُرسل الإشارات للأعضاء والتي بدورها تُنفذ هذه الإشارات.

قال الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه:” القلب ملك، والأعضاء جنوده، فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبثَ الملك خبثت جنوده”.

وهذا إن دل على شيء يدل على أهمية تنقية القلوب من أمراضها، خصوصًا مع إهمال العديد من الناس لقلوبهم، وتركيزهم على الصحة البدنية مع إهمالهم للصحة النفسية ولصلاح قلوبهم.

حتى أن العديد من المشكلات الاجتماعية تعود أصولها إلى أمراض القلوب، ولذلك فسلامة القلوب من أسباب الراحة في الدنيا والآخرة، حيث أن أمراض القلوب تقود إلى المعاصي.

غالبًا ما نرى من هذا القلب بعض الأفكار السطحية، ولكن يحمل القلب بداخله عالمًا ضخمًا لا يعلم تفاصيله إلا الله سبحانه وتعالى، ومنه ينبع ما يُعرف عنه بعمق الشخصيات.

“اقرأ أيضًا: الاضطرابات النفسية وعلاجها

لماذا يجب علينا علاج أمراض القلوب

يتعرض هذا القلب للعديد من الأمراض النفسية، والتي سنذكر تفصيلها في الفقرات الآتية، ولكن لماذا يجب علينا علاج أمراض القلوب؟

  • تجنب إيذاء الآخرين وظلمهم.
  • المحافظة على العبادات في وقتها وطريقتها الصحيحة.
  • الدعوة إلى الخير والإسلام والقيام بالأعمال الصالحة.
  • تعزيز الرغبة في العلم والتفريق بين الحق والباطل.
  • سبب للراحة من المشاكل في الدنيا والسعادة في الآخرة.
  • الالتزام بآداب المناظرة، الخِلاف والجدال بعيدًا عن التعصب أو الجدال العقيم.
  • الابتعاد عن الشهوات التي تُميت القلب.
  • الوقاية من الفتن والشبهات، وذلك بالتحذير منها وكشف الطرق المؤدية لها.
  • تحمل الأمانة إذا اكتسب الشخص منصبًا عاليًا.
  • تجنب الفخر بالحسب والنسب والجاه والأمور التي يتكبر بها البعض على الآخرين، فهذه الأمور هي امتحانات من الله سبحانه.

“شاهد أيضًا: فن الحوار والإقناع

أسباب أمراض القلوب

لأمراض القلوب مجموعة واسعة من الأسباب أهمها ما يلي:

  • الجهل، وهو عدو العلم، ويمكن أن يقود أيضًا إلى الأمراض الجسدية إذا تصرف المرء بما لا علم له به.
  • الفتن التي يتعرض لها المرء، فإن وقع فيها تلطخ، وإذا نجى منها فاز.
  • الشهوات والمعاصي، والتي تزيد من سواد القلوب إذا تم الاستمرار على الوقوع بها.
  • الشبهات، والتي تخلط بين الحق والباطل.
  • البعد عن ذكر الله سبحانه وتعالى.
  • اتباع الهوى دون مراقبة النفس ومحاسبتها.
  • الصحبة السيئة التي تهوي بصاحبها إلى الضياع.
  • أكل المال الحرام بالرشوة، أو الربا أو غيرهما.
  • عدم غض البصر، وبالتالي النظر إلى ما حرم الله تعالى.
  • الغيبة والنميمة.
  • جعل الدنيا أكبر هم، والانشغال بها والبعد عن طاعة الله سبحان وتعالى.

أهم أمراض القلوب

فيما يلي أمراض القلوب التي يجب علينا معرفتها وتجنب الوقوع بها وهي:

  • النفاق: ويعني في الشرع إظهار الأيمان وإبطان الكفر، وأما في اللغة فيعني أن يُظهر المرء خلاف ما يُبطن.
    والنفاق نوعان أولهما هو النفاق الأكبر الذي يُخرج من الملة، وهو إظهار الإيمان وكتمان الكفر، والنوع الثاني هو النفاق الأصغر، والتي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث:” أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر”.
  • الرياء: ويُقصد به أن يقوم الإنسان بالعمل الصالح ليراه الناس، ويعد الرياء من الشرك الخفي، فبدل أن يعمل الشخص العمل الصالح ليتقرب إلى الله سبحانه يقوم به ليراه الناس.
  • السمعة: وهي أن يعمل المرء عملًا صالحًا ليسمعه الناس.
  • الغيبة: وهي التحدث عن الآخرين بما يُحزنهم لو سمعوه ولكن في غيابهم، فإذا كان الحديث عن شيء موجود في الآخرين فهو غيبة.
  • البهتان: وهو مشابه للغيبة، ولكن يشمل التحدث عن الآخرين بما ليس فيهم.
  • النميمة: وهي نقل الكلام المتعلق بشخص ما إلى شخص آخر، وأن يكون هذا الكلام مكروهًا بالنسبة للشخص المنقول عنه أو المنقول إليه، وتتضمن أيضًا نقل الأفعال، سواء كنت أفعالًا حسنة أم لا.
    عرف العلماء النميمة بقولهم أنها نقل الكلام بين الناس بغرض الإفساد بينهم.
  • الشبهة: وهي في اللغة الأمور الغامضة والغير واضحة، وفي الاصطلاح هي الأمور التي التبس حكمها فلا يُعرف هل هي حلال أم حرام.
    بعض أنواع الشبهات تؤدي إلى الفرقة والشتات، أو تصرف قلب الإنسان عن الحق، وهذه الشبهات تزيد من أمراض القلوب.
  • الشك: وهو عكس اليقين، وإذا أصبح الشك في الدين والتردد في كون الإسلام هو الحق، فهذا ناقض من نواقض الإيمان، فهو علامة من علامات أهل النفاق.
  • الريبة.
  • سوء الظن: وقد أوصى الدين الإسلامي بحسن الظن، فالتمس لأخيك سبعين عذرًا.
  • الحسد والغيرة.
  • التكبر: والإعجاب بالنفس، بالإضافة إلى احتقار الآخرين والاستهزاء بهم.
  • الحقد والغل.
  • اليأس.
  • اتباع الهوى ومحبة غير الله.
  • الخشية والخوف من غير الله سبحانه وتعالى.
  • الوسواس.
  • قسوة القلوب والشدة.
  • الوقوف ضد الحق إلى جانب ما يُغضب الله.

“اطلع أيضًا على: ما هو المراد بذكر الله على كل أحيانه

علاج أمراض القلب

علاج أمراض القلب

لعلاج أمراض القلوب من المهم أولًا معرفة أن أساس صحة القلب وسلامته يكمن في إيمانه بالله، وهذا يعني الآتي:

  • كمال محبة الله، بأن يكون الحب لله، وفي الله، وأن يكون بغض الشيء ومعاداته لله، وهذا من أعظم وسائل علاج القلب.
    تكمن وسائل محبة الله سبحانه في قراءة القرآن، التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والنوافل، بالإضافة إلى التعرف على أسماء الله، والتأمل فيها وفي خلق الله سبحانه وتعالى.
  • إخلاص العبادات لله، فالأعمال الصالحة كلها لله، والهدف منها لا يكمن في مديح الآخرين أو جذب اهتمامهم، قال الله تعالى في سورة الأنعام في الآيتين 162- 163:” قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ Ő لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ”.
  • العمل وفق ما أمر به الله ورسوله، وتجنب البدع والابتعاد عن الشبهات.
  • محاسبة النفس ومراقبتها، فمرض القلب يأتي من إهمال محاسبتهاـ وترك النفس على هواها.
  • العلم، فكلما تعلم الإنسان عن دينه أكثر ابتعد عن أمراض القلوب.
  • تقوى الله عز وجل.
  • قيام الليل.
  • الدعاء، وخصوصًا في الثلث الأخير من الليل.
  • الصدقة، حيث قال الله تعالى في سورة التوبة في الآية 103:” خُذ من أَموالِهم صدقةً تُطهِّرهمْ وتُزَكِّيهِم بِها”.
  • غض البصر عن ما حرم الله تعالى.

“شاهد أيضًا: كيفية أداء صلاة قيام الليل

“تابع أيضًا: جميع آيات الدعاء في القرآن الكريم

علامات صحة القلب وسلامته

ذكر ابن القيم كلامًا عن علامات صحة القلب وسلامته، وتضمنت هذه العلامات ما يلي:

  • القلب الصحي يلوم صاحبه إن أذنب حتى يتوب إلى الله.
  • عدم التوقف عن ذكر الله سبحانه وتعالى، ولا يسأم من عبادته سبحانه.
  • إذا فاته ورده، فإنه يتألم ويشعر بضيق أشد من فوات ماله.
  • أن يجد في العبادة لذة أكثر من لذة الطعام والشراب.
  • لا يرتاح إلا إذا أدى صلاته.
  • أن يكون اهتمام المسلم بتصحيح عمله أكثر من اهتمامه بعمله ذاته.
[ppc_referral_link]