مرض منيير: الأعراض، الأسباب والعلاج

[faharasbio]

إن مرض منيير هو عبارة عن اضطراب يحدث ضمن الأذن الداخلية مما يؤدي للإصابة بنوبات من الدوار وفقدان السمع أحيانًا. قد يؤثر هذا المرض على أذن واحدة ويحدث في كل الأعمار مع ميل أكبر لإصابة الأشخاص بين أوائل سن الرشد وأواسط العمر.

على الرغم من كونها حالة مزمنة شديدة ولكن قد تساعد بعض العلاجات في تخفيف حدة الأعراض وأيضًا تقليل النوبات على المدى الطويل. سنتحدث في هذا المقال عن مرض منيير وسنناقش أهم أعراضه والأسباب التي تؤدي للإصابة به.

ما هو مرض منيير

إن داء منيير يعرف أيضًا باسم الدوار التيهي Labyrinthine Vertigo وهو من الاضطرابات المرضية التي تصيب الأذن الداخلية المسؤولة بشكل رئيسي عن التوازن والسمع.

يحدث لدى مرضى داء منيير اختلالات عديدة في التوازن والسمع حيث يعانون من إحساس شديد بالدوخة والدوار مع رنين في الأذن وطنين مزعج قوي وفي النهاية يفقدون السمع بشكل مؤقت الذي يتحول فيما بعد لحالة صمم دائمة.

أغلب حالات داء منيير كانت قد أصابت أذن واحدة فقط ولكن تم تسجيل حالات عديدة لإصابة كلتا الأذنين لدى المريض.

من الأعراض المميزة أيضًا الشعور بالامتلاء ضمن الأذن المصابة مع فقدان السمع بعد سنوات عديدة من الإصابة.

قد يصيب هذا المرض أي إنسان مهما كان عمره ولكن وفًقا للإحصائيات الطبية الأخيرة فإن نسبة 15 بالمئة من الإصابات كانت للفئات العمرية الواقعة بين 20 – 50 عام ولا يوجد فرق في الانتشار بين الذكور والإناث.

من الممكن أن تظهر أعراض داء منيير على شكل نوبات حادة مفاجئة بدون أي سابق إنذار على هيئة دوار حاد جدًا مستمر لمدة 20 دقيقة كحد أدنى ولمدة عدة ساعات قد تصل إلى الأربع ساعات لكل نوبة على حدى.

يعاني المريض أيضًا من أصوات طنين حادة مع شعور بالامتلاء ضمن الأذن وتزايد بحس الضغط.

“قد يهمك أيضًا: أعراض مرض الكزاز، أسبابه والعلاج

أعراض مرض منيير

من أهم الأعراض والعلامات التي تترافق مع داء منيير نذكر 4 أعراض للمرض:

  • نوبات متكررة من الدوار: حيث يصاب المريض بالدوار الذي يبدأ وينتهي بشكل مفاجئ وبدون أي سابق إنذار.

قد تتراوح مدة هذه النوبات ما بين العشرين دقيقة والعدة ساعات ولكن ليس أكثر من 24 ساعة، وفي بعض الأحيان قد يرافق الدوار الحاد الغثيان.

  • خسارة السمع: إن فقدان السمع المترافق مع داء منيير يأتي ويذهب حسب النوبات وخصوصًا في بدايات المرض ولكن تكون النهاية غالبًا هي فقدان السمع بشكل تام.
  • طنين الأذن: إن الطنين هو عبارة عن تصور لصوت رنين أو صوت صغير أو همس في الأذن بشكل مزعج جاد.
  • الشعور بالانسداد والامتلاء: حيث يشعر المصابون بضغط كبير في الأذن المصابة ولكن الأعراض تتحسن بعد النوبة مباشرة وقد تختفي بشكل كامل بعض الوقت.

نلاحظ عمومًا أن تواتر النوبات يقل بشكل واضح بمرور الوقت.

 أسباب مرض منيير

إن السبب الحقيقي للإصابة بالدوار التيهي أو داء منير غير معروف بشكل واضح ولكن يمكن القول بأن تراكم السوائل داخل الأذن الداخلية يلعب دور هام بهذه الإصابة.

إن زيادة كمية السوائل تؤثر بشكل كبير على العصب السمعي حيث تؤدي لحدوث ضغط فيزيائي شديد على منطقة التعصيب، وبالتالي يحدث تعارض في الإشارات التي يحاول الدماغ تلقيها مما يسبب مشاكل السمع واضطرابات الدوار.

من الممكن أن يحدث تراكم السوائل ضمن الأذن الداخلية نتيجة أسباب كثيرة من أهمها نذكر كل مما يلي:

  • استجابات مناعية ذاتية.
  • التهابات في الأذن الوسطى أو في الأذن الداخلية.
  • عوامل وراثية.
  • إصابات شديدة في الرأس.
  • وجود مشاكل في تصريف السوائل.

عوامل خطر الإصابة بمرض منيير

إن من أهم عوامل الخطر التي تؤدي للإصابة بالدوار التيهي نذكر ما يلي:

  • الإكثار من شرب الكحول.
  • المعاناة من الحساسية لفترة طويلة.
  • وجود تاريخ عائلي سابق للإصابة بالمرض.
  • التدخين لمدة طويلة.
  • التعرض للضغوط العصبية الشديدة.
  • الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
  • استخدام بعض الأدوية وهنا يحدث داء منيير كتظاهر جانبي للدواء ويفضل استشارة الطبيب في مثل هذه الحالات.

مرض منيير والحمل

تختلف الأبحاث والتقارير التي تتحدث عن النساء الحوامل المصابات بمرض منيير حيث نجد نسبة كبيرة من الحوامل الذين لاحظوا أن الأعراض قد ازدادت شدة خلال فترة الحمل.

هناك نسبة أخرى لم تظهر عليهم أي أعراض زائدة على الإطلاق خلال شهور الحمل.

على الرغم من ذلك يمكن القول أن اضطرابات الهرمونات خلال شهور الحمل تسبب الغثيان والدوار الشديد حتى لدى النساء اللواتي لا يعانين من أي أعراض.

في الحقيقة إن المرأة الحامل المصابة بمرض منيير والتي لم تتمكن من السيطرة على أعراضه ستعاني بالتأكيد من زيادة بالأعراض وحدة النوبات.

علاج مرض منيير

لا يوجد علاج فعلي لمرض منيير كما سبق وذكرنا، ولكن يمكن السيطرة بفعالية على الأعراض من خلال ما يلي:

  • العلاج الدوائي:

يمكن أن يتم استخدام الأدوية المضادة للدوار أو الأدوية المضادة للغثيان والإقياء بالإضافة لمدرات البول التي تساعد في تخفيف ضغط السوائل المتراكمة في الجسم.

قد يصف الطبيب حقن موضعية جنتامايسين Gentamicin أو دواء البيتاهستين Betahistine داخل الأذن.

إن الأدوية السابقة كلها من مضادات الدوار التي تحسن من تدفق الدم لمنطقة الأذن الداخلية بهدف تقليل السوائل المتراكمة وتخفيف الضغط الموجود.

  • علاجات منزلية:

قد تساهم الكثير من العلاجات المنزلية في تخفيف بعض الأعراض التي تترافق مع داء منيير ومن أهمها نذكر:

  1. الأكل بانتظام بشكل يومي.
  2. تجنب تناول الملح أو الشوكولا.
  3. التوقف عن شرب الكحوليات.
  4. الاستلقاء عند الشعور بالدوار الشديد.
  5. التقليل من التوتر والضغوطات النفسية قدر الإمكان.
  6. الإقلاع عن التدخين بشكل تام.
  7. تجنب كل مصادر الحساسية.

“اقرأ أيضًا: أسباب خروج قيح من الأذن

على الرغم من كون هذا المرض يعد حالة مزمنة بدون أي علاج إلا أنه يوجد بعض التدابير التي تعد مفيدة في تخفيف الأعراض وتقليل الآثار السلبية التي تؤثر على الحياة اليومية الخاصة بالمرضى.

[ppc_referral_link]