معلومات عن الطلق الصناعي وتأثيراته
تُعتبر مرحلة الحمل واحدة من أجمل وأصعب المراحل التي تمرّ بها كل أنثى متزوجة، فهيَ مزيج منَ المشاعر ما بينَ التحضير لاستقبال المولود واحتضانه وشعور أنَ جزء منكِ ومن شريكك موجود بينكما، وبينَ الشعور بالألم أثناءَ مراحل الحمل وخاصةً فترة الولادة التي تكون طبيعية لدى بعض النساء ومتعبة جداً لدى الأخريات، فأحياناً تُعاني المرأة من بعض المشكلات الصحيّة التي تُؤثر على جنينها أو على صحتّها خلالَ المراحل الأخيرة منَ الحمل، ويلجأ أغلب الأطباء إلى عمل الطلق الصناعي للمساعدة في إخراج الجنين.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ كل شيء طبيعي هوَ الخيار الأفضل للنساء، فالطلق الطبيعي يُسهم في توسيع عنق الرحم من تلقاء نفسه لولادة الجنين، ويُقصد بالطلق عبارة عن ألم المخاض الذي يحدث قبلَ الولادة ولكن قد تحدث عدّة مشكلات تستدعي اللجوء إلى الطلق الصناعي مثل إصابة الحامل بسكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم لديها أو ظهور التهاباتٍ في الرحم أو حدوث تمزق في الكيس السلوي أو خطر على صحة الجنين، ولذلك ما المقصود بالطلق الصناعي؟ وما هيَ مميزاته على المرأة الحامل؟ وتأثيراته السلبية؟
ما المقصود بالطلق الصناعي Labor Induction؟
عادةً تشعر كل امرأة بعدَ الانتهاء من فترة الحمل بالطلق الطبيعي ولكن يتم الاستعانة بالطلق الصناعي لمساعدتها على إخراج الجنين منَ الرحم إذا واجهت أي مشكلة، فيعمل الطبيب المختص بتوليد النساء على منح المريضة تحاميل يتم إجراء حقنها داخل الوريد أو المهبل لديها من أجل تحفيز الطلق وحدوث التشنجات والانقباضات لتسريع الولادة.
ونوّد الإشارة، أنهُ لا يُمكنكِ اختيار الطلق الصناعي من تلقاء نفسك وخاصةً إذا كانت صحتّك سليمة وجنينك بخير، يُفضّل اللجوء إلى هذا النوع منَ الطلق في حالةٍ طارئة مثل انفجار كيس الماء لدى الحامل دونَ شعوها بآلام المخاض أو بسبب نقص السائل الذي يتواجد حولَ الجنين ويُسمى {الأمنيوسي} أو في حالة ازدياد مرحلة الحمل حتى الشهر العاشر.
وفي البداية يجب فحص حالتك من قِبَل الطبيب المختص، ومن ثمَ سيبدأ بالإجراءات إذا اضطررتِ للطلق الصناعي، فعليكِ أخذ تحاميلٍ خاصة كل حوالي 6 ساعات ويجب أن تستلقي طوالَ هذه المدة على ظهرك وبعدَ اتساع عنق الرحم لديكِ لحوالي 8 سنتيمتر وحدوث الانقباضات تبدأ الولادة.
ولكن يجدر بنا القول أنَ الطبيب قد يمنحكِ إبرة من أجل تخديرك ولتخفيف شعورك بالألم المُصاحب لهذا النوع منَ الطلق وتُسمى {إبرة الظهر} وما عليكِ إلّا التنفس بعمق وتذكر الأشياء الجميلة في حياتك والامتنان لها فستشعرين بالاسترخاء تلقائياً عندما تتذكرين قدوم مولودك، ويُمكنكِ الاستعانة بزوجك لمساعدتك أكثر وخاصةً في تدليك أجزاء من جسدك لتخفيف التوتر عنكِ.
ما هيَ أبرز فوائد الطلق الصناعي؟
توجد بعض الإيجابيات لهذا الطلق،، ولذلك يستعين بهِ الأطباء في معظم الأحيان، وتتمثل إيجابياته في:
- تسهيل عملية الولادة: أحياناً تشعر المرأة بوجود طلق طبيعي قبلَ الولادة ولكنهُ لا يُساعدها في توسيع الرحم لإخراج الجنين، وفي هذه الحالة يتم الاستعانة بالطلق الصناعي من أجل مرور المولود بسهولة أكثر من عنق الرحم وإخراجه بطريقةٍ سريعة.
- إجراء ولادة عاجلة: قد تحتاج المرأة الحامل إلى الولادة المستعجلة من أجل الحفاظ على حياة جنينها وعلى صحتّها، ولذلك يُساعد في تحفيز الولادة ويحمي الأم والجنين منَ الخطر.
ما هيَ أنواع الطلق الصناعي؟
بالتأكيد توجد أنواعٍ متعددة لهذا الطلق، ولكن قبلَ اختيار النوع يعمل الطبيب على فحص عنق رحم المرأة الحامل بأكمله من أجل اتخاذ الطريقة الأنسب لها، ومن أنواعه:
- AROM: يُقصد بهذا النوع تمزيق الأغشية الصناعي، بحيث يُسهم الطبيب في إحضار خطاف صغير يتم تعقيمه جيداً ويضعهُ على الغشاء الذي يتواجد في عنق الرحم، وهذا النوع يُسهم في حدوث انقباضاتٍ سريعة ويعمل على تمزيق الكيس الأمنيوسي من أجل تحفيز هرمون يُسمى {بروستاغلاندين}.
- استخدام بروستاغلاندين: يُمكن أن يتم تحفيز الولادة والطلق الصناعي وتجهيز الرحم عن طريق استهلاك قرص من هذا الهرمون أو وضعه داخل المهبل على شكل جل من قِبَل الطبيب.
- التحريض بالبالون: يُمكن تحريض الطلق الصناعي عن طريق تجهيز محلول ملحي ووضع البالون في أنبوبٍ يتميز بحجمه الصغير وإدخاله في عنق الرحم عندَ المرأة، ومن ثمَ يبدأ هذا المحلول بنفخ البالون من أجل تهيئة الرحم وفتحه للولادة.
ما هيَ مخاطر الطلق الصناعي؟
لا بدَّ أنكَ تتساءل الآن هل توجد أي أضرار للطلق الصناعي؟ والجواب هوَ بالتأكيد لهُ العديد منَ المخاطر والطلق الطبيعي أفضل بكثير، ويُمكن ذكر أضراره في السطور الآتية:
- خطر على صحة المرأة: للأسف إذا كانت المرأة الحامل قد تعرّضت لأي عمليةٍ في وقتٍ سابق لمنطقة الرحم قد يزداد خطر تمزقه في حالة اللجوء للطلق الصناعي، فالانقباضات التي تحدث بشكلٍ مؤلم وحادّ أثناءَ حدوث الطلق عن طريق الأدوية قد يضرّ بالرحم.
- اللجوء إلى القيصرية: في بعض الحالات بالرغم من عدم حدوث طلق طبيعي والتوّجه إلى الطلق الصناعي لا يتسع عنق الرحم بما يكفي لإخراج الجنين منه، ومن هنا يلجأ الأطباء للتحويل إلى الولادة القيصرية، ممّا يجعل المرأة تمكث فترة أطول داخل المستشفى.
- خفض نبضات قلب الجنين: أحياناً تُسبب التقلصات الرحمية المؤلمة والمتكررة التي تنتج عن بعض الأدوية التي تعمل على تحفيز الطلق في قلّة الأكسجين وقلّة إمداده للجنين، ممّا يُؤدي إلى خفض نبضاته والتأثير عليه.
- العناية المركزة: إذا تمَ اللجوء إلى الطلق الصناعي قد يحتاج الجنين فورَ ولادته إلى وضعه ضمنَ قسم العناية المركزة من أجل تلقيه الرعاية.
- إصابة الجنين باليرقان: في أغلب الحالات عندما يتم استخدام الأكسيتوسين من أجل تحفيز الطلق وتسريع الولادة، قد يُؤثر بشكلٍ كبير على الجنين كونهُ يُسبب ارتفاع في مستويات البيليروبين التي تتواجد في دم الطفل وتزيد من خطر إصابته باليرقان.
إنَ الطلق الصناعي منتشر كثيراً ومهم في حالاتٍ عديدة، ولكن حاولي أن تتجنبيه قدر الإمكان وتستمري في اتباع نصائح طبيبك المختص من أجل تسهيل عملية الولادة، واذا لا يتواجد خيار آخر لا تقلقي أبداً فما عليكِ إلّا التوكل على الله تعالى والدعاء لكِ ولجنينك بالسلامة.
ومن هنا يجب على أفراد العائلة والزوج أن يُسهموا في مدّ يد العون للمرأة التي تلجأ إلى الطلق الصناعي ومراعاة وضعها ودعمها معنوياً ونفسياً لتخفيف القلق والتوتر الذي يُصيبها، ويُستحسن مساعدتها بعدَ الولادة أيضاً لتجنب شعورها بالصدمة والألم من كيفية الاعتناء بنفسها وبمولودها في آنٍ معاً.
{{نأمل أن يعجبكنَّ المقال أيتها الرائعات}}.