ما هو فيروس هانتا، وهل هناك احتمالية لأن يُصبح وباءًا عالميًا؟ اعرف الحقيقة

فيروس هانتا وهل يمكن أن يصبح وباءً عالمياً؟
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ما هي فيروسات هانتا؟

تعتبر فيروسات هانتا من فيروسات الحمض النووي الريبوزي سلبية الاتجاه من عائلة البانيوية.

سميت على اسم نهر هانتان في كوريا الجنوبية حيث لوحظ انتشارها المبكر عنده، وعادة ما تسبب هذه الفيروسات العدوى في القوارض لكنها لا تسبب لهم المرض، أما بالنسبة للبشر فتصيبهم العدوى من خلال القوارض.

توفي رجل في نهاية شهر آذار من عام ٢٠٢٠ نتيجة إصابته بفيروس هانتا، الأمر الذي أدى إلى تساؤلات فيما إن كان هذا الفيروس سيتفشى عالمياً كفيروس كورونا المُستجدّ الذي اجتاح دول العالم.

تاريخ فيروس هانتا

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدداً من الحالات سجلت حول العالم، ومنها في دولة بنما في عام ٢٠٠٠، وفي الولايات المتحدة الأمريكية في عام ٢٠١٢، وأيضاً تم تسجيل حالات في الأرجنتين في عام ٢٠١٩.

وكان أول ظهور للفيروس بحسب تقارير عالمية في الولايات المتحدة الأمريكية في عام ١٩٩٣، عندما تفشت متلازمة فيروس هانتا الرئوية (HPS).

اقرأ أيضًا: أخطر الأوبئة على مر التاريخ (قبل 1900 ميلادي)

كيف ينتقل فيروس هانتا من القوارض إلى البشر؟

ينتقل الفيروس من القوارض إلى الإنسان إذا تعرض الشخص لبول القوارض، برازها، أو لعابها.

أثبتت بعض الدراسات أن الاستنشاق هو الطريق الرئيسي لانتقال الفيروس، فعند استنشاق رائحة البول، البراز أو اللعاب الخاص بالقوارض التي تنتقل عبر الهواء تحدث العدوى.

كما يُمكن أن تحدث الإصابة عن طريق تناول الطعام الملوث ببول، براز أو لعاب القوارض المُصابة بالفيروس، أو عند لمس المواد الملوثة بالفيروس.

أما لدغات القوارض فإن تسببها في العدوى أمر نادر للغاية.

هل يمكن أن ينتقل فيروس هانتا من شخص إلى آخر؟

في الغالب لا تنتقل فيروسات هانتا من شخص إلى آخر، ما يسهل على المريض أن يمارس حياته بصورة طبيعية دون الخوف من نقل العدوى إلى الآخرين.

ويُعدّ الأشخاص الذين يعيشون أو يعملون في أماكن تعيش فيها القوارض هم أكثر عُرضة للإصابة بعدوى فيروس هانتا.

اقرأ أيضًا: معلومات عن أشهر الأوبئة في العصر الحديث، وما هي طرق التعامل معها؟

أعراض الإصابة بفيروس هانتا

تكون حضانة الفيروس من ٨ إلى ٣١ يوم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وقد تظهر الأعراض خلال ٧ أيام أو أقل في بعض الحالات.

فيما يلي تفصيل لأعراض الإصابة بفيروس هانتا.

الأعراض المُرتبطة بتضرر الكلى

قد تتسبب الإصابة بفيروس هانتا بالإضرار بالكلى، وهذا يعرف طبياً بالحمى النزفية المصحوبة بالمتلازمة الكلوية.

تختلف الأعراض التي تظهر على المصاب اعتماداً على نوع فيروس هانتا الذي تسبب بالعدوى له، فبعض الأنواع من فيروسات هانتا تتسبب بأعراض خفيفة في حين تتسبّب أنواع أخرى بأعراض متوسطة أو شديدة.

ومن هذه الأعراض ما يظهر في المراحل الأولى من الإصابة بالفيروس، ومنها ما يظهر لاحقًاً.

فيما يلي بعض الأعراض الأولية والتي تبدأ بشكل مُفاجئ:

  • صداع شديد.
  • غثيان.
  • قشعريرة.
  • آلام في البطن والظهر.
  • ارتفاع في درجات الحرارة أو حُمّى.
  • زغللة في العيون.
  • أعراض أخرى مثل: احمرار في الوجه، التهاب واحمرار في العيون، أو طفح جلدي.

ويُمكن أن تظهر أعراض أخرى متأخرة مثل الأعراض الآتية:

  • نوبة حادة.
  • انخفاض في ضغط الدم.
  • ارتفاع في نسبة السوائل في الجسم.
  • حدوث فشل كلوي حاد.

الأعراض المرتبطة بتضرر الرئتين

يتسبّب فيروس هانتا بتضرر في الرئتين، وهذا يعرف طبياً بمتلازمة فيروس هانتا الرئوية، وتُصنّف أعراض هذه الحالة أيضاً إلى مرحلتين.

المرحلة الأولى والمبكرة والتي يُعاني فيها المصاب من أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، أو الالتهاب الرئوي، ومنها:

  • صداع.
  • حمى وقشعريرة.
  • آلام في العضلات.
  • قيء وإسهال وآلام في البطن.

المرحلة المتقدمة، وهي أعراض تظهر لاحقاً وتكون أكثر خطورة، وفيها يُعاني الشخص من:

  • تراكم السوائل داخل الرئتين.
  • ضيق في التنفس.
  • سعال مصحوب بإفرازات.
  • انخفاض في ضغط الدم.
  • تراجع في كفاءة عمل القلب.

مضاعفات الإصابة بفيروس هانتا

يتعرض الأشخاص المصابون بعدوى فيروس هانتا إلى حدوث نوع من الرؤية الضبابية، بالإضافة إلى حدوث انخفاض حاد في ضغط الدم.

يمكن أن يعرض انخفاض ضغط الدم المرضى للوفاة؛ نتيجة لهبوط شديد في الدورة الدموية، وحدوث تسرب للدم من الأوعية الدموية، والفشل الكلوي الحاد، وتصل معدلات الوفاة للمصابين ما بين ١-١٥ %.

تشخيص الإصابة بفيروس هانتا

تتشابه الأعراض الأولية للإصابة بعدوى فيروس هانتا مع أعراض حالات أخرى مثل الإنفلونزا العادية، ولذلك يكون من الصعب تشخيص الإصابة بالفيروس في المراحل الأولية.

لذلك يُنصح إذا تعرّض الشخص للقوارض أو فضلاتها، بالتواصل مع الطبيب مباشرةً في حال عانى من أعراض الحمى، التعب العام، أو ضيق في التنفس؛ ليتم سحب عينة من دم الشخص وإرسالها إلى المختبر للكشف إذا كان مصاباً بالفيروس أم لا.

ويمكن للاختبارات الدموية التي تبين نوع الفيروس أن تؤكِّدَ التشخيص.

كما يُجري الأطباء اختبارات دم أخرى؛ لتقييم وظيفة الكليتين والأعضاء الأخرى؛ لمتابعة تأثير الفيروس عليها.

ويمكن إجراء تصوير بالأشعة السينية لمنطقة الصدر عند الشك بإصابة المريض بالمتلازمة الرئويَّة.

ويتمّ عادةً تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية لاستبعاد الأسباب الأخرى التي قد تؤدي لتراكم السوائل حول الرئتين.

هل يوجد علاج لفيروس هانتا؟

لا يوجد علاج محدد لعلاج الإصابة بالفيروس، كما لا يوجد لقاح للوقاية من الإصابة بفيروس هانتا، ولكن التشخيص المبكر بالإصابة وبداية مرحلة العلاج سريعاً يساعد على تخفيف الأعراض الناجمة ويقلل من احتمالية تطوّر مضاعفات لدى المصاب.

ويجب توعية الأشخاص بضرورة نقل المصابين فوراً إلى قسم الطوارئ أو إلى وحدات العناية المكثفة للمراقبة وتقديم الرعاية المناسبة لهم.

ويتضمن العلاج في الغالب تقديم الرعاية الداعمة.

وفي حالات الإصابة بالمتلازمة الرئوية، يُستخدم الأكسجين مع الأدوية المساعدة لتحقيق الاستقرار في ضغط الدَّم.

أما في حالات الإصابة بالمتلازمة الكلوية، تُغسل الكلى ويُمكن أن يُعطى دواء ريبافيرين (Ribavirin) المُضاد للفيروسات عن طريق الحقن في الوريد بهدف التخفيف من شدّة الأعراض وتقليل خطر الوفاة لدى المصاب.

الفرق بين فيروس كورونا وهانتا؟

تؤكد الدراسات أن فيروس كورونا المستجد يحتاج إلى خمسة أيام في المتوسط لتظهر أعراضه على المصاب، والتي تبدأ بحمى متبوعة بسعال جاف، وبعد مرور نحو أسبوع يبدأ المصاب بالشعور بضيق في التنفس وهو ما يستدعي العلاج في المستشفى.

نادراً ما تكون الأعراض في صورة عطس شديد، أو سيلان من الأنف مصحوباً بإفرازات.

وقد يتسبب فيروس كورونا في حالات الإصابة الشديدة بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد وأيضاً قصور في وظائف عدد من أعضاء الجسم، يصل كثيراً إلى الوفاة.

هل يمكن أن يصبح فيروس هانتا وباءً عالمياً؟

كما سبق ذكره أن فيروسات هانتا لا تنتقل من شخص إلى آخر غالباً، ولذا فإنّ احتمالية تفشيها قليلة جدًا، على العكس تماماً من فيروس كورونا المُستجدّ الذي ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر أو رذاذ الهواء.

ولا يوجد أي حاجة لعزل الشخص المُصاب بفيروس هانتا بما أنه لا يمكن أن ينقل العدوى للآخرين.

واعتبرت خبيرة تركية في علم الوراثة والبيولوجيا الجزئية: أن ظهوره مؤخراً وتسببه بوفاة شخص في الصين كان صدفة.

وتابعت بقولها:” حتى لو تفشى الفيروس فسيكون احتواؤه أسهل بكثير مقارنةً بفيروس كورونا المستجد؛ وذلك لأنه ينتقل من القوارض فقط ولا ينتقل من شخص إلى آخر غالبًا”.

تحرير: بيلسان عماد

المراجع

 ١- “Facts about hantavirus”, http://www.ecdc.europa.eu

٢- “Hantaviruses”, www.gov.uk

٣- “Hantavirus Disease”, www.health.ny.gov

٤- “How People Get Hantavirus Infection”, www.cdc.gov

٥- “Hantavirus Infection”, http://www.chp.gov.hk

٦- “HANTAVIRUS”, www.bphc.org

٧- “Hantavirus Infection”, www.merckmanuals.com

٨- “Coronavirus”, www.who.int

٩- “Hantavirus”, www.doh.wa.gov

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

منصة الكترونية لنشر المقالات باللغة العربية. يسعى موقع فنجان الى اثراء المحتوى العربي على الانترنت وتشجيع الناس على القراءة

‫0 تعليق