تعدّ القوباء الجلدية واحدة من الأمراض المزعجة التي تصيب البشرة وتسبب لها نفور واحمرار وحكة، وبالرغم من انتشارها بين البالغين إلّا أن الأطفال والرضع لهم النصيب الأكبر منها، فيمكن ملاحظة انتشارها حول الفم والخدين والأنف، تتكوّن من نقاط بلونٍ أحمر ويزداد حجمها إلى أن تنفجر وتتجمع القشور فوق الجلد.
ومن الجدير بالذكر، ينتشر هذا المرض حول الجسد بأكمله، ولكنه يظهر بشكلٍ أكبر على الوجه، كما أن القوباء الحلقية عبارة عن مرض معدٍ، فلا يمكن السماح للطفل باللعب مع أصدقائه أو اختلاطه بهم في المدرسة تجنباً لانتشار العدوى وإصابتهم.
ولأنه مرض جلدي فينتقل عن طريق اللمس، سواءً من خلال استخدام الأدوات الشخصية كالأقلام أو المناشف أو الملابس، ويطلق عليه أيضاً بالحصف، وتزداد نسبة الإصابة عند الأفراد الذين يمارسون الرياضة في النوادي لأنهم أكثر عرضة لتلامس الأدوات وإهمال تعقيمها، ولذلك ما هي أبرز أسباب الإصابة بالقوباء الجلدية؟ وما هي أعراضها؟ وطرق التشخيص والعلاج؟
أسباب القوباء الجلدية
توجد 4 أسباب للإصابة بمرض القوباء الجلدي، تتمثل في:
- نوع معين من البكتيريا: يصيب نوع محدد من البكتيريا ويطلق عليه بالمكورات العنقودية الحية جسد الإنسان ويتوغل إليه، وأثناء نشاطه يبدأ ظهور قروح وطفح جلدي وفطريات متعددة مما يؤدي للإصابة بالقوباء.
- التلامس والمخالطة: قد يصاب الفرد بالقوباء نتيجة ملامسته لإحدى قروح أو جروح المصاب، على سبيل المثال يلامس الطفل في الحضانة معظم الأشياء المتواجدة حوله كالألعاب والحقائب والأرض وملابس أصدقائه.
مما يؤدي إلى انتقال العدوى على الفور، كما أن هذه العدوى تنتقل بسرعة أكبر في الطقس الرطب والمخالطة بين الأشخاص كركوب الحافلات المكتظة والاحتكاك بالآخرين.
- إهمال الجروح: إذا أصيب الفرد بأي جرح وتم إهماله دون تعقيمه أو حمايته من البكتيريا، فمن المحتمل دخول هذه البكتيريا إلى الجرح والإصابة بطفح يؤدي إلى القوباء وانتشارها في الجسد.
- عوامل إضافية: توجد عدة عوامل تؤثر على جسد الإنسان وتسبب له الإصابة بالقوباء أبرزها التلامس الجسدي أثناء العلاقة الجنسية، فيفضل الابتعاد عن الشريك خلال هذه الفترة، بالإضافة أن مرض نقص المناعة قد يكون سبب أساسي لطفح القوباء المنطقية.
كما أن العيش في مناخ دافئ والإصابة بلدغات الحشرات أثناء التجول في الغابة دون حماية اليدين والجسد، يعرّض الفرد للإصابة.
ما هي أعراض القوباء الجلدية؟
تظهر القوباء في جميع أجزاء الجسم، وتتمثل أعراضها في:
- ظهور قروح حمراء مستديرة.
- ظهور قشور بنية على الجلد.
- ظهور بثور صغيرة برؤوس بيضاء.
- الشعور بألم ووخز طوال الوقت.
- الشعور بحكة وتهيج الجلد أثناء ملامسته للملابس.
- ظهور قروح تحتوي على الصديد.
- الإصابة بتضخم في الغدد الليمفاوية.
ما هي طرق تشخيص وعلاج القوباء الجلدية؟
إذا لاحظت أيّاً من هذه الأعراض عليك أو على أحد أطفالك، فمن المهم استشارة الطبيب على الفور، حيث سيعمل على فحص زراعة الدم مع الفحص السريري للتأكدّ من الإصابة بها، ومن ثم يتم العلاج عن طريق:
- مضادات حيوية: يتم وصف بعض أنواع المضادات الحيوية التي تستخدم بشكلٍ موضعي على مكان الإصابة، حيث تكون على شكل مراهم أو حبوب، تساعد في تخفيف الألم والتهيج الجلدي والاحمرار.
- التعامل مع الإصابة: يجب التعامل معها بطريقةٍ حذرة، لأن خدش الجروح أو تعرضها لصابون معطر أو أي سائل استحمام أو عطور، يسهم في تهييجها وزيادة الألم.
وبالتالي يفضل التعامل معها عن طريق غسلها بشكلٍ مستمر وتجفيفها وترطيبها بالمراهم التي يصفها الطبيب وتجنب ارتداء أي ملابس تحتك بها أو تسبب نفور الجلد مثل الصوف أو النايلون.
كيف يمكنني الوقاية من الإصابة بالقوباء الجلدية؟
يمكنك حماية نفسك أنت وطفالك من خلال:
- اختيار صابون منعش لا يحتوي على عطور أو مواد تسهم في تهييج الجلد، ويفضل قبل لمس الصابون بشرتك أن تقوم بغسلها بماءٍ فاتر.
- من المهم غسل اليدين قبل وبعد الطعام وبعد الخروج من المرحاض وبعد لمس أي جسم خارج المنزل، لأن البكتيريا تلتصق على الأصابع وتنقل الأمراض إلى الجسد ومنها القوباء الجلدية والتناسلية.
- من المهم اتباع قواعد العناية الشخصية مثل قص الأظافر بشكلٍ أسبوعي والاستحمام يومياً وتغيير الملابس وتنظيف المنزل وتعقيم الجروح وارتداء ملابس طويلة في أوقات الصيف أثناء التجول في الغابات لحماية الجلد من أي لدغات للحشرات.
ما هي أبرز مضاعفات القوباء الجلدية؟
من الممكن إصابة الفرد بمضاعفات في حال لم يتم العلاج في الوقت المناسب:
- الإصابة بندبات دائمة، وخاصةً بعد تهيج الجلد والحك بشكلٍ مستمر ونزيف الدم ومن ثم التئامه وتهيجه مرةً أخرى، فالحك المتواصل للجرح يؤدي إلى تندب دائم.
- الإصابة بمشاكل في الكليتين قد تؤدي إلى التلف.
- الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي.
هل يعتبر مرض القوباء خطير؟
في الحقيقة لا يمكن تصنيفه من الأمراض الخطيرة، ولكن مضاعفاته قد تكون مؤذية للبعض، وتستمر أعراضه إلى حوالي 20 يوم.
ما هو الفرق بين التينيا والقوباء؟
يعتقد البعض أنهما ذات المرض، ولكن القوباء عبارة عن تقرحاتٍ جلدية تظهر حول الجلد، أما بالنسبة للتينيا فهي سعفة الرأس التي تظهر في الفروة وتسبب لها طفح وحكة.
ما هي المدة التي يستوجب اختفاء الفطريات بها؟
تختفي الفطريات عادةً بعد استخدام المراهم والمضادات بحوالي أسبوعين.
لا يمكن القول أن القوباء لا تسبب أي إزعاج جسدي ونفسي، بل على العكس من ذلك، فهي مزعجة للغاية وخاصةً عندَ الأطفال، تؤثر على الشهية والنوم واللعب بأريحية، وتزعجهم طوال الوقت وتضطر بعض الأمهات عزل أطفالها حتى علاجهم لتجنب نقل العدوى للأطفال الآخرين في المدرسة أو الحضانة.
فمن المهم علاجها فور ظهورها لتجنب ترك أي ندبات أو آثار خلفها.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.