سيرة حياة الصحابي أبو عبيدة بن الجراح

[faharasbio]

نسب الصحابي أبو عبيدة بن الجراح

هو الصحابي الجليل عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبّة بن الحارث القرشي الفهري، ويكنى رضي الله عنه بأبو عبيدة، وتسمى أمه بأميمة بنت غنم، وولد أبو عبيدة بن الجراح في الأربعون قبل الهجرة، وكانت صفاته الجسدية رضي الله عنه أنه كان يمتلك لحية خفيفة، نحيف الجسم، وفي كاهله إنحناء على صدره وكسرت بعض ثنيته، وعرف عنه رضي الله عنه أنه كان متواضعًا شديد الحياء.(1)

اسلام الصحابي أبو عبيدة بن الجراح

أسلم الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح في اليوم التالي تمامًا من إسلام الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، وكان ذلك على يد أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وبذلك كان رضي الله عنه من السباقين للإسلام، حتى أنه أسلم قبل دخول النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى دار الأرقم، وأثبتت المصادر التاريخية أن اسلامه رضي الله عنه كان قبل الهجرة النبوية بثلاثة عشر سنة، ويمتلك هذا الصحابي الجليل عددًا من الفضائل والأعمال السابقة والتي سيتم طرحها في الفقرات التالية.(2)

فضائل الصحابي أبو عبيدة بن الجراح

كان الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه من العشرة المبشرين بالجنة، والذين نالوا هذا الشرف بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حين قال:” أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة”، رضي الله عنهم جميعًا، وكان الصحابي أبو عبيدة بن الجراح من أحب الناس إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بعد أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم.(2)

كان الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه من المهاجريين الأوليين، حيث أنه هاجر الهجرتين الأولى إلى الحبشة ويليها الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، وشهد الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه جميع الغزوات مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولقب رضي الله عنه بلقب شريف وهو أمين هذه الأمة، حيث قال في ذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” إن لكل أمة أمينًا، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح”.(2)

أعمال الصحابي أبو عبيدة بن الجراح

قام الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بالعديد من الأعمال الصالحة والتي أثبتت شجاعته وإقدامه، ومن أعمال الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح الأعمال الآتية: (2)

  • ساهم رضي الله عنه في دعم الصحابي الجليل عمرو بن العاص في غرزة ذات السلاسل، حيث كانت قوة الأعداء مقلقة، فبعث عمرو بن  العاص رسالة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليخبره بذلك، وقام الصحابي أبو عبيدة بن الجراح في إرسال الدعم لهم.
  • في غزوة بدر قام والد الصحابي أبو عبيدة بن الجراح في لحاق أبو عبيدة لقتله، واستمر الصحابي الجليل في الإبتعاد عنه ومقاتلة المشركين الآخرين بعيدًا عن والده، فحتى استمر والده في اللحاق به ومحاولة قتله حتى قتله الصحابي الجليل أبو عبيدة، وأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية الكريمة في سورة المجادلة الآية رقم 22 وهي:” لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.
  • بعث الصديق أبو بكر لعبيدة بن الجراح ليستخلفه من بعده، ولكن الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أبى ذلك لتواضعه.
  • ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على جند خالد رضي الله عنه وقال له وصية مليئة بالأخلاق الحميدة، حيث أوصاه بتقوى الله وبالقيام بالحق على جند خالد بن الوليد رضي الله عنهما.
  • قام بعض التابعين بإهداء الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه خيولهم، فأبى ثم بعث التابعين إلى عمر بن الخطاب للأمر نفسه فرفض أيضًا، واستمرت بعد ذلك الكتب بين عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح حتى قبل بها وتصدق بها على الفقراء.
  • كان فقيهًا عالمًا بالدين، وظهر هذا في العديد من المواقف في التاريخ الإسلامي.
  • كان الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه خطيبًا حسن اللغة وقادرًا على تشجيع القوم ودعوتهم، ومن أهم كلماته هذه العبارات التي قالها لتحريض جنوده على الحرب وهي:” عباد الله، انصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. عباد الله اصبروا؛ فإن الصبر منجاة من الكفر، ومرضاة للرب، ومدحضة للعار، لا تتركوا مصافكم، ولا تخطوا إليهم خطوة، ولا تبدءوهم بقتال، وأشرعوا الرماح، واستتروا بالدرق، والزموا الصمت إلا من ذكر الله عز وجل في أنفسكم حتى يتم أمركم إن شاء الله”، وكان المقصود بالدرق هو الدروع.
  • سبب كسر ثنيتيه رضي الله عنه كان وقوفه أمام النبي محمد صلى الله عليه وسلم لحمايته في غزوة أحد، وغارت حلقتان في وجه رسول الله، ولكن قام الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بإزالتهما بأسنانه، وخشي أن يزيلهما بيديه فيؤلم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبذلك سقطت ثنيتي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وقيل أنه صار أجمل بعد موقفه هذا.(3)
  • أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات مرة أربع مئة دينار إلى الصحابي أبو عبيدة بن الجراح مع غلام لعمر، فقام أبو عبيدة بتقسيمها وتوزيعها على المحتاجين.(3)

وفاة الصحابي أبو عبيدة بن الجراح

توفي الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه في سنة ثمانية عشر للهجرة، وكان عمره في ذلك الوقت حوالي ثمانية وخمسون عامًا، وقصة وفاته أنه كان رضي الله عنه ذاهبًا إلى الشام بغرض الجهاد في سبيل الله، فقدر الله تعالى أن يغزو مرض طاعون عمواس الشام، وحينها أرسل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إليه يستعجله بالخروج منها لخوفه عليه من الطاعون، ولكنه لم يصرح بذلك بل طلب منه القدوم إليه فقط حتى لا يرفض، ومع ذلك فهم الصحابي أبو عبيدة بن الجراح مقصد أمير المؤمنين، وقام بإرسال اعتذار له بعدم قدرته على ترك الجنود وحدهم، وأصابه الطاعون وتوفي هناك رضي الله عنه.(3)

بعد وفاته رضي الله عنه قام معاذ بن جبل وخطب الناس قائلًا عدة حكم بليغة، وقال كم كان الصحابي أبو عبيدة بن الجراح مثالًا للتقوى وحسن الخلق، وكان دائم النصح للناس، ولذلك يجب الترحم عليه رضي الله عنه والصلاة عليه كما يقول الكتاب وكما تقول السنة النبوية، وقال معاذ بن جبل حين دفن أبو عبيدة هذه الكلمات المؤثرة:” يا أبا عبيدة، لاثنينّ عليك ولا أقول باطلاً أخاف أن يلحقني بها من الله مقتٌ كنت واللّه ما علمت: من الذّاكرين اللّه كثيرًا، ومن الّذين يمشون على الأرض هونًا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلامًا، ومن الّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، وكان بين ذلك قوامًا وكنت واللّه من المخبتين المتواضعين الّذين يرحمون اليتيم والمسكين ويبغضون الخائنين المتكبّرين.(4)

المراجع:

  1. موضوع – أبو عبيدة بن الجراح
  2. قصة الإسلام – أبو عبيدة بن الجراح
  3. موضوع – قصة ابو عبيدة عامر ابن الجراح
  4. موضوع – وفاة أبي عبيدة و وصاياه
[ppc_referral_link]