أشهر النصابين في العالم

[faharasbio]

أشهر النصابين في العالم

يضج التاريخ بالعديد من قصص النصب والاحتيال من أشخاص اتسموا بذكاء فائق وعبقرية فذة.

قام هؤلاء الأشخاص باستخدام خطط ذكية جدًا وقاموا بعمليات نصب واحتيال فذ لسرقة شيء ما أو للحصول على أموال ليس لهم الحق فيها.

ولا تنحصر الأهداف بالمكسب المادي فأحيانًا يكون الهدف اعتقاد ديني أو مكسب تعليمي أو اكتشاف جغرافي ما.

استطاعوا من خلال هذه الخطط تكوين ثروات طائلة وأموال كثيرة غير مشروعة وفي بعض الأحيان لا يمكن إيجاد دليل يدينهم.

استغل هؤلاء الأشخاص غالبًا عامل أساسي في تنفيذ خططهم الذي هو فهم شخصية الطرف الآخر واستغلال نقاط ضعفه وفي بعض الأحيان عدم فهمه للأمور وسذاجته.

سنذكر الآن أهم أشهر النصابين في العالم وأشهر قصص الاحتيال على مر التاريخ.

قائمة أشهر النصابين في العالم

جين دو لا موت سارقة العقد الماسي

تعتبر من أعظم عمليات النصب شهرة والتي تسببت بنتائج كارثية حيث أن من توابعها انهيار الأسرة المالكة البريطانية.

تدعى بقصة العقد الماسي وكانت في زمن الملك لويس السادس عشر عام 1785.

كان لويس رينيه إدوار دو روهان رأس السلطة الكنسية الفرنسية، ولكن كان يتسم بعدم المسؤولية والسمعة السيئة عند الأسرة الملكية الفرنسية وكثرة الأخطاء الاجتماعية.

لم يحصل روهان على أي منصب سياسي وقتها بسبب علاقته السيئة مع الأسرة الحاكمة وتصرفاته الخاطئة.

بدأت القصة عندما قام روهان باتخاذ جين صاحبة له وتقربوا من بعضهم كثيرًا وتم تبادل الكثير من الأحاديث بينهم.

بعد حديث روهان لجين عن طموحاته استطاعت بفضل ذكائها الخارق تدبير مخطط لتستطيع الاحتيال عليه.

قامت جين وقتها بإقناعه أنها صديقة مقربة لماري أنطوانيت على اعتبار أنها تعتبر منتمية بشكل غير شرعي تقريبًا إلى عائلة فالوا الملكية.

وعدته أيضًا بأنها ستقوم بالتدخل وإقناع ماري أنطوانيت بالصفح عنه وربما تسليمه منصب سياسي مرموق.

هكذا بدأ روهان بكتابة الرسائل للملكة ماري وتسليمها لجين على أساس أنها ستقوم بإيصالها للملكة بشكل مباشر ولكن كانت جين في الحقيقة ترد عليه بنفسها وتخدعه.

أوهمته بالرسائل أن المشاكل لم تعد موجودة بينهما وغفرت كل أخطائه وعثراته السابقة ولمحت برغبتها بعلاقة عاطفية معه.

أصر روهان بعدها على مقابله الملكة واستطاعت جين أيضًا أن تدبر هذا الأمر حيث قامت بإدخاله لحديقة قصر فرساي خلسة وجعلته يقابل بائعة هوى تشبه الملكة.

و كان الاحتيال الأعظم في هذه القصة عندما قام الملك لويس الخامس عشر بطلب إعداد قلادة من الألماس باهظة جدًا لصاحبته ولكنه توفى قبل انتهائها.

هنا وقع الصاغة في مشكلة كبيرة واحتاجوا لإيجاد احد يشتريها قبل أن يعلنوا إفلاسهم وقاموا بعرضها على الملكة ماري ولكنها رفضت شرائها.

قامت جين بإقناع روهان بأن يشتري للملكة القلادة وهي ستقوم بإيصالها للملكة مستغلة حبه العظيم لها وبالطبع اختفت القلادة بعدها.

تم في البداية إدانة ماري بهذه الكذبة رغم برائتها وبعدها تم القبض على جين ومقاضاتها وبالطبع قام روهان بالهرب.

المزور الشهير وليام تشالونر

يعد وليام صاحب أشهر قصة تزوير عملات في العالم حيث أنه كان مزورًا خارق الذكاء واستطاع قضاء حياة حافلة بالإنجازات الإجرامية قبل أن يتم معاقبته.

بعد قيامه لفترة جيدة بتزوير العملات وكسب مبالغ كثيرة استطاع بعدها الانتقال للريف والعمل هناك بعيدًا عن أعين القضاء.

كان التزوير لعبته التي كان ماهرًا فيها جدًا وكان لديه من يقوم بمساعدته بإدخال تلك العملات في السوق بطريقة ذكية بدون أن يكشف.

مع أن العقوبات التي كانت تفرض على المزورين قاسية وتصل لحد الشنق أو الحرق على قيد الحياة إلا أنه تابع في عمله.

عندما كان يتم الوصول إليه في بعض الأحيان كان يشتري حريته بالأموال أو بمساعدة القانون في إلقاء القبض على شركاء آخرون في الجريمة وأوصلهم لحبل المشنقة.

لكن بدأت مخططاته بالانهيار عندما استلم العالم المشهور اسحق نيوتن مهمة الإشراف على دار الصك الملكية وبدأ بمطاردة وليام وتوجيه الاتهامات ضده.

وبعد مطاردات عديدة استطاع الاستفادة من شهادة شركائه وأرامل من أعدموا ووجه له تهمة صريحة أوصلته لحبل المشنقة عام 1699.

كان السبب في الشهرة العظيمة لهذه القصة هو وجود العالم اسحق نيوتن في الطرف الآخر وقدرته على تحقيق العدالة في النهاية.

جورج سي باركر بائع جسر بروكلين

قصة جورج سي باركر تعد قصة مذهلة ومضحكة في نفس الوقت حيث أنه كان يقوم ببيع معالم من مدينة نيويورك وبالأخص جسر بروكلين الذي كان يبيعه في بعض الأحيان مرتين في الأسبوع..!

قام جورج بهذه الأفعال في ثمانينات القرن التاسع عشر حيث أن مدينة نيويورك كان مركزًا لوافدين كثر حملوا معهم كل ما يملكونه من أموال وأتوا لتأسيس حياة جديدة في أمريكا.

كان يقف قرب إحدى دعامات الجسر التي علق عليها لافتة صغيرة كتب عليها للبيع ويقوم بتصيد الزبائن ذوي الحظ السيء الذين يقعون ضحايا له بحجة السعر المغري جدًا.

السعر كان يحدده حسب مظهر الضحية وقدرته على الدفع ويأخذه لمبنى ذو طابع حكومي ويوقع على أوراق تأخذ المظهر الرسمي وبعدها يستلم جورج الأموال ويختفي.

قام أيضًا في بعض المرات ببيع تمثال الحرية وحديقة سكوير غاردين الشهيرة.

بعد أكثر من 40 سنة من العمليات الناجحة تم إلقاء القبض عليه وإدانته والحكم عليه بالسجن المؤبد في سجن سينغ سينغ وتوفي بعدها ب8 سنوات.

مزور الفوز في سباق الغولدن غلوب دونالد كروهرست

نستطيع القول أن هذه القصة محزنة نوعًا ما إذ أن بطلها كان له مصير مشؤوم في النهاية.

كان دونالد مخترع لأجهزة التوجيه البحري وهاوي للإبحار بالقوارب الصغيرة وهو آخر من سجل اسمه في المسابقة.

كانت الجائزة 5 آلاف جنيه استرليني وطمعًا بها قام دونالد برهن منزله وعمله ليستطيع بناء قارب ليشارك بالسباق فيه.

لم يحالف الوقت دونالد في تجهيز القارب بشكل جيد لذلك اضطر للتفكير في خطة بديلة تساعده على الفوز في السباق.

بدأت الرحلة بالفعل من الريف الغربي لإنكلترا في شهر أكتوبر عام 1968وانطلقت القوارب كلها وبعد حوالي 6 أسابيع صرح المندوب الإعلامي لدونالد أنه قد تجاوز السرعة المعتادة وتفوق عن بقية زملائه.

وصل بعدها إلى Cape Town في فترة عيد الميلاد وفي أبريل عام 1969 كان دونالد قد تجاوز Cape Horn.

بالطبع قارب دونالد لم يكن قادرًا على تجاوز هذه المسافات الشاسعة بسرعة كبيرة ولكن كان قد سلك طريق مختصر ودار حول المحيط الأطلسي ذهاب و إياب.

ترك دونالد متسابقين أمامه لكي لا يبحث أحد في طريقة فوزه وليضمن نجاح خطته.

مع الأسف انسحب أحدهما والآخر تراجعت سرعته وبالتالي أصبح هو الفائز ونتيجة لذلك فشلت خطته.

لم يتم العثور على قاربه حتى يوليو عام 1969 وكان فارغًا حيث أنه قام بالانتحار نتيجة قلقه ووحدته.

تشارلز بونزي

تشارلز بونزي، مهاجر إيطالي في أمريكا، جنى ثروة من الكذب على الناس. في الواقع، كان بارعًا في الخداع لدرجة أن الحكومة أطلقت اسمه على نوع من الاحتيال – مخطط بونزي. في عام 1920، قام بونزي بخداع الآلاف من سكان نيو إنجلاند للاستثمار في مخطط مضاربة على الطوابع البريدية. لقد وعد المستثمرين بأنه يمكن أن يوفر عائدًا ضخمًا بنسبة 50 في المائة في 90 يومًا فقط.

في كل مرة يمنحه فيها مستثمر جديد المال، كان يستخدم هذه الأموال لسداد مستثمرين سابقين، مما يخلق الوهم بأنهم كانوا يربحون من عمل تجاري مشروع. في ذروة خدعته الضخمة، جنى 250 ألف دولار في اليوم، حوالي 3 ملايين دولار من أموال اليوم. لكن أيامه في المكايد والاحتيال كانت نهايتها في أغسطس عام 1920، عندما وجهت إليه 86 تهمة بالاحتيال عبر البريد.

يمكن القول أنها من أعظم قصص الاحتيال والطموح الكبير.

نرجو أن نكون قد قدمنا فائدة و متعة من خلال مقالنا وقمنا بتعريفكم على أشهر النصابين في العالم.

[ppc_referral_link]