الشيزوفرينيا | الانفصال عن الواقع

[faharasbio]

يُعد مرض الشيزوفرينيا أو الانفصال عن الواقع أو الفصام من أكثر الأمراض النفسية الشائعة في العالم، فعدد المُصابين بهذا المرض النفسي يصل إلى 1 % من عدد سكان العالم، وبالرغم من تعدّد الأمراض النفسية المُختلفة {كالفوبيا، الاكتئاب، اضطراب ثنائي القطب، النرجسية، الأرق، الهوس، الوسواس القهري} إلّا أنَ الشيزوفرينيا يعد واحداً من أصعب الأمراض النفسية التي تُصيب الشخص وهذا المرض من أكثر الأمراض تعقيداً في الطب النفسي.

عزيزي القارئ،، نقدّم لكَ في هذا المقال معلومات شاملة عن مرض الشيزوفرينيا، وأعراضه، وأسبابه المُختلفة، وطرق علاجه:

ماهوَ مفهوم الشيزوفرينيا؟

الشيزوفرينيا أو Schizophrenia، وهوَ عبارة عن مرض نفسي ذهاني يُصيب الدماغ، وهذا المرض يؤدي لسماع أصوات غريبة ومُخيفة في رأس الشخص المُصاب بهِ، كما أنَ المريض يعتقد أنَ الأشخاص الآخرين لا يحبونه أو يريدون الإنتقام منه، وهذا يؤدي إلى ابتعاد الأشخاص المُصابين بهذا المرض عن المجتمع والعمل والعائلة أحياناً والانفصال عن الواقع، كما أنَ المريض قد يشعر ببعض التهيؤات غير الواقعية والهلاوس اليومية والأفكار المُضطربة التي تجعلهُ يعيش في حالة منَ الاضطراب والقلق الدائم، بالإضافة إلى بعض التصرفات الغريبة التي تصدر عن الشخص المريض ومنَ المُمكن أن تصل الحالة إلى إيذاء نفسه بأي طريقة ليرتاح من هذه الهلاوس الموجودة داخل رأسه، علاوة على ذلك ينتشر هذا المرض بكثرة بينَ فئتي المُراهقين والشباب الذينَ تتراوح أعمارهم بين ال16_30عام، وهذا المرض من أخطر الأمراض التي تؤثر على إدراك الشخص وتفكيره وسلوكه وتعامله معَ الآخرين.

الشيزوفرينيا | الانفصال عن الواقع

ماهيَ أعراض مرض الشيزوفرينيا؟

هناكَ العديد منَ الأعراض التي تظهر على الشخص المُصاب بالشيزوفرينيا، ويُفضّل الذهاب إلى الطبيب النفسي المُختص في حال وجود هذه الأعراض عليكَ أو على الأشخاص من حولك كأحد أفراد أسرتك، أو أصدقائك المُقربين، ومن هذه الأعراض:

  • الهلوسة السمعية، أي أنَ الشخص المُصاب يسمع أصوات مُتعددة داخل رأسه ولكنها غير واقعية، كأصوات أشخاص أو أصوات آلات، ويُمكن أن تكون الهلوسة الحسية كأن يشعر بأنَ شخص ما قد لمسه أو حاولَ التقليل من شأنه، أو أن يقوم بشم روائح غير موجودة، جميع هذه الهلاوس تُصيب الشخص المريض بالانفصال عن الواقع.
  • الأوهام التي تُحيط بالشخص المُصاب، على سبيل المثال {كأن يعتقد أنَ عائلته لاتحبه، أو أنَ أحد والديه لا يُحب وجوده في المنزل، أو أنَ شخص ما يُريد أن يؤذيه، أو أنهُ يمتلك قدرات خارقة عن غيره، أو أنهُ شخص مُضطهد} جميع هذه الأوهام وغيرها من أعراض المُصاب بالشيزوفرينيا.
  • قلّة التواصل معَ المحيط الخارجي والأشخاص الآخرين.
  • القلق الدائم.
  • عدم القدرة على الفهم والتركيز.
  • تعابير الوجه الواحدة، أي عدم القدرة على إعطاء تعابير وجه مُختلفة.
  • قلّة الكلام والتزام الصمت.
  • الشعور بالاكتئاب.
  • عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
  • صعوبة في تلقي المعلومات.
  • عدم وجود حافز للحياة.
  • وجود صعوبة في انتظام الحديث.
  • صعوبة في إظهار المشاعر {سواء حزن أو فرح}.

ماهيَ أعراض الشيزوفرينيا عندَ المراهقين؟

يُمكن للأهل اكتشاف إذا كانَ أحد أولادهم المراهقين مُصابين بالشيزوفرينيا، فالأعراض عندَ المُراهقين تُشبه إلى حدٍ كبير أعراض البالغين ولكن بنسب قليلة، فمنَ المُمكن علاج هذا المرض في وقتٍ مبكر ومن هذه الأعراض:

  • تراجع في مستوى الدراسة والطموح.
  • الابتعاد عن الأصدقاء.
  • تجنب الجلوس معَ العائلة.
  • الاكتئاب.
  • الغضب السريع.
  • عدم القدرة على التفاهم معَ المراهق.
  • السهر المُفرط.
  • التفكير المُفرط.

ماهيَ أسباب الشيزوفرينيا الرئيسية؟

كما ذكرنا في الأعلى أنَ مرض الشيزوفرينيا من أكثر الأمراض صعوبة في الطب النفسي، ولا يوجد سبب واضح حتى هذه اللحظة، ولكن أشارَ بعض الخبراء والأطباء أنَ هناكَ بعض منَ المؤثرات تُساهم في ظهور هذا المرض ومنها:

العوامل الجينية:

العوامل الجينية رشّحها الخبراء لأن تكون واحدة منَ الأسباب التي تؤدي لإصابة الفرد بالشيزوفرينيا الدائمة، كتاريخ أحد أفراد العائلة مع هذا المرض، أو أحد الوالدين، أو عدم تغذية الأم بالشكل الصحي والكامل أثناءَ فترة الحمل أو حتى التعرّض للفيروسات أو أنواع مُعيّنة منَ السموم تُسبب أثر في نمو دماغ الجنين.

العوامل الوراثية:

أيضاً واحدة منَ الأسباب المُحتملة للإصابة بهذا المرض كالوراثة عن الأم أو الأب أو بسبب زواج الأقارب والانتقال إليهِ وراثياً.

الأدوية:

منَ المُمكن أن يكون تناول الأدوية من غير استشارة الطبيب كالمُهدئات إلى جانب الكحول والتبغ والمخدرات واحدة منَ الأسباب للإصابة بهذا المرض.

الضغوط النفسية:

أيضاً من أكثر الأسباب الشائعة للإصابة بهذا المرض وخاصةً {كالبارانويا} إلى جانب التوتر والقلق الدائم عندَ فقدان أحد الوالدين أو الطرد منَ العمل أو التعرّض لمواقف حياتية سيئة نتجت عنها الإصابة بهذا المرض النفسي.

كيفَ يُمكن علاج مرض الشيزوفرينيا؟

علاج هذا المرض أمرصعب للغاية كونه مرض مزمن، ولكن يُمكن ملاحظة بعض الأبناء أو أحد المُحيطين في أول هذا المرض عندَ بداية الأعراض التي ذكرناها في الأعلى، فالعلاج في المرحلة الأولى يكون سهلاً بعض الشيء، ومن أنواع العلاجات المُستخدمة لهذا المرض:

العلاج بالأدوية:

مريض الشيزوفرينيا بحاجة ماسة إلى الذهاب للطبيب المختص بالأمراض النفسية، وإجراء فحص شامل على حالته سواء كانت حالة عادية أو حالة مُتفاقمة، فمريض الشيزوفرينيا بحاجة إلى تخفيف الحالة المُزمنة التي تُسيطر عليه، وهناكَ بعض الأدوية التي تُساعد على علاج هذا المرض {Clozapine ، Lurasidone، Asenapine}، فإذا كنتَ أنتَ من تعاني من هذا المرض المُزمن أو أحد أفراد عائلتك سارع بالذهاب إلى الطبيب المُختص لفحص الحالة التي وصلتَ إليها.

العلاج النفسي والسلوكي:

بالإضافة للعلاج الدوائي يحتاج مريض الشيزوفرينيا إلى الحب والاهتمام، والإحساس من أنَ الأشخاص يحبونه ولا يحملون له أيّة كراهية أو عدوانية، علاوة على ذلك الجلسات النفسية تُحسّن من قدرة تواصل الشخص المريض معَ المُحيط الخارجي، وتُعزّز من ترتيب أفكاره وكيفية التعامل معها والسيطرة عليها.

وهنا نقدّم لكم بعض النصائح الإضافية للتعامل مع الشخص المُصاب بالشيزوفرينيا:

  • حاول دائماً البقاء بجانب هذا الشخص ومنح الدعم المعنوي والنفسي الكامل لهُ.
  • حاول أن لا تجبر هذا المريض على فعل أي شيء حتى الذهاب إلى الطبيب المُختص فهوَ يُفكّر دائماً أنكَ تُريد الإنتقام منهُ بهذه الطريقة.
  • لاتحاول توبيخه أو السيطرة عليه فهوَ لايُدرك ما يقول، بل الهلوسات تكون متفاقمة لديه في هذه الحالة.
  • حاول دائماً عدم استفزاز المريض بعبارات تزيد من حالته سوءاً.
  • اعمل على الاهتمام بهِ بطريقة يأخذ فيها جميع الأدوية بمواعيدها الثابتة كي يتحسّن.
الشيزوفرينيا | الانفصال عن الواقع

ماهوَ الفرق بين انفصام الشخصية والفُصام؟

الكثير منَ الأشخاص يُحاولون دمج مرض الشيزوفرينيا بمرض انفصام الشخصية وجعلهم شخصية واحدة ولكن هذا أمر خاطئ:

مرض الشيزوفرينيا:

كما ذكرنا في الأعلى أنهُ عبارة عن اضطرابات فكرية وهلوسات وأوهام تراود الشخص المُصاب.

أما عن مرض انفصام الشخصية:

فهوَ عبارة عن عدة شخصيات داخل عقل الانسان، فيظهر المريض بشخصيتين أو أكثر وينتقل بينهما دون وعي ومنَ المُمكن أن تنقسم الشخصيتين إلى شخصية طيبة وشخصية سيئة، كما أنهُ يُمكننا كتابة مقال مُنفرد ومُفصّل عن مرض انفصام الشخصية.

وأخيراً أصدقائي،، بعدَ أن تعرّفنا على الشيزوفرينيا وكيفية التعامل مع الشخص المُصاب بها، شاركونا آرائكم حول المقال عبر منصة فنجان، ولا تنسوا الإشتراك في القائمة البريدية ليصلكم كل جديد منَ المقالات المكتوبة {نتمنى أن تكونوا استمتعتم بقراء المقال}.

[ppc_referral_link]