ما هو الخرف Dementia؟

[faharasbio]

هل سبقَ لكَ أن لاحظتَ جدتك قامت بنسيان اسمك أو تفاصيل عنك؟ هل صادفتَ ذاتَ يوم رجل عجوز لا يعلم من هوَ وأينَ يسكن؟ لابدَّ أنكَ صادفتَ العديد من كبار السن في حياتك والأغلبية منهم يُعانون منَ الخرف، وهذا المصطلح ليسَ مرضاً بل مجموعة منَ الأعراض التي تُؤثر على ذاكرة كبار السن وتجعلهم ينسون جزء كبير من حياتهم، فما هو الخرف؟ وما هيَ أنواعه؟ وأسبابه؟ وأعراضه؟ وعلاجه؟

ما هو الخرف

صديقي القارئ،، نُقدّم لكَ في هذا المقال معلومات شاملة عن الخرف وأنواعه وأسبابه وكيفية تشخيصه:

ما هو الخرف Dementia؟

الخرف هوَ عبارة عن مصطلح واسع يُشير إلى تدهور الأداء الإدراكي، وهذا التدهور يشمل مشاكل التذكر والتفكير والحكم والتعلم واللغة والاستدلال، وعلى الرغم من أنَ الانخفاض في العديد من هذه المناطق هوَ جزء من عملية الشيخوخة والتقدّم بالعمر، إلّا أنَ الشخص المُصاب بالخرف ستتدهور حالته أكثر مما هوَ طبيعي في سنه.

ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ قد يُعاني ما يصل إلى نصف الأشخاص فوق سن ال85 عاماً من أحد أشكال الخرف، ويُغطي الخرف مجموعة واسعة منَ الحالات الطبيّة المُحددة بما في ذلك مرض {الزهايمر} وهوَ أكثر أنواع الخرف شيوعاً.

علاوة على ذلك، يُؤثر الخرف على الحياة اليومية عندَ الشخص المُصاب بهِ ولا يستطيع بعض المُصابين التحكم في عواطفهم ومنَ المُحتمل أن تتغيّر شخصياتهم، ويتراوح الخرف في شدّته منَ المرحلة الأكثر اعتدالاً عندما يبدأ للتو في التأثير على أداء الشخص وصولاً إلى المرحلة الأكثر شدّة، حيثُ يجب أن يعتمد الشخص تماماً على الآخرين في الأنشطة الأساسية للمعيشة والحياة اليومية.

ما هيَ أعراض الخرف؟

تختلف أعراض الخرف باختلاف النوع المُحدد لهذا المرض وتطوّره ومن أعراضه:

  • صعوبة في التركيز.
  • النسيان المستمر.
  • فقدان الذاكرة.
  • مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى.
  • صعوبة تحليل المعلومات البصرية.
  • تغيّرات في المزاج والشخصية.
  • صعوبة في أداء المهام اليومية.
  • الضياع في الزمان والمكان.
  • نسيان أسماء العائلة والأصدقاء المقربين.
  • مشاكل في اللغة / صعوبة في إيجاد الكلمات الصحيحة.

ما هيَ أسباب الخرف؟

أسباب الخرف

نوّد الإشارة إلى أنهُ لا يوجد سبب واحد للخرف، ومعَ ذلك فإنَ جميع أنواع الخرف تنبع من تلف خلايا دماغ الإنسان، وقد يرتبط كل نوع من أنواع الخرف بأضرار مختلفة ومناطق مختلفة منَ الدماغ، وبشكلٍ عام فإنَ الضرر الذي يُصيب خلايا الدماغ يتعارض معَ قدرتها على التواصل معَ بعضها البعض، مما يُؤدي إلى مشاكل في السلوك والتفكير.

ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ يُمكن أن تحدث أعراض الخرف أيضاً بسبب عدّة حالات {كالاكتئاب، نقص فيتامين ب12، اضطرابات الغدة الدرقية، متلازمة كورساكوف، استسقاء الضغط الطبيعي، أو تناول بعض الأدوية}، ولكن على عكس مرض الزهايمر وأمراض الدماغ الأخرى يمكن علاج هذه الأعراض.

وتقول العديد من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إنَ أقوى عامل للإصابة بالخرف هوَ التقدّم بالسن، فالعديد منَ الأعراض الشائعة لدى الأشخاص تكون بسبب التقدّم في السن، ولكنهم يقولون إنَ معظم حالات الخرف تُصيب الأشخاص الذينَ يبلغون منَ العمر 65 عاماً أو أكبر.

بالإضافة إلى ذلك {تاريخ العائلة المرضي، ضعف صحة القلب، إصابات الدماغ الرضيّة} من أهم العوامل الإضافية التي تُسبب الخرف.

ما هيَ أنواع الخرف؟

توجد عدّة أنواع منَ الخرف، وفيما يلي الأكثر شيوعاً:

1. مرض الزهايمر:

وهوَ مرض دماغي يُمثل 60% إلى 80% منَ الحالات، ويُؤثر على الذاكرة وعملية التفكير والسلوك ومن علاماته المبكرة {المزاج المكتئب، نسيان الأسماء والمواعيد المهمة، نسيان الأحداث الأخيرة} .

2. الخرف الوعائي:

يحدث هذا النوع منَ الخرف نتيجة لعدم كفاية تدفق الدم إلى مناطق مختلفة منَ الدماغ، وهذا النوع يُغيّر مهارات التفكير وخاصةً بعدَ السكتة الدماغية، وتُشير التقديرات إلى أنَ الخرف الوعائي ثاني أكثر أشكال الخرف شيوعاً بعدَ الزهايمر ، فهوَ يُمثل 5% إلى 10% منَ الحالات.

3. خرف أجسام ليوي:

ينتج هذا النوع عن الترسبات المجهرية غير الطبيعية والتي تُتلف خلايا الدماغ بمرور الوقت، وهوَ ثالث أنواع الخرف شيوعاً، وتشمل أعراضه تغييرات في التفكير والارتباك والبطء واضطرابات النوم أيضاً.

4. الخرف الجبهي الصدغي:

يُشير هذا النوع إلى مجموعة منَ الاضطرابات الناجمة عن فقدان الخلايا العصبية التدريجي في الفص الأمامي أو الصدغي للدماغ، وتشمل الأعراض تدهوراً في السلوك والشخصية وصعوبة في اللغة سواءً في الفهم أو الكلام.

5. الخرف المختلط:

وهذا مزيج من نوعين أو أكثر منَ الخرف، وهوَ أمر شائع عندَ كبار السن، فالشخص المُصاب بالزهايمر والخرف الوعائي هوَ مثال على الخرف المختلط.

كيفَ يتم تشخيص مرض الخرف؟

تشخيص مرض الخرف

لتشخيص الخرف يقوم الأطباء أولاً بتقييم ما إذا كانَ الشخص يُعاني من حالة أساسية قابلة للعلاج مثل وظيفة الغدة الدرقية غير الطبيعية أو استسقاء الضغط الطبيعي أو نقص الفيتامينات التي قد تتعلق بالصعوبات الإدراكية، ومنَ الجدير بالذكر أنَ الاكتشاف المبكر للأعراض مهم جداً، حيثُ يُمكن علاج بعض الأسباب في كثير منَ الحالات، وقد لا يتم تأكيد النوع المُحدد منَ الخرف الذي يُعاني منهُ الشخص إلّا بعدَ وفاته وفحص الدماغ.

أما عن التقييم الطبي للخرف فيتضمن بشكلٍ عام ما يلي:

  • التاريخ الطبي: قد تتضمن الأسئلة في هذا التقييم عن التاريخ الطبي والعائلي للشخص والسؤال عمّا إذا كانَ أحد من أفراد أسرته مُصاب بالخرف، وكيفَ أُصيب ومتى بدأت الأعراض لديه، بالإضافة لطرح سؤال ما إذا كنتَ تتناول بعض الأدوية التي قد تُسبب لكَ هذه الأعراض أو تزيدها سوءاً.
  • الاختبار البدني: يُساعد قياس ضغط الدم والعلامات الحيوية الأخرى في اكتشاف الحالات التي قد تُسبب الخرف، وقد تكون بعض الحالات قابلة للعلاج.
  • الاختبارات العصبية: يُساعد تقييم التوازن والاستجابة الحسيّة وردود الفعل والوظائف المعرفية الأخرى في تحديد الحالات التي قد تُؤثر على الشخص، وفي بعض الحالات يُمكن علاجها والسيطرة عليها بالأدوية.

يُنصح باستشارة الطبيب المُختص أثناءَ حدوث هذه الأعراض لكَ أو لأحد أفراد عائلتك، فربما يُمكن علاج الخرف في بداياته عن طريق الأدوية التي يصفها لكَ الطبيب والتي تُقلّل مؤقتاً من شدّة الأعراض والعلاج النفسي وتغيير نمط الحياة الذي تتبعه.

ونوّد الختام بهذه النصيحة للوقاية من مرض الخرف، وهيَ ضرورة اتباع أسلوب حياة صحيّ وممارسة التمرينات الرياضية وتناول الأطعمة الصحيّة والحفاظ على العلاقات الاجتماعية والراحة النفسية، فالحياة السعيدة والصحيّة تقيك منَ الأمراض المُتعددة والشائعة عندَ أغلب الأشخاص وخاصةً كبار السن.

قد يهمك: ما هو مرض كروتزفيلد جاكوب؟

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

المرجع:

[ppc_referral_link]