تم تطوير العديد من أنواع لقاحات الكورونا المضادة لفيروس كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، وهي تختلف في تركيبتها وكيفية عملها. وقد أثبتت هذه اللقاحات فعاليتها في الحد من انتشار الفيروس وتقليل نسبة الإصابة به، مما يعد إنجازاً كبيراً في مكافحة هذا الوباء العالمي. سنتحدث من خلال مقالنا عن أنواع لقاحات الكورونا، وأهم تقنيات التطوير وفعاليتها ضد فيروس كوفيد- 19.
مع انتشار وباء الكورونا أو ما يسمى كوفيد 19 عالميًا وارتفاع معدل الوفيات، شكل هذا المرض هلعًا تسبب بشلل الكرة الأرضية، حيث سارعت الحكومات للحد من انتشار هذا المرض إلى إغلاق الحدود، وتطبيق إجراءات الإغلاق والعزل والتباعد الاجتماعي ضمن أراضيها.
في ظل تفاقم الأوضاع وعدم وجود علاج ناجع وفعال، برزت الحاجة لإيجاد لقاح للوقاية من هذا المرض، وفي هذا السياق تسابقت شركات الأدوية العملاقة والمختبرات الكبيرة للحصول على السبق في عملية تطوير لقاح يبعد شبح هذا المرض الحديث ويخلص البشرية منه.
تم إنتاج اللقاح من قبل عدة شركات أمريكية وروسية وصينية وألمانية وبريطانية، ويبقى التساؤل الأهم هل يشكل اللقاح أملًا لإنهاء الجائحة، وهل سيحصل عليه كل سكان الكرة الأرضية، ما مدى فعالية هذه اللقاحات، وما الاختلافات بين أنواعها.
للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها نورد في مقالنا أهم الحقائق عن أنواع لقاحات الكورونا، ما نحتاج معرفته عنها، فوائدها وفعاليتها، بالإضافة إلى الآثار الجانبية المحتملة لها.
آلية عمل لقاحات الكورونا
تعمل أنواع لقاحات الكورونا عبر آلية تعتمد على محاكاة العامل المعدي لفيروس كورونا وذلك لتدريب جهازنا المناعي على تشكيل استجابة فعالة تسمح له بصد الفيروس في حال التعرض له في وقت لاحق.
تتم دراسة واختبار أنواع لقاحات الكورونا إما عن طريق تقديم RNA المرسال وذلك لإعطاء الجسم أجزاء أجنبية من الفيروس أو عن طريق إعطاء فيروس ضعيف الفزعة تم استبدال مادته الوراثية بالمادة الوراثية لفيروس كورونا ليتمكن جهاز المناعة من الاستجابة لها وإنتاج الأجسام المضادة اللازمة.
أهم نقاط المقارنة بين لقاحات الكورونا
للمقارنة بين أنواع لقاحات الكورونا المضادة لفيروس كوفيد 19 يجب المفاضلة بينها من حيث السعر وعدد الجرعات، كذلك درجة الحرارة اللازمة للتخزين حيث لا تمتلك كل الدول إمكانية توفير الشروط الملائمة للنقل والحفظ، وبالطبع الميزة الأهم ألا وهي فعالية اللقاح ومدى قدرته على الحد من الإصابة بالمرض، وكذلك الآثار الجانبية المسجلة.
اسم اللقاح | عدد الجرعات | الفعالية | درجة الحرارة اللازمة للتخزين | سعر الجرعة الواحدة |
موديرنا | 2 | 95% | 20 درجة مئوية تحت الصفر | 33دولار |
سبوتنك | 2 | 62-90% | 8-2 درجة مئوية “درجة حرارة الثلاجة” | 10 دولار |
سينوفارم | 2 | 79% | 8-2 درجة مئوية | غير مصرح بشكل كامل |
جونسون أند جونسون | 1 | 72% | 8-2 درجة مئوية | 10 دولار |
نوفافاكس | 2 | 90% | 8-2 درجة مئوية | 16 دولار |
فايزر بيونتك | 2 | 95% | 70 درجة مئوية تحت الصفر | 20 دولار |
أسترازينيكا | 2 | 62-90% | 8-2 درجة مئوية | 4 دولار |
لمعرفة تركيب اللقاحات نتحدث عنها بشكل مفصل.
أنواع لقاحات الكورونا:
فيما يلي 7 من أهم أنواع لقاحات الكورونا:
لقاح مودرنا:
تم تطويره من قبل شركة مودرنا الأمريكية، وتعتمد آلية تأثيره على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال RNA، وهي نفس تقنية إنتاج لقاح فايزر بيوتنك، حيث يتم استخدام قطع صغيرة من الحمض النووي mRNA مما يحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح فيروس كورونا، ويعمل هذا البروتين على تعزيز دور جهاز المناعة لجسم الإنسان و حثه على البدء بإنتاج أجسام مضادة للفيروس.
لقاح سبوتنك:
تم تطويره وإنتاجه من قبل شركة سبوتنك الروسية، ويعتمد هذا اللقاح على استخدام نواقل الفيروس الغدي البشري كحامل لإيصال المادة الوراثية لفيروس كوفيد، حيث تزال المادة الوراثية للفيروس الغدي ويدخل جين يحمل شيفرة المادة الوراثية لفيروس كورونا (سارس كوف 2)، يساعد هذا الفيروس الناتج على تعزيز استجابة الجهاز المناعي لجسم الإنسان على إنتاج الأجسام المضادة والتي تحمي الجسم من العدوى.
لقاح سينوفام:
طور هذا اللقاح من قبل شركة سينوفام الصينية بالتعاون مع معهد ووهان لعلم الفيروسات، يعتمد هذا اللقاح على فيروس خامل يتم إدخال العوامل المعدية من فيروس كورونا إليه وذلك بعد معالجتها كيميائيًا أو حراريًا لإضعاف الفوعة مع الإبقاء على قدرتها في إنتاج رد فعل مناعي.
لقاح جونسون أند جونسون:
تم تطويره من قبل شركة جونسون أند جونسون الأمريكية، وهو يعتمد على الفيروس الغدي الذي يحقن بالمادة الوراثية لفيروس كورونا مما يعطي الجسم قدرة على تطوير استجابة مناعية مناسبة تحميه من العدوى.
لقاح نوفافاكس:
مطور من قبل شركة نوفافاكس الأمريكية novavax. تعتمد آلية تأثيره على استخدام فيروس يسمى الفيروس البكتيري baculovirus حيث يتم إدخال مورثات معدلة من فيروس كورونا فيه ثم إصابة خلايا حشرية بهذا الفيروس وتجميع بروتينات السنبلة spike من هذه الخلايا في جزيئات صغيرة جدًا (nanoparticles) تشكل محتوى اللقاح.
يعمل اللقاح على تحفيز جهاز المناعة لتشكيل أجسام مضادة لفيروس كورونا مما يعطيه القدرة على الدفاع عن الجسم في حال الإصابة لاحقًا.
لقاح فايزر بيونتك:
تم تطويره في شراكة بين شركة فايزر pfizer الدوائية الأمريكية وشركة بيونتيك الألمانية BIONTECH.
يعتمد على تقنية الحمض النووي الريبو زي المرسال RNA ويتم حقن هذا الجزء داخل الجسم مما يحرض أجسامنا لتصنع مستضد معين لفيروس كورونا وذلك يحفز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تساعد على منع العدوى.
لقاح أسترازينيكا – اوكسفورد:
تم العمل على تطوير هذا اللقاح في مخبر جامعة أكسفورد ومخبر جامعة أسترازينيكا، تعتمد آلية عمله على الناقل الفيروسية، حيث تم استخدام الفيروس الغدي Adenovirus لأنه من أضعف الفيروسات وأقلها فتكًا بالإنسان، ثم إضافة جزء من فيروس كورونا إليه وحقنه داخل الإنسان وذلك لدفع الجهاز المناعي للإنسان لإنتاج الأجسام المضادة التي تمنع العدوى وتساعد الجسم على التعرف على الفيروس ومقاومته.
ما مدى أمان لقاحات كورونا المعتمدة
يوجد تخوف لدى البعض من أنواع لقاحات الكورونا وذلك بسبب سرعة تطويرها، إلا أنها خضعت لتجارب إنتاجية وسريري صارمة من حيث الأمان والسلامة و الفعالية، وقد ساعد على سرعة إنتاجها التطور التكنولوجي الكبير حيث صنعت اعتمادها على تقنيات تم تطويرها لعدة سنوات سابقة، كما أن الضغط العالمي الكبير والدعم المالي والتقني من قبل الحكومات، وكذلك حجم العينات الضخم بسبب انتشار الجائحة السريع كل ذلك شكل عامل تحفيز لسرعة إنتاج اللقاحات التي تم إنتاجها بالتوازي مع إجراء التجارب السريري.
كل أنواع لقاحات الكورونا من قبل منظمة الصحة العالمية تلبي كافة معايير السلامة والأمان والفعالية.
إقرأ أيضًا: أقدم الفيروسات في العالم
ما هي الفئات التي لايوصى بتطعيمها لقاح الكورونا
كميات اللقاح المنتجة محدودة لذلك ينبغي التركيز على إعطاء الأولوية في الاستفادة من اللقاح للعاملين في الحقل الطبي وذلك لأنهم معرضين بشدة للعدوى.
صنف لقاح الكورونا بأنه آمن وفعال لدى العديد من الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية تؤدي إلى تفاقم مخاطر الإصابة بمرض كورونا مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الرئة المزمنة والأمراض القلبية الخطيرة، وأيضًا الداء السكري والإيدز.
يعطى اللقاح بعد 6 أشهر من إصابة الشخص بمرض كورونا، وهو يعطى للنساء المرضعات بأمان ولا يوصى بإيقاف الرضاعة الطبيعية بعد التطعيم، كما يمكن للمرأة الحامل أن تاخذ لقاح كورونا في حال كانت شديدة التعرض لمخاطر العدوى بفيروس كورونا وبالتالي تكون الفائدة المحتملة للقاح تفوق المخاطر التي قد تترتب عليه.
لا يوصى إعطاء لقاح كورونا للفئات التالية:
- الأشخاص الذين سبق أن اصيبوا بتفاعلات تحسس ناتجة عن مكونات اللقاح.
- الأطفال تحت 16 سنة وقد صدرت توصيات حديثة سمحت للأطفال بين 12 – 16 عامًا بالتطعيم بلقاح فايزر بيونتك.
- في حالة الحمى عندما تزيد حرارة الجسم عن 38.5 درجة مئوية.
في النهاية نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة عن كافة المعلومات المتعلقة بأنواع لقاحات الكورونا مدى أمانها وفعاليتها.