ما هو عدم تحمل اللاكتوز؟

[faharasbio]

عدم تحمل اللاكتوز

هل سبق وأن تناولت طعامًا ما ثم شعرت بأن معدتك ليست بخير؟ قد تتساءل بعد ذلك عن ما إذا كنت تُعاني من عدم تحمل اللاكتوز، أو ربما سمعت هذه العبارة في مكان ما وتحتاج لمعرفة مقصدها.

في الحقيقة، اللاكتوز هو نوع من أنواع السكريات الطبيعية الموجودة في منتجات الألبان، وباختصار، عدم تحمل اللاكتوز هو عدم القدرة على هضمه والاستفادة منه.

يُعاني بعض الأشخاص من عدم تحمل اللاكتوز، وينتج عن ذلك اضطرابات هضمية مزعجة.

سنُحاول في هذا المقال الإجابة على سؤال:”ما هو عدم تحمل اللاكتوز؟”، كما سنطرح كيفية تشخيصه والتعامل معه أو علاجه.

ما هو عدم تحمل اللاكتوز؟

عدم تحمل اللاكتوز هو اضطراب يُصيب الجهاز الهضمي نتيجة عدم قدرته على هضم اللاكتوز.

واللاكتوز هو نوع السكريات أو الكربوهيدرات الرئيسي في منتجات الألبان، وفي الحقيقة فإن حوالي ثلثي سُكان العالم مصابين بعدم تحمل اللاكتوز.

تحدث هذه الحالة نتيجة عدم إنتاج الجسم لإنزيم اللاكتيز المسؤول عن هضم اللاكتوز وتكسيره.

نتيجة لذلك يحدث للمصاب بعض اضطرابات الجهاز الهضمي التي تؤثر على الحياة العامة مثل الإسهال، الانتفاخ ومغص في البطن.

يُمكن لحليب الأم توفير اللاكتيز للرضيع، كما يولد الجميع ولديهم القدرة على هضمه وتكسيره، ولكن نسبة إنزيم اللاكتيز تقل لدى البعض مع التقدم في العمر، مما يؤدي إلى الإصابة به.

أعراض عدم تحمل اللاكتوز

إذا لم يتم التعامل مع عدم تحمل اللاكتوز سيؤدي هذا إلى الإصابة بمشاكل هضمية أكثر خطورة.

عمومًا، تظهر أعراض عدم التحمل بعد تناول أو شرب إحدى منتجات الألبان بثلاثين أو ستين دقيقة.

تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا لعدم التحمل ما يلي:

  • الانتفاخ.
  • المغص.
  • الغازات.
  • الإسهال.
  • الغثيان.

كما يُمكن أن يُعاني بعض الأشخاص من الذهاب المتكرر لدورة المياه، القيء، الإمساك وآلام أسفل البطن.

يحدث الإسهال بسبب عدم هضم اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة، فتزداد المياه في الجهاز الهضمي.

أما الانتفاخ فيحدث عندما يصل اللاكتوز للقولون ويتخمر بفعل بكتيريا الأمعاء، وينتج عن ذلك أحماض دهنية قصيرة السلسلة تُسبب الانتفاخ.

تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، كما تعتمد على كمية اللاكتوز التي تناولتها.

من الجدير بالذكر أن الأعراض لا تستمر لفترة طويلة، إلا إذا كنت مصابًا باضطرابات هضمية أخرى تزداد حدة نتيجة عدم تحمل اللاكتوز، أو إذا تناولت كمية كبيرة منه.

أسباب وأنواع عدم تحمل اللاكتوز

في الوضع الطبيعي ينقسم اللاكتوز إلى سكرين بسيطين هما الجلوكوز والجلاكتوز.

لكن أذا لم تتوفر كمية كافية من اللاكتاز، لا يتم هضم اللاكتوز، وتبدأ الاضطرابات الهضمية، ولكن هذا ليس السبب الوحيد لعدم تحمل اللاكتوز.

في الفقرات الآتية أنواع عدم تحمل اللاكتوز وأسباب الإصابة بكل نوع.

عدم تحمل اللاكتوز الأساسي

وهو النوع الأكثر شيوعًا من عدم التحمل للاكتوز، وهو ينتج عن نقص إنزيم اللاكتاز نتيجة التقدم في السن، وبهذا يفقد الجسم قدرته على امتصاص اللاكتوز بمرور الوقت.

كما يُمكن أن يعود سبب الإصابة بهذا النوع إلى الوراثة، ولكن هذا لا يعني أن الوراثة هي السبب الوحيد.

أظهرت الدراسات أن 10٪ من سكان شمال أوروبا، 50٪ من سكان أمريكا الشمالية والشرق الأوسط و99٪ من الأفارقة والآسيويين مصابين بهذا النوع.

عدم تحمل اللاكتوز الثانوي

وتتطور هذه الحالة من عدم التحمل للاكتوز نتيجة اضطراب في الأمعاء الدقيقة، حيث يُصاب جدار الأمعاء بالالتهاب مما يُقلل من إنتاج إنزيم اللاكتاز.

تتضمن الأسباب المحتملة لعدم تحمل اللاكتوز الثانوي مرض كرون، التهاب الجهاز الهضمي، التهاب القولون التقرحي، التعرض للعلاج الكيميائي أو الشيخوخة.

عدم تحمل اللاكتوز الخلقي

وهذه الحالة هي حالة وراثية نادرة تبدأ بالظهور عند الأطفال حديثي الولادة، وتحدث نتيجة امتلاك كلا الوالدين لطفرة جينية معينة.

لا يستطيع الأطفال حديثي الولادة الرضاعة من حليب الأم في هذه الحالة، وقد تُصبح حالتهم خطيرة إن لم تُشخص باكرًا.

تتضمن أعراضها الإسهال الشديد وارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم، وهي حالة مزمنة تستمر لمدى الحياة.

عدم تحمل اللاكتوز النمائي

تُصيب هذه الحالة الأطفال الذين يولدون ولم يكتمل نمو جهازهم الهضمي بعد، وتتسبب هذه الحالة بالعديد من الاضطرابات الهضمية.

في العادة تستمر هذه الحالة حتى اكتمال نمو الجهاز الهضمي، ومن ثم تنتهي، وخلال هذه الفترة يوصَى بمنح الأطفال حليب خالي من اللاكتوز.

عوامل الخطر في عدم تحمل اللاكتوز

قد يكون عدم تحمل اللاكتوز خطيرًا في بعض الحالات منها ما يلي:

  • سكان آسيا أو إفريقيا، وهذا لأن جيناتهم تتقبل هذه الحالة أكثر من غيرها.
  • امتلاك تاريخ طبي في الإصابة باضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • امتلاك أقارب مصابين بعدم تحمل اللاكتوز.

تشخيص عدم تحمل اللاكتوز

سيقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات لتشخيص الإصابة بعدم تحمل اللاكتوز، ومن هذه الفحوصات ما يلي:

  • اختبار تنفس الهيدروجين: وهذا اختبار يقيس نسبة الهيدروجين في تنفسك بعد تناول الأطعمة التي تحتوي على اللاكتوز، وتدل النسبة العالية على وجود مشاكل في الجهاز الهضمي.
  • اختبار تحمل اللاكتوز: وهذا الاختبار يقيس نسبة السكر في الدم بعد تناول اللاكتوز، حيث أن المصابين بعدم التحمل لا يُلاحظ لديهم أي زيادة في نسبة السكر في الدم.
  • الاختبار الجيني: وهو اختبار يبحث عن جين عدم التحمل في حمضك النووي، ولكن عدم تحمل اللاكتوز الثانوي سيظهر نتائج سلبية خاطئة.
  • اختبار حموضة البراز: وغالبًا ما يُجرى هذا الفحص للأطفال والرضع، ففي حالة عدم تحمل اللاكتوز تكون درجة حموضة البراز أقل.

كما يُمكنك أن تُجري لنفسك فحص الاقصاء، ويعني هذا الفحص تجنب تناول منتجات الألبان جميعها لمدة أسبوعين على الأقل، وملاحظة هل اختفت الأعراض أم لا تزال موجودة؟

إذا اختفت الأعراض عد مجددًا لتناول منتجات الألبان فإذا عادت الأعراض فهذا يعني أنك تُعاني من عدم تحمل اللاكتوز.

صحيح أن اختبار الإقصاء يُساعدك بشكل كبير، لكنك لا تزال بحاجة إلى تشخيص معتمد من الطبيب المختص لتأكيد حالتك.

مصادر اللاكتوز

تحتوي معظم منتجات الألبان على اللاكتوز، كما تحتوي أيضًا الأطعمة التي تتضمن منتجات الألبان على اللاكتوز.

كما تختلف نسبة اللاكتوز في مصادر الألبان ذاتها، فعلى سبيل المثال يحتوي الجبن الطري على كمية أكبر من اللاكتوز مقارنة بالجبن الصلب مثل البارميزان.

فيما يلي أبرز مصادر اللاكتوز:

  • حليب البقر بأنواعه وأشكاله.
  • حليب الماعز.
  • الجبن بأنواعه.
  • المثلجات.
  • الزبادي.
  • الكريمة.
  • الزبدة.

كما يمكن أن تحتوي منتجات أخرى تدخل منتجات الألبان في صناعتها على اللاكتوز مثل:

  • البسكويت.
  • الشوكولاتة بالحليب.
  • المخبوزات.
  • حبوب الإفطار.
  • اللحوم المصنعة.
  • البطاطس.
  • الحلويات والكاسترد.

لذلك إذا كنت تُعاني من عدم تحمل اللاكتوز تحقق من مكونات هذه المنتجات قبل تناولها.

كيف تحصل على فوائد الألبان بدونها؟

من المعلوم كم تقدم منتجات الألبان من فوائد صحية للجسم، أهمها زيادة كثافة المعادن في العظام مما يُقلل من خطر الإصابة بالكسور.

لكن في حالة عدم تحمل اللاكتوز، ستضطر إلى تجنب أو التقليل من تناول منتجات الألبان، وبذلك يقل مخزون جسدك من عنصر الكالسيوم أحد أهم العناصر الغذائية في منتجات الألبان.

فيما يلي أفضل مصادر الكالسيوم الغذائية والخالية من اللاكتوز:

  • الأطعمة المدعمة بالكالسيوم: مثل العصائر، الخبز والحليب النباتي مثل حليب الصويا، حليب اللوز وحليب الشوفان.
  • الأسماك العظمية: حتى الأسماك العظمية المعلبة مثل السردين تعتبر من المصادر الممتازة للكالسيوم.
  • الأطعمة النباتية الغنية بالكالسيوم: مثل اللفت، السبانخ والبروكلي.

المرجع:

[ppc_referral_link]