أسباب الصرع عديدة ومتنوعة، حيث أن النوبة الصرعية هي عبارة عن اضطراب كهربائي مفاجئ يحدث في الدماغ بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وقد تسبب هذه النوبات تغيرات مفاجئة بالسلوك والمشاعر والحركات أيضًا.
نقول عن المريض أنه مصاب بالصرع عندما يتعرض لنوبتين يفصل بينهما تقريبًا 24 ساعة على أقل تقدير، مع ملاحظة أن هذه النوبات لا يتم تحريضها من قبل سبب معروف.
هناك الكثير من أنواع النوبات ولكنها تتباين بالشدة والأعراض وأيضًا تختلف بين بعضها بالمنشأ الأساسي لها بالدماغ ومدى انتشارها.
تدوم مدة النوبة من نصف دقيقة وحتى دقيقتين، وفي حال استمرت أكثر من ذلك فهي تعتبر حالة طبية طارئة تستدعي التوجه لأقرب مستشفى.
في الوقت الحالي أصبحت النوبات الصرعية شائعة جدًا، وتحدث بكثرة بعد التعرض لسكتة دماغية مفاجئة أو بعد الإصابة بالعدوى أو حوادث الرأس المغلقة.
يمكن أن نقوم بالتحكم بشكل فعال بهذه النوبات باستخدام الأدوية المخصصة ولكنها غالبا ما ستبقى مؤثرة على نمط الحياة اليومية الخاص بالمريض.
سنتحدث في هذا المقال عن النوبات الصرعية وأسباب الصرع وأعراضه وأيضًا طرق العلاج المتبعة مع هذا المرض.
أسباب الصرع
إن الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ تعطي بعض النبضات الكهربائية عبر الإرسال والاستقبال مما يسمح بالتواصل بين هذه الخلايا.
إن أي شيء قد يتسبب بتعطيل مسارات الاتصال يؤدي إلى نوبة الصرع، ولكن لا يمكن القول أن أي أحد يمر بهذه النوبات هو مريض صرع بشكل فعلي، حيث أنها قد تتحفز لأسباب كثيرة من أهمها الطفرات الوراثية المتنوعة التي تسبب الاضطرابات الاختلاجية.
نذكر من أهم أسباب الصرع الأخرى:
- الإصابة بالحمى الشديدة التي غالبًا ما تترافق مع عدوى ما مثل التهاب السحايا.
- قلة عدد ساعات النوم.
- وجود الأضواء الوامضة بسرعة أو الأنماط المتحركة بشكل دائم حول المريض.
- انخفاض في مستويات الصوديوم الموجودة في الدم وهي حالة تحدث كثيرًا عند المرضى الذين يتناولون مدرات بولية.
- وجود ورم في الدماغ.
- التعرض لسكتة دماغية.
- بعض اضطرابات المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمامية المجموعية أو التصلب المتعدد.
- إصابات الرأس التي تسبب نزيف حاد في الدماغ.
- الإكثار من تناول مسكنات الألم ومضادات الاكتئاب.
- بعض الأدوية التي تستخدم بغرض الإقلاع عن التدخين.
- الإساءة في استخدام الكحوليات خلال فترة الامتناع عن التعاطي.
- بعض حالات الانسمام.
- التعامل مع المخدرات الترفيهية مثل الأمفيتامين وهو منبه عصبي قوي.
- الإصابة بعدوى فيروس كوفيد 19.
أعراض مرض الصرع
إن مؤشرات نوبات الصرع وأعراضها تتنوع من خفيفة إلى شديدة وهي معتمدة على نوع النوبة.
إن المؤشرات والأعراض تشمل ما يلي:
- تشوش مؤقت في الإحساس.
- تحديق في الفراغ لوقت طويل.
- انقباضات متكررة بالساقين والذراعين بشكل خارج عن السيطرة.
- فقدان في الإدراك والوعي.
- أعراض نفسية ومعرفية متكررة مثل القلق والخوف.
- وهم سابق الرؤية يسمى بالديجا فو.
تصنف النوبات بناء على الطريقة التي يبدأ بها نشاط الدماغ بشكل غير طبيعي.
ما هي النوبات البؤرية
إن كل نوبات الصرع البؤرية تنجم عن نشاط كهربائي بمستوى غير طبيعي في منطقة واحدة ومعينة من الدماغ.
قد تترافق نوبات الصرع البؤرية مع فقدان في الوعي أو بدونه وهي تصنف كما يلي:
- نوبات بؤرية مصحوبة بضعف في الوعي: وهي تشمل تغيرات كبيرة في الإدراك والوعي تجعل المريض يشعر وكأنه في حلم ولكنه متيقظ.
يحدق في الفراغ ولا يستجيب بشكل طبيعي لكل ما يدور حوله مع صدور حركات متكررة على شكل البلع والمضغ وفرك اليدين ببعضهما وتكرار كلمات معينة.
غالبًا ما يكون المريض غير متذكر للنوبة أو لا يدرك أساسًا أنها حدثت.
- نوبات بؤرية غير مصحوبة بفقدان وعي: هي نوبات غالبًا ما تترافق مع تغيرات واضحة في المشاعر أو تغيرات بشكل الأشياء وملمسها ورائحتها وصوتها وطعمها ولكن بدون فقدان للوعي.
ربما يشعر المريض بالغضب أو السعادة المفرطة بشكل مفاجئ أو أنه قد يصاب بالغثيان وغيره من الاضطرابات الغير مفسرة.
نلاحظ أن هذه النوبات غالبًا ما تجعل المريض غير قادر على الكلام ويشعر بنفضات لا إرادية في الكثير من أجزاء الجسم مثل الساقين والذراعين.
قد تتواجد أعراض حسية أخرى عفوية مثل الدوار ورؤية الأضواء الوامضة في كل مكان.
من الممكن أن يتم الخلط بين أعراض نوبات الصرع البؤرية وبقية الاضطرابات العصبية مثل الشقيقة وهي الصداع النصفي أو التغفيق.
علاج الصرع
فيما يلي نقدم طرق علاج الصرع:
- العلاج الدوائي: في الحقيقة إن أكثر من نصف عدد الأطفال الذين تلقوا عقارات علاج الصرع استطاعوا في النهاية أن يتوقفوا عن تناولها ليكملوا حياتهم بشكل طبيعي بدون أي نوبات.
بالنسبة للبالغين المصابين فهم أيضًا بنسبة كبيرة منهم يستطيعون التوقف عن تناول أدوية علاج الصرع عند مرور سنتين فأكثر على حدوث آخر نوبة صرعية.
في الحقيقة يعد علاج الصرع بجرعة مناسبة وبالدواء الصحيح مهمة معقدة بعض الشيء، ومن المرجح أن يوصي الطبيب بنوعية دواء معينة وجرعات قليلة نسبيًا إلى حد ما.
فيما بعد يمكن أن تتم زيادة الجرعة بشكل تدريجي حتى يصبح بالمقدور التحكم بالنوبات.
عندما يجرب مريض الصرع تناول عقارين منفردين كل لوحده ولم يجد أي فائدة فقد يوصي الطبيب بالقيام بدمج العقارين سوية.
- العلاج الجراحي: إن هذا النوع من العلاج ينصح به عندما تدل كل الفحوصات على أن مصدر النوبات متركز ضمن منطقة صغيرة جدًا ومحددة من الفصوص الصدغية الموجودة بالدماغ.
في هذه الحالة تحديدًا ينصح بإجراء العلاج الجراح ولكن إذا كان مصدر النوبات يتوزع في مناطق عديدة من الدماغ نعود للعلاج الدوائي.
قد يهمك: أوكسكاربامازيبين الأدوية المضادة للاختلاج Oxcarbazepine
الوقاية من الصرع
نقدم فيما يلي بعض النصائح التي تساعدنا في التقليل من خطر الإصابة بنوبات الصرع:
- الحصول على قسط كافي من النوم في كل ليلة.
- تعلم كل تقنيات التحكم بالإجهاد ومحاولة الاسترخاء.
- تجنب تناول الكحول والابتعاد بشكل نهائي عن المخدرات.
- أخذ كل الأدوية الخاصة بشكل دوري ووفق تعليمات الطبيب المختص.
- تجنب الأدوية الساطعة وبقية أنواع المحفزات البصرية الأخرى.