أسباب ترقق بطانة الرحم وطرق علاجها
يُعدّ الرحم من أهم الأعضاء التي تتواجد في جسد كل أنثى، فهوَ مجوّف يُشبه شكل الكمثرى ويصل طوله إلى حوالي 8 سم حيثُ يتواجد على ظهر المثانة، وتتكوّن تركيبته التشريحية من عنق الرحم الذي يقع أسفلَ الغشاء البريتوني ولهُ فتحتين {فتحة خارجية خاصة بالمهبل وأخرى داخلية تعرف بالبرزخ الرحمي} والبرزخ الرحمي عبارة عن ممر يصل طوله إلى 1 سم وهوَ الرابط ما بينَ الجسم وعنق الرحم، ويتواجد الجسم بداخل الصفاق الذي يأخذ تجويفاً مثلثياً كونهُ يرتبط بقناة فالوب والبرزخ.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الرحم عادةً لهُ ثلاث طبقات تتمثل في {بطانة الرحم (الطبقة الداخلية)، عضلة الرحم (الطبقة الوسطى)، مصليّة الرحم (الطبقة الخارجية)} ولبطانة الرحم دور كبير في حدوث الحمل عندَ كل أنثى كونها تعمل على تغذية البويضة التي يتم تلقيحها وتُحافظ عليها، وتتغيّر حالة هذه البطانة خلالَ فترة التبويض التي تكون أكثر سمك وكثافة بها، وأثناءَ فترة الحيض عندما تهبط الهرمونات وتتقلّص البطانة وبعدَ انتهاء الحيض بحيث تتعرّض للضعف.
ونوّد الإشارة، أنَ بطانة الرحم تتعرّض للترّقق عندَ بعض النساء، فيجب أن يكون سمكها حوالي 8 ملليمتر ولكنها قد تقلّ عن ال7 مللم وتُصبح رقيقة وتكون ناتجة هذه المشكلة عن عدّة أسبابٍ مختلفة، ولذلك ما هيَ أسباب ترقق بطانة الرحم؟ وما هيَ طرق علاجها؟
ما هيَ أبرز 7 أسباب لترقق بطانة الرحم عندَ النساء؟
- استهلاك الأدوية: تسعى أغلب النساء لتناول أدوية تُلحق الضرر بصحتّها ومن أهمها دواء كلوميفين الذي يزيد من خطر الإصابة بترقق بطانة الرحم إذا تمَ تناوله بشكلٍ خاطئ، كما أنَ الأدوية المتعددة التي يتم شرائها منَ الصيدليات والتي تكون خاصة بمنع الحمل وتمَ استهلاكها بانتظام، قد تُؤدي لترقق بطانة الرحم وضعفها.
- التقدّم في السن: منَ المعروف أنهُ كُلّما ازدادَ عمر المرأة يقلّ هرمون الأستروجين لديها ويبدأ بالتناقص تدريجياً، ومنَ المُمكن أن يُؤثر هذا النقص على بطانة الرحم ويزيد من ضعفها.
- الإصابة بالتهاب الحوض: إنها مشكلة تُصيب أغلب النساء في أعضائها التناسلية وقد يمتدّ هذا الالتهاب لعنق الرحم ولقناة فالوب أيضاً، والبكتيريا بدورها تدخل إلى مهبل المرأة وتنتشر وأحياناً لتتفاقم الحالة إلى مرض خطير إذا تمَ انتشاره إلى الدم، ويُسبب هذا الالتهاب نزيف والشعور بألم أثناءَ ممارسة العلاقة الحميمية والإفرازات التي تتميز برائحتها الكريهة إلى جانب الشعور بألم أثناءَ التبول.
وهذه المشكلة قد تكون واحدة من أبرز الأسباب الناتجة عن عدوىً بكتيرية والتي بدورها تُضعف من بطانة الرحم وتُؤدي لترققها.
- الإصابة بالسرطان: قد تُصاب المرأة بنوعٍ منَ السرطان في بطانة الرحم لديها ويكون ناتج عن ورمٍ في الخلايا وهذا الورم خبيث جداً، وتشعر المرأة من خلاله بآلام في العلاقة الجنسية وإفرازات منَ المهبل ونزيف أثناءَ فترة الدورة الشهرية إلى جانب الآلام في منطقة الحوض، وهذا السرطان يُؤثر بشكلٍ كبير على سماكة بطانة الرحم ويُؤدي لترققها أيضاً.
- الإصابة بتليف الرحم: وهوَ عبارة عن ورم يُطلق عليه الأورام الليفية الرحمية والذي يُصيب الحوض والرحم، وتزيد فرص الإصابة بهِ إذا كانَ أحد أفراد العائلة يُعاني منهُ عن طريق الوراثة أو بسبب التقدّم في السن وخاصةً خلالَ مرحلة الأربعينيات، أو اتباع العادات السيئة للأكل مثل استهلاك اللحوم البقرية بطريقةٍ غير طبيعية والابتعاد عن الفواكه والخضار، بالإضافة إلى أنَ السمنة من أحد عوامل الخطر للإصابة بهذا التليف.
ويُؤدي الإصابة بهِ إلى ترّقق في بطانة الرحم وتغيّر سماكتها عن السابق.
- الجلوس الدائم: تُهمل الكثير منَ النساء ممارسة التمارين الرياضية أو المشي خلالَ المساء، وخاصةً إذا كانَ عملها الخاص يتطلّب منها الجلوس وراءَ شاشة الحاسوب المحمول، فهذه العادة الخاطئة تُؤدي لترقق بطانة الرحم لديها وتُقلّل من تدّفق الدم بشكلٍ منتظم إلى الرحم.
- عوامل أخرى: قد تُؤدي بعض العادات الخاطئة أو الإصابة ببعض الأمراض إلى ضعف بطانة الرحم وترّققها وتغيّر سمكها، فإذا كانت المرأة تستهلك الكحول بشكلٍ مفرط إلى جانب التدخين فإنها تزيد من خطر الإصابة بهذه المشكلة، كما أنَ الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري قد تكون أحد الأسباب الشائعة لحدوث ترقق بطانة الرحم.
ما هيَ طرق علاج ترقق بطانة الرحم عندَ النساء؟
لأنَ هذه المشكلة شائعة عندَ النساء، فتمَ البحث عن عدّة حلولٍ مختلفة يلجأ إليها الطبيب المختص بعدَ الكشف عن حالتك وتشخيصها، ومن أبرزها:
- مرحلة التشخيص: في البداية يجب الكشف عن السبب الكامن وراءَ ترقق بطانة الرحم، لذلك يتم فحص الرحم من خلال عمل تنظير لهُ أو من خلال الاستعداد للفحص عن طريق الرنين المغناطيسي، وفي بعض الأحيان تتم الاستعانة بالموجات فوقَ الصوتية.
- الدواء: يُمكن أن يصف لكِ الطبيب بعض الأدوية التي تُساعدك في علاج ضعف بطانة الرحم، وعادةً تكون بديلة للأستروجين التي تُساعد على زيادة سمكها وتحسين وصول الدم إليها من خلال الموسعات الخاصة بالأوعية الدموية.
- الرياضة: إلى جانب العلاج المستمر معَ الطبيب، فيجب على المرأة أن تُمارس التمارين المنتظمة التي تزيد من تدّفق الدم إلى كامل أنحاء جسدها ومنها منطقة الرحم، وتتجنب الخمول أو الجلوس في المنزل لأوقاتٍ طويلة.
- العلاج الطبيعي: يُمكن أن يتم اللجوء إلى العلاجات البسيطة التي تتضمّن بعض الأعشاب التي تزيد من سمك بطانة الرحم وتحميها منَ الضرر أو التعرّض للتلف، بالإضافة إلى وصف المكملات الغذائية التي يتم تناولها بشكلٍ منتظم للحصول على الفائدة.
- التحفيز الكهربائي: إذا كانت المرأة التي تُعاني من هذه المشكلة تستخدم دواء كلوميد بشكلٍ مبالغٍ بهِ، ففي هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى تقنية التحفيز الكهربائي كطريقة علاجية.
يجب على كل امرأة أن تعتني بصحة الرحم لديها والمنطقة التناسلية بأكملها، وإذا كنتِ منَ النساء التي تسعى لتجنب ترقق بطانة الرحم لديها فما عليكِ إلّا المحافظة على وزنك والتخلص منَ الدهون المتراكمة وحاولي اعتماد التدليك لمنطقة البطن لديكِ بزيت الورد الذي يُخفف منَ التقلصات في الرحم، بالإضافة لتجنب استهلاك الحبوب الخاصة بمنع الحمل.
{{نأمل أن يعجبكنَّ المقال أيتها الرائعات}}.