أسباب حرقان البول وعلاجه
الجهاز البولي يعتبر من أهم أجهزة الجسم وهو مختص في تخزين البول والفضلات السائلة والتخلص منها خارج الجسم إضافة إلى كل مفرزات الكلية.
تقوم الكلية بتشكيل البول من خلال تصفية كل الأوساخ والفضلات والمياه الزائدة الموجودة في الدم، وبعدها ينتقل البول من المثانة إلى الحالب ومن ثم يتجمع في المثانة قبل أن يتم طرحه خارج الجسم.
عندما تمتلئ المثانة بالبول يتم إرسال إشارات للدماغ ويتحتم على الإنسان التبول عن طريق الإحليل.
يتعاون الجهاز البولي مع أجهزة الجسم الأخرى للقيام بعمله، فهو يتعاون مع الجلد ومع الرئتين وأيضًا مع الأمعاء، وكل ذلك بهدف الحفاظ على التوازن الكيميائي الموجود في الجسم.
يعد الجهاز البولي لدى الذكور والإناث متماثل بشكل كامل ما عدا فرق وحيد وهو أن الإحليل لدى الذكور يكون أطول.
يصاب الجهاز البولي كغيره من أجهزة الجسم بالعديد من الاضطرابات والمشاكل الصحية والالتهابات التي قد تؤثر على كفاءة عمله.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن مشكلة صحية شائعة وهي حرقة البول أو حرقان البول وسنذكر أسبابها وطرق العلاج المتبعة.
ما هو حرقان البول؟
إن حرقان البول هو إحساس مؤلم بالحرقة أثناء القيام بعملية التبول ويعد مشكلة مزعجة ومؤلمة بالنسبة للكثيرين ويجب أن يتم علاجها قبل أن تتفاقم الحالة.
تكون هذه الحالة غالبًا مؤشرًا على وجود التهاب في المسالك البولية بين المثانة ومجاري البول السفلية، وهي مشكلة شائعة لدى الجنسين، وهي تشمل أيضًا البروستاتا لدى الرجال.
يوصف الألم المرافق لهذه الحالة بأنه ألم شديد حارق ومزعج جدًا، ولكنه يختلف بشدته من متوسط لقوي جدًا تبعًا للحالة.
يستمر الشعور بالحرقة بعد الانتهاء من التبول لمدة تصل من عدة دقائق إلى عدة ساعات، وقد تظهر أعراض أخرى مرافقة مثل زيادة الإلحاح للتبول والنزف الدموي مع التبول وأيضًا صعوبات شديدة في التبول.
أعراض حرقان البول
هناك مجموعة من الأعراض التي تترافق مع هذه الحالة وهي تختلف بشدتها وتواتر ظهورها من مريض لآخر باختلاف وضعه الصحي وشدة إصابته، ومن أهم هذه الأعراض نذكر ما يلي:
- وجود دم مرافق لعملية التبول.
- زيادة الحاجة للتبول بشكل متكرر بدون أن تمتلئ المثانة.
- مرور كميات صغيرة من البول بعد الانتهاء من التبول.
- عدم الإحساس بالراحة أو أن المثانة قد فرغت.
- السلس البولي.
- كثرة التبول خلال اليوم.
- آلام في منطقة أسفل الظهر وأيضًا في منطقة الحوض.
- بول رغوي ذو رائحة واخزة.
- ظهور دم في السائل المنوي.
أسباب حرقان البول
هناك بعض الممارسات الخاطئة إضافة إلى بعض الأمراض التي قد تسبب في حرقان البول.
سنتناول الأسباب التي تعتبر شائعة لدى النساء والرجال معًا وتلك التي تسبب الإصابة للنساء فقط.
أسباب حرقان البول لدى الرجال والنساء
- التهاب المجاري البولية:
وهو أشيع الأسباب التي تؤدي للإصابة بحرقان البول، وهو يحدث عندما تتسلل العصيات القولونية إلى الإحليل وبالتالي تبدأ الأعراض المزعجة بالظهور مثل زيادة التبول والشعور بالحرقة المؤلمة وخصوصًا عند الانتهاء من التبول.
عند تشخيص التهاب المجاري البولية سيتم وصف مضادات حيوية مناسبة لحالتك إضافة إلى ضرورة شرب كميات كافية من الماء.
- حصى الكلية أو المثانة:
وهي أيضًا من الأسباب الشائعة التي تترافق مع حرقان في البول حيث يظهر على المصاب بحصى الكلية أو المثانة أعراض معينة مثل ظهور الدم أثناء التبول مع آلام في منطقة أسفل البطن.
إن الكلية والمثانة يرتبطان بشكل أساسي ومباشر بعملية التبول وبالتالي إصابة أي منهما تؤدي لظهور الحرقة والألم أثناء التبول.
- تظاهر جانبي لتناول بعض الأدوية:
هناك بعض الأدوية التي تسبب ظهور حرقة البول كعرض جانبي وأيضًا يمتلك العلاج الكيميائي أو العلاج الشعاعي نفس التأثير.
في حال كانت الأدوية أو العلاجات المستخدمة موجهة للمنطقة الحساسة فإنها تزيد من خطر الإصابة بحرقة البول.
- الإصابة ببعض الأمراض المنقولة جنسيًا:
يكون حرقان البول أحد الأعراض المزعجة التي تترافق مع بعض الأمراض المنقولة جنسيا وأهمها:
- السيلان البني: وهو مرض شائع لدى اليافعين.
- داء المشعرات: تظهر فيه إفرازات كريهة الرائحة.
- الهربس التناسلي: وهو مرض معدي جدًا يسبب ظهور تقرحات في الفم والمنطقة الحساسة.
أسباب الإصابة بحرقان البول لدى النساء
هناك أسباب شائعة تؤدي للإصابة بحرقان البول لدى النساء نذكر منها:
- التهاب المهبل الجرثومي:
وهو يترافق مع ظهور رائحة كريهة تكون ناتجة عن خلل في توازن الجراثيم الضارة والنافعة في منطقة المهبل، وقد يكون ناتج عن استخدام أدوات نظافة غير معقمة أو ممارسة العلاقة الجنسية.
- استعمال أدوات نسائية غير جيدة:
هناك بعض الممارسات الخاطئة التي تقوم بها النساء تؤدي للإصابة بالتهابات مهبلية وبالتالي الشعور بالحرقة أثناء التبول.
من أهم هذه الممارسات القيام بتعطير وتعقيم المنطقة الحساسة باستخدام مواد معينة قد تكون ضارة وغير نافعة أو مجدية تؤدي للإصابة باختلال في التوازن الحمضي القاعدي في المنطقة الحساسة.
علاج حرقان البول
يتم علاج حرقان البول بالأدوية والمضادات الحيوية التي تقوم بالقضاء على الالتهابات الموجودة في المجاري البولية إضافة إلى الأدوية المخصصة لعلاج الأمراض المنتقلة بالجنس.
في حال كان الالتهاب موجودًا في المثانة فقد يأخذ الدواء فترة طويلة ليبدأ التحسن، ولكن في الحالات الأخرى يكون التحسن سريعًا في الغالب.
من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب لضمان الحصول على أفضل النتائج بأقصر وقت.
هناك مجموعة من العلاجات المنزلية المهدئة والملطفة نذكر منها:
- ضرورة الحفاظ على شرب كميات كبيرة من المياه للتخلص من حرقة البول المزعجة.
- استخدام كمادات دافئة ووضعها في منطقة أسفل البطن لنهدئ الألم.
- تناول خل التفاح لأنه يحتوي على خصائص مضادة للجراثيم والفطور تقوم بمكافحة العدوى بفعالية كبيرة.
- تناول عصير الليمون حيث يمتلك فوائد كبيرة في علاج هذه الحالة لأن له تأثير قلوي فعّال في الجسم.
في النهاية نود أن نؤكد على ضرورة مراجعة الطبيب عند استمرار حرقة البول لعدة أيام وعند ظهور الدم أثناء التبول لعلاج الحالة بأسرع وقت قبل أن يتفاقم الوضع سوءًا.