تتعلق أسباب طنين الأذن المفاجئ بالعديد من العوامل التي تؤدي إلى سماع صوت مزعج داخلي يولّد لدى الشخص المصاب الشعور بعدم الراحة، وقد ينتج الطنين عن الإصابة بأمراض معينة، أو لعدة أسباب أخرى، ومن أهمها التقدم في العمر. لنتعرف سويًا على أهم أسباب طنين الأذن المفاجئ، وطرق علاجها، وكيفية الوقاية من الإصابة بطنين الأذن.
طنين الأذن المفاجئ
طنين الأذن المفاجئ هو عبارة عن سماع الشخص المصاب لصوت مزعج صادر عن الرأس أو الأذن على شكل رنين أو صفير أو ضوضاء صاخبة، وقد يسمع في كلتا الأذنين، أو أحدهما فقط، وغالبًا لا يستطيع الأشخاص المحيطين بالمصاب سماع هذه الأصوات.
لا يقتصر طنين الأذن المفاجئ على فئة عمرية معينة، ولكن غالبًا ما يصيب كبار السن، حيث ينتج عن فقدان السمع المرافق لتقدم العمر، أو عند وجود إصابة في الأذن، أو بسبب مشاكل في جهاز الدورة الدموية، وفي أغلب الحالات تتحسن الأعراض باستخدام العلاجات المناسبة.
“اقرأ أيضًا: علاج انسداد الأذن“
أنواع طنين الأذن
ينتج عن الإصابة بطنين الأذن سماع صوت رنين داخلي في الأذن، كما قد يتسبب بسماع أصوات أخرى كالأزيز، والفحيح، والهمهمة، ويختلف صوت الرنين بحسب الحالة، وقد يكون مستمرًا أو متقطعًا، وبشكل عام يوجد لطنين الأذن نوعان شائعان، فقد يكون ذاتي وهو النوع الأكثر شيوعًا، أو أن يكون موضوعي والذي نادرًا ما يحدث، وفيما يلي أنواع طنين الأذن:
- طنين الأذن الذاتي: وهو الطنين الذي لا يستطيع سماعه إلا الشخص المصاب، ويحدث نتيجة وجود خلل في أعصاب المخ المسؤولة عن معالجة معلومات السمع.
- طنين الأذن الموضوعي: وهو الطنين الذي يكون بشكل صوت نبضي يترافق مع صوت دقات القلب، ويمكن للطبيب سماعه.
أسباب طنين الأذن
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بطنين الأذن، وفيما يلي 6 من أهم أسباب طنين الأذن المفاجئ:
التقدم في العمر
يحدث طنين الأذن المفاجئ مع التقدم في العمر بسبب التراجع التدريجي في السمع، ويزداد حدةً مع فقدان السمع، والسبب في ذلك أن الشعيرات الدقيقة الموجودة في الأذن الداخلية تتحرك عند تلقيها لموجات صوتية، مما يؤدي إلى إرسال إشارات كهربائية من الأذن إلى الدماغ من خلال العصب السمعي، وتفسرها على أنها صوت، فعند وجود أي تلف في هذه الشعيرات نتيجة سماع الأصوات الصاخبة، أو نتيجة التقدم في العمر، فإن ذلك سيؤدي إلى إرسال إشارات كهربائية عشوائية إلى الدماغ مسببةً طنين الأذن.
الأصوات الصاخبة
عادةً يترافق طنين الأذن مع التعرض للأصوات الصاخبة والمرتفعة جدًا كصوت الآلات، أو الأسلحة النارية، أو الموسيقى الصاخبة في الأماكن المغلقة، أو بسبب استخدام سماعات الأذن لسماع الموسيقى الصاخبة بشكل مستمر.
انسداد الأذن
في بعض الأحيان يترافق طنين الأذن المفاجئ مع انسداد الأذن نتيجة تراكم الشمع أو السوائل داخلها، مما يؤدي إلى اختلال الضغط في الأذن مسببًا حدوث طنين الأذن، ولذلك يجب اللجوء إلى الطبيب لتنظيفها.
إصابات الرأس والرقبة
إن الإصابات في الرأس أو الرقبة من أسباب طنين الأذن المفاجئ، فقد يؤدي ذلك سيؤدي إلى تأثر الأعصاب المحيطة بها، مما يؤدي إلى حدوث الطنين، كما أن الإصابة بالأورام في الرأس والرقبة كورم العصب السمعي الحميد قد يكون أيضًا سببًا من أسباب طنين الأذن المفاجئ.
الأدوية
إن تناول بعض الأدوية كالمضادات الحيوية، وأدوية السرطان، والأدوية المضادة للاكتئاب قد يكون سببًا من أسباب طنين الأذن المفاجئ، وغالبًا ما يزول هذا الطنين عند التوقف عن تناول هذه الأدوية.
الإصابة ببعض الأمراض
تعتبر الإصابة ببعض الأمراض من أبرز أسباب طنين الأذن المفاجئ، ومن هذه الأمراض:
- داء منيير: والذي ينتج عن اضطراب في ضغط سائل الأذن الداخلية مسببًا طنين الأذن.
- تصلب الأذن: ويحدث نتيجة نمو عظم الأذن بشكل غير طبيعي، وغالبًا ما يكون وراثي، ويسبب حدوث الطنين.
- التصلب المتعدد: وهو تعرض عضلات الأذن الداخلية للتشنج نتيجة التوتر، وقد يسبب ذلك حدوث الطنين، أو فقدان السمع في بعض الحالات.
- مشاكل المفصل الصدغي الفكي: حيث يوجد هذا المفصل أمام الأذن في جانب الرأس، وإن أي اضطراب في هذا المفصل قد يكون سببًا من أسباب حدوث طنين الأذن المفاجئ.
- مشاكل في الأوعية الدموية: إن اضطرابات الأوعية الدموية كارتفاع ضغط الدم، أو تصلب الشرايين، قد يؤثر على قوة تدفق الدم عبر الشرايين والأوردة مسببةً لطنين الأذن.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة: كالإصابة بمرض السكري، أو فقر الدم، أو الصداع النصفي، أو مشاكل في الغدة الدرقية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وغيرها من الحالات المرضية الأخرى.
“شاهد أيضًا: ضعف السمع عند كبار السن“
العوامل التي تزيد خطر الإصابة بطنين الأذن المفاجئ
إن الإصابة بطنين الأذن المفاجئ أمر شائع بين الكثير من الأشخاص، ولكن توجد بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة بطنين الأذن المفاجئ، ومن أهمها:
- التعرض للأصوات الصاخبة والمرتفعة لوقت طويل، وبشكل مستمر قد يؤدي إلى فقدان السمع، وبالتالي الإصابة بطنين الأذن المفاجئ.
- غالبًا ما تحدث مشكلات السمع، وتتفاقم مع التقدم في العمر، ويكون ذلك نتيجة قلة الألياف العصبية في الأذنين، أو تلف شعيرات الأذن الداخلية التي تنقل رسائل الأذن إلى الدماغ.
- يعتبر التدخين وتناول المشروبات الكحولية من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بطنين الأذن.
كيفية الوقاية من الإصابة بطنين الأذن
على الرغم من تعدد أسباب طنين الأذن المفاجئ، ولكن تساعد بعض الإجراءات في الوقاية من الإصابة، وإليكم كيفية الوقاية من الإصابة بطنين الأذن:
- استخدام واقيات الأذن عند التعرض للأصوات الصاخبة، والامتناع عن استخدام سماعات الرأس لسماع الموسيقى الصاخبة لفترة طويلة لحماية الأذنين من فقدان حاسة السمع.
- ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية وتقليل خطر الإصابة بطنين الأذن المرتبط باضطرابها.
- الابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية، وأخذ قسطٍ كافٍ من النوم، والابتعاد عن التوتر.
“قد يهمك أيضًا: نصائح للحفاظ على حاسة السمع“
تشخيص حالة طنين الأذن المفاجئ
يتم تشخيص حالة طنين الأذن المفاجئ من قبل الطبيب بناءً على الأعراض التي يخبره بها المريض، ويمكن التشخيص بالاختبارات التالية:
- تخطيط السمع: يقوم الطبيب بتخطيط السمع من خلال وضع المريض في غرفة معزولة صوتيًا، ويطلب من المريض وضع سماعات أذن لإيصال أصوات محددة في كل أذن على حدى، كما يطلب منه القيام بإشارة معينة عند سماع الصوت ليتمكن الطبيب من مقارنة نتائج المريض مع النتائج الطبيعية المناسبة لعمره.
- التصوير الشعاعي: قد يطلب الطبيب لتشخيص حالة طنين الأذن إجراء التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
- الفحوصات المخبرية: ويتم من خلالها أخذ عينة من دم المصاب، وفحصها للتأكد من عدم إصابته بفقر الدم، أو عدم وجود مشاكل في القلب، أو أي مشاكل صحية أخرى.
- أحيانًا يتم تشخيص حالة طنين الأذن من خلال طلب الطبيب من المريض القيام ببعض الحركات كتحريك العينين، أو تحريك الذراعين أو الساقين أو إطباق الفكين، ففي حال تغير حدة الرنين عند الحركة، فإن ذلك يساعد الطبيب في تحديد سبب الإصابة.
علاج طنين الأذن المفاجئ
يمكن علاج طنين الأذن المفاجئ بالاعتماد على السبب الذي أدى إلى الإصابة، وفيما يلي طرق علاج طنين الأذن المفاجئ:
- تناول الأدوية والعلاجات التي تعالج مشاكل الأوعية الدموية في حال وجودها.
- تنظيف الأذن من خلال إزالة الشمع والسوائل المتراكمة في الأذن الداخلية.
- الاستعانة بالأجهزة المساعدة على السمع في حال فقدان السمع المرتبط بتقدم العمر.
- تغيير الأدوية التي أدت إلى الإصابة بطنين الأذن، وقد يلجأ الطبيب إلى تقليل كميتها، أو استبدالها بأدوية أخرى.
- يمكن تناول بعض الأدوية التي تساعد في تخفيف الأعراض المصاحبة لطنين الأذن كالأدوية المضادة للاكتئاب.
بعض الأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن المفاجئ يستطيعون التعايش مع الأعراض، ويتأقلمون معها، وبالتالي تصبح أقل إزعاجًا لهم.
في الختام نجد أن أسباب طنين الأذن المفاجئ تنتج غالبًا عن اضطرابات في الأذن، أو نتيجة الإصابة بمشاكل صحية متعددة، وهناك عدة طرق لعلاجها، ولتخفيف الأعراض المصاحبة لها، ومع ذلك يجب الابتعاد عن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بطنين الأذن المفاجئ نظرًا لما يسببه من المشاكل النفسية والصحية للمريض.