أعراض الانزلاق الغضروفي – مقدمة
تعد أمراض واضطرابات العمود الفقري من أكثر الاضطرابات شيوعًا حيث ينتج عنها آلام كثيرة.
في بعض الأحيان تكون هذه الآلام مؤقتة تنتج عن حركة معينة خاطئة أو مثلًا ارتداء الكعب العالي من قبل النساء، وحتى قد تكون التغذية السيئة ذات دور كبير في هذه الحالة.
ولكن الأوضاع السابقة هي فترات مؤقتة لا تحتاج لعلاج وإنما لبعض الراحة فقط، وبالتأكيد لا تسبب أضرار دائمة في العمود الفقري.
ولكن لدينا بعض الحالات الأخرى التي تسبب أضرارًا دائمة للعمود الفقري، وتحتاج إلى علاج فوري قبل تفاقم الوضع للأسوأ حيث تكون مترافقة مع آلام كثيرة، وفي بعض الحالات قد تسبب تشوهات خارجية لشكل الجسم.
سنتحدث اليوم في هذا المقال عن أشيع أسباب آلام الظهر وهو الانزلاق الغضروفي، وسنتحدث عن أكثر أعراض الانزلاق الغضروفي ظهورًا وأسباب الإصابة بهذه الحالة.
لنبدأ بالتعرف على العمود الفقري.
معلومات عن العمود الفقري
يمكن القول أن العمود الفقري هو عمود جسم الإنسان وهو الذي يعطي الجسم البشري هيئته التي نراه بها.
وأيضًا تتصل مع العمود الفقري بقية أجزاء الجسم الأخرى مثل الأطراف والرأس والحوض وغيرها، أي أنه المحور الذي يتشكل حوله الجسم.
يتكون العمود الفقري بشكل أساسي من 33 فقرة تمتد من أعلى الظهر إلى أسفله.
بداية من العنق لدينا الفقرات العنقية وعددها سبع فقرات، وبعدها لدينا الفقرات الصدرية بمحاذاة الصدر وعددها 12 فقرة، وبعدها لدينا الفقرات القطنية وهي خمسة، تليها الفقرات العجزية وعددها خمس فقرات أيضًا، وأخيرًا الفقرات العصعصية.
بين هذه الفقرات لدينا أربطة ليفية صلبة تدعى الأقراص أو ما يعرف بالديسكات، وهي التي تقوم بامتصاص الصدمات التي يتعرض لها العمود الفقري.
يمتد الحبل العصبي من خلال تجويف يمتد من خلال هذه الفقرات وهذا الحبل مصدره الدماغ.
يكون الألم الناتج عن حالة الانزلاق الغضروفي متركزًا في منطقة القدمين.
أسباب الانزلاق الغضروفي
يكون هذا الانزلاق غالبًا ناتج عن الضغط الزائد على الأعصاب والعضلات المحيطة بالفقرة المصابة.
السبب الرئيسي يعود غالبًا إلى كون الحلقة الخارجية للحلقة ضعيفة، أو أن الجزء الداخلي لها ممزق.
ومن أشيع الأسباب التي تقود إلى الانزلاق الغضروفي:
- زيادة الوزن الكبيرة والسمنة المفرطة، والتي قد تقود إلى الإصابة بالانزلاق الغضروفي بسبب زيادة الضغط والثقل على أسفل الظهر.
- رفع وزن ثقيل جدًا وبطريقة خاطئة تؤدي للإصابة بهذا الانزلاق.
- التقدم الكبير في العمر وبسبب نقص السائل الوقائي للفقرات.
- التواء ما أو تشوه معين في الفقرات أو في واحدة منها.
- الحركات الخاطئة أثناء ممارسة العمل أو التمارين الرياضية.
- تصاب الحامل بالانزلاق الغضروفي نتيجة زيادة الوزن وضعف العضلات العام لديها.
أعراض الانزلاق الغضروفي
من أشيع الأعراض الناتجة عن الانزلاق الغضروفي هي أعراض انزعاج واضحة وعدم راحة وأهمها:
- ألم كبير، يتطور تدريجيًا مع الزمن ويزداد سوءًا عند ترك الحالة بدون علاج.
يكون الألم غالبًا متركزًا في منطقة الغضروف المنزلق، وقد يمتد إلى مناطق أخرى وغالبًا إلى الساقين.
- صعوبات في إيجاد وضعية مريحة للنوم أو الوقوف أو الجلوس وغيرها من الحركات.
ويكون ذلك ناتج عن انضغاط زائد على الأعصاب القريبة من منطقة الانزلاق الغضروفي.
- وخز وتنميل عام في أحد الأطراف بسبب كون الغضروف المنزلق يضغط على جذور الأعصاب القريبة وبالتالي يعيق وصول الإشارات العصبية إلى المستقبلات.
- برودة في جانب واحد من الجسم وناتجة عن الضغط الزائد عند أحد الأعصاب وجذورها القريبة، وبالتالي يكون الشعور الناتج برودة أو حرارة زائدة في أحد أطراف الجسم.
- ضعف كبير في العضلات بسبب الخلل الناتج في نقل الإشارات العصبية.
- الشعور بألم حاد في الظهر عند العطاس أو السعال وهو أكثر الأعراض شيوعًا.
- من الممكن أنه تصل التأثيرات السلبية إلى عمل المثانة حيث تزيد من مرات الذهاب إلى المرحاض.
- ألم مزعج في الأرداف وأحيانًا في الرقبة.
تختلف الأعراض وحدتها من شخص لآخر وبالطبع تختلف شدة الألم، وتعود هذه الاختلافات لشدة الإصابة الحاصلة.
مضاعفات الانزلاق الغضروفي
إن أخطر مضاعفات هذا المرض هو الإصابة بتلف دائم في الأعصاب، إضافة إلى تأثيرات قد تصل إلى النبضات العصبية التي توجد أسفل الظهر.
بالطبع تستمر الأعراض التي سبق وذكرناها ولا يمكن أن تتوقف إذا لم يتم علاج السبب الرئيسي.
وفي بعض الحالات قد تصل حدة المرض إلى الإصابة بفقدان إحساس كامل في الفخذين والساقيين وحول المستقيم.
علاج الانزلاق الغضروفي
تعتمد نوعية العلاج التي سيقوم الطبيب باتباعها على حدة المرض وسوء الحالة التي وصل إليها المريض، إضافة إلى موقع الغضروف المنزلق ومدى تراجعه من مكانه.
من أهم الإجراءات التي يمكن لمريض الانزلاق الغضروفي اتباعها:
- تناول الأدوية التي سيصفها الطبيب وهي تكون غالبًا مخففة لآلام الانزلاق وهي:
- مرخيات عضلية لتخفيف التشنجات الحاصلة.
- الأدوية المضادة للآلام العصبية مثل الدولوكستين.
- مسكنات الألم العامة مثل النابروكسين.
- تجنب رفع الأوزان الثقيلة.
- استخدام الثلج لتخفيف الآلام الحادة.
- اتباع تمارين رياضية خاصة لتقوية عضلات الظهر.
في النهاية نذكر أنه من الممكن أن يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية في حال عدم زوال الأعراض بعد ستة أسابيع من المعالجة، وفي حال كان الغضروف المنزلق يمتلك تأثيرات سلبية على العضلات والأعصاب يتم إزالة الجزء التالف والبارز من الغضروف غالبًا.