أعراض زيادة الدوبامين، الأسباب والعلاج

أعراض زيادة الدوبامين
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

قبل التعرف على أعراض زيادة الدوبامين لابد لنا تعريف الدوبامين، فهو أحد أهم النواقل العصبية التي تتواجد في الدماغ، ويعرف أيضًا أن الدوبامين هو هرمون السعادة في الجسم، وهو المسؤول عن الإدمان الذي تكون المراكز الدماغية مسؤولة عنه، وللدوبامين أيضًا العديد من الأدوار المهمة والتي تنعكس بشكل إيجابي على الجسم، سنتعرف في مقالنا هذا ما هو الدوبامين وماهي أعراض زيادة الدوبامين، وأسبابه وطرق علاجه.

ما هو الدوبامين

الدوبامين هو عبارة عن مادة كيميائية تلعب دور هرمون وناقل عصبي تفرز بشكل طبيعي في جسم الإنسان، ويتم تصنيع الدوبامين وإفرازه في منطقتين رئيسيتين هما المنطقة السقفية البطنية وهي المسؤولة عن الفرح والنشوة، إضافةً إلى المادة السوداء الموجودة في الدماغ المتوسط وهنا يتحكم الدوبامين في تنسيق حركة الجسم والتحكم بها. وبما أنه ناقل عصبي يعمل الدوبامين على نقل إشارات كيميائية عن طريق خلايا عصبية أو عصبونية معينة، من أجل استهداف الخلايا التي تحتوي على مستقبلات الدوبامين في منطقة الدماغ، يعمل الدوبامين أيضًا على التحكم في الذاكرة والحركة البدنية والانتباه واليقظة والمشاعر وتصور السرور والألم، أما بالنسبة كدواء صناعي يتم إعطاؤه بالحقن الوريدي من أجل رفع إنتاج القلب في أثناء حدوث الصدمات القلبية أو انخفاض حجم أو ضغط الدم في الجسم.

أعراض زيادة الدوبامين

يؤدي الدوبامين وظائفه الهامة عندما يكون إفرازه بمعدله الطبيعي، ولكن عندما يزيد عن المعدل الطبيعي تحدث تلك الأعراض وهي:

  • تهيج في السلوك: الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في مستوى الدوبامين يعانون من عدم الراحة والاستقرار وأنهم محفزون طوال الوقت، كما يعانون أيضًا من عدم القدرة على الجلوس لفترات طويلة نتيجة التوتر والقلق الداخلي.
  • المعاناة من قلق مستمر: جميعنا نتعرض للقلق ولكن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستوى الدوبامين في الجسم يكون مستوى القلق لديهم أكبر، ويعود ذلك نتيجة تضرر مستقبلات الدوبامين بالإضافة إلى بعض المناطق في الدماغ.
  • حدة الإدراك: نتيجة ارتفاع مستوى الدوبامين في الجسم تتحسن العديد من الوظائف لدى الشخص، ومن تلك الوظائف، تحسن في الذاكرة، وزيادة القدرة على التعلم، والقدرة على حل جميع المشكلات.
  • زيادة شعور المتعة: عندما تكون مستويات الدوبامين في الجسم مرتفعة ترتفع نسبة المتعة لدى الشخص عند القيام بالأنشطة اليومية، ومن تلك الأنشطة: مشاهدة برامج على التلفاز، قراءة القصص والروايات، وجميع الأعمال التي تحتاج وقتًا وجهداً، أما بالنسبة للأشخاص الذين لا يمتلكون مستوى مرتفع من الدوبامين لا توفر تلك الأنشطة متعة عالية لهم.
  • البحث عن المتعة: يحفز ارتفاع مستوى الدوبامين المصاب للبحث عن المزيد من المتعة، وبالتالي البحث عن الأنشطة التي توفر لهم المتعة والتسلية عند ارتفاع مستوى الدوبامين في الجسم.
  • ارتفاع مستوى الطاقة في الجسم: جميع الأشخاص الذين يمتلكون نسبة كبيرة من الدوبامين يعانون من طاقة مرتفعة في الجسم.
  • جنون الارتياب: يحدث ذلك نتيجة ارتفاع الدوبامين خارج الخلية في منطقة الدماغ مثل المصابين بالعديد من الأمراض: اضطراب في الشخصية، وحدوث أيضًا انفصام في الشخصية.
  • الإجهاد والتعب: عند ارتفاع الدوبامين إلى مستويات عالية في الجسم يعاني الشخص من القلق والتوتر ويرافق ذلك الإرهاق والانهيار العصبي في بعض الحالات.

يوجد أيضً أعراض أخرى مثل:

  • مواجهة العديد من المشاكل أثناء النوم وفي بعض الحالات عدم القدرة على النوم.
  • المعاناة من هلاوس وأحلام مخيفة وغريبة.
  • كثرة الكلام بشكل كبير وعدم السكوت.
  • التشتت بأبسط الأمور وبسهولة جدًا.
  • الرغبة في القيام بالأنشطة التي تساعد على زيادة المتعة بالرغم من وجود العديد من المخاطر.
  • المعاناة من إمساك.
  • تناول كميات كبيرة من الطعام نتيجة التغيرات العاطفية التي تحدث.

أسباب ظهور أعراض زيادة الدوبامين

بعد القيام بالعديد من الدراسات والأبحاث لم يتم إيجاد السبب الرئيسي وراء أعراض زيادة الدوبامين أو نقصه، ولكن يوجد بعض من النظريات التي وضعت وهي:

  • يكون نشاط المستقبلات غير منطقي وطبيعي ولا يضمن أي ارتباط خلوي على السطح بين مستقبلات الدوبامين والدوبامين.
  • الدوبامين يتفاعل مع عدد قليل من الأعصاب نتيجة المستقبلات الخلوية القليلة.
  • يتفاعل الدوبامين مع عدد كبير ولا بأس به من الأعصاب نتيجة كثرة المستقبلات الخلوية.
  • مستويات غير منطقية من الدوبامين في الخلايا مما يجعل نسبة الإنتاج منه عالية جدًا.

من الجدير بالذكر أنه توجد بعض الأدوية التي يمكن أن ترفع مستوى الدوبامين والتي تعطى لمرضى باركنسون، يمكن أن تزيد هذه الأدوية تركيز الدوبامين وتسبب الأعراض المرتبطة بارتفاعه.

أمراض زيادة الدوبامين

بعد معرفة الأعراض التي تظهر عند ارتفاع مستوى الدوبامين في الجسم قد يظهر أيضًا بعض الأمراض، ومن تلك الأمراض:

  • حدوث سمنة أي زيادة في الوزن.
  • المعاناة من جنون العظمة والقيام بأمور وتصرفات غير طبيعية ومنطقية.
  • الإدمان.
  • الذهان والفصام.
  • اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه.
  • الوسواس القهري.
  • مرض ثنائي القطب، وهو عبارة عن حالة صحية عقلية تؤدي إلى حدوث تقلبات في المزاج وهوس.
  • مرض الفصام ويحدث نتيجة زيادة الدوبامين أو نقص الدوبامين، وتظهر أعراضه نتيجة تركز نسبة كبيرة من الدوبامين في مناطق معينة في الدماغ مثل المعاناة من أوهام وهلوسة، ومن جهة أخرى يسبب نقص الدوبامين في الباحات الأخرى أو الأقسام الأخرى في الدماغ نفس الأعراض.

 علاج زيادة الدوبامين

كما أسلفنا تسبب زيادة الدوبامين أعراضًا ملحوظة خاصةً على مستوى الإدراك والنشاط والسلام الداخلي، ويمكن أن يدفع الشخص للمخاطر والسلوكيات المسببة للإدمان والاضطرابات العقلية، لتخفيف حدة الأعراض المزعجة الناتجة عن زيادة الدوبامين، ومحاولة تحسين حياة المريض، إضافة إلى منع تقدم المرض يلجأ الطبيب إلى العلاجات المتوفرة، وأهمها مثبطات امتصاص الدوبامين (Dopamine reuptake inhibitor) ويعطى بشكل أقراص بالطريق الفموي وهي تسبب بعض التأثيرات الجانبية مثل ضيق التنفس والسعال، والتهيج والدوار ونزول الوزن.

يوجد بعض المكملات الغذائية والعشبية التي تخفض مستوى الدوبامين مثل عشبة باكوبا، وجذر عرق السوس.

في الختام نلخص ما أسلفنا أن الجسم بحاجة لكميات معتدلة من الدوبامين، فالقليل منه يجعل الشخص غير مبالي وقليل الحماس ويفقده الشغف، بينما الكثير منه قد يسبب أعراض زيادة الدوبامين المعروفة مثل العدوانية والهياج، وقد يكون مدمرًا ويدفع للإدمان.

‫0 تعليق