أعراض لزوجة الدم تحدث بصورة أساسية عندما لا يتمكن الدم من التدفق بشكل طبيعي عبر الشرايين وبالتالي تنسد بسبب كثرة الخلايا الحمراء وكريات الدم البيضاء وأيضWا البروتينات الموجودة في المجرى الدموي.
سنتحدث في هذا المقال عن أعراض لزوجة الدم وسنناقش أهم الأسباب التي تؤدي للإصابة بهذه الحالة وأيضWا الأعراض وطرق العلاج.
ما هي لزوجة الدم
يقصد بمصطلح لزوجة الدم ارتفاع مستوى اللزوجة الخاصة بالدم ضمن الأوعية الدموية عن الحد الطبيعي المتعارف عليه، أي تصبح اللزوجة أكثر من 4 سنتيبواز (cP).
على الرغم من أن هذا الخلل يصيب الدم إلا أنه لا يعد شائع الحدوث، ويكون نتيجة وجود أسباب مرضية حقيقية مثل ارتفاع مستوى الغلوبولين المناعي أو بسبب بعض الحالات الأخرى مثل الأورام السرطانية وأهمها الورم النخاعي المتعدد.
من الممكن أن ترتفع لزوجة الدم أيضًا نتيجة وجود عدد كبير من الخلايا المكونة للدم وأعلى من الحد الطبيعي حيث يرتفع تعداد الكريات الحمراء والكريات البيضاء عند الإصابة ببعض الأمراض مثل اللوكيميا.
“قد يهمك أيضًا: أنواع فصائل الدم“
أسباب فرط لزوجة الدم
هناك العديد من الأسباب والحالات الطبية التي تؤدي للإصابة بفرط لزوجة الدم وهي تشمل كل مما يلي:
- اضطرابات التنسج النقوي: وهي خلل حقيقي يصيب الدم ويؤدي إلى إنتاج مستويات غير طبيعية من الخلايا الدموية.
- سرطان الدم: حيث يوجد بعض الأنواع من السرطانات الدموية التي تسبب إنتاج عدد كبير من الخلايا الدموية الحمراء أو البيضاء وحتى الصفائح الدموية، وبالتالي يصبح الدم لزج وكثيف.
- الذئبة الحمامية: وهي ما يسمى بمتلازمة اضداد الفوسفوليبيد من أشهر أمراض المناعة الذاتية التي تترافق مع حالات تجلط عديدة بالأوردة والشرايين.
يقوم الجسم في هذه الحالة بإنتاج المزيد من الأجسام المضادة للفوسفوليبيد وبالتالي يحصل التخثر.
- الإصابة بطفرة العامل الخامس: وهي طفرة جينية تخص عامل التخثر الخامس حيث يصبح شديد النشاط ويزداد خطر الإصابة بالجلطات الدموية وخصوصًا ضمن الأوردة العميقة.
- الإصابة بكثرة الحمر الحقيقية Polycythemia vera: وهي حالة يزداد فيها إنتاج كريات الدم الحمراء.
- كثرة التدخين.
- نقص في نوع من أنواع البروتين.
- طفرة في البروثرومين.
أهم أعراض لزوجة الدم
هناك العديد من العلامات والأعراض الشائعة التي تترافق مع حالة لزوجة الدم، ومن أهمها نذكر ما يلي:
- ألم وصداع حقيقي ومزمن في الرأس.
- فقدان القدرة على التوازن والاتزان بشكل عام.
- الشعور بالدوخة والإغماء بشكل مستمر.
- تغيرات واضحة في لون الجلد مع احمرار في لون البشرة.
- شعور المريض بالحكة أو الدغدغة في بعض مناطق الجسم.
- الشعور بالإعياء بشكل مستمر.
- الغثيان والإقياء.
- كسل عام وخمول في الجسم.
- فقدان حاسة السمع سواء بشكل كامل أو جزئي.
- قد تظهر بعض الكدمات الغير مبررة على جسم المريض.
- نزيف من منطقة المستقيم.
- غزارة في الدورة الشهرية.
- تخثر الدم بشكل سريع.
- قلة في تعداد الكريات البيضاء.
- شعور المريض بتيبس مزعج بالعضلات والمفاصل.
- تشنج عام في الجسم.
- نوبات صرع في الحالات المتقدمة.
- مواجهة بعض الصعوبات في المشي والحركة.
مخاطر فرط لزوجة الدم
إن هذه الحالة قد تحدث لدى الصغار والكبار حيث تشكل خطورة حقيقية على كل الأعمار.
من اهم هذه الأعراض نذكر ما يلي:
- ضعف في عملية نمو الطفل: حيث أن فرط لزوجة الدم يؤثر على عملية نمو الطفل بصورة طبيعية نتيجة قلة تدفق الدم الحامل للمغذيات إلى الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والكلى والقلب.
- أمراض المناعة الذاتية: حيث تزداد فرصة الإصابة بهذه الأمراض عند حدوث فرط في لزوجة الدم، مثل حالة التهاب المفاصل الروماتيدي.
- حدوث الجلطات الدموية: زيادة مستوى لزوجة الدم يؤدي في النهاية إلى زيادة خطورة الإصابة بالجلطات المميتة مثل جلطات الأوردة العميقة.
- السكتات الدماغية: عندما تتحرك الجلطة الدموية إلى الدماغ فإنها تحجب الشريان وتمنعه من إرسال دم مؤكسد إلى الخلايا الدماغية.
- النوبات القلبية: وهي أيضًا تحدث بعد الإصابة بجلطة دموية في الشريان التاجي بسبب فرط لزوجة الدم.
- قصور كلوي حاد: إن القصور الحاد يحدث عندما تنسد أو تتجلط الأوعية الدموية الكلوية التي تنقل الدم منها.
علاج فرط لزوجة الدم
قد يقوم الطبيب بوصف أحد الخيارات العلاجية التالية في الحالات التي تؤثر على مستوى لزوجة الدم مع ارتفاع خطر الإصابة بالجلطات:
- استعمال الأدوية المضادة لالتصاق الصفيحات: وهي تقوم بتثبيط الصفائح الدموية وتمنعها عن تكوين الجلطات.
من أهم هذه الأدوية نذكر الأسبرين.
- استعمال الأدوية المضادة للتخثر: وهي تعمل على تثبيط إنتاج وعمل عوامل التخثر مثل الوارفارين.
قد لا يعاني المريض المصاب بفرط لزوجة الدم من أي حدوث للجلطات الدموية وهنا يوصي الأطباء ببعض التغييرات في نمط الحياة اليومي للتخلص من هذا الخطر نهائيا ومن أهمها:
- محاولة فقدان الوزن الزائد.
- الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي.
- ممارسة الرياضة بشكل يومي.
- عدم الجلوس لفترات طويلة مستمرة.
- تحريك القدمين والساقين دائمًا بهدف الحفاظ على تدفق دموي سليم.
- في الحالات الشديدة قد يوصي الطبيب بإجراء إزالة لكمية صغيرة من الدم ببطء مع استبدال هذه الكمية بمحلول ملحي بهدف التقليل من تراكم خلايا الدم الحمراء وبالتالي تقل اللزوجة بدون فقدان الحجم.
عندما يصاب الأطفال الرضع بلزوجة الدم يجب أن يتم تحسين مستوى تغذية الطفل بشكل أفضل وأيضًا تحسين كمية السوائل التي يأخذها.
إن لم يستجب الطفل لمجموعة العلاجات الطبية يجب أن يحصل على سوائل وريدية في محاولة لتقليل اللزوجة.
“اقرأ أيضًا: أعراض فقر الدم“
الوقاية من لزوجة الدم
هناك بعض الطرق والممارسات التي تساعد في الوقاية من الإصابة بلزوجة الدم ومن أهمها نذكر ما يلي:
- الحرص على ممارسة الرياضة بشكل يومي لأنها تساعد على خفض ضغط الدم وأيضًا نسب الكوليسترول الموجودة.
- الإقلاع عن التدخين لأنه يزيد من خطورة الإصابة بجلطات الدم والذبحات الصدرية.
- شرب المياه بكميات كافية يوميًا قدر المستطاع.
- ضبط مستويات ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية المسموح بها.
- مراقبة ظهور أي أعراض تتعلق بلزوجة الدم مثل النزف أو الخلل في الجهاز العصبي.
في الختام نذكر أن حالة لزوجة الدم تستدعي حتمًا استشارة الطبيب واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية للوقاية والعلاج.