طرق التدريس الحديثة
تُعدّ مهنة التدريس واحدة من أسمى المهن وأهمها في العالم، فلولا المعلم والمدارس التي تتواجد في جميع الدول، لم يكن الأفراد قادرين على الكتابة والوصول إلى درجة الإجازة الجامعية في اختصاصهم الذي يُحبّونه ويتطلّعون لممارسته في المستقبل، وهذه المهنة صُنفت أنها من أكبر المهن في العالم، بحيث يُسهم المدرس في تدريس طلابه المادة المختص بها وتعليمهم على مبادئها ومفهومها وخصائصها ومدّ عقولهم بالمعلومات اللازمة عنها.
ومنّ الجدير بالذكر، أنّ لمهنة التعليم أهمية كبيرة، فالمعلمين هم القدوة التي يقتدي بها الأجيال، كما أنهم يُوّفرون للتلاميذ المعلومات والمعرفة من خلال شرحها لهم وعمل اختبارات منتظمة للاطلاع على درجاتهم ومدى استيعابهم للدرس، ويُحاولون تبسيط المفاهيم والمصطلحات الصعبة لهم والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم، فالمعلم يُرّبي الأجيال ويعمل على توجيههم وإرشادهم وتحديد نقاط ضعفهم وقوّتهم.
ونوّد الإشارة، أنّ مهنة التدريس تحتاج لمهاراتٍ مطلوبة إلى جانب الإجازة الجامعية، فالسلوك الأخلاقي تجاهَ المهنة والزملاء والتلاميذ والمجتمع يجب عليهِ الالتزام بها، ومعَ تطوّر العلم والتكنولوجيا في عصرنا الحالي ظهرت طرق جديدة تُساعد المعلمين على تبسيط المعلومات بشكلٍ أفضل للتلاميذ وزيادة الحسّ الإبداعي لديهم بحيث تتماشى معَ التطوّرات الحالية، ولذلك ما هيَ أبرز 7 أنواع لطرق التدريس الحديثة؟
7 أنواع لطرق التدريس الحديثة
صديقي القارئ، إذا كنتَ على وشك البدء بمهنة التعليم عليكَ الالتزام بالطرق التقليدية إلى جانب اطلاعك على طرقٍ متطورة من أجل كسب ثقة تلاميذك وزيادة إبداعهم في الحصة الدراسية، ومن هنا نُقدّم لكَ أبرز 7 أنواع لطرق التدريس الحديثة من أجل التعرّف عليها:
طريقة التعلم المتباعد:
تُعدّ واحدة من أبرز أنواع طرق التدريس الحديثة، فالطالب لا يستطيع استيعاب المعلومات دفعةً واحدة من خلال المعلم، لأنّ العقل يحتاج إلى الاستراحة وإعادة تنظيم المعلومات بهِ وترسيخها، فالدروس الطويلة ليسَ لها أيّة فائدة مقارنةً بالدروس القصيرة والمتباعدة.
وبالفعل فإنّ هذه الطريقة لها إيجابيات رائعة على صحة عقل الطفل وزيادة استيعابه، على سبيل المثال طفلك الصغير يحتاج لتعلم القراءة، فبدلاً من تعليمه لمدة 20 دقيقة متواصلة، حاول أن تبدأ بفصل الجلسات لهُ، فكل جلسة 3 دقائق ومن ثمَ استراحة، وهكذا يُمكن للمعلم أن يشرح الدرس ويمنح الطالب استراحة مدتها ربع ساعة ومن ثمَ يُعيد إليه تثبيت المعلومات بعدَ إنعاش عقله.
طريقة التعلم الذاتي:
إنهُ من أفضل أنواع طرق التدريس الحديثة، فالطالب الذي يكتسب المعلومات الكثيفة منَ المدرس لن يشعر بالمتعة أو بالحس الإبداعي لديه، ولذلك تمَ اختيار هذه الطريقة عن طريق تحفيز المعلم لطلابه على البحث عن مواضيعٍ شيّقة ومعلومات تتعلّق بالمنهاج الذي يدرسونه.
فمن مميزات التعلم الذاتي يعمل على تطوير المهارات واكتساب معلومات جديدة وإتقان عمليات البحث والابتعاد عن الأساليب التقليدية للدراسة ومواكبة التطوّرات والاطلاع على مجالاتٍ جديدة والانفتاح المعرفي.
طريقة التعلم القائم على المشكلات:
وهيَ منّ الاستراتيجيات الحديثة للتعليم ويُطلق عليها بالتعلم النشط، فالهدف الذي يسعى المدرس إلى شرحه للطلاب يُحاول التركيز عليه والبدء بتحويله إلى مشكلة من أجل اكتشاف إبداعات الطلاب وفتح آفاقهم في حلّها والتعامل معها.
فيجب على المدرس أن يقوم بطرح المشكلة بطريقةٍ جاذبة للطلاب من خلال تقديمه لمقاطع فيديو أو صور لها صلة بالموضوع والبدء بتحفيز طلابه على حلّها من خلال الشعور بها وتحديد أساس المشكلة وجمع معلومات عنها ووضع الفروض ومشاركتها في مجموعاتٍ طلابية ومناقشتها واقتراح حلول لها.
إقرأ أيضًا: الطرق الصحيحة للمذاكرة للطفل
طريقة الفصل المقلوب:
في الحقيقة منّ الاستراتيجيات المميزة التي يتم اتباعها في عصرنا الحالي، فبدلاً من إلقاء المعلم للدرس وترسيخ المعلومات للطالب وشعوره بالملل منها، تنقلب الأمور بشكلٍ مختلف، فالطالب في هذه الطريقة يقوم بدراسة مواضيع جديدة في المنزل عن طريق البحث عنها في الإنترنت وفهمها منّ اليوتيوب.
ومنّ ثمَ مشاركة المعلم بها ومناقشتها معَ الزملاء في الصف، ومن هنا يُسهم المعلم في توضيح النقاط التي واجهها الطالب ولم يفهم معناها، بالإضافة أنّ لهذه الطريقة مزايا إيجابية كونها تُساعد الطالب في اكتساب وقت أكبر لتلقي المعلومة وتحليلها، وبالرغم من ذلك لها سلبياتها أيضاً.
طريقة التعلم التعاوني:
للأسف أغلب الأطفال يُواجهون مشكلة الخجل أو عدم قدرتهم في الاختلاط بزملائهم أو مناقشتهم، فيذهبون للمدرسة من أجل تلقي المعلومات فقط، ولكن تمَ حلّ هذه المشكلة عن طريق إنشاء أسلوب تعليمي جديد يعتمد على المهارات الاجتماعية وحلّ المشاكل معَ الطلاب في الصف.
فيقوم المعلم في طرح قضية معينة ويبدأ بعمل مجموعاتٍ صغيرة لطلابه بهدف التفكير بها ومشاركة آرائهم معَ بعضهم والعمل على حلّها، كما أنّ هذه الطريقة لا يُمكن التفرقة بها بينَ طالبٍ ناجح أو كسول، فالطلاب جميعهم يُشاركون في النجاح من خلال مساعدتهم لبعضهم وطرح نتائجهم للمعلم.
التعلم القائم على المشروعات:
منّ الأساليب التعليمية الحديثة حيثُ يشمل هذا النوع قدرة الطلاب في الانخراط بعالمهم الحقيقي والبدء بإعداد مشاريعهم الخاصة والحصول على درجاتٍ عليها، فيُسهمون في حل قضية معينة عن طريق الاستقصاء ووضع الخطط.
وبالفعل تُساعد هذه الطريقة الطالب على اكتساب مهاراتٍ جديدة وزيادة ثقته بنفسه والقدرة على زيادة حسّه الإبداعي، ويُمكن إعداد هذه المشاريع بطريقةٍ علمية على أرض الواقع.
التعلم القائم على اللعب:
يُفضّل التلاميذ هذه الطريقة وينجذبون إليها ويُحاولون الانخراط بها، ويعود السبب في ذلك إلى تلقيهم للمعلومات بطريقةٍ جاذبة وغير مملة، فالألعاب التي تعتمد على الألغاز وحلّ القصص والاختبارات التي تتطلّب التفكير، تُساعدهم على تحسين صحة عقلهم وبناء شخصياتهم وتقريب المفاهيم الصعبة لهم وتُعتبر أداة تواصل فعّالة بينَ التلاميذ والمعلم لتنشيط ذاكرتهم وتحسين مواهبهم الإبداعية.
إقرأ أيضًا: كيف أجعل طفلي يحب المدرسة والدراسة؟
منّ المهم جداً التركيز على هذه الطرق الحديثة التي تُساعد التلاميذ في مواكبة التطوّرات الحياتية والعمل على البرامج المتنوعة وإتقان الإنترنت وصقل مهاراتهم الشخصية والاجتماعية وتنمية حسّهم الإبداعي وزيادة حبّهم للمدرسة وللمعلمين وانخراطهم بالمجتمع وبالأطفال من سنّهم بشكلٍ أفضل.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.