تتعدّد وسائل الإعلام في العصر الحالي وتحظى بشعبية كبيرة ومنتشرة في كافة أنحاء العالم، فهل لكَ أن تتخيّل العيش دون شبكة الإنترنت أو التلفاز أو الراديو أو الجرائد والصحف، أصبحت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها موجودة في كل منزل وذلكَ لمعرفة آخر الأخبار والأحداث التي تدور حولَ العالم، وللترفيه والتسلية واكتساب الثقافة والمعرفة، فيمكنكَ زيارة العالم ومعرفة آخر أخباره وأنتَ في منزلك فقط من خلالها، فما هيَ وسائل الإعلام؟ وما هيَ أهميتها؟ وأنواعها؟
صديقي القارئ،، نقدّم لكَ في هذا المقال معلومات شاملة عن وسائل الإعلام وأنواعها المتعددة ودورها في تحقيق التنمية وأهميتها في العصر الحالي:
ما المقصود بوسائل الإعلام؟
يعرّف الإعلام بأنه عبارة عن أداة تسمح بالاتصال بينَ الإعلامي والجمهور المتلقي، ويتم هذا الاتصال عبر وسائل إعلام متعددة سواءً الصحف أو المجلات أو الإذاعة أو غيرها، وهذه الوسيلة تنقل الأخبار والمعلومات والحقائق المهمة بعدَ تجميعها وإعدادها وتحريرها بطريقة جاذبة إلى المتلقي، وذلكَ لزيادة معرفته بآخر الأخبار والمستجدات في الساحة.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الاتصال موجود منذ نشأة الإنسان على الأرض، فكانت كل قبيلة منَ القبائل يترأسها زعيم يقوم بإعلام وإخبار الناس بعدَ التفافهم حوله عن آخر الأخبار، وهكذا تعمل وسائل الإعلام فالفرد لا يمكنه أن يقوم بجمع الأخبار بنفسه بل يحتاج إلى وسيلة تساعده على تلقي المعلومات بشكلٍ مبسط وسهل وموثوق ويناسب جميع الفئات العمرية.
ما هيَ أهمية وسائل الإعلام ودورها في المجتمع؟
لوسائل الإعلام أهمية كبيرة في المجتمع، ولا يمكن الاستغناء عنها فهيَ تسهم في:
- زياد الوعي والثقافة بينَ أفراد المجتمع، وذلكَ من خلال تقديم البرامج التوعوية والثقافية والتعليمية لزيادة مهارات المتلقي بشكلٍ مبسط وسهل.
- تسهم في انتشار الثقافات والحضارات لدول العالم، فنلاحظ أنه توجد الكثير منَ المحطات أو المواقع أو البرامج المتخصصة بالكشف عن البلدان العربية والغربية وتقاليدها وعادات شعوبها ولغاتها.
- تقدّم الخدمات والإعلانات والسلع والمنتجات التي يبحث عنها المتلقي وتسهم في توضيح المنتج له وأهم مميزاته وأسعاره وكيفَ يمكن شرائه والعمل عليه، وتوجد ملايين الإعلانات التي تختص في مختلف المجالات {كالطعام، الموضة، التجميل، الصحة، التقنية}.
- الاستفادة الشخصية من وسائل الإعلام من خلال تحقيق العلاقات الاجتماعية والنجاح والشهرة وعرض الخدمات التي يختص بها كل إنسان، على سبيل المثال {ماهر يمتلك صالون حلاقة ويعمل بإبداع وإتقان ولكن علاقاته محدودة فقط بالمنطقة السكنية التي يقطن بها، ووسائل الإعلام وخاصةً التقنيات الحديثة كالإنترنت سهلت على ماهر أن يربح أرباحاً مضاعفة من خلال الإعلان عن صالونه في التلفزيونات أو الإنترنت} وبدلاً من انتشار ماهر في منطقة واحدة يمكنه الآن تحقيق النجاح والثراء من خلال الناس المعجبين بعمله من كافة البلدان.
- تسهم في توفير التسلية والرفاهية للأفراد، فالإنسان يحتاج إلى الترفيه والضحك والخروج من حالة الكبت النفسي التي يعيش بها وخاصةً للأشخاص الذينَ يعانون منَ الضغوط اليومية والمهنية، ولذلك توّفر وسائل الإعلام ملايين الأفلام من مختلف اللغات والبرامج الترفيهية والمسابقات والمسلسلات بأنواعها سواءً التاريخية أو الاجتماعية، وتقضي على أوقات الملل والفراغ.
- تسهم في إظهار مهارات الفرد وقدراته وثقافته وموهبته إلى العلن بدلاً من بقائها مخفية، ونلاحظ أنَ الكثير منَ المعلمين والمهندسين والمبرمجين والأطباء يستغلون وسائل الإعلام بأنواعها وخاصةً الالكترونية في تقديم مواهبهم ونصائحهم وخبراتهم إلى المشاهدين.
- تعدّ مصدر مهم لتلقي المعلومات التي يحتاجها الفرد، فيمكنه اختيار المحطة أو القناة أو الموقع الذي يختص بمجاله ويهتم بزيادة ثقافته سواءً المعلومات {السياسية، الثقافية، الفنّ، الطبيّة، الرياضية، التعليمية}.
- تسهم في توعية الأطفال وزيادة مهاراتهم وإبداعهم، فيمكن للطفل مشاهدة البرامج التعليمية واللعب بالألعاب الالكترونية التي تعتمد على رفع قدراتهم العقلية وتنمية ذكائهم.
ما هيَ أنواع وسائل الإعلام؟
تطوّرت وسائل الإعلام على مرّ العصور، ولذلك سنذكر أنواعها بالترتيب وصولاً للعصر الحديث:
وسائل الإعلام المقروءة:
نوّد الإشارة إلى أنَ الاتصال الشخصي والجمعي موجود منذ القدم، ولذلك ازدادت الحاجة إلى معرفة الأخبار والأحداث والوقائع في العالم، ومن هنا بدأ التجار الذينَ يهتمون بمعرفة أخبار البلدان بتعيين موظفين يعملون على كتابة الأخبار بخط اليد وبشكلٍ منسوخ، وكانت حكراً على الطبقة الغنية ذات المصالح الكبيرة، ولكن تطوّرت الحياة إلى أن اخترعَ غوتنبرغ آلة الطباعة في عام 1447 م، ومن هنا بدأ انتشار الصحف والجرائد في كل دولة لنقل المعلومات والأخبار والوقائع والأحداث اليومية، {وذكرنا في مقالٍ سابق لنا عن تاريخ الجرائد وأنواعها بشكلٍ مفصل}، ومن ثمَ بدأت المجلات بالظهور التي تشبه إلى حدّ كبير الصحف ولكنها أكثر سماكة وجاذبية عنها، وتشمل وسائل الإعلام المكتوبة والمطبوعة {التقارير، النشرات، الصحف، المجلات، الكتب}.
وسائل الإعلام المسموعة:
والتي تشمل {المذياع، الراديو} وهذه الوسيلة ما زالت مهمة إلى هذه اللحظة، فهيَ مفيدة جداً كونها تنمي مَلَكَة الخيال عندَ المتلقي أثناءَ الاستماع إلى صوت المذيع في البرامج الحوارية والإخبارية، وتتميز بأنه يمكن الاستماع إليها في أي وقت سواءً في السيارة أو العمل أو تنظيف المنزل، فهيَ مختلفة عن المقروءة التي تحتاج إلى التركيز والرؤية والقراءة، وتتميز بأنها ذات جاذبية وشعبية أكبر كونها تعتمد على السمع وتصل إلى فئة أكبر منَ الأشخاص وخاصةً الذينَ لا يمكنهم القراءة أو غير المتعلمين، وتتميز بسهولة موادها الإعلامية مقارنةً بالجرائد والصحف.
وسائل الإعلام المرئية والمسموعة:
وتشمل التلفاز الذي لا يمكن لأي شخص الاستغناء عنه بالرغم من تعدّد الوسائل الإعلامية، ولكن التلفاز يتمتع بجماهيرية كبيرة ويدمج بينَ الصوت والصورة المتحركة في آنٍ معاً، ويجذب المشاهدين إليه من خلال تعدّد القنوات بهِ واختصاصاتها، كما أنه يعمل على تقديم الأفلام والمسلسلات والإعلانات والرسوم المتحركة والموسيقى والأغاني لذلك المشاهدين ينجذبون إليه ويعتمدون عليه في تلقي معلوماتهم وأخبارهم وخاصةً قبلَ ظهور الإنترنت.
وسائل الإعلام الالكترونية:
والتي تشمل الإنترنت الذي يعدّ من أحدث وسائل الإعلام في العصر الحالي، فالإنترنت يعتبر ثورة وتطوّر في الإعلام وذلكَ لوجود ملايين القنوات على اليوتيوب والمواقع الالكترونية والصفحات الشخصية والعامة على وسائل التواصل الاجتماعي، والعمل بطريقة أسهل وأبسط منَ السابق، فالوسائل الإعلامية السابقة كانت تحتاج إلى التحرير والإعداد أما بوجود الإنترنت فالإنسان خلالَ ثوانٍ من وقوع الحادث أو الخبر يمكن معرفته بفضل جميع المواقع والصفحات الالكترونية، وأي معلومة يحتاجها أو برنامج يريد مشاهدته يمكنه البحث عنه بسهولة تامة دون انتظار مواعيده على التلفاز.
إقرأ أيضًا: ٧ طرق مهمة للتأكد من صحة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي
تلعب وسائل الإعلام دوراً كبيراً في تشكيل الرأي العام وجذب الجمهور إليها، وبالرغم من تعدّد أنواعها إلّا أنَ كل نوع ما زالَ محافظ على أهميته في العصر الحالي ويحظى بالعديد منَ المنجذبين إليه.
{{ نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون }}.