البروبيوتيك “البكتيريا النافعة”
الجهاز الهضمي هو أحد الأجهزة الرئيسية في جسم الإنسان حيث يقوم بعملية هضم الطعام وامتصاصه وطرح الفضلات الصلبة أيضًا.
يبدأ جهاز الهضم في فتحة الفم حيث يتم استقبال الطعام ومضغه وبعدها ينتقل إلى البلعوم الذي ينقله إلى المريء.
بعد المريء يصل الطعام الممضوغ إلى المعدة حيث تتم عملية الهضم بفضل العصارات المعدية والأنزيمات الموجودة.
ينتقل الطعام المهضوم إلى الاثني عشر وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة ويتلقى أثناء مروره مجموعة كبيرة من العصارات المفرزة من الأعضاء الملحقة مثل البنكرياس والكبد.
تحتوي بطانة الأمعاء على زغابات ناعمة وطيات تزيد من سطح التماس بين المعي والطعام الذي تم هضمه وبالتالي تتم عملية الامتصاص المعوي بفعالية أكبر وأسرع.
يتبدل بعدها قوام الطعام عند انتقاله إلى الأمعاء الغليظة وتطرح بعدها عن طريق مرورها بالمستقيم وبعدها فتحة الشرج.
هناك مجموعة كبيرة من أنواع البكتيريا التي تتواجد في بيئة الأمعاء الداخلية والتي قد يكون لها دور فعال في عملية الهضم.
سنتحدث اليوم عن البكتريا النافعة البروبيوتيك وعن أشهر فوائدها ومصادرها المعروفة.
ما هو البروبيوتيك؟
يوجد في البيئة الداخلية للأمعاء مجموعة هائلة جدًا من أنواع البكتيريا التي تختلف فيما بينها بكونها ضارة أو نافعة وتشكل كلها مع بعضها ما يعرف بالمايكروبيوم.
إن اختلال التوازن بين هذين النوعين من البكتيريا يسبب اضطرابات عديدة ومشاكل مزعجة مثل الغازات، وأيضًا حالات متكررة من الإمساك والإسهال.
إن مصطلح البروبيوتيك يطلق على أنواع البكتيريا النافعة كتلك التي توجد في الأمعاء وهي قادرة على تحسين نسبة الميكروبات الجيدة التي تقوم بدور مهم في نظام التمثيل الغذائي كله.
كما تستطيع هذه الأنواع من البكتيريا أن تقوم بإدارة العديد من الحالات الصحية بفعالية كبيرة مثل الإسهال ومتلازمة القولون العصبي.
يتوافر البروبيوتيك على شكل كبسولات يتم بيعها بالصيدليات ويلجأ إليها الأشخاص في حالات الإسهال وآلام القولون العصبي.
ويمكن أن نقوم بتلخيص فوائد البكتيريا النافعة بكونها مقوية ومعززة لصحة الجهاز المناعي وتساعده على محاربة العدوى بنجاح كما تحميه من أنواع الفطريات والبكتيريا الضارة.
تعتبر فعالة أيضًا في حالات الإسهال المسببة جراء تناول المضادات الحيوية، وأيضًا تساعد في تعزيز عملية امتصاص المواد الغذائية بفعالية كبيرة.
أبرز فوائد البربيوتيك
إن درجة استفادة المريض من البروبيوتيك تعود حسب نوع البكتيريا النافعة الموجودة فيها وموقع وجودها أيضًا.
باختلاف هذه العوامل تختلف شدة استجابة الجسم ونوعية التفاعل.
نذكر من أهم فوائد البربيوتيك:
- تساعد في مكافحة الإصابة بالإسهال المترافق مع عدوى المطيثة العسيرة وتخفيف الأعراض الشديدة التي قد تظهر لدى المريض.
تعتبر فعالة أيضًا لمعالجة الإسهال الناتج عن تناول المضادات الحيوية والتي تلعب دور سلبي في موازنة البكتيريا النافعة والضارة بالجسم.
يمكن القول أن البروبيوتيك تخفض من خطر الإصابة بالإسهال لما يصل 50%.
- تلعب دور فعال ومحسن لبعض أنواع الحساسية الجلدية والأكزيما حيث تقوم بتخفيف الأعراض وعلاج الحالة.
- تساعد في تخفيف الوزن والإنقاص من كمية الدهون المتراكمة في منطقة البطن والأرداف أو أي منطقة أخرى في الجسم.
- تعزيز صحة الجهاز المناعي والوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة.
- موازنة نسب البكتيريا الموجودة في الأمعاء والجهاز الهضمي ككل وبالتالي تفادي الكثير من المشاكل الصحية التي كان من الممكن أن تظهر لدى المريض.
- يساعد البروبيوتيك على التخفيض من نسبة الكوليسترول الضار في الجسم حيث يحطمه ويستخدمه كغذاء.
- مفيد وفعال لخفض ضغط الدم المرتفع.
أشهر مصادر البروبيوتيك
ينصح بشكل عام أن يتناول الأشخاص وجبة واحدة يوميًا غنية بالبروبيوتيك والذي يتواجد فيما يلي:
- مخلل الملفوف حيث أنه بسبب عملية التخمير فإن هذا الطبق غني بمجموعة كبيرة من البكتيريا النافعة.
- بعض أنواع الجبن مثل الجبنة الزرقاء ريكفورد وأيضًا الموتزاريلا، حيث أن هذين النوعين يخضعان أيضًا لعملية تخمير.
- أحد أنواع اللبن الرائب المسمى بالكفير حيث يحتوي على مستويات عالية جدا من البروبيوتيك ويساعد على الهضم بفعالية.
- الزبادي ويمكن اعتبارها وجبة خفيفة نستطيع تناولها كل يوم كعشاء صحي لنا.
- الخبز المصنع من العجين المخمر.
- الكيمتشي الآسيوي الشهير بسبب كونه يعتبر من المخللات.
- كل أنواع المخللات إجمالًا.
- خل التفاح الذي يتم تصنيعه من خلال عملية تخمير مدفوعة بالبروبيوتيك.
- الناتو وهو منتج فول صويا مخمر يصنع من بكتيريا عصوية رقيقة.
موانع استعمال البروبيوتيك
على الرغم من كون البروبيوتيك آمن جدًا للاستعمال سواء كان ذلك من خلال مصادره الطبيعية في الأطعمة أو من خلال المكملات الغذائية إلا أنه يوجد بعض الحالات التي يحذر بها من تناوله وهي:
- بعد الخضوع المباشر لإجراء جراحي ما.
- كل حالات ضعف جهاز المناعة وتناول مثبطات المناعة.
- تواجد أورام خبيثة وسرطانات في الجسم.
- الأطفال دون عمر السنتين وخصوصًا في حالات المرض.
- عندما يعاني المريض من أي نوع من الأمراض المزمنة.
في كل الأحوال يفضل أن يتم استشارة الطبيب قبل البدء بتناول البروبيوتيك للتأكد من عدم وجود موانع للاستخدام.
الآثار الجانبية لتناول البروبيوتيك
يعاني بعض الأشخاص من اضطرابات هضمية بعد تناولهم مكملات غذائية تحتوي على البروبيوتيك لأول مرة بسبب اختلال التوازن وإنتاج الغازات.
كما أن من المشاكل الشائعة لتناول البروبيوتيك ظهور طفح جلدي قد يكون في بعض الأحيان مترافق مع حكة مزعجة.
في حال ظهور أي أعراض جلدية يفضل أن يتم استشارة الطبيب المختص.
من الممكن أن تحتوي بكتيريا البروبيوتيك على جينات تقوم بمقاومة المضادات الحيوية وقد تقوم بنقلها لسلالات أخرى مجاورة من البكتيريا بما فيها الأنواع الضارة.
كما يزيد البروبيوتيك من خطر الإصابة بالعدوى الفطرية أو البكتيرية وخصوصًا عن الأطفال مثل التهاب البنكرياس وتزداد خطورة الإصابة عند مضعفي المناعة ومرضى السرطان وأيضًا المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية مؤخرًا.
تزيد من أعراض الحساسية لدى مرضى عدم تحمل الغلوتين وحساسية اللاكتوز لذلك يجب توخي الحذر واختيار الكبسولات بعناية لكي لا تحتوي على مكونات قد تسبب أي رد فعل تحسسي خطير.
هكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة.