التسويق القصصي: ما هو وما أهميته؟

 التسويق القصصي: ما هو وما أهميته؟
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

تتنافس الشركات لتسويق منتجاتها بطرق مبتكرة بعيدًا عن الطرق الاعتيادية التي أصبحت مملة للجمهور، ونظرًا لما تتركه القصص من آثار بعيدة المدى في أذهان الجمهور المستهدف، فقد ظهر التسويق القصصي كنوع من أنواع التسويق الحديثة. وسنقدم في مقالنا معلومات عن التسويق القصصي وما هي أهم أسراره.

ما هو التسويق القصصي

التسويق القصصي هو فن إنشاء محتوى على شكل قصة ممتعة يتعلق بالعلامة التجارية للشركة، بحيث تصل إلى مشاعر الجمهور لإقناعهم بها. ويتطلب التسويق القصصي وجود مجموعة من المهارات التي من بينها مهارة سرد القصص وإدارة العلاقات العامة وكيفية إدارة الأزمات.

يهدف التسويق القصصي إلى جذب الجمهور، وذلك عن طريق تقديم العلامة التجارية الخاصة على شكل قصة تلامس مشاعر الجمهور، نظرًا لأهميتها في إقامة روابط قوية مع المستهلكين. وقد تتضمن القصة لمحة عامة عن نوع العمل الذي تقدمه الشركة وأنواع المنتجات والخدمات التي تعرضها. أي أنه طريقة تسهل على المستهلك فهم المنتج الذي سيحصل عليه وبالتالي تحقيق النجاح والمنافسة.

ما هي أهمية التسويق القصصي

يساعد التسويق القصصي على إنشاء استراتيجية قوية لتسويق العلامة التجارية وجعلها منافسًا قويًا في السوق، كما يفيد في التعرف على العلامة التجارية ومدى جودتها. الأمر الذي يزيد من الثقة في الشركة ويطور من علاقة العملاء بها ويكسب المزيد من المستهلكين في المستقبل.

يعتبر التسويق القصصي نوع من أنواع الحملات الإبداعية المرتبطة بالعلامة التجارية للشركات من خلال قدرتها على ربط العلامة التجارية بالمنتج لتشجيع المستهلكين على شراء المنتج بطريقة غير مباشرة.

يعتبر الوصول إلى مشاعر الجمهور وعواطفهم من أفضل الطرق لإقناع العملاء بالمنتج، كما تساعدهم على تذكر المنتجات والتكلم عنها أمام الآخرين.

عناصر التسويق القصصي

يجب أن يحتوي التسويق القصصي على مجموعة من العناصر التي تساعد الشركة على إنشاء قصة ذات محتوى جذاب ومعبر عن العلامة التجارية، ونذكر من أهمها:

  • إنشاء القصة: تعتبر القصة المقنعة من أهم العناصر التي يحتاجها التسويق القصصي، لذلك يجب أن تحتوي على قيمة العلامة التجارية وتاريخها وأهم مميزاتها.
  • إنشاء علاقات إيجابية مع العملاء: حيث يعتبر تكوين علاقات عاطفية للعملاء مع العلامة التجارية من أكثر طرق التسويق نجاحًا.
  • دعم القصة بالبيانات: حيث أن دعم القصة بالبيانات الموثوقة له أهمية كبيرة في نجاح نقل القصة وإيصالها للعملاء.
  • تأثير القصة: فالهدف من القصة هو أن تترك أثرًا لا ينسى في أذهان العملاء يدوم لوقت طويل، مما يوفر علاقة أقوى مع العلامة التجارية. كما تساعد الصور الجذابة في القصة على ترك أثر كبير في ذاكرة العميل.

كيفية استخدام التسويق القصصي

تتطلع الكثير من الشركات إلى النمو واستهداف أكبر شريحة ممكنة من العملاء ومزاحمة المنافسين في السوق، لذلك هي بحاجة إلى استخدام طريقة التسويق القصصي على اعتبار أن القصة هي أفضل الطرق المتبعة لجذب العملاء، ويجب على هذه الشركات اتباع بعض النصائح لاستخدام التسويق القصصي بالشكل الأمثل، ومن هذه النصائح:

  • معرفة حاجات العملاء: حيث أن فهم احتياجات العملاء له دور كبير في إنشاء سرد تسويقي فعّال، لأنه يساعد على التعاطف مع رغبات العملاء وتكوين علاقة تستهدف مشاعرهم وتؤثر على عواطفهم وتشجعهم على اتخاذ إجراء الشراء.
  • توضيح الهدف من القصة: يجب توضيح الهدف الأساسي من المحتوى وبيان رسالة القصة، فقد تكون بيع منتج ما أو تقديم خدمة معينة.
  • إنشاء المحتوى الفريد: يجب أن يكون محتوى القصة مميزًا وبشكل مختلف عن محتوى قصص المنافسين، مما يجعله فريدًا وجاذبًا للمزيد من المستهلكين.
  • جعل القصة متماسكة: حيث أن تقديم القصة المتماسكة للجمهور يساعد على زيادة فهمها ومعرفة المغزى منها ويسهل متابعتها ويضمن انتشارها بسرعة أكبر.

ما هي أسرار التسويق القصصي الناجح

التسويق القصصي هو فن تحويل المنتج إلى قصة تعرض على العملاء بحيث لا يمكن تجاهلها، وإليكم بعض من أسرار التسويق القصصي التي يمكن من خلالها فهم قيمة القصة وكيفية إيصالها إلى الجمهور بطريقة ملفتة:

  • المصداقية: يجب أن يكون السرد القصصي متعمقًا في واقع العلامة التجارية والمنتجات والخدمات، وبعيدةً كل البعد عن الخداع الذي يقلل من ثقة العملاء بالمنتج ويجعلهم يترددون في اتخاذ قرار الشراء، ولذلك فإن عدم المصداقية سيشكل العائق الأكبر أمام العلامة التجارية.
  • استخدام الشخصيات في القصة: إن تقديم الشخصيات في القصة يساعد في إنشاء قصة مفهومة، وخاصةً إذا كانت الشخصيات محببة للجمهور وتستطيع مداعبة مشاعرهم، كإنشاء القصة التي يكون فيها العميل هو البطل بحيث يقوم بسرد تجاربه الشخصية في استخدام المنتج.
  • الحبكة الجيدة للقصة: يجب أن يكون بناء القصة متماسكًا، بحيث تتضمن بداية قوية وجذابة، ووسط يتضمن الشخصية الرئيسية والمشاكل التي يتعرض لها، وخاتمة تحتوي على الحلول النهائية، وبهذه الطريقة يتم تكوين سرد قصصي من الصعب نسيانه.
  • النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي: فهذه الطريقة ستضمن وصول القصة إلى عدد كبير من العملاء بطريقة سهلة وسريعة من خلال الهاتف المحول، وبالتالي زيادة المبيعات.

هل لوسائل التواصل الاجتماعي دور في التسويق القصصي

أدى تطور وسائل التواصل الاجتماعي إلى تسهيل عملية التسويق القصصي، فهي توسع قاعدة العملاء التي يمكن إيصال القصة لها من خلال إيصال المحتوى من فيديوهات ورسائل إلى موقع الويب الخاص أو إلى هاتف المستهلك مباشرةً، كما تساعد وسائل التواصل الاجتماعي الشركات على الإعلان عن منتجاتها للمستهلكين دون الحاجة للذهاب إلى المتاجر.

أمثلة عن التسويق القصصي

لكل شركة أسلوبها الخاص في طرح قصتها الإعلانية على الجمهور، بحيث تكون علامتها التجارية على كل لسان، ومن أمثلة التسويق القصصي:

  • شركة Nike: استخدمت شركة نايك استراتيجية السرد القصصي لضمان قيمة علامتها التجارية، كما أنها شجعت على ممارسة الرياضة لعقود طويلة، فقد تناولت إحدى قصصها صورًا لرجل مسن عاري الصدر يدعى والت وهو يركض على طول جسر بروكلين، مصورةً بذلك أن الرياضة للجميع.
  • حفاضات Huggies: كان على شركة Huggies إنشاء إعلان قوي لتستطيع الترويج لمنتجها بعد أن استحوذت شركة Pampers على السوق لأعوام طويلة، فأنشأت فيديو قصير لامرأة وطفلها حديث الولادة في المستشفى، وتضمن الفيديو عناق الأم لطفلها ومدى تأثير هذا العناق على صحة الطفل وتقوية جهازه المناعي، موضحةً بذلك أن حفاضات Huggies هي أفضل هدية يمكن أن تقدمها الأم لطفلها.

في النهاية نجد أن السرد القصصي ضرورة إعلانية تساعد على تسويق المنتجات بطريقة راسخة في الذهن، وتسهم بشكل كبير في زيادة المبيعات من خلال قدرتها على إقناع العملاء بالمنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركات.

‫0 تعليق