تعريف التعليم العالي

[faharasbio]

لتعليم العالي أو ما يسمى بالتعليم الجامعي هو المرحلة الأخيرة من مراحل الدراسة وهي ما يتبع مرحلة المدرسة الابتدائية والإعدادية والثانوية.

يقوم الطالب في هذه المرحلة بدراسة فرع محدد بشكل متخصص أكبر ليتوسع به ويحصل بعدها على شهادة جامعية تؤهله للعمل في هذا الاختصاص.

يمكن أن نعرف التعليم العالي أيضًا على أنه المستوى التعليمي الذي يأتي مباشرة ما بعد مرحلة الدراسة الثانوية مع ضرورة أن يحقق الطالب معدل دراسي في المرحلة الثانوية يؤهله لدراسة التخصص الذي يريده.

بعد الانتهاء من التعليم العالي يكون الطالب قد حصل على شهادة يسمح له بموجبها العمل ضمن مؤهلات معينة أو تساعده في الاستمرار بدراسة تخصصه بمستويات أعلى ومراحل متقدمة أكثر.

سنتحدث في هذا المقال عن تعريف التعليم العالي وخصائصه وأهميته التي يقدمها للمجتمع.

تاريخ التعليم العالي

في الحقيقة يعد التعليم الجامعي من أنواع التعليم القديمة إلى حد ما حيث حصل على اهتمام كبير جدًا من قبل كل شعوب العالم من خلال الجامعات المختلفة. إن جامعة الزيتونة في تونس وجامعة القرويين في فاس تعدان من أقدم الجامعات الموجودة في العالم وقد قدمتا مختلف التخصصات الهامة والتحق بها أعداد كبيرة جدا من الطلاب.

إن حق التعليم مكفول للجميع وخصوصًا بعد أن تم إعداد القانون العام لحقوق الإنسان وتم توزيعه على مجموعة من الحقوق الأساسية وكان من أبرزها حق الإنسان في التعليم. نص القانون على ضرورة حصول كل إنسان على التعليم العالي في حال أراد ذلك وهو حق أساسي له.

برز كل هذا الاهتمام بالتعليم العالي منذ القرن التاسع عشر ميلادي وحتى يومنا هذا حيث تم إنشاء العديد من الجامعات العامة والخاصة في كل أنحاء البلاد.

“اقرأ أيضا: ما هو التعليم المدمج

خصائص التعليم العالي

يتميز التعليم العالي بمجموعة من الخصائص الهامة، نذكر 5 خصائص:

  • يعد من أنواع التعليم المتخصص جدًا حيث أن الخطط الدراسية ضمن الكليات الجامعية لا تتضمن مواد عامة مثل تلك الموجودة في الدراسة المدرسية التقليدية.
  • يتم تطوير قطاع التعليم من خلال الاعتماد على مجموعة من المؤلفات والكتب المهمة والمتخصصة في مختلف المجالات.
  • يساهم في الحفاظ على التطور الاقتصادي وذلك من خلال إمداد سوق العمل بالكثير من الكفاءات التي تدعمه.
  • يخفض من مستويات الأمية الموجودة بين الناس ويزيد من مستوى الوعي الإدراكي والمعرفي عند كل الطلاب.
  • يساهم في تقديم مجموعة هامة من الأبحاث الضرورية في مختلف المجالات وبالتالي يدعم قطاع البحث العلمي.

شهادات التعليم العالي

إن الشهادات التي يمكن الحصول عليها من التعليم العالي تنقسم لثلاث أنواع ويمكن أن نسميها بالمراحل وتكون على الشكل التالي:

  • الشهادة الجامعية الأولى (البكالوريوس): وهي المرحلة الأولى من التعليم العالي وتعد المرحلة الأساسية والأهم التي يسعى لها كل الطلاب الذين تمكنوا من النجاح بالمرحلة الثانوية.

في هذه المرحلة يقوم الطالب بتحديد التخصص الذي يعد مناسب له والمتوافق أيضًا مع معدل شهادته الثانوية حيث أنه يجب أن يحقق شروط معينة تطلبها كل جامعة. تتراوح مدة دراسة مرحلة البكالوريوس ما بين الأربع إلى خمس سنوات وفي بعض الحالات قد تمتد لثمانية سنوات مثل تخصص الطب.

  • شهادة الدراسات العليا (الماجستير): وهي الشهادة التي تلي شهادة البكالوريوس حيث يقوم الطالب فيها بالتخصص بشكل أدق ضمن مجال دراسته.

حتى يستطيع طالب الدراسات العليا اجتياز هذه المرحلة يجب أن يحصل على ساعات خطة دراسية معينة وأن ينجح في كل الامتحانات المقررة وفق نظام محدد مسبقا. وتكون مدة الدراسة لشهادة الماجستير يتراوح ما بين السنة إلى سنتين.

  • شهادة الدراسات العليا (الدكتوراه): هي آخر شهادة يمكن الحصول عليها في التعليم العالي ويسمح للطالب الالتحاق بها بعد أن يحصل على شهادة الماجستير حيث تكون مرحلة أكثر تخصصا منها. يتم فيها دراسة الكثير من المواد الخاصة بالقسم والدقيقة جدًا وقد تتراوح مدة الدراسة ما بين السنة إلى السنتين.

“قد يهمك أيضا: جدول الضرب وطرق تعليمه للأطفال

أهمية التعليم العالي

إن التعليم العالي يحسن من نوعية حياة الفرد بشكل كبير جدًا حيث أنه ووفق الدراسات يكون لخريجي الجامعات فترات حياة أطول وفرص أهم بالمقارنة مع خريجي المدارس الثانوية الذين لم يكملوا تعليمهم الجامعي.

يكون لطلاب الدراسات العالية ممارسات حياتية ويومية أفضل حيث يتناولون غذاء صحي أكثر ويمتلكون استقرار اقتصادي وأمن مالي حقيقي بسبب فرص العمل الراقية التي يمتلكونها والرضا الوظيفي الكبير.

نتيجة لما سبق نجد كل من تابع بمرحلة الدراسات العليا معتمد بشكل أقل بكثير على المساعدات الحكومية وأيضًا يمتلك الكثير من الثقة بالنفس.

بنفس الوقت يكون خريج الجامعة ممتلك لمهارات أكبر للتعلم ومحب له مع مشاركته الدائمة في الأنشطة الفنية والترفيهية.

نقدم فيما يلي أهم الفوائد الأخرى للتعليم العالي التي يقدمها للأفراد:

  • يخلف قوة عاملة ذات جودة عالية: يمكن القول أن التعليم العالي يعطي الشخص فرص أكبر للنجاح في الحياة الاقتصادية حيث أن الجماعات الحديثة تقدم في الفترة الحالية برامج متنوعة تساهم في إعداد قطاعات اقتصادية جديدة ومساعدتها على البقاء والتطور ضمن سوق العمل ولفترات طويلة.

إن كل هذه البرامج تقوم بإحداث فرق حقيقي في نتائج سوق العمل وتساعد في مواكبة التغيرات الحاصلة ضمن الاقتصاد العالمي وعمليات الابتكار التي تظهر.

  • تعزيز فكرة التعلم مدى الحياة: على اعتبار أنها تحتاج لسنوات طويلة دراسية وبنفس الوقت تساهم في توفير فرص لجذب المهنيين في التدريب والتطوير.
  • دعم قطاع الصناعة: حيث أن مؤسسات التعليم العالي دائمًا تؤكد على أهمية المعرفة وتقوم بتحديد كل الفجوات التي تحدث في المهارات وإنشاء البرامج الخاصة وبناء مهارات مناسبة لها التي تساعد الدول في الازدهار الاقتصادي والتماسك ما بين أفراد المجتمع.
  • تقوم بتعزيز التقنيات وتقديم البحوث: بما أن التعليم العالي يعد حاليا بمثابة محرك للابتكار والتكنولوجيا فأصبحت إحدى مهام الجامعات إيجاد الحلول للتحديات الكبيرة وإجراء البحوث المختلفة ضمن مجالات تتعلق بالأولوية العلمية.

أيضًا يساعد التعليم العالي في تكييف نمو القوى العاملة مع تسارع الاقتصاد وتغيير الطلب على المهارات الحديثة مع تطوير كل ما له صله بها.

[ppc_referral_link]