التهاب المفاصل الروماتويدي: الأعراض، الأسباب والعلاج

التهاب المفاصل الروماتويدي
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ما هو التهاب المفاصل الروماتويدي؟

هو عبارة عن مرض التهابي مزمن يؤثر على المفاصل الموجودة في الجسم إضافة إلى مناطق أخرى، حيث أنه قد يدمر مجموعة كبيرة من أجهزة الجسم مثل الجلد والقلب وأيضًا الأوعية الدموية والرئتين.

إن التهاب المفاصل الروماتويدي هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تحدث عندما يهاجم جهاز المناعة الجسم عن طريق الخطأ.

يحدث اهتراء وتآكل بسبب هشاشة العظام التي تترافق مع هذه الحالة، كما نجد أنه يؤثر أيضًا على بطانة المفصل بالتالي نجده متورمًا ومؤلمًا لحد كبير.

يهاجم بشكل أساسي الغشاء الزليلي الذي يقوم بتغليف المفصل وقد تكون نهاية هذا المرض تشويه شكل مفاصل الجسم وفي بعض الحالات الإعاقة الجسدية للمريض.

من الممكن أن يعاني المريض في ممارسة أبسط الأنشطة اليومية مثل فتح قارورة المياه أو المشي لمسافة بسيطة، ونجد أنه يصيب النساء أكثر من الرجال بمعدل الضعفين تقريبًا.

قد يصيب هذا المرض الأطفال أيضًا ولكن معدل ظهوره هو غالبًا بين سن 40 إلى 60 عام.

لا يوجد علاج شافي لهذا المرض مئة في المئة ولكن هناك العديد من الوسائل التي تساعد المريض على عيش حياة طويلة وطبيعية نسبيًا.

أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي

في البداية تظهر الأعراض الأولية وهي عبارة عن آلام في المفاصل الصغيرة من الجسم مثل مفصل المعصم والكاحلين وكفي اليدين.

تكون الأعراض الأولية ظاهرة في عدة مفاصل صغيرة وبوقت واحد وبعدها تتطور الحالة ويمكن للمريض أن يستشعر أعراض المرض في الكتفين وأيضًا الركبتين والمرفقين والفك والعنق والوركين.

الأعراض الشائعة للمرض هي كما يلي:

  • تورم في مفاصل الجسم.
  • حساسية المفصل لعملية اللمس.
  • شعور بتصلب في الجسم بعد الاستيقاظ صباحًا يستمر لمدة 30 دقيقة.
  • إرهاق وتعب مستمر.
  • ظهور نتوءات صلبة تحت الجلد في اليدين.
  • احمرار في كفي اليدين.
  • حمى.
  • فقدان كبير وملحوظ في الوزن.

بالطبع تختلف الأعراض والعلامات في حدتها ونشاطها من مريض لآخر، وفي بعض الحالات نجد أن الأعراض تختفي لفترة ثم تعاود الظهور مجددًا بشكل هجومي على شكل نوبات.

في فترات الهدوء نجد أن أعراض المرض تختفي بالكامل مثل اضطرابات النوم والتورم والألم أيضًا.

في 40 % من الحالات تكون الأعراض متواجدة في كل من:

  • الغدد اللعابية.
  • الرئتان.
  • القلب والأوعية الدموية.
  • الجهاز العصبي والأعصاب.
  • العينان والجلد.
  • نخاع العظم.

أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي

كما سبق وذكرنا فإن التهاب المفاصل الروماتويدي هو أحد أنواع أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجسم.

في الوضع الطبيعي تكون وظيفة جهاز المناعة حماية الجسم ودعمه ومحاربة العدوى أو المرض، ولكن في حالة التهاب المفاصل الروماتويدي فإن جهاز المناعة يقوم بمهاجمة كل الأنسجة السليمة في المفاصل، كما يسبب أعراض ومشاكل في أعضاء أخرى من الجسم.

يعتبر سبب بدء هذه العملية مجهول ولكن السبب الأكثر احتمالًا وفق دراسات عديدة هو مكون جيني يوجد في الجسم. لا تسبب الجينات التهاب المفاصل الروماتويدي وحدها ولكنها تجعل الجسم أكثر عرضة للاستجابة للعوامل المحيطة مثل الفيروسات والجراثيم وغيرها وبالتالي تسهل بدء المرض.

عوامل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي

هناك بعض العوامل التي تزيد من فرصة إصابتك بالتهاب المفاصل الروماتويدي وهي كما يلي:

  • العمر: حيث أنه على الرغم من حدوثه في كل الأعمار إلا أنه يعد أكثر شيوعًا بين 40 إلى 60 سنة.
  • تنتشر الإصابة عند النساء أكثر من الرجال.
  • يرفع التدخين من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي وخصوصًا في حال كان هناك استعداد وراثي.
  • السمنة والوزن الزائد ترفع من عوامل خطر الإصابة.
  • التاريخ المرضي للعائلة في حال كان أحد أفراد العائلة مصابًا بالمرض نفسه.

مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي

هناك العديد من المضاعفات التي قد تنتج عن الإصابة بهذا المريض وهي كما يلي:

  • جفاف في الأغشية المخاطية وخصوصًا في العين والفم، ونجد أن المصابون بمتلازمة شوغرن يصابون بهذه المتلازمة بوتيرة أكبر.
  • الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، حيث أنه في حال أصاب المرض الرسغين بالتالي نجد أن الالتهاب يضغط على الصعب المسؤول عن وظائف اليد.
  • ارتفاع خطورة الإصابة بتصلب الشرايين والتهاب الشغاف المحيط بالقلب.
  • زيادة حالات العدوى، لذلك من المهم جدًا أن يتم تطعيم المريض بكافة التطعيمات اللازمة لدعم جهاز المناعة ضد طيف واسع من الأمراض.
  • هشاشة العظام، حيث يزيد التهاب المفاصل الروماتويدي وبعض الأدوية التي تستخدم في علاجه من خطر هشاشة العظام وبالتالي تصبح أكثر عرضة للكسر.
  • تشكل عقد روماتويدية وهي نتوءات صلبة قد تتشكل في أي مكان في الجسم مثل القلب.
  • أمراض الرئة مثل التهابات والندوب في الأنسجة بالتالي يعاني المريض من ضيق في التنفس.

علاج التهاب المفاصل الروماتويدي

لا يوجد علاج ناجع لشفاء مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي، وتقوم العلاجات المتوافرة حاليًا بتخفيف الأعراض المرافقة والألم والتورم، ومحاولة منع تفاقم المرض.

من المهم التشخيص المبكر وبدء العلاج لمنع تنكس المفاصل وتلفها، وتقليل خطر الإعاقة، من العلاجات المستخدمة لتدبير التهاب المفاصل الروماتويدي:

العلاج الدوائي:

يوصف لمريض التهاب المفاصل الروماتويدي الأدوية المسكنة للألم، والتي تبطئ تفاقم الحالة من مثال:

  • مضادات الالتهاب الغير ستيروئيدية مثل الديكلوفيناك والإيبوبروفين.
  • الستيروئيدات مثال عقار بريدنيزولون لتقليل الالتهاب والتنكس المفصلي.
  • الأدوية المعدلة لسير مرض الروماتيزم مثال الميتوتريكسات وسولفاسالازين هيدروكسي كلوروكين.
  • الأدوية الاستهدافية المعدلة مثال أباتاسيبت Abatacept.
  • دواء ريتوكسيماب الذي يقلل عدد الخلايا البائية المسؤولة عن التفاعلات الالتهابية في الجسم.

علاج التهاب المفاصل الروماتويدي بالجراحة

عند فشل العلاج الدوائي في منع تلف المفصل أو إبطاء تنكسه، يلجأ الأطباء للجراحة لإصلاح المفاصل التالفة واستعادة قدرة المريض على الحركة، تشمل المعالجة الجراحية لالتهاب المفاصل الروماتويدي أحد الإجراءات التالية:

  • عملية استبدال المفصل لإزالة المفصل التالف وتثبيت بديل صناعي.
  • إصلاح المفصل لتثبيته وتخفيف الألم.
  • استئصال بطانة المفصل الملتهبة.
  • إصلاح الأوتار التالفة أو المتمزقة المحيطة بالمفصل.

ختامًا نذكر أن التهاب المفاصل الروماتويدي من الأمراض المؤلمة والمؤثرة على نمط الحياة وفاعلية الفرد وإنتاجيته، ينصح بممارسة الرياضة والحفاظ على وزن صحي ونمط غذائي متوازن لتجنب الإصابة بهذا المرض.

‫0 تعليق