التهاب عصب الأسنان – الأسباب، الأعراض والعلاج

التهاب عصب الأسنان - الأسباب، الأعراض والعلاج
Share this post with friends!

التهاب عصب الأسنان

تسوس الأسنان هو مشكلة شائعة جدًا بين المرضى، ومن النادر أن يفحص طبيب الأسنان أي مريض بدون أن يصادف حالة من التسوس في سن ما.

تختلف مستويات تطور النخر، وهي تتعلق بعوامل كثيرة مثل مستوى العناية الفموية، وأيضًا كمية اللعاب الموجودة في الفم وحمية المريض بشكل أساسي وكمية السكريات التي يتناولها.

تحتاج النخور لسنين طويلة لكي تتطور وتصل إلى مستوى العصب السني ومن هنا تبدأ الأعراض المزعجة المتمثلة بالألم والتورم وغيرها.

قد لا يلاحظها المريض في بعض الحالات حتى تصل لهذه المرحلة، وهنا يجب أن يتوجه لطبيب الأسنان ليقوم بمعالجة العصب والسن.

سنتحدث اليوم في هذا المقال عن التهاب عصب الأسنان وأنواعها وكيفية علاجها.

معلومات عن التهاب عصب الأسنان

إن اللب السني أو ما يعرف بعصب الأسنان هو مجموعة من الأنسجة التي توجد في أعمق طبقة من السن وتسمى بالحجرة اللبية في التاج.

يحتوي اللب السني على مجموعة من الألياف العصبية إضافة إلى الأوعية الدموية وهي تعطي السن القوة والحيوية وتمده بالتغذية الدموية، وأيضًا تقوم النهايات العصبية بنقل الإحساسات المختلفة إليه.

يعتبر العصب السني حساس بشكل كبير للنخر السني حيث أن حين انتقال التسوس من المينا إلى العاج يجعله قريب من الحجرة اللبية، وبالتالي ستنتشر الجراثيم على طول العصب وستبدأ المؤثرات الكيميائية والفيزيائية بالظهور.

هناك نوعين رئيسيين لالتهاب عصب الأسنان، الأول هو التهاب العصب الردود والثاني هو التهاب العصب الغير ردود.

بداية التهاب العصب الردود هو التهاب خفيف نوعًا ما بالعصب السني، ويكون من أهم أعراضه الألم القصير الأمد الذي يظهر مع تناول الأطعمة الباردة أو السكريات.

يكون علاج هذا النوع بسيط ولا يحتاج لعملية استئصال للعصب وبالتالي نستطيع أن نحافظ على حيوية السن.

النوع الثاني هو الغير ردود أو النهائي وهو الأخطر، حيث يحتاج لعلاج طبي فوري ويكون التهاب قوي ينتشر في كامل الحجرة اللبية وعلى طول العصب.

الأعراض تتمثل بألم حاد غير متوقف يشتد ليلًا وتورم في الوجه بجهة السن المصاب.

هذا النوع يحتاج لإجراء استئصال للعصب من قبل طبيب الأسنان.

أسباب التهاب عصب الأسنان

إن التسوس هو السبب الرئيسي لهذه الحالة وانتشار الجراثيم المرافقة له ضمن العصب يؤدي إلى حالة التهاب غير ردود ومؤلم.

من العوامل التي تؤدي لزيادة الإصابة بهذه الحالة:

  • الصحة الفموية السيئة وإهمال تنظيف الأسنان وتراكم اللويحة والجراثيم.
  • إصابات اللثة وانتشار الالتهابات اللثوية المعممة.
  • كسور الأسنان وانكشاف الطبقات الداخلية للسن.
  • تسوس الأسنان المهمل والذي تم تركه بدون علاج.
  • بعد جراحات الفكين.

تشخيص التهاب عصب الأسنان

يتم تشخيص وجود حالة الالتهاب من خلال ظهور الأعراض على المريض ودرجة الألم التي يشعر بها وبالتأكيد من خلال الفحص السريري.

هناك العديد من الفحوص المؤكدة للتشخيص مثل اختبار الحساسية التي يعرف الطبيب من خلاله تأثير الأطعمة الباردة والحارة والسكريات في السن المصاب ودرجة الألم الناتجة التي تكون على علاقة وثيقة بالحالة.

هناك أيضًا اختبار يدعى باختبار اللب الكهربائي، وهو يتم من خلال أداة توصل شحنة كهربائية صغيرة جدًا، وفي حال شعر المريض بها تكون وظائف النقل العصبي في السن الذي تم إجراء الاختبار عليه تتم على أكمل وجه ولا زال اللب يتمتع بحيويته.

في حال كان اختبار اللب الكهربائي قد أعطى نتيجة إيجابية بالتالي يمكن القول أن حالة الالتهاب لا تزال قابلة للعكس وإنقاذ السن.

وبالطبع يفيد التصوير الشعاعي في تحديد درجة انتشار التسوس في طبقات السن الداخلية.

أعراض التهاب عصب الأسنان

تكون الأعراض واضحة إلى حد ما غالبًا، وقد تجتمع كلها أو يظهر بعضها فقط، وهذا يعتمد على درجة تطور الحالة.

من أهم الأعراض نذكر ما يلي:

  • الألم الذي يتدرج من متوسط لحاد وقد يكون نابض أحيانًا.
  • حساسية مؤلمة ومزعجة للحلويات والأطعمة الحارة أو الباردة.
  • طعم غريب في الفم ويكون طعم مر غالبًا.
  • تورم في الغدد اللمفاوية بسبب وصول الالتهاب إليها.
  • صعوبات في تناول الطعام والمضغ.
  • الإصابة بحمى.
  • توعك عام في الجسم.
  • تورم في الخد بجهة السن المصاب.

علاج التهاب عصب الأسنان

في الحقيقة لا يوجد علاج واحد ينطبق على كل حالات التهاب العصب الأسنان، بل البروتوكول العلاجي يحدد وفق حالة المريض ودرجة الإصابة ولكن في البداية يقوم طبيب الأسنان بالبحث عن المسبب الحقيقي لهذا الالتهاب.

في بعض الحالات التي يكون الالتهاب فيها لا يزال في المراحل الأولى أي في التهاب العصب الردود يكون إزالة المسبب كافية لعلاج الحالة.

على سبيل المثال في حال كان التهاب عصب الأسنان ناتج عن وجود حالة من التهاب اللثة الحاد في الفم فإنه من البديهي أنه يجب في البداية تدبير التهاب اللثة وعلاج أعراضه قبل أن نقوم بعلاج العصب المصاب.

أما عندما يكون التهاب العصب ناتج عن اقتراب التسوس من الحجرة اللبية فيقوم الطبيب عندها بإزالة كل التسوس الموجود وتنظيف السن ووضع الحشوة المناسبة.

في حالة الالتهاب الغير ردود لن ينفع إزالة النخر لوحده فهنا يحتاج العصب لعملية استئصال لكي يتم الشفاء.

يتم هذا الأمر من خلال الخطوات التالية:

  • يقوم الطبيب في البداية بإعطاء التخدير الموضعي للمريض لضمان إتمام العملية بدون ألم.
  • تتم إزالة النخر في البداية بشكل كامل من السن وفتح طريق للوصول إلى العصب.
  • يتم سحب العصب الموجود في الداخل بأدوات دقيقة وبإجراءات دقيقة وتنظيف الأقنية كلها بشكل احترافي.
  • بعدها يتم حشي الاقنية وختمها.
  • أخيرًا يرمم السن الترميم النهائي سواء بوضع حشوة للسن أو تتويجه بتاج صناعي.

تتم هذه العملية على عدة جلسات وتحتاج لوقت طويل نوعًا ما، ولكن بعدها يحصل الشفاء التام ولا تعود الأعراض المزعجة للظهور.

في النهاية نود أن نؤكد أنه من الضروري الالتزام بزيارات دورية لطبيب الأسنان للتأكد من عدم وجود تسوس في أي سن لضمان عدم تطور الحالة والإصابة بالتهاب العصب.

هكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز.

0 thoughts