الزراعة ومفهوم الزراعة بدون تربة
تعني الزراعة القدرة على تربية النباتات والمحاصيل بالإضافة إلى المواشي، وإمكانية إعداد منتجات منها لاستخدامها وتوزيعها إلى الأسواق.
وتعد الزراعة من الفنون العريقة والعلوم الأصلية التي تربى عليها الأجداد وأسلافهم، وتشكل الزراعة جذور للكثير من الموارد والصناعات مثل القطن، صناعة النسيج، الجلود الطبيعية، وصناعة الأخشاب والأثاث أيضًا.
وبعد أن عاش البشر بدايات حياتهم على كوكب الأرض عن طريق الاعتماد على صيد الحيوانات البرية، تعلموا فيما بعد زراعة المحاصيل وإنمائها.
ساهمت الزراعة في تطوير العديد من الحضارات، حتى قبل ٢٠٠٠ سنة تقريبًا، حيث اعتاد أغلب سكان الأرض على الزراعة كأسلوب معيشة لهم.
ابتكر الأفراد على مر العصور عددًا من الأساليب والمهارات الزراعية، وإحدى هذه الأساليب هي الزراعة بدون تربة، أو ما يُعرف بالزراعة المائية.(١)
الزراعة بدون تربة
قد تبدو جملة الزراعة بدون تربة عبارةً غريبة للوهلة الأولى، ولكن في الحقيقة وفي القرن الحالي أصبح أسلوب الزراعة المائية من أشهر الأساليب المستخدمة لزراعة الخضراوات المستهلكة بكثرة.
يطلق عليها علميًا اسم الزراعة المائية، ومن الغريب ملاحظة العلماء أن جذور النباتات قد تنمو بشكل أفضل في المياه أو الهواء الرطب مقارنة مع التربة.
واستنتج العلماء هذا الأسلوب عند ملاحظة أن معادلة التمثيل الضوئي للنباتات فعليًا لا تحتاج إلى التربة لإنتاج الجلوكوز والأوكسجين!
وتعتمد الزراعة المائية على زراعة جذور بعض الخضراوات في محلول من الماء وعدد من المغذيات الضرورية للنبات.(٢)
فوائد الزراعة بدون تربة
إذا تم تحضير نظام الزراعة المائية بشكل صحيح، فذلك سينتج عددًا من الفوائد والمزايا التي تشجع الجميع على الزراعة المائية، ومن هذه الفوائد ما يلي:
- تنمو المحاصيل بسرعة أكبر بشكل طبيعي بنسبة تتراوح من ٢٥% إلى ٣٠% أكثر من النباتات المزروعة في التربة، وذلك لأن المغذيات متوفرة بسهولة ويسر في الماء، ويسهل امتصاصها والاستفادة منها. وبذلك يركز النبات على نموه وإثماره بدلًا من التركيز على نمو الجذور للبحث عن الغذاء في التربة.
- تبخر المياه من النباتات سيقل بشكل ملحوظ، وهذا يجعل النباتات بحاجة إلى كمية أقل من الماء مقارنة في النباتات التي تمت زراعتها في التربة.(٣)
- أهم فوائد الزراعة المائية أنها لا تحتاج الى التربة، وبالتالي يمكن استغلالها في الدول التي لا تتواجد فيها أراضي خصبة للزراعة، أو حتى يمكن استخدامها للزراعة المنزلية في حال عدم توافر مساحات من التربة حول المنزل.
أضرار الزراعة بدون تربة
بالتأكيد لا شيء في الحياة كامل، وكل ما يمتلك ايجابيات يمتلك بالتالي عددًا من السلبيات.
على الرغم من الإيجابيات العظيمة للزراعة المائية، ولكنها في الوقت ذاته لا تخلو من قليل من السلبيات.
إحداها هو أن الزراعة المائية تعتبر أكثر تكلفة بقليل، كما أنها تحتاج لدراسة نسبة حموضة الماء ونسبة توفر المغذيات بشكل مدروس، وذلك يتطلب المزيد من الوقت لإعداد نظام الزراعة المائية.
بالإضافة إلى ضرورة تفقد المضخة التي تضخ الماء العذب باستمرار، وذلك لأن تعطلها لعدة ساعات قد يضر النباتات ويقتلها.(٣)
أنواع أنظمة الزراعة بدون تربة
تعتبر الزراعة بدون تربة أو الزراعة المائية من التقنيات الفريدة من نوعها، وذلك لأنها تمتلك عددًا من الأنواع التي يمكن استخدامها، ومن أنواع أنظمة الزراعة بدون تربة الأنواع التالية:(٣)
نظام المياه العميقة
ويعرف أيضًا باسم نظام الخزان، وتعد هذه التقنية من أكثر تقنيات الزراعة المائية سهولة، حيث يتم فيها تثبيت الجذور في محلول مغذٍ للنباتات، وتستخدم مضخة صغيرة للمياه كمضخة حوض السمك على سبيل المثال، ولكن يجب الحذر من نمو الطحالب.
نظام فيلم المغذيات
في هذا النظام تتلامس أطراف الجذور فقط مع محلول المغذيات، ويتدفق محلول المغذيات باستمرار ويسمح للنبات بالحصول على كمية أكبر من الأوكسجين، وذلك يجعله ينمو بشكل أسرع.
نظام آيروبونيك
وهي طريقة يتم فيها خلط بذور النباتات مع المحلول المغذي، ومن ثم تعليق البذور في نظام هوائي رطب، ويمكن ترطيب الهواء باستخدام طريقتين:
- الطريقة الأولى: رش رذاذ من فوهة دقيقة وذلك لرش الجذور وترطيبها.
- الطريقة الثانية: انشاء بركة صغيرة في داخل النظام.
نظام الفتل
وهذا النظام هو أحد الأنظمة السهلة وقليلة التكلفة للزراعة المائية، ويعتمد هذا النظام على وضع مادة مثل القطن، تسمى الفتل، وتتحلل هذه المادة في المحلول المائي حتى تصل المغذيات إلى جذور النباتات.
نظام المدار والتدفق
والذي يعتمد على غمر الجذور في المحلول المغذي لعدة فترات محددة، ثم يتم إزالة وتصريف المحلول المغذي مرة أخرى وعودته إلى خزان مرتبط بمؤقت، ويقوم بضخ المياه إلى الجذور مرة أخرى في الوقت المحدد.
نظام التنقيط
والذي يعد من الأنظمة المائية البسيطة، والذي يعمل على توفير المغذيات في المحلول المائي ببطء، مع استخدام وسيط تصريف بطيء للمياه.
لكن لا ينصح العديد من المزارعين باستخدام هذا النظام وذلك بسب وجود احتمالات كبيرة لسداد الفتحات الدقيقة التي توفر المواد المغذية.
اقرأ أيضًا: الزراعة المائية المنزلية
أفضل المحاصيل التي يمكن زراعتها بدون تربة
أصبحت طريقة الزراعة المائية من الطرق المنتشرة بين العديد من الأفراد لقيامهم بزراعة الخضراوات والمنتجات الضرورية لهم في منازلهم.
فيما يلي أفضل المحاصيل التي يمكن زراعتها بدون تربة باستخدام نظام الزراعة المالية.(٤)
الخس
حيث يعتبر الخس من الخضراوات سهلة الزراعة، والتي تتطلب القليل من الاهتمام، ويمكن حصاده وزراعته مرة أخرى بسرعة عالية.
يحب الخس العيش في بيئة غنية في النيتروجين، ويمكنه النمو في درجات حرارة باردة أو حارة، ولكن يمكن أن يمتلك طعمًا مرًا في الظروف ذات درجة الحرارة المرتفعة.
يُفضل أن تتم زراعته في درجة حرارة تتراوح ما بين ٥٠ إلى ٧٠ درجة فهرنهايت.
الكرنب
أو يطلق عليه البعض اسم الكالي، والذي يتميز بعدد من الفوائد الصحية وبنكهته اللذيذة، وينمو في درجات حرارة تتراوح ما بين ٤٥ إلى ٨٥ درجة فهرنهايت.
يستغرق نمو بذوره إلى حصاده حوالي عشرة أسابيع، ويمكن حصاد بعض أوراقه وزراعة الأخرى لتنمو مجددًا تمامًا مثل الخس.
السبانخ
والذي ينمو في ظروف مشابهة تمامًا لظروف نمو الخس، ويضع عدد من المزارعين بذور السبانخ في الثلاجة لمدة ثلاثة أسابيع قبل زراعتها في نظام مائي، وذلك يجعل السبانخ صلبًا أكثر، وأكثر فائدة وصحة.
يحب السبانخ التعرض للضوء خلال ١٢ ساعة يوميًا، ويمكن الاستعانة بالإضاءة الصناعية.
الخيار
والذي يعتبر الخيار الأمثل للنمو في العديد من الظروف، وينمو الخيار في درجات حرارة تتراوح ما بين ٦٠ إلى ٨٢ درجة فهرنهايت، ويفضل درجة حموضة تساوي ٥.٨.
لكن تعد بذور الخيار مكلفة نوعًا ما، ومع ذلك فإنها تنتج ثمارًا تعوض سعر هذه البذور بسهولة، ويجب عند زراعتها الانتباه من نمو بعض الحشرات كالعث، والتي تحب النمو على ثمار الخيار تحديدًا.
يشكل الخيار صعوبة أيضًا لكونه ينتمي إلى عائلة العنب، وذلك يعني أنه بحاجة إلى تعريشة للنمو.
الطماطم
والذي يعد من الخضراوات التي تحتاج إلى مستوى متوسط من الخبرة، وينمو الطماطم في رقم هيدروجيني يتراوح ما بين ٥.٥ إلى ٦.٥، ودرجة حرارة تتراوح ما بين ٥٨ إلى ٧٩ درجة فهرنهايت.
وأيضًا يعد الطماطم من الخضراوات المعرضة للمن والسوس، ولذلك يجب الانتباه إلى هذه الناحية.
اقرأ أيضًا: طرق زراعة الطماطم في المنزل
الفجل
ومع أن الخضراوات الجذرية غير مناسبة للزراعة المائية، ولكن الفجل يختلف عنها بكونه سهل النمو في البيئات المائية، ولا يحتاج لوقت طويل للنمو.
ينمو في رقم هيدروجيني يتراوح ما بين ٦ إلى ٧، ودرجة حرارة من ٥٠ إلى ٦٥ درجة فهرنهايت، ويحتاج إلى إضاءة خافتة لمدة ٦ ساعات يوميًا، ولكن يجدر الانتباه إلى عدم تعفن جذور الفجل.
هذه كانت أهم المعلومات المتعلقة بالزراعة المائية، فما رأيك بتجربة مشروع صغير في منزلك للزراعة المائية؟
المراجع:
١- https://www.nationalgeographic.org/encyclopedia/agriculture/
٢- https://www.explainthatstuff.com/hydroponics.html
٣- https://www.fullbloomgreenhouse.com/hydroponic-systems-101/
٤- https://thehydroponicsplanet.com/9-vegetables-you-can-grow-in-hydroponics-with-pictures