الشفة الأرنبية عند الأطفال.. الأسباب والعلاج

[faharasbio]

الشفة الأرنبية عند الأطفال.. الأسباب والعلاج

تُعدّ مرحلة الحمل منّ المراحل المهمة التي تمرّ بها الأنثى، كونها تُساعد الجنين في النموّ والاكتمال، فكل شهر منّ الأشهر التسعة لهُ دور فعّال في نمو الطفل، ففي الشهر الأول يتشكّل الكيس الأمنيوسي والمشيمة والوجه وتتطوّر الملامح خلالَ الشهر الثاني وتتشكّل الأطراف والأصابع في الشهر الثالث ونبضات قلب الجنين يُمكن سماعها في الرابع وهكذا وصولاً للولادة.

ومنّ الجدير بالذكر، أنه يتعرّض بعض الأطفال لعيوبٍ خلقية ناتجة عن عدم اكتمال نموّهم بشكلٍ صحيح أو عن عاملٍ وراثي أو جيني، فهيَ عبارة عن خلل يحدث في أي عضو من جسد الطفل ويختلف عن باقي الأطفال، ومن أبرز أنواع التشوّهات هيَ الخلقية الهيكلية والخلقية الوظيفية، ومن أشهر العيوب الخلقية هيَ مشكلة الشفة الأرنبية أو الشفة المشقوقة التي يُصاب بها الطفل.

ونوّد الإشارة، أنه تحدث الشفة الأرنبية عندما لا يكتمل نموّ الفم والشفاه والحلق للجنين في فترة حمل والدته بهِ، وأثناءَ ولادته يُلاحظ الأطباء شق فموي ناتج عن عدم ضمّ النسيج للشفة بشكلٍ طبيعي، وتختلف هذه المشكلة بينَ الأطفال بينَ شقٍ كبير أو صغير أو بجانب واحد أو على الجانبين أو أنّ الحنك مشقوق أيضاً، وإذا كنتِ منّ النساء التي تُجري فحص السونار خلالَ الحمل، فأنتِ على علم بهذا العيب الخلقي لأنّ طبيبك قد أخبركِ بهِ بعدَ الفحص، ولذلك ما المقصود بالشفة الأرنبية؟ وما هيَ أعراضها؟ أسباب ظهورها؟ وطرق علاجها؟

علاج الشفة الأرنبية عند الأطفال

ما المقصود بالشفة الأرنبية عند الأطفال؟

تُعدّ الشفة الأرنبية عبارة عن تشوه خلقي يحدث للجنين في أشهر الحمل، فالأنسجة المفترض تكوّنها في مكان الشق لا تصل إليها ولا تُسهم في التئام الشفة، وبالتالي تحدث هذه الفجوة التي تُؤثر على وجه الطفل بعدَ ولادته.

علاوة على ذلك، يُطلق عليها الخبراء بالشفة الأرنبية كونها شبيهة بشفة الأرنب، وهذا الشق الصغير لهُ مضاعفات على صحة الطفل معَ مرور الوقت، ولكن معَ تطوّر العلم والطب يُمكن علاج هذه المشكلة بسهولة مقارنةً بالسابق، ومعدل الإصابة بالشفة الأرنبية حوالي طفل من بين 700 مولود في العام الواحد، وتزداد الحالة عندَ اللاتينيين والآسيويين.

قد يهمك: علاجات منزلية فعّالة لطفح الحفاض عند الأطفال

ما هي أعراض الإصابة بالشفة الأرنبية عند الأطفال؟

كما ذكرنا أنّ هذه المشكلة لها آثار سلبية على الصحة ولا تقتصر على تغيير مظهر الوجه فقط، فمن أعراضها:

  • الإصابة في بعض الحالات بشق سقف الحنك منّ الداخل.
  • الإصابة بسوء التغذية بسبب صعوبة تناول الطعام ومضغه.
  • الشعور بصعوبة في بلع الأطعمة.
  • الإصابة بصوت غير واضح أثناءَ التحدث معَ الآخرين.
  • قد تتفاقم الأعراض ويُصاب الطفل بحالةٍ نفسية متأزمة بسبب تنمر أصدقائه عليه ومواجهة صعوبة في نطق الأحرف، وزيادة خطر الإصابة بعدوى الأذن ومشاكل عديدة في الأسنان.

ما هي أبرز أسباب الإصابة بالشفة الأرنبية عند الأطفال؟

بعدَ دراسة هذه الحالة على عشرات الأطفال من قِبَل الخبراء والمختصين، تمَ التوّصل إلى أسبابٍ عديدة لها دور في إصابة الجنين بها، مثل:

نقص حمض الفوليك:

تحتاج الأنثى لنظامٍ غذائي ومكملات وفيتامينات أثناءَ فترة الحمل لتعويض النقص ودعم صحتّها الجسدية ونموّ طفلها بطريقةٍ سليمة، وحمض الفوليك مهم جداً في الأشهر الأولى للحامل لأنهُ أحد المواد الأساسية التي تدعم نموّ الجنين وتطوّره وحمايته من خطر التشوّهات.

ويُمكن الحصول عليه من عصير البرتقال والسبانخ والبروكلي والعدس، ولكن أي نقصٍ بهِ أو عدم الالتزام في استهلاكه بعدَ استشارة الطبيب، يُؤثر على الجنين ويتسبب لهُ بالشفة الأرنبية وعدّة تشوّهاتٍ أخرى.

أدوية معينة:

للأسف أغلب السيدات الحوامل تُهمل صحتّها ولا تلتزم بتعليمات الطبيب، فمنَ المُمكن تأثير بعض الأدوية على جنينها وتتسبب لهُ بالتشوّه عندما يولد، فهناك العديد من الأدوية التي تنتقل مكوناته من الأم إلى الجنين، فأدوية الصرع والسرطانات لها تأثير على هذا الأمر.

العوامل الوراثية:

يُمكن انتقال هذه المشكلة منّ الأب إلى الطفل أو من أحد الأقرباء إليه نتيجة الوراثة.

استهلاك الكحوليات والدخان:

بالتأكيد توجد عادات يجب الامتناع عنها أثناءَ الحمل، فإذا كانت لا تعني لكِ صحتّك الجسدية عليكِ التروّي والتفكير بالروح الصغيرة التي تتواجد في رحمك، لأنّ استهلاك الكحوليات بشكلٍ مفرط والتدخين والشيشة تزيد من نسبة الإصابة بالتشوّهات كالشفة الأرنبية.

الإصابة بالسكري:

إذا كانت الأنثى تُعاني من داء السكري، قد تزداد خطر إصابته بهذه المشكلة.

السمنة:

إنّ إصابة الأنثى بزيادة الوزن والدهون والسمنة المفرطة، قد يُؤثر على صحة جنينها ويتسبب لهُ بتشوّهات في معظم الأحيان.

ما هي طرق علاج الشفة الأرنبية عند الأطفال؟

في الحقيقة كانت هذه المشكلة مؤرقة عندَ الكثيرين في القِدَم، ولكن الآن بسبب التطوّرات في المجال الطبيّ والعلاجي، يُمكن علاج هذا التشوّه واستعادة المظهر الطبيعي للشفة والحلق، فمن هذه العلاجات:

الإجراء الجراحي:

في البداية يجب اختيار مستشفى موثوق وطبيب ماهر لهذا الإجراء، ومن ثمَ يتم تخدير الطفل والبدء بعلاج الشق وخياطته، ومن ثمَ توجد جراحات عديدة بهدف الإصلاح والتجميل بعدَ العلاج، وتكون مكملة للجراحة الأولى.

جلسات علاجية:

بعدَ الإجراء الجراحي يُمكنكِ الاستعانة باختصاصي سمعي إذا كانَ طفلك يُعاني من أي مشاكل، بالإضافة لاستشاري نفسي واختصاصي في تقويم الأسنان واختصاصي نطق من أجل تعليم الطفل نطق الحروف بشكلٍ صحيح، وإلى جانب هذه الجلسات يجب تقديم الدعم المعنوي والنفسي لهُ من قِبَل والديه، لأنّ الطفل بحاجة للحب والثقة بنفسه لاستكمال علاجه، فعندما يُلاحظ محبة الآخرين لهُ يشعر بإيجابيةٍ أكبر.

منّ المهم جداً الاعتناء بصحتّك في مرحلة الحمل والابتعاد عن العادات المؤذية لجنينك، بالإضافة لضرورة إجراء الفحوصات الدورية والانتظام في استهلاك الفيتامينات التي يصفها لكِ الطبيب معَ النظام الغذائي السليم، وتجنبي التدخين أو الكحول ويُفضّل إجراء فحص الجينات أنتِ وزوجك قبلَ اتخاذ قرار الحمل والإنجاب.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]