الغيرة بين الزوجين وطرق التعامل معها
الحب عبارة عن شعور جميل يدخل إلى القلب ويحمل معهُ مشاعراً مختلفة ما بينَ الغيرة والشوق والحاجة، فالحب بينَ الأنثى والرجل موجود منذُ بدء البشرية حيثُ نتجَ عنهُ الزواج المكلّل بالأطفال الصغار والحياة السعيدة، ولأنَ الزواج خطوة مهمة جداً في حياة الفرد وتضمن لهُ الاستمرار معَ محبوبته طوالَ الوقت والاهتمام بها والخوف عليها إلّا أنَ بعض الشركاء يُعانون منَ المشكلات التي تكاد أن تشعرهم بالغضب وتُؤدي بهم إلى الانفصال بالرغم منَ الحب الكبير بينهم.
فمنَ الجدير بالذكر، أنَ بعض الرجال يغارون على زوجاتهم إلى حدٍ كبير، وهذا أمر طبيعي لأنَ شعور الحب يدفع إلى الغيرة سواءً من قِبَل النساء أو الرجال، لكن للغيرة درجات مختلفة فيُمكن أن تكون خفيفة وجميلة ونابعة منَ الخوف والحب والاهتمام على الشريك، ومنَ المُمكن أن تصل إلى درجة الملكية وإزعاج الطرف الآخر ومحاولة قمعه عن أي شيء مثل ممنوع الخروج منَ المنزل أو ممنوع الذهاب إلى العمل أو ممنوع تصفح مواقع السوشال ميديا، فهذا التقيّد الكبير يخلق جوّاً منَ التنافر وقد يصل الحدّ إلى الشعور بالكراهية تجاهَ الشريك بسبب قوانينه الغير عادلة، ولذلك ما هيَ أسباب الغيرة بين الزوجين؟ وما هيَ أفضل 7 طرق للتعامل معها؟
صديقي القارئ،، إذا كنتَ منَ الأفراد المرتبطين ولكنهم يُعانون منَ الغيرة الشديدة منَ الشريك التي تصل أحياناً إلى درجة الشك،، نُقدّم لكَ في هذا المقال أسباب الغيرة بين الزوجين وأفضل الحلول للتعامل معها:
ما هي أسباب الغيرة الزائدة بين الزوجين؟
لا يوجد أجمل من شعور الغيرة الذي يُعبّر عن الحب والاهتمام، ولكن توجد عواقب كبيرة للغيرة الزائدة التي تُعيق حياة الفرد الطبيعية، وتتعدّد أسباب الشعور بالغيرة بين الزوجين فمن أبرزها:
- انعدام الثقة بالنفس: يُمكننا ملاحظة أنَ الكثير منَ الفتيات تغار على شريك حياتها وتُحاول تملّكه قدر الإمكان، فبعدَ الزواج تُلاحظ أنَ جمالها يتلاشى تدريجياً بسبب العمل في الخارج والعمل المنزلي وتربية الأطفال والمسؤوليات الكبيرة، وتشعر بأنَ زوجها ما زالَ شاباً جميلاً ولذلك تشعر بالخوف من خيانته لها، فتكون في هذه الحالة غير راضية عن شكلها الخارجي وتُقارن نفسها بالفتيات الأخريات وتشعر بالنقص ولذلك تلجأ إلى الغيرة والشك تجاهَ زوجها وقد تصل بها إلى الغيرة المرضية التي تُدّمر العلاقة معَ مرور الوقت.
- الصدمات السابقة: إذا كانَ الزوج يغار على زوجته إلى حدّ المبالغة وتشعر الأنثى أنها بدأت تفقد حياتها الجميلة التي كانت تعيش بها في منزل والديها ولاحظت أنها مقيّدة بقوانين صارمة من قِبَل شريكها، فمنَ المُمكن أنَ الزوج قد عاشَ تجربة حب سابقة ولكنها بائت بالفشل بسبب الصدمة القوية التي واجهها من خيانة محبوبته له الذي كانَ يثق بها جداً، ولذلك يتملّك قلبه الشك الزائد تجاهَ زوجته ويخاف من خيانتها له ويبدأ بالغيرة على أي تفصيلٍ صغير يُلاحظه عليها.
- قلّة الاهتمام في الطفولة: الكثير منَ الأطفال لا يتلّقون الحب والاحتواء من قِبَل والديهم في الصغر، ولذلك يشعرون بالنقص ويُحاولون البحث عن الشريك الذي يمنحهم هذا الشعور ويحتويهم أثناءَ ضعفهم، وعندما يجدونه يُحاولون بأي طريقة الحفاظ عليه والتمسك بهِ وأحياناً يصل بهم الحدّ إلى التدخل في أدّق تفاصيل حياته والشعور الدائم بالخوف منَ الخيانة أو الخذلان أو الخسارة.
قد يهمك: إيجابيات وسلبيات الزواج المبكر
ما هي أفضل 7 طرق للتعامل مع الغيرة الزائدة بين الزوجين؟
لا تجعل شعور الغيرة يُدّمر علاقتك معَ شريك حياتك، فالحب شعور جميل لن تجده بسهولة في قلب أي شخص، وأحياناً تتطوّر حالة الشريك إلى التعلق المرضي الذي ينتج عنهُ شك وغيرة وتقيّد، ولذلك توجد 7 طرق للتعامل معَ الغيرة بين الزوجين عليكَ قراءتها وتجربتها:
- الاستماع إلى الشريك: لا يُمكنكَ الحكم على أي أحد بالخيانة الزوجية أو السرقة أو أي فعلٍ سيء إن لم تتأكدّ من صحتّه، فتوجيه أصابع الاتهام إلى شريك حياتك في كل مرة تُقابله بها سيُؤدي في نهاية المطاف إلى خسارته، فمن منّا يحب أن تُوّجه لهُ الانتقادات اللاذعة والقوانين الصارمة؟ لا أحد بالتأكيد.
ولذلك إذا كنتَ تُعاني منَ الغيرة التي تصل إلى الشك، عليكَ في البداية أن تقترب منَ الطرف الآخر وتُحاول احتوائه والاستماع إليه، فإذا كنتِ أنثى غيورة جداً يُمكنكِ الإنصات إلى شريكك وإلى أحاديثه إليكِ وتفهم وضع عمله إذا كانَ يستدعي وجود الكثير منَ الفتيات حوله، وامنحيه مساحة منَ الحرية يشعر من خلالها بالأمان الذي تمنحيه لهُ وبالثقة لتجنب حدوث أي مشاكلٍ بينكما.
- منح الشريك الحب والاهتمام: بالتأكيد شعور الغيرة الزائدة والشك لا يظهر بشكلٍ مفاجئ إلّا بسبب تصرفات الشريك غير المفهومة، فمنَ الممكن أن يشعر الرجل بابتعاد زوجته عنه أو بقلّة اهتمامها مقارنةً بالسابق، والحل الأفضل هوَ زيادة الطمأنينة والراحة عندَ الطرف الذي يشعر بالغيرة من خلال الاهتمام الزائد بهِ وإلقاء كلمات الحب عليه، وتدريجياً يشعر الشريك بالراحة عندما يُلاحظ أنَ محبوبته تهتم بهِ وبتفاصيله.
- وضع الحدود في العلاقة: لماذا فترة الخطوبة مهمة جداً؟ ألم تسأل نفسكَ هذا السؤال من قبل؟ والجواب هوَ التعرّف على صفات الشريك الإيجابية والسلبية فإذا كانَ يُعاني من غيرةٍ زائدة ويفرض القوانين عليكِ قبلَ الزواج مثل ممنوع إكمال دراستك الجامعية أو ممنوع العمل في الخارج، فما عليكِ إلّا التخلي عن هذه العلاقة السامة التي ينتج عنها انفصال بعدَ فوات الأوان.
والعكس صحيح أيضاً ولكن إذا ظهرت هذه الغيرة بعدَ الزواج يجب فرض حدود في علاقتكما لا يجب على الطرف الآخر تخطيها، فإذا كانت زوجتك تغار وتشعر بالشك تجاهك يُمكنكَ التحدث معها عن أنَ غيرتها مقبولة ولكن الشك شعور صعب يجب استئصاله منَ العلاقة إذا كنتما تُريدان الاستمرار بزواجٍ صحيّ وسليم.
- تجربة حلول من قبل الزوج: لتخفيف شعور الغيرة من شريكتك وخاصةً إذا كنتَ تحبها ولا تُريد خسارتها بسبب الشك الزائد، فيُمكنكَ أسبوعياً أن تُحضّر لها مفاجآة بسيطة تُعبّر عن حبك لها وامتنانك لتواجدها بجانبك ولرعايتها لأطفالك، فيُمكنكَ تحضير عشاء رومانسي لكما أو تقديم هدية لها، وأن تستغل أي فرصة للإفصاح عن حبك لها أمامَ الآخرين وحاول أن تُخصص لها فترة المساء من أجل الاستماع لما يدور في رأسها والتخفيف عنها وأن تتحدث لها عن تفاصيلك اليومية التي واجهتها، وتلقائياً ستشعر بالراحة تجاهك.
- تجربة حلول من قبل الزوجة: إذا كانَ شريك حياتك يُعاني منَ الغيرة الزائدة بسبب حبه لكِ، فيُمكنكِ الاهتمام بهِ يومياً من خلال تحضير أطباق يحبها أو أصناف منَ الحلوى وتقديمها له والجلوس بجانبه ومحاولة منحه الحب والاهتمام والاحتضان إذا كانَ يشعر بالانزعاج، وحاولي تنظيم الوقت بينَ عملك واهتماماتك الزوجية بحيث لا يُؤثر أحدهما على الآخر، وكوني صريحة في أي شيءٍ تُواجهينه أو يسألكِ عنه، وتلقائياً سيشعر بالراحة تجاهك ويزول الشعور بالشك معَ مرور الوقت.
بالرغم من أنَ الغيرة إحساس جميل وشعور رائع بينَ الشركاء وأمر ضروري بينهم، ولكن كل شيء زاد عن حدّه انقلبَ ضدّه، والرجل في مجتمعاتنا منَ الطبيعي أن يغار على شريكته والزوجة أيضاً تشعر ببعض الغيرة الأنانية عليه، والحل الأفضل هوَ محاولة تقبل طباع الشريك والتحلّي بالهدوء وكسب صداقته ومصارحته في أي شيء وعدم إثارة غيرته والتعبير عن الحب كُلّما أُتيحت الفرصة.
وكنصيحة أخيرة، إذا كانَ أحدكما يشعر بسلب حريته وأبسط حقوقه ولا يعيش حياة زوجية هانئة ويُعاني منَ الاكتئاب بسبب شك الطرف الآخر وغيرته الناتجة عن عدم الثقة، فيُفضّل الانفصال إذا تمت تجربة جميع الحلول ولكنها لم تُجدي نفعاً، فصحتّك النفسية كنز ثمين يجب الحفاظ عليه وتجنب الاستمرار في علاقةٍ غير صحيّة تُؤدي بكَ إلى الأمراض.
اقرأ أيضًا: صفات الفتاة الصالحة للزاوج
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.