ما هو الفرق بين أخصائي التغذية وخبير الأنظمة الغذائية؟
كثيرًا ما نسمع بمصطلحات مثل أخصائي التغذية (بالإنجليزية: Nutritionist) أو خبراء الأنظمة الغذائية (بالإنجليزية: Dietitian)، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، في الكتب والمجلات أو في برامج الراديو والبودكاست.
لكن ما هو الفرق بين أخصائي التغذية وخبير الأنظمة الغذائية؟ وهل تعلم لكل منهما التخصصات الجامعية ذاتها؟
سنحاول في هذا المقال توضيح الفرق بينهما، مع مساعدتك على اختيار الأنسب منهم لك.
خبير الأنظمة الغذائية
في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى يُقصد بخبير الأنظمة الغذائية الخبير المعتمد في وزارة الغذاء والدواء.
ويتلقى خبير الأنظمة الغذائية تعليمًا في علم التغذية والإنسان، وهذا يتضمن تأثير الأطعمة المختلفة على جسم الإنسان.
يتدرب خبير الأنظمة الغذائية تدريبًا مكثفًا لاكتساب الخبرة الكافية لتقديم علاج غذائي طبي ويستند على الأدلة العلمية.
يُمكن لخبراء الأنظمة الغذائية العمل في المستشفيات، العيادات الخارجية، المراكز البحثية والعيادات المخصصة.
تختلف الأوراق الرسمية التي يحتاجها خبير الأنظمة الغذائية لممارسة مهنته بحسب الدولة التي يعيش فيها.
في الولايات المتحدة يحتاج خبير الأنظمة الغذائية الحصول على أوراق اعتماد تسجيل خبير الأنظمة الغذائية (بالإنجليزية: Registered Dietitian) أو أوراق اعتماد تسجيل أخصائي وخبير الأنظمة الغذائية (بالإنجليزية: Registered Dietitian Nutritionist).
وللحصول على أوراق الاعتماد هذه يجب إتمام دراسة البكالوريوس في علم التغذية والإنسان أو ما يعادلها من البرامج المعتمدة.
وفي تخصص علم التغذية والإنسان سيدرس الطالب العديد من مجالات العلوم منها الأحياء، الأحياء الدقيقة، الكيمياء العضوية، الكيمياء الحيوية، الكيمياء الغير عضوية، علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء.
في الولايات المتحدة وبدءًا من الأول من يناير في عام 2024 سيصبح الحصول على درجة الماجستير في التخصص ذاته شرطًا رئيسيًا للحصول على أوراق اعتماد تسجيل خبير الأنظمة الغذائية.
كما تطلب الولايات المتحدة من خريجي التخصص تقديم طلب للحصول على برنامج تدريب داخلي تنافسي معتمد من قبل مجلس الاعتماد للتعليم في التغذية وعلم الغذاء.
في بعض الأحيان يُمكن أن تطلب بعض الدول من خبير الأنظمة الغذائية الحصول على شهادة في قواعد السلوك والسلامة العامة للسماح لخبير الأنظمة الغذائية بممارسة مهنته.
تختلف هذه التراخيص والمتطلبات من دولة لأخرى، لذلك يُمكنك سؤال الهيئات المختصة في بلدك عن هذه التراخيص.
أنواع خبراء الأنظمة الغذائية
تتضمن ممارسة مهنة خبير الأنظمة الغذائية أربعة أنواع رئيسية وهي:
- أخصائي التغذية السريرية.
- إدارة الخدمات الغذائية.
- المجتمع.
- البحث.
أخصائي التغذية السريرية هو من يعمل في مستشفيات وعيادات لتقديم الدعم للطاقم الطبي لعلاج العديد من الأمراض الحادة أو المزمنة.
كما يُشرف أخصائي التغذية السريرية على المرضى الذين يعانون من حالات طبية خطيرة تتطلب عناية مستمرة بنظامهم الغذائي.
يتبع أخصائي التغذية السريرية معايير الممارسة والسلامة العامة، ويبحث في التاريخ المرضي للمريض وحالته الصحية الحالية، كما يطلع على نتائج الفحوصات المخبرية ووزن الجسم.
يمكن لأخصائي التغذية السريرية تقييم الحالات الخطيرة وإعطاء الأولوية للحالات التي تهدد الحياة.
كما يقدم أخصائي التغذية السريرية التثقيف الغذائي والنصائح اللازمة لبعض المرضى مثل:
- الذين خرجوا حديثًا من جراحة ما.
- المصابين بالسرطان وحديثي التعافي منه.
- من تم تشخيصهم بأمراض مزمنة مثل مرض السكري وأمراض الكِلى.
وفي العيادات الخارجية يُقدم أخصائي التغذية السريرية الاستشارات الغذائية لمنح المرضى هدف غذائي ووضعهم على طريق اتباع النظام الغذائي الملائم.
يُمكن أن يعمل خبير الأنظمة الغذائية أيضًا في المستشفيات البحثية، الجامعات أو إدارة خدمات الطعام، كما يمكنهم تقديم الخبرة للعديد من فئات المجتمع مثل طلاب المدارس أو منظمات الصحة العامة.
في إدارة خدمات الطعام يُشرف خبير الأنظمة الغذائية على إنتاج طعام كافي تغذويًا بما يتناسب مع إجراءات السلامة العامة في داخل منظمة كبيرة مثل قاعدة عسكرية أو منطقة مدرسية.
أما في اختصاص الأنظمة الغذائية المجتمعية يُركز خبير الأنظمة الغذائية على مجموعة من السكان بدلًا من التركيز على الأفراد.
على سبيل المثال يُمكن أن يعمل أخصائي الأنظمة الغذائية المجتمعية في مبادرات الطهي المجتمعية أو مراكز الوقاية من مرض السكري.
كما يمكن التركيز على قضايا التغذية، الغذاء والصحة والدفاع عن السياسات الغذائية العامة.
أما أخصائيو التغذية البحثية فيعملون في المستشفيات البحثية، المؤسسات والجامعات البحثية، ويقومون بالعمل ضمن فريق لإجراء الأبحاث الغذائية والتحقيق فيها.
كما يُمكن لخبراء الأنظمة الغذائية التركيز على فئات فرعية محددة مثل طب الأطفال أو علم التغذية الرياضي، كما يمكنهم افتتاح عملهم الخاص وتقديم الاستشارات الغذائية في عيادتهم الخاصة.
كما يمكن لخبير الأنظمة الغذائية المساهمة في علاج العديد من الحالات الصحية مثل:
- علاج مشاكل التغذية الناتجة عن علاج السرطان.
- التعاون مع المريض للوقاية من مرض السكري.
- علاج مرضى سوء التغذية سريريًا.
- منح الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية أنابيب التغذية.
- المساعدة على إنقاص الوزن وعلاج السمنة.
- دعم المصابين بمشاكل في الكلى.
- دعم الأشخاص الذين يعانون من قيود غذائية معينة مثل حساسية الجلوتين أو اللاكتوز.
- المساهمة في علاج المصابين باضطرابات الطعام بالتعاون مع الطب النفسي، ومن أبرز الأمثلة على هذه الاضطرابات فقدان الشهية المرضي أو الجوع المرضي.
- تحسين الآداء لدى الرياضيين.
أخصائي التغذية
يُمكن أن يطلق البعض على أنفسهم لقب أخصائي التغذية بدلًا من خبير الأنظمة الغذائية على الرغم من التشابه الكبير في خلفيتهم العلمية.
في الولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا يُطلق لقب أخصائي التغذية على الشخص الحاصل على مجموعة كبيرة من الدورات والشهادات المتعلقة بالتغذية.
أما في الدول التي لا تفصل بين أخصائي التغذية وخبير الأنظمة الغذائية فيُقصد بأخصائي التغذية فيها أي شخص على اطلاع ممتاز على علم التغذية والحميات سواء كان كاتب مدونة أو العمل مع العملاء.
على الرغم من ذلك، لم يحصل أخصائي التغذية الغير معتمدين على الدراسة الطبية الكافية، ويعتبر أحيانًا من الخطير اتباع نصائحهم.
لذلك قبل زيارة أخصائي التغذية تأكد من بحثك عن الفرق بين أخصائي التغذية وخبير الأنظمة الغذائية في بلدك، إن لم يكن هناك تمييز بين المصطلحين فيفضل اللجوء إلى خبير أنظمة غذائية معتمد وحاصل على الشهادات المطلوبة.
في الدول التي لا تنظم الفرق بين أخصائي التغذية وخبير الأنظمة الغذائية لا يتطلب كونك أخصائي تغذية إلا معرفة دقيقة بالتغذية مع بحث وقراءة كافية.
يمكن أن يكون تقديم الاستشارة الغذائية دون المعرفة والتدريب المناسبين ضارًا، وخصوصًا عند تقديم المشورة لمن يعانون من ظروف صحية كالسكري أو السرطان.
يمكن لبعض أخصائي التغذية أن يتبعوا أدلة علمية قوية، ولكن يمكن للبعض الآخر العودة لمراجع غير معتمدة دون إدراك منهم.
أما في الدول التي تنظم الفرق بين المصطلحين فأخصائي التغذية هم الذين لديهم أوراق اعتماد ومتخصصون في الصحة مثل الممرضات أو الأطباء الحاصلين على درجات صحية متقدمة والذين سعوا للحصول على دورات دراسية إضافية، كما أنهم أكملوا ساعات التدريب الخاضعة للإشراف، واجتازوا امتحانًا يشرف عليه مجلس اعتماد أخصائيي التغذية.
في النهاية، يعتمد الفرق بين أخصائي التغذية وخبير الأنظمة الغذائية على الدولة التي تستخدم المصطلحين، فالدول التي تفرق بين المصطلحين تعني أن أخصائي التغذية أكثر خبرة وحاصل على دورات أكثر من خبير الأنظمة الغذائية.
أما في الدول التي لا تفصل بين المصطلحين فيعني أخصائي التغذية مجرد المعرفة والرغبة في البحث في علم الغذاء والحميات.
المرجع: