الفرق بين الحب المشروط والغير مشروط

الفرق بين الحب المشروط والغير مشروط
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

الفرق بين الحب المشروط والغير مشروط

يُعدّ الحب من أسمى المشاعر الإنسانية التي يشعر بها كل فردٍ منّا، فلا يوجد إنسان خالٍ من مشاعر الحب سواءً {حب الوالدين، حب الأصدقاء، حب النفس، حب الشريك} فهوَ عبارة عن شعور إيجابي وجميل يُؤثر على النفس ويزيد الحياة جمالاً، ومن أعراض الشعور بالحب {الاهتمام الزائد، التفكير، زيادة دقات القلب، الشعور بالسعادة} وتمَ تصوير الحب في الكثير منَ القصائد الشعرية والأفلام السينمائية والقصص الروائية لأنَ كل إنسانٍ يهتمّ بهذا الجانب من حياته.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ للحب أنواع متعددة ما بينَ {الحب العاطفي، الحب العملي، الحب الجسدي، الحب المشروط، الحب الغير مشروط} فعندما يتخيل إلى رأسك شريك حياتك المستقبلي بماذا تُفكّر بهِ؟ هل تتمناه طويل أم قصير أم نحيل أم ممتلئ أم مثقف أم جميل أم غني مادياً؟ أحياناً يتمنى الشاب الوقوع في حب فتاة ولكن بشروطه الخاصة مثل أنها جميلة وموهوبة وحنونة، وبالمقابل أغلب الفتيات تحلم بشابٍ طموح ووسيم ولهُ دخله الخاص، وهذا شعور طبيعي في الجنس البشري.

ونوّد الإشارة، أنهُ يوجد أشخاص آخرين يؤمنون بالحب الغير مشروط بمعنى {اقبلني كما أنا} ولا تضع لي شروط أو قواعد أو أهداف محددة من أجل لفت نظرك أو إرضاء غاياتك، وازدادَ الحديث عن هذين النوعين وتأثير كلٍ منهما على النفس البشرية، واعتقدَ البعض أنَ الحب غير المشروط لا يتواجد في عالمنا ونادر جداً، ولذلك ما الفرق بين الحب المشروط والحب الغير مشروط؟

الحب الغير مشروط

ما المقصود بالحب المشروط؟

إنهُ من أكثر أنواع الحب انتشاراً في عالمنا وخاصةً في عصرنا الحالي، في الحقيقة إنهُ حب مؤلم وغير حقيقي لأنهُ قائم على شروطٍ معينة، على سبيل المثال {أمجد شاب في مقتبل العمر يحب فتاة تُدعى رؤى لأنها جميلة جداً وشعرها طويل وبشرتها ناعمة} ولكن هذا الحب قد يتناقص معَ مرور الزمن لأنَ الجمال الخارجي لن يبقَ طويلاً.

علاوة على ذلك، مثال آخر {أسماء فتاة في منتصف العشرينات عالقة في حب شاب مقتدر مادياً ويملك منزل وسيارة فاخرة} وتشترط عليه في نوع الملابس الذي يرتديها أو الحاجات السلوكية التي يفعلها وإذا حدثَ أي موقفٍ سيءٍ لهُ تبتعد عنهُ لأنَ هذا الحب مشروط بالمال والثراء.

بالإضافة، يُقصد بالحب المشروط أيضاً هوَ توافر صفات محددة في الطرف الآخر مثلاً أن يكون من طائفةٍ معينة وحالته الصحيّة سليمة وعينيه بلونٍ معين وصفاته الفسيولوجية والفكرية محددة من قِبَل الفرد من أجل الارتباط بهِ، لأنَ بعض الأفراد لا يقبلون الإنسان الذي يُعاني من مشكلةٍ صحيّة أو من فقرٍ مادي أو غير متعلم أو قصير الطول أو جسده ممتلئ.

كما أنَ الحب المشروط لا يقتصر على الشريكين فقط، للأسف قد يدخل في العلاقات الأسرية بينَ الوالدين والأطفال، وبالرغم من أنَ الأم أو الأب لا يهتمون لهذه الفكرة إلّا أنها تُؤثر على أطفالهم، مثال على ذلك {صغيري أمجد إن قمتَ بحل واجباتك المدرسية قبلَ حلول المساء سأحبك أكثر}.

فمن هنا يشعر الطفل أنهُ منهمك بالواجبات المطلوبة منهُ من أجل إرضاء والديه، وعندما يكبر قليلاً يشعر بأنَ أعماله التي يُنجزها مرتبطة بحب والديه لهُ، فتقلّ ثقته بنفسه ويشعر أنهُ ليسَ محبوباً إلّا بشروطٍ عليهِ تنفيذها، وللأسف قد تُؤثر عليه في حياته ويتعرّض للذل من أجل كسب حب الآخرين لهُ من خلال تنفيذ كل شيء يطلبونه منه.

ما المقصود بالحب الغير مشروط Unconditional Love؟

يعتبرهُ البعض أكذوبة ولا يُمكن لأي إنسان أن يُحب أحداً بهذه الطريقة دون أي قيود أو شروط أو أهداف، ولكنهُ موجود بالفعل بنسبةٍ قليلة، فيُقصد بهِ {الحب الحقيقي} غير القائم على حاجاتٍ نفسية وسلوكية أو فكرية وجسدية للطرف الآخر، بمعنى أدق {أنا لا أحبك لمظهرك الخارجي أو لحالتك المادية أو لمستواك الثقافي}.

فالحب الغير مشروط يشعر الإنسان من خلاله بطاقة حب كبيرة تجاهَ الطرف الآخر بالرغم من عيوبه وصفاته السيئة، ويُعتبر منَ المشاعر النقية والصادقة فلا يتوقع الإنسان المُصاب بهذا النوع منَ الحب أي مقابلٍ منَ الشخص الذي يحبه ولا يتوقع منهُ أي ردود.

ومن هنا علينا الذكر أنَ هذا الحب قد يكون إيجابي وسلبي في آنٍ معاً، لأنَ البعض يعتبره إذلال وقلّة ثقة بالنفس أن تحب إنساناً لا يهتم بتواجدك أو تقع في علاقة حب تستنزف طاقاتك معَ الشخص الخطأ، والبعض الآخر يعتبرهُ إيجابي من جهة حب الأم لطفلها والأب لطفلته دون أي شروط كونهُ مهم في بناء ثقة الطفل بنفسه وزيادة قدرته على حب شخصيته.

هل يُمكنني الاستفادة من إيجابيات الحب الغير مشروط؟

بالطبع، لا تكن من فئة الأشخاص الذينَ يحبون أي شيء لغايةٍ محددة، فهل لكَ أن تتخيل أنَ أغلب الأفراد يقفون أمامَ المرآة ويقولون {إذا غيّرت مظهر أنفي سأحب نفسي أكثر}، ولذلك يُمكنكَ البدء من نفسك في الحب الغير مشروط من خلال:

  • ابدأ بنفسك أولاً: حاول الجلوس في مكانٍ بعيد واذكر جميع صفاتك الإيجابية والسلبية والأحداث التي مررتَ بها والأهداف التي تطمح لها، وابدأ بحب نفسك منَ الداخل، لأنكَ تستحق الحب والحنان مهما فعلت، فتقبل عيوبك وأخطائك ومسامحة نفسك وحب ذاتك من أهم الخطوات التي عليكَ اتباعها لبدء رحلتك في الحب الغير مشروط.
  • تقديم الحب لأسرتك: لا تنتظر من والدك شراء هاتف جديد لكَ أو دفع أقساطك الجامعية من أجل زيادة حبك له، ولا تنتظر من شقيقتك أن تكون طيبة وتُصغي لكَ من أجل حبها، فإذا شعرتَ بأنَ أحد أفراد أسرتك يُعاني من مشكلةٍ نفسية أو ضيق حاول التخفيف عنه ومدّ يد العون والتعبير عن مشاعر حبك لهُ دونَ انتظار أي مقابل.
  • سامح دائماً: بالتأكيد عليكَ الابتعاد عن أي إنسانٍ سلبي محيط بكَ أو يُسبب لكَ الأذى، ولكن لا تحمل في قلبك الكراهية والغضب والضغينة تجاهَ الأشخاص الذينَ أزعجوك في الماضي، سامحهم من داخلك ولا تنتظر منهم الاعتذار.
  • تقبل الطرف الآخر: إذا كنتَ مرتبط في علاقةٍ عاطفية سليمة حاول ألا تُغيّر شريك حياتك أو تطلب منهُ أمور يفعلها حتى تحبه أكثر، فلا تطلب من زوجتك تغيير لون شعرها حتى يزداد حبك لها أو التخلي عن وظيفتها حتى ترتبط بها.

شعور الحب لا يقتصر على الأنثى والرجل فقط، فكل شيء من حولنا يحتاج للحب سواءً حب الله والطبيعة والحياة والنفس والعمل، فالحب شعور عميق، لا تدع الشروط أو الغايات تُسيطر عليك في إبداء مشاعرك تجاهَ الأشياء من حولك، بل حاول أن تمنح الحب من أعماق قلبك دون مقابل معَ الأشخاص المناسبين.

وتذكر دائماً أنَ الحب النقي أجمل بكثير منَ الحب القائم على شروطٍ معينة، ولكل أم وأب {أجمل هدية تُقدّمونها لأطفالكم هيَ منحهم الحب والحنان دون توقع أي نتيجةٍ أو فعلٍ منهم}.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق