المراهقة المتأخرة عند الرجال وطرق التعامل معها

المراهقة المتأخرة عند الرجال وطرق التعامل معها
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

المراهقة المتأخرة عند الرجال

يمرّ كل فردٍ منّا بمراحلٍ مختلفة من حياته، وكل مرحلة لها مميزاتها وتفاصيلها الجميلة التي تظلّ عالقة في الذاكرة، فيُولد الجنين ومن ثمَ يكبر ويدخل إلى مرحلة الطفولة والتعلم من خلال المدرسة، وعندما يصل إلى عمر 13 عاماً يدخل في مرحلة المراهقة، وهيَ مرحلة مؤقتة تستمر حتى بداية العشرينات، فيُعاني معظم الآباء والأمهات من تصرفات أطفالهم وتسرّعهم وإهمالهم لدراستهم ومحاولة دخولهم في علاقاتٍ عاطفية.

ومنَ الجدير بالذكر، أنه لم يقم الكثير من الأشخاص بتجربة مرحلة المراهقة، كونهم انشغلوا بحياتهم الدراسية أو عَمِلوا في عمرٍ مبكّر وساندوا والديهم، فكانت هذه المرحلة لديهم طبيعية لم تتخلّلها أي تصرفات أو سلوكيات خاطئة، وبالتالي يُصابون بها في مرحلةٍ متأخرة من عمرهم، فبعض الرجال قد تجاوزَ عمرهم الستين، ولكنهم ما زالوا يُراهقون وكأنهم في بداية بلوغهم.

ونوّد الإشارة، أن المراهقة المتأخرة تُصيب الرجال بنسبةٍ أكبر منَ النساء، وللأسف ينتج عنها مشاكل زوجية وعائلية بسبب جهلة الأربعين أو الخمسين التي يعبر بها الأب، ولذلك ما المقصود بالمراهقة المتأخرة عند الرجال؟ وما هي أعراضها؟ أسباب الإصابة بها؟ وطرق التعامل معها؟

علاج المراهقة المتأخرة عند الرجال

ما المقصود بالمراهقة المتأخرة عند الرجال؟

يُمكن القول أنَ تصرفات الرجل الناضج في عمر الأربعين والخمسين تتغيّر بشكلٍ مفاجئ، فيُصاب بمراهقة متأخرة تجعلهُ يدخل في حالة غير طبيعية، فيُحاول التعرّف على الفتيات والخروج معهنّ وعمل صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وإضافة صور لهُ وكأنهُ في بداية العشرينات.

وبالرغم من أنَ معظم الرجال يُصابون بالمراهقة المتأخرة، إلّا أنَ طريقة تعاملهم معها تختلف من رجلٍ لآخر، فقد وصلَ الأمر ببعض الرجال هدم منازلهم وحياتهم الزوجية بسبب تصرفاتهم الطائشة، فمهما كانت مكانة الرجل الاجتماعية ومنصبه والشهادات التي حصلَ عليها وعدد أولاده وشهاداتهم، إلّا أنهُ لا يُقدّر هذه التفاصيل ويستمر بفعل تصرفات لا تُناسب سنّه.

فمنَ المُمكن أن يخون زوجته أو يرتدي ملابس شبابية ملفتة للنظر أو يقوم بسلوكيات تُؤدي للتقليل منه.

ما هي أعراض الإصابة بالمراهقة المتأخرة عند الرجال؟

توجد عدّة علامات تظهر على الرجل، بإمكانك الانتباه لها:

  • محاولة التعرّف على السيدات في مكان عمله.
  • التحدث معَ النساء على الفيسبوك أو الانستجرام أو أي تطبيقٍ آخر.
  • الاعتناء بمظهره الخارجي وشراء ملابس جديدة عصرية وصبغ شعره الشائب والوقوف أمامَ المرآة ووضع العطورات والاعتماد على تسريحات شبابية.
  • محاولة لفت الأنظار إليه من خلال ماركات الملابس التي يرتديها أو سيارته التي يقودها أو جهازه الذكي الذي يعمل عليه.
  • إهمال زوجته وأولاده.
  • اعتماد على كلام الغزل والحب تجاهَ النساء.
  • العصبية وعدم القدرة على الدخول في نقاش معه.
  • الاهتمام بالموسيقى والأغاني الشبابية.
  • إهمال مسؤولياته تجاهَ عائلته.

ما هي أبرز أسباب الإصابة بالمراهقة المتأخرة عند الرجال؟

توجد عدّة عوامل تُساعد في زيادة الإصابة بهذه المشكلة، مثل:

  • الحرمان والقسوة: منَ المُمكن أن يكون الرجل قد واجهَ في طفولته قسوة من والديه وعدم اهتمام والدته بهِ واعتماده على نفسه في عمرٍ مبكّر، ممّا أدّى لفقدان شعوره بالحنان، فإذا حرمَ من دراسته وحياته الجامعية، قد يصل لهذا العمر ويُصاب بالمراهقة المتأخرة لتعويض الحرمان.
  • زواج تقليدي: ليسَ سبب أساسي بالتأكيد، فالكثير منَ الرجال تزوجوا فتيات دون أي علاقة حب سابقة، وتكلّلَ زواجهم بالنجاح، ولكن إذا لم تكن الفتاة من اختيار الشاب في بداية حياته، وارتبطَ بها بسبب والديه كونهم لاحظوا أنها فتاة مثالية للزواج، فمن المحتمل أن يستعيد شبابه ويدخل في علاقةٍ عاطفية معَ امرأة أخرى وهوَ في بداية الأربعين أو الخمسين.
  • الشعور بالنقص: منَ العوامل التي تُؤدي للتصابي عند الرجال، فإذا لاحظوا أنَ الشيب يملأ رأسهم وأنهم يُعانون من أمراضٍ عديدة وتجاعيد وترهلات في الوجه، يُحاولون استعادة شبابهم من خلال ارتداء ألوان عصرية وملابس ملفتة.
  • الملل والفراغ: بعض الرجال واجهوا حياة قاسية، فقد عَمِلوا في عدّة مجالات ولساعاتٍ طويلة من أجل تأمين مستلزمات منزلهم وأطفالهم، وعندما وصلوا لمرحلة التقاعد، منَ المُمكن أنهم قد شعروا بالفراغ والملل، وحاولوا استعادة شبابهم الضائع من خلال تصرفاتهم وسلوكياتهم وتفكيرهم.
  • الروتين المنتظم: قد يشعر الرجل بحالةٍ رتيبة في منزله، فيُلاحظ أنَ زوجته تقضي أوقاتها معَ أطفالها وفي عملها الخاص، فيشعر بفقدان الاهتمام والملل، ممّا يدفعه إلى الدخول في علاقةٍ جديدة.

ما هي طرق التعامل مع المراهقة المتأخرة عند الرجال؟

هل تُعاني من زوجك المراهق؟ إذاً ما عليكِ إلّا اتباع الخطوات الآتية للتعامل معه:

  • التجديد والاهتمام: في البداية يجب الجلوس معَ أولادك وطلب الاهتمام منهم بوالدهم أكثر، وخاصةً إذا تحوّلت تصرفاته بشكلٍ مفاجئ، بإمكانك تجديد طاقة منزلك وتغيير الأثاث والديكور لخلق طاقة إيجابية، ومن ثمَ الاهتمام بنفسك من خلال ملابسك ورائحتك وبشرتك الناعمة، والتقرّب من زوجك ومنحه الحب والتعبير عن مشاعرك تجاهه.

بالإضافة لأهمية اجتماع العائلة يومياً في المساء، دون الاعتماد على الهواتف أو التلفاز، ومناقشة أطفالك لوالدهم والتحدث معه والتعبير عن اهتمامهم بهِ.

  • تغيير أفكارك: إذا كنتَ تُحاول تغيير تصرفاتك الطائشة وأنتَ في الأربعين، ما عليك إلّا الاهتمام بنفسك وزيادة ثقتك بها، لأنَ الشعور بالنقص يدفعك للبحث عن سلوكيات ملفتة لنظر الآخرين، حاول الاهتمام بنظافتك وملابسك ولكن بشكلٍ راقي.

تجنب أي مبالغة في تسريحات شعرك أو ملابسك، وحاول التسجيل في نادي رياضي لتفريغ طاقتك والقيام بأنشطة جديدة لكسر الملل والروتين الذي تُعاني منه.

  • ممارسة شيء تُحبّه: بدلاً من قضاء أوقاتك في التحدث معَ النساء أو الدخول في علاقة عاطفية وخيانة زوجتك ومن ثمَ الندم بعدها، بإمكانك تعويض كل شيء كنتَ تطمح إليه في مرحلة الشباب، ولم تستطيع إنجازه بسبب العمل والضغط.

حاول ممارسة هوايتك في العزف أو الرسم أو الشطرنج أو مساعدة الآخرين أو افتتاح مشروعك الخاص، فمهما كانَ عمرك إذا كنتَ تتمتّع بصحةٍ جيدة فأنتَ قادر على العمل والنجاح.

  • الوعي تجاهَ الرجل المراهق: إذا لاحظتَ أنَ والدك يتصرّف تصرفاتٍ متهورة ومؤذية لحياتكم، لا تُحاول خلق مشكلة معه وإهماله، لأنهُ في هذه الحالة لا يحتاج إلّا للاستيعاب والحنان والحب، فالأب قد يُواجه مصاعب الحياة بأكملها حتى يكبر أطفاله، وإذا لاحظَ انشغالهم عنه سيفقد ثقته بنفسه ويشعر بالإهمال، لذلك لا بدّ من احترامه والاهتمام بهِ قدر الإمكان.

عليكَ دراسة كل خطوة قبلَ فعلها، فأنتَ رجل ناضج ولكَ مكانة مميزة في المجتمع مهما كانت مهنتك، وبالتأكيد تملك عقل قادر على استيعاب المشكلة التي ستتّسبب بحدوثها، فلا تُحاول التهور في أي تصرف، لأنكَ قد تخسر زوجتك ومنزلك وحياتك واحترام الآخرين لكَ، وستشعر بالندم بعدَ فوات الأوان، فالأفضل مساعدة نفسك في هذه المرحلة وعدم الانصياع لها.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق