الكبد الوبائي
الكبد الوبائي أو التهاب الكبد، هو مرض فيروسي يتسبب في تورم أو تضرر أنسجة الكبد، ويمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى تلف الأنسجة، ويؤثر على جودة وظائفها الطبيعية، وغالبًا ما يحدث نتيجة الإصابة بعدوى يمكن أن تقود إلى إصابة حادة وقصيرة المدى، أو إصابة مزمنة وطويلة المدى، وهذا يختلف بحسب أسباب الإصابة ونوع الفايروس المسبب لمرض الكبد الوبائي، وسيهتم هذا المقال بتكوين دليل متكامل عن معظم المعلومات المرتبطة بمرض الكبد الوبائي، وذلك يشمل أنواعه، أسبابه، الوقاية من الكبد الوبائي، طرق تشخيصه وعلاجه.(1)
أعراض الإصابة بالكبد الوبائي
غالبًا لا تظهر أعراض واضحة لدى المصابين بالتهاب الكبد الوبائي، ولكن يمكن أن تظهر بعض الأعراض في حال كانت الإصابة بالمرض شديدة مثل: (1)
- اليرقان أو الإصفرار.
- الإعياء والتعب.
- فقدان الشهية.
- الحمى.
- الم البطن، ويمكن أن يصل الأمر إلى الغثيان والقيء.
- لون البول الداكن.
- ألم المفاصل.
في حال كانت الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي من النوع المزمن فيمكن أن لا تظهر الأعراض إلى بعد سنوات، ويساهم الكشف المبكر لالتهاب الكبد الوبائي على مكافحة العديد من المضاعفات مثل تليف الكبد، فشل الكبد وسرطان الكبد، ومن المهم الإطلاع على فقرة الوقاية من الكبد الوبائي لمعرفة طرق تجنب الإصابة به.
أنواع الإصابة بالكبد الوبائي
حين يقوم الطبيب بتشخيص المريض بإصابته بالكبد الوبائي، يجدر به أيضًا تحديد نوعه، وذلك لأن مرض الكبد الوبائي يندرج تحته خمسة أنواع، وكل نوع منهم يصيب الإنسان لسبب مختلف، وفيما يلي أنواع الإصابة بمرض الكبد الوبائي: (2)
الكبد الوبائي من النوع A
وهو أبسط نوع من أنواع الكبد الوبائي، ويصاب به الإنسان نتيجة شربه أو تناوله طعامًا ملوثًا بفايروس الكبد الوبائي، وغالبًا ما تتكفل مناعة الإنسان الطبيعية في الشفاء منه، ولا يتسبب بأي أذى على المدى الطويل، ومن الجدير بالذكر بأن فقط 20% من المصابين بالكبد الوبائي بحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى ومتابع وضعهم الصحي، وهذا نتيجة اللقاح الذي يمنع الإصابة به.(2)
الكبد الوبائي من النوع B
وهو نوع من أنواع الكبد الوبائي والذي ينتقل عن طريق ممارسة العلاقة الحميمة مع شخص مصاب بالفايروس، أو نتيجة مشاركة الإبرة عند تعاطي المخدرات، بالإضافة إلى انتقاله من الأمهات إلى أطفالهن حديثي الولادة خلال عملية الولادة، ويتحسن معظم المصابين به، ولكن نسبة بسيطة من المصابين لا يتم شفائهم تمامًا منه، ويصبحون ناقلين للمرض حتى وإن اختفت الأعراض لديهم.(2)
الكبد الوبائي من النوع C
وهو نوع من أنواع الكبد الوبائي ينتقل عن طريق ملامسة دم أو ابر ملوثة بالفايروس المسبب للمرض، ويمكن أن ينتقل أيضًا نتيجة استخدام ابر ملوثة لحقن المخدرات أو حقن رسم الوشم، وفي بعض الأحيان لا تظهر على المصاب أي أعراض، أو يمكن أن تظهر بعض الأعراض البسيطة، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تؤدي الإصابة به إلى الإصابة بتليف الكبد.(2)
الكبد الوبائي من النوع D
وهذا النوع من أنواع الكبد الوبائي يصيب الإنسان فقط إذا كان مصابًا في السابق بالتهاب الكبد الوبائي من النوع B، وغالبًا ما يجعل المرض أكثر حدة، ويمكن أيضًا أن ينتقل من الأم إلى طفلها، أو من خلال ممارسة العلاقة الحميمة مع شخص مصاب.(2)
الكبد الوبائي من النوع E
وهذا النوع من التهاب الكبد الوبائي ينتشر بشكل رئيسي في آسيا، المكسيك، الهند وأفريقيا، وإذا حدث وأصيب شخص من خارج هذه المناطق فهو يكون ناقلًا للعدوى منها، ويصيب هذا النوع من أنواع الكبد الوبائي الإنسان نتيجة شربه أو تناوله لشيئ ملوث بالفايروس المسبب للمرض، تمامًا مثل الكبد الوبائي من النوع A.
أسباب الإصابة بالكبد الوبائي
تم توضيح بعض أسباب الإصابة بالكبد الوبائي والمتعلقة بأنواع الإصابة به في الفقرة السابقة، وفي هذه الفقرة سيتم ذكر كافة الأسباب التي يمكن أن تقود إلى الإصابة بالكبد الوبائي، وبالتأكيد تجنب هذه الأسباب يعد من سبل الوقاية من الكبد الوبائي: (3)
- الإفراط في شرب الكحول.
- ممارسة العلاقات الغير شرعية.
- مشاركة الإبر لمن يتعاطى المخدرات، أو الحقن الوريدية للأدوية.
- القيام بالوشم بابر ملوثة.
- التغذية الغير سليمة ومن الأماكن المكشوفة أو الملوثة.
- العمل في المستشفيات والمراكز الصحية.
- السفر إلى مناطق تعاني من سوء الصرف الصحي والنظافة.
- القيام بعملية غسيل الكلى لفترة طويلة وفي غياب التركيز على التعقيم المستمر.
ومن المهم بشكل عام التركيز على عملية التعقيم المستمر لغرض الوقاية من الكبد الوبائي، وخصوصًا لدى العاملين في القطاع الصحي، حيث يمكن أن يقود التعامل مع عينات الدم للمصابين أو خدش الإبرة لأخصائي التحاليل الطبية خلال عملية سحب الدم إلى الإصابة بالفايروس المسبب للكبد الوبائي، وهذا مثال على العديد من الممارسات التي يمكن أن تنقل المرض.
الوقاية من الكبد الوبائي
كما يقول المثل الشعبي:” الوقاية خير من العلاج”، ولذلك من المهم التوجه إلى طرق الوقاية من الكبد الوبائي، وفيما يلي أبرز طرق الوقاية منه: (3)
- عدم مشاركة الإبر عند تعاطي الأدوية تعد من أبرز سبل الوقاية من الكبد الوبائي.
- ممارسة العلاقات الحميمة الآمنة وبطرق شرعية عن طريق الزواج فقط.
- الحصول على لقاح الوقاية من الكبد الوبائي من النوع A ومن النوع B.
- الإلتزام بالنظافة الشخصية والتعقيم المستمر وخصوصًا للعاملين في القطاع الصحي.
- أخذ الحيطة والحذر والإلتزام بكافة سبل السلامة للمسافرين إلى دول تعاني من سوء الصرف الصحي، بالإضافة إلى الحرص على أخذ لقاحات الوقاية من الكبد الوبائي قبل السفر.
- شرب المياه المعبأة في قارورات عند السفر إلى بلد أجنبي، وذلك للتأكد من نظافة المياه والوقاية من الكبد الوبائي.
ليس فقط العاملين في الرعاية الصحية من يجب عليهم مراعاة سبل الوقاية من الكبد الوبائي، ولكن وبشكل عام فالوقاية من الأمراض والتعقيم المستمر تعد ضرورية للجميع، وبشكل خاص يجب الإلتزام بها أيضًا للعاملين في المطاعم، دور رعاية المسنين أو لمن يزورون المستشفيات باستمرار.
تشخيص الإصابة بالكبد الوبائي
يقوم الطبيب بالعديد من الفحوصات والإختبارات لتشخيص الإصابة بالكبد الوبائي في أنواعه المختلفة، وفيما يلي مراحل تشخيص الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي: (4)
- الفحص البدني: حيث يضغط الطبيب على البطن برفق لمعرفة مدى تأثر الكبد بالمرض، وهل يشعر المريض بألم أم لا، بالإضافة إلى فحص لون الجلد والعينين للكشف عن وجود اليرقان.
- الفحص المخبري: حيث يستطيع المختبر القيام بالفحوصات على عينة الدم سحبت من الوريد، ومعرفة نوع الفايروس المسبب للمرض، وشدة الإصابة به، بالإضافة إلى معرفة ما إذا كان الشخص المصاب مسببًا للعدوى أم لا.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: وذلك لمعرفة حال الكبد وتشخيص الإصابة بتليف الكبد.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: ويمكن أن يطلبه الطبيب خصوصًا حين وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الكبد.
- خزعة الكبد: ويمكن أن يطلب الطبيب أخذ خزعة من الكبد عند ثبوت الإصابة بتليف الكبد، وذلك بغرض معرفة مدى تليف الكبد.
علاج الكبد الوبائي
في الغالب يعتمد علاج الكبد الوبائي على نوع المرض ودرجة الإصابة به، عادةً لا يحتاج المريض إلى زيارة المستشفى إلا إذا أصبح غير قادر على الأكل، الشرب أو التقيؤ، ويمكن أن يشفى الكبد تمامًا في غضون شهرين مع الحفاظ على التغذية الصحية وشرب المياه باستمرار.(5)
يمكن أن يوصي الأطباء باستخدام بعض الأدوية المضادة للفيروسات في حال الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي من النوع B، ولكن ما زالت العلاجات الدوائية للمصابين بالتهاب الكبد الوبائي من النوع C معقدة بعض الشيء نتيجة لصعوبة تحمل الآثار الجانبية.(5)
المراجع:
- https://medlineplus.gov/hepatitis.html
- https://www.webmd.com/hepatitis/understanding-hepatitis-basics
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4245-hepatitis-viral-hepatitis-a-b–c/prevention
- https://nyulangone.org/conditions/hepatitis-a-b-c/diagnosis
- https://www.webmd.com/hepatitis/understanding-hepatitis-treatment