تسمم الحمل.. أعراضه أسبابه وعلاجه
لا شكَّ أنَ مرحلة الحمل والولادة والأمومة واحدة من أجمل المراحل وأصعبها على الإطلاق، فكل أنثى تحلم بأن تُنجب أطفالاً سليمين بدنياً ونفسياً، ولكن هذه الأنثى قد تفقد الكثير من صحة أسنانها وعظامها وتتدهور حالتها النفسية إذا لم تتلقى الدعم المعنوي منَ الآخرين والدعم الغذائي المليء بالفيتامينات والمعادن والعادات الصحيّة، فنلاحظ أنَ الكثير منَ النساء تُهمل صحتّها ولا تتناول إلّا وجبة أو وجبتين يومياً أثناءَ حملها دونَ التركيز على الأطعمة التي تُؤثر على جنينها وعلى جسدها وتزيد من صحتّهما لتجنب تدهور الصحة بعدَ الولادة.
فمنَ الجدير بالذكر، أنَ المرأة بشكلٍ عام عليها الحصول على قدرٍ كافٍ منَ الغذاء وإجراء التحاليل الطبيّة المستمرة للاطمئنان على حالتها الصحيّة، وأثناءَ مرحلة الحمل يجب الاهتمام أكثر في كل شهر من هذه المرحلة من خلال التركيز على حمض الفوليك والمكملات الغذائية وتجنب الأطعمة الضارّة بالصحة، ولكن بالرغم من ذلك تُصاب أغلب النساء في مرحلة ما قبل الولادة {بتسمم الحمل}، هذا التسمم يُعتبر منَ الحالات الخطيرة التي تحتوي على مضاعفاتٍ تُؤثر على المرأة إذا لم يتم العلاج في وقتٍ مبكر، فما هوَ تسمم الحمل؟ وما هيَ أعراضه؟ أسبابه؟ وطرق علاجه؟
ما المقصود بتسمم الحمل؟
إنهُ عبارة عن حالةٍ خطيرة تُسمى أيضاً {ارتفاع ضغط الدم الحملي البروتيني} يحدث عادةً خلالَ مرحلة الحمل وتحديداً بعدَ مرور حوالي 5 أشهر على فترة الحمل بالجنين، فيتواجد بروتين داخل بول المرأة وتشعر من خلاله بارتفاع ضغط الدم والتوّرمات، ويُؤثر بشكلٍ كبير على صحتّها ومنَ المُمكن أن يصل تأثيره إلى الجنين ويُشكّل خطورة عليه.
ونوّد الإشارة، أنهُ إذا لم يتم إجراء الفحوصات الطبيّة والاطمئنان على حالة المرأة بشكلٍ مستمر خلالَ حملها، فمنَ المُمكن أن يُؤدي هذا التسمم إلى مضاعفاتٍ حادّة وخاصةً أنهُ يُتلف عضو محدد في الجسم مثل الكلى أو الكبد، وعادةً يُشير الأطباء إلى أهمية الولادة المبكرة للحفاظ على صحة الأم وجنينها، أما إذا جاءَ هذا التسمم في المراحل الأولى منَ الحمل فيجب الإجهاض حتى لا يُشكّل خطورة على حياة الأم.
ما هيَ أعراض تسمم الحمل؟
يُمكننا القول أنَ تسمم الحمل في بعض الأحيان لا يتم الشعور بأعراضه إلّا في وقتٍ متأخر، ولذلك نوصي دائماً بمراقبة ضغط الدم وإجراء التحاليل للاطمئنان على الصحة، ومن أبرز أعراضه الشائعة:
- الشعور بألمٍ في الرأس.
- زيادة نسب البروتين داخل البول.
- حساسية الرؤية وعدم التركيز في الأشياء ووضوحها.
- الحاجة إلى القيء.
- زيادة الوزن.
- الشعور بضيقٍ في التنفس.
- ظهور توّرمات على بعض أجزاء الجسم مثل الوجه والأطراف.
- الشعور بألمٍ خفيف في أعلى البطن من جهة اليمين.
ما هيَ أسباب الإصابة بتسمم الحمل؟
بالتأكيد، توجد عدّة أسباب وعوامل تُؤدي لزيادة خطر الإصابة بهذا التسمم أثناءَ فترة الحمل، ومن أبرزها:
مشكلات في الأوعية الدموية:
قد يكون السبب الكامن وراءَ الإصابة بهذا التسمم هوَ تراجع عمل الأوعية الدموية بشكلٍ طبيعيٍ وسليم بحيث لا يُرسل الدم الكافي إلى المشيمة التي تهتم بتغذية الجنين، وقد يكون بسبب وجود تلف في هذه الأوعية أو عدم كفاية كمية الدم وتدّفقه إلى الرحم.
متلازمة تكيس المبايض:
إذا كانت المرأة مُصابة بهذه المتلازمة التي تُعتبر واحدة منَ المشكلات الهرمونية، فإنها تُؤثر عليها بشكلٍ سلبي أثناءَ فترة الحمل وتُؤدي لمضاعفاتٍ عديدة عليها من أبرزها الإصابة بتسمم الحمل.
التقدّم في العمر:
تحدث أحياناً حالات الحمل في وقتٍ متأخرٍ عندَ المرأة، وفي أغلب الأحيان تُسبب الإصابة بتسمم الحمل إذا بلغت المرأة سن ال40 عاماً.
منَ المُمكن الإصابة بهذا التسمم إذا كانت المرأة خضعت للإخصاب المختبري أي بمعنى الحمل بطفل أنبوب.
إذا كانت المرأة تُعاني من أي أمراضٍ في الدم أو السكري أو أمراض الكلى، فيوجد احتمال كبير إصابتها بالتسمم الحملي.
إذا كانت الأم لا تتلقى الرعاية الفائقة من حيث الأغذية والمكملات والتحاليل والدعم المعنوي، فيوجد احتمال كبير إصابتها بهِ بسبب سوء التغذية.
ما هيَ طرق علاج تسمم الحمل؟
قبلَ العلاج يجب على الطبيب أن يقوم بإجراء الفحص الشامل لكِ وتشخيص حالتك من خلال البحث عن تاريخك العائلي والطبيّ، ويأخذ عدّة تحاليل تضمّ {تحاليل للكلى، للكبد، للدم} للتأكدّ من عمل كل واحدة ومن ثمَ الاستعانة بأشعة الموجات فوقَ الصوتية والبدء بالعلاج عندما يتم التأكدّ منَ الإصابة بهِ، والعلاج يتم عن طريق:
- الولادة: يجب على المرأة أن تتقبل الواقع وتلجأ للولادة التي ستحدّ من تطوّر انتشار هذا التسمم وتحدّ من خطورته على الجنين والأم.
- الأدوية: إنَ الولادة هيَ أفضل حل لعلاج هذا المرض ولكن في أغلب الأحيان تُصاب بهِ المرأة قبلَ الأسبوع 37 منَ الحمل، وبالتالي لا يُمكن ولادة الطفل لعدم اكتمال نموّه، ولذلك يلجأ الطبيب إلى وضع الحامل في غرفةٍ مريحة للإشراف على حالتها الصحيّة وإعطائها الأدوية في مواعيدها التي تتضمّن حقن الستيرويد أو التي تعمل على خفض الدم المرتفع.
ما هيَ أفضل 4 نصائح للوقاية من تسمم الحمل؟
إذا كنتِ حامل في الأشهر الأولى أو متزوجة حديثاً وتخشين منَ الإصابة بتسمم الحمل أثناءَ هذه المرحلة، فما عليكِ إلّا اتباع النصائح التالية للحفاظ على صحتّك وصحة جنينك:
- الابتعاد عن الأطعمة المشبعة بالدهون: عليكِ التركيز على أهمية اختيار الأغذية التي يجب تناولها، فيُمكنكِ تناول الخضار والفواكه والابتعاد عن الوجبات السريعة أو الجاهزة التي تُباع في الأماكن العامة، لأنها معرّضة للبكتيريا ومشبعة بالنشويات والدهون والبعض منها مليء بالصوديوم بنسبٍ مرتفعة.
- التخفيف منَ الملح: إذا كنتِ من عشاق الطعام المالح، فيجب تغيير هذه العادة والابتعاد عن رش الملح الزائد فوقَ الطعام لتجنب خطر الإصابة بالتسمم الحملي.
- إجراء الفحوصات الطبيّة: عليكِ التأكدّ من قياس ضغط الدم والاطمئنان على صحتّك بشكلٍ منتظم وتجنب إهمال هذه الخطوة لأنها تكشف عن الإصابة بأي أعراضٍ مبكرة وتُسارع في السيطرة عليها وعلاجها.
- اتباع العادات الصحيّة: أثناءَ النوم عليكِ الاستلقاء على جانبك الأيسر لوصول الدم إلى الرحم بشكلٍ طبيعي ومنتظم، ويُنصح بالابتعاد عن أي مثيرٍ خارجي يُسبب لكِ التوتر والانزعاج والقلق، ويُفضّل عدم تناول أي نوعٍ منَ المكملات أو الفيتامينات دونَ استشارة الطبيب المختص، وابتعدي عن المشروبات الكحولية والشيشة أو الدخان وعليكِ شرب الماء بكمياتٍ كافية للترطيب الداخلي.
يجب عليكِ أن تهتمي بصحتّك النفسية والجسدية وتُؤمني بقدراتك وبأنكِ فتاة قوية مهما اشتدّت عليكِ الصعاب، فكل امرأة تتعرّض للكثير منَ الضغوطات والآلام سواءً خلالَ فترة البلوغ أو الحمل أو الإنجاب وجميع هذه المراحل عليكِ تثقيف نفسكِ بها من خلال القراءة عنها والاهتمام بنفسك منَ الناحية الغذائية والبدنية، وذلكَ لتجنب تدهور صحتّك والإصابة بالهشاشة والضعف عندما تصلين لمراحلٍ متقدمة منَ العمر.
{{نأمل أن يعجبكنَّ المقال أيتها الرائعات}}.